You are currently viewing “يوم الأم” في عيون أبناء الشهيدة

“يوم الأم” في عيون أبناء الشهيدة

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

وسط أجواء من الحزن وألم الفقدان، يعانق الأبناء ضريح الأم في يومها وينثرون عليه ورود الياسمين، بعد أن اعتادوا الاحتفال كل عام وسط أجواء عائلية يسودها الفرح والمرح والهدايا والمفاجآت والمشاكسات، ولسان حالهم يقول “نشتاق إلى أمي، ويوم أمي، وقبلة أمي، وحضن أمي”.

في منزل الشهيدة عائشة الرابي في بلدة بديا غرب مدينة سلفيت، يخيم صمت لا حدود له، ففي يوم الأم وأمام هيبة الحدث، تتفتح جراح لم تندمل، وتنهمر دموع لم تجف، فقد رحلت الأم وتركت خلفها فراغاً كبيراً، وأوجعت برحيلها الزوج والأبناء.

استشهدت عائشة (45 عاما)، في الثاني عشر من تشرين الأول/أكتوبرعام 2018، جراء إصابتها بحجر ألقاه مستوطنون صوب مركبة زوجها يعقوب الرابي أثناء عودتهما من زيارة ابنتهما في مدينة الخليل، فمن على تلة مطلة على الشارع الرئيسي قرب مستوطنة “رحاليم” القريبة من حاجز زعترة شرق سلفيت، هاجم المستوطنون في حينه المركبات الفلسطينية المارة بالحجارة، لتكون عائشة، وهي أم لثمانية أبناء، (2 من الذكور و6 من الإناث) أصغرهم راما 13 عاما، ضحية لإجرامهم.

لا معنى لحضور الأعياد والمناسبات الجميلة، في ظل غياب الأم، مصدر الحب والفرح والأمان والاطمئنان، فما بالكم إن حضر عيدها وغابت هي غيبة أبدية، تقول سلام ابنة الشهيدة.

 وتضيف : ثلاث سنوات ونصف السنة مضىت على استشهاد الوالدة، يوم الأم مناسبة كانت تعني لنا الكثير، أما اليوم فهي نار تؤجج صدورنا، يوم الأم كان يوماً مميزا وننتظره بفارغ الصبر، كنا نخطّط له مسبقاً ونجهّز للاحتفال ونتشاور مع الوالد بخصوص الهدايا، ونجتمع جميعنا أخواتي المتزوجات وأزواجهن والأحفاد، فأمي كانت تعشق لمّة العيلة، كنّا نضحك ونغني وضحكة الوالدة كانت بلسما لجراحنا، وشفاء لأوجاعنا، بعد استشهادها كل شيء أصبح مختلفاً، لم يعد ليوم الأم أهمية وطعم ورونق في ظل غياب صاحبة العيد، في هذا اليوم فقط نزور قبرها، نهديها الورود، ونعايدها بالدموع”.

وعلى صفحتها على فيسبوك كتبت سلام لأمها الشهيدة في يوم الأم “إلى من منحتنا ثقة بالنفس لا حدود لها، وزرعت في قلوبنا التفاؤل وحب الحياة، في كل عام وفي كل يوم أم سنهديك كل إنجاز حققناه، وكل إبداع قدّمناه، لأننا لم نكن لنقدمه لو لم تكوني”.

اطبع هذا المقال