عزيزة ظاهر- أوضاع معيشية صعبة وحياة بدائية، بيوت من الطين القديم ومدرسة مسقوفة بالصفيح، لا خطوط اتصال أو مواصلات، مستوطنات تلف جهاتها الأربع، اعتداءات متكررة وترحيل قسري، هذا هو حال 82 نسمة يسكنون خربة يانون الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس على بعد 18كم، والتي لا تلمح فيها أي مؤشرات نمو تطويرية رغم طبيعتها الخلابة.
تبلغ مساحة يانون حوالي 16 دونما، تمتد حدودها من قرية عورتا وحتى منطقة الأغوار، تمت مصادرة 13 ألف دونم لصالح المستوطنات المحيطة بها، أما الأراضي المتبقية فيصنفها الاحتلال ضمن مناطق “c” ويمنع أصحابها من زيارتها إلا بالتنسيق المسبق، فيانون محاصرة بمستوطنة “إيتمار” التي أقيمت عام 1983 على أراضي عورتا والقرى المحيطة، وخمس بؤر استيطانية تشعبت عنها خلال انتفاضة الأقصى الثانية مثل “جدعونيم” من الجهة الشمالية و “جفعات عولام افري آران” من الجهة الغربية وبؤر أخرى أطلقت عليها أرقام مثل “777” من الجهة الشرقية ومن الجهة الشمالية الشرقية “776” ومن الجهة الشرقية الجنوبية بؤرة “778” تعتليها جميعها الأبراج العسكرية لمراقبة ومتابعة تحركات أبناء القرية، ما يشكل تهديدا على مدار الساعة للأهالي وأطفالهم وممتلكاتهم، جراء اعتداءات المتسوطنين وجرائمهم.
مختار الخربة راشد مرار يقول لـ “الحياة الجديدة”: مع دخول فصل الشتاء تتزايد معاناة المزارعين في قرية يانون جراء إطلاق المستوطنين قطعان الخنازير البرية باتجاه الأراضي المزروعة، فجرائم المستوطنين تتنوع وتتطور وأدوات حربهم غير محدودة، فمن عمليات القتل المباشر إلى حوادث الدهس على الطرقات ومن حرق المحاصيل الزراعية وقطع الأشجار وتجريف الأراضي إلى إطلاق الخنازير على أراضي المزارعين.
ويرى مرار أن إطلاق الخنازير على أراضي يانون يعتبر سلاحا مضمون الفعالية، وبدأ المستوطنون باستخدامه بهدوء وبعيدا عن الأضواء منذ سنوات، وهو سلاح موجه لا يلحق الضرر بالمستوطنين، نظرا لوجود الأسلاك التي تحيط بمستوطناتهم من كل الجهات.
ويتابع: من أبرز أشكال الاستيطان في يانون هو الاستيطان الرعوي على السفوح والسهول، فأبقار المستوطنات تجتاح أراضي يانون بطريقة عشوائية وتأكل بطريقها الأخضر واليابس ولا تفرق بين شجرة زيتون وشجرة بلوط، وتعود ملكيتها لحارس مستوطنة “جدعونيم” الأمر الذي تسبب بتخريب شجر الزيتون وإفساد الموسم، كما وتهاجم البيوت البلاستيكية، وفي فصل الصيف محاصيل القمح والشعير وتفسد مواسم الحصاد.
ونوه إلى أنها أبقار مجندة ومدربة حيث يعلقون في رقبة كل بقرة قلادة تحمل جهاز تنصت وتسجيل وأحيانا كاميرات لمتابعة كل كبيرة وصغيرة في الخربة.
وتضم خربة “يانون” أصغر مدرسة بالعالم مساحتها لا تتجاوز الـ 130 مترا مربعا، وتضم 24 طالبا وطالبة، 11 منهم من أبناء المدرسين الستة الذين يعملون فيها من قرى عقربا وبيتا ودوما، في حين يوجد بالخربة طالبة جامعية واحدة فقط.