You are currently viewing “شوك الفقراء” على موائد الأغنياء

“شوك الفقراء” على موائد الأغنياء

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

مع ساعات الفجر الأولى تبدأ حكاية الشوك، والاستعداد ليوم شاق يكون في نهايته الإنجاز بجني بعض المال ضمن دائرة إنتاج متشعبة التفاصيل.

هي يوميات أم أحمد معروف في رحلة البحث عن الحياة لأبنائها مستغلة موسم نبات العكوب الشوكي والذي يلقى حضورا لافتا على موائد من استطاع إليه سبيلا في ظل ارتفاع أسعاره وتجاوز سعر الكيلو الواحد منه 70 شيقلا.

وللعكوب حضوره الخاص على موائد أهالي مدينة نابلس، وقد ذكرته الشاعرة الراحلة فدوى طوقان في سيرتها الذاتية “رحلة جبلية.. رحلة صعبة” كشهادة ميلاد لها، فهي لا تعرف تاريخ ميلادها الحقيقي لكنها تقول “ولدتني أمي وهي تنظف أكواز العكوب من أشواكها”، في إشارة إلى أن ولادتها كانت في موسم العكوب دون معرفة تاريخ محدد لذلك.

وتبدأ أم أحمد يومها بصلاة الفجر، والانطلاق نحو جبال الأغوار، بحثا عن العكوب الذي ينبت بشكل متفرق وعشوائي، ويحتاج البحث عنه إلى خبرة وتمرس في معرفة الأماكن الوفيرة بالنبات الشوكي.

أم أحمد التي تمارس هذا العمل منذ سنوات لا تجد الأمر مجديا كثيرا، لكنها تحاول أن تساند عائلتها بما تستطيع من جهد، موضحة أن الأسعار التي يباع بها العكوب في الأسواق لا يحصل عليها قاطف العكوب وحده، وإنما تذهب لدائرة إنتاج واسعة، تبدأ من القاطفين إلى الأسواق ومن ثم إلى مرحلة التعكيب التي تعمل بها الكثير من النساء وصولا إلى البائع مرة أخرى ومن ثم إلى المستهلك.

وتقول أم أحمد أن موسم العكوب قصير جدا ولا يتعدى الشهرين في أحسن الأحوال ويكون في شهري شباط وآذار من كل عام.

وفي الوقت الذي يفضل فيه الميسورون شراء العكوب جاهزا، تلجأ الكثير من الأسر إلى شراء النبات الشوكي في وضعية قطافه، وتنظيفه في المنزل رغم مشقة كذلك للوصول إلى الشكل النهائي الجاهز للطهي.

وتعتبر مرحلة تنظيف أشواك العكوب والتي تُسمى “التعكيب” هي أيضا مصدر دخل للكثير من العائلات، حيث يلجأ أصحاب المحلات إلى توريد العكوب إلى تلك العائلات لتنظيفه وتجهيزه ومن ثم عرضه مرة أخرى للبيع بأسعار مرتفعة، فيما تحصل تلك العائلات على مبالغ محددة مقابل كل كيلو يتم “تعكيبها”.

ويقول عبد يونس، وهو بائع خضار وفواكه، إنه يوزع نسبة من العكوب الذي يصل إلى محله على عدد من العائلات التي تعمل في هذا المجال، فيما تبقى نسبة أخرى لتباع بأشواكها للمستهلكين الذين يفضلون “التعكيب” في بيوتهم لتوفير المال وأجرة “التعكيب”، مشيرا إلى أن معظم الباعة يعملون بنفس الطريقة، موضحا أن موسم العكوب هو مصدر دخل للكثير من العائلات التي اعتادت العمل في هذه المهنة منذ سنوات سواء في مدينة نابلس أو القرى المحيطة به، كما أن محافظات أخرى تشهد ذات الأمر، لكن تظل الشهرة الأكبر لنبات العكوب في نابلس بشكل خاص.

وكان الناشط الحقوقي عارف دراغمة أكد أن الاحتلال لا يترك قاطفي العكوب وشأنهم بل يلاحقهم في الجبال، موضحا أن الاحتلال والمستوطنين لاحقوا قاطفي العكوب في خربة مكحول في الأغوار الشمالية واحتجزوا عددا منهم.

مواضيع ذات صلة

اطبع هذا المقال