You are currently viewing <strong>نهلة عبوشي.. “حرية” جنين الأولى</strong>

نهلة عبوشي.. “حرية” جنين الأولى

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

عبد الباسط خلف- تحمل نهلة رؤوف عبوشي لقب أول أسيرة في جنين بعد النكسة، وتتقاسمه مع الأسيرة المحررة المرحومة سائدة الجزرة.

وتستذكر تفاصيل فجر 9 أيار 1975، حينما اقتحم جيش الاحتلال بيت عائلتها في البلدة القديمة من جنين، وحكم عليها بعام ونصف خلف ستائر العتمة.

وتقول إن والدتها حينما أخبرتها بما حدث مع قريبيها وشبان آخرين، تيقنت بأن الاحتلال سيسلب حريتها، فتخلصت بما تملكه من رسائل وكتب ومنشورات، وكانت تقيم في بيت جدتها أم محمد عزوقة المجاور لمنزل عائلتها، رفقة اختها الصغيرة مها (توفيت لاحقًا)، بالتزامن مع سفر الجدة خارج الوطن.

وتفيد بأن جارتها أم العبد الفحماوي أمضت ليلة اعتقالها معهن، لكن الخوف تملك الأخت الأكبر على شقيقتها ابنة الصف الأول الثانوي، وعند قرابة الواحدة بعد منتصف الليل، طرق جنود الاحتلال باب منزل والدها المجاور بقوة، واصطحبوا معهم مختار المدينة، وأخبرهم الأب بمكان مبيتها، فسارع شقيقها إلى منع الجنود من فتح الباب قبل التأكد من أنهن قد أتممن تجهيز أنفسهن وغيرن ثياب النوم.

وتعود 50 عامًا إلى الوراء، وتتذكر ما أخبرها شقيقها به، من أن المقتحمين يطوقون المنزل والحي بمجنزرات ودوريات، وأن هدفهم اعتقالها، لكن الجنود لم يكتفوا بأسرها، بل اعتدوا على والدها بالضرب المبرح، وراحت أمها تشد أزرها وترفع من معنوياتها.

ووفق عبوشي، التي كانت مدرسة للأحياء في مدرسة الزهراء، فإن جنود الاحتلال نقلوها إلى سجن جنين القريب، وأمضت فيه قليلًا، وأخضعت للتحقيق والتعذيب، والتلويح باعتقال أفراد عائلتها ونسف المنزل.

وتوضح بأنها تنقلت بين معتقلات جنين ليومين، ونابلس في عزل انفرادي لشهرين، وانتهى بها المطاف في سجن الرملة، الذي تعرفت داخله على رفيقات القيد: مريم الشخشير، وعائشة عودة، وسونيا النمر، وسائد الجزرة، التي حكمها الاحتلال بـ”الإداري” وأبعدها بعد تحررها.

كانت عبوشي في الرابعة والعشرين من عمرها، عندما نالت منها قيود المحتل، وسلمها الاحتلال وثيقة طردها من التدريس، بعد مرور 6 أشهر من اعتقالها، وهي الورقة التي قدمتها إلى متحف جامعة بيرزيت.

ويستقر في ذاكرتها سؤال والدها، بعد 3 أشهر من زيارته لها في السجن عن اعترافها على أخريات أو آخرين، فسر حينما كانت إجابتها بالنفي، وأتبع ذلك بالدعوة لها.

وتضيف بأنها عانقت الحرية في تشرين الثاني 1977، وحظيت باستقبال شعبي حافل، ولا تنسى وصول وفود لتهنئتها من القرى، وقدمت لها الهدايا كالخراف والأرز والسكر، وكان تحررها كيوم عرس.

انتقلت عبوشي بعد عناقها للشمس إلى لبنان، ومنها إلى الكويت، وتستقر اليوم في الأردن، ولا تنسى أقسى لحظات اعتقالها، عندما هددها جنود الاحتلال بقرار إبعادها، ونقلوها مقيدة اليدين ومعصوبة العينين إلى منطقة مجهولة، وتنفست الصعداء، عندما سمعت الأذان، وتيقنت أنها ما زالت في الوطن، بعد مرور لحظات عصيبة.

وتروي بعض تفاصيل محاولة الأسيرتين عائشة عودة من دير جرير، ورسمية عودة من لفتا استعادة حريتهن، حينما حفرن بملعقة وشوكة نفقًا أسفل جدار سجن الرملة، وأنكشف أمرهن وهن في نصف النفق، بعد زلة من إحدى الأسيرات.

وتبعًا للعبوشي، فإن الاحتلال تعمد اعتقالهن مع سجينات جنائيات إسرائيليات، كن مدججات بالأسلحة البيضاء، وينفذن اعتداءات بحق الأسيرات، ما يتطلب الحذر الدائم منهن.

وتستعرض فترة الإقامة الجبرية التي فرضها الاحتلال عليها، وكان ينبغي عليها طوال عام الوصول يوميًا على مرتين إلى مكتب ما يسمى الحاكم العسكري، عدا عن المنع من السفر.

عادت عبوشي إلى جنين 3 مرات خلال 50 عامًا، في زيارات قصيرة، ومع وفود سياحية للصلاة في المسجد الأقصى، أولاها عام 1994، لكنها كانت في كل مرة تستجوب من مخابرات الاحتلال.

اطبع هذا المقال