You are currently viewing إسماعيل أبو غالي.. رقم جلوس و”شهادة عليا”

إسماعيل أبو غالي.. رقم جلوس و”شهادة عليا”

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

عبد الباسط خلف- يفتح امتحان الثانوية العامة أحزان عائلة إسماعيل أبو غالي، على مصاريعها، وتفعل جلسات “التوجيهي” وجع الأسرة التي فقدت ابنها، ويواصل جيش الاحتلال احتجاز جثمانه منذ نحو 100 يوم.

وتحول ثلاجات القهر دون تمكين صاحب رقم الجلوس 10050691 من إطفاء النار المفتوحة لعائلته، مثلما تمنعه تأدية جلسات “التوجيهي” التي كان ينتظرها بفارغ الصبر، للانتقال إلى تحقيق أحلامه في الدراسة والعمل.

ويرسم إبراهيم، الأخ الأكبر لإسماعيل، لوحة باكية ومتناقضة تعيشها العائلة التي خسرت الابن الرابع فيها، ويجسد ما فعله بها انطلاق الامتحان أول أمس.

أحلام ممنوعة

ويقول بأسى إن شقيقه، الذي ولد في 5 كانون الثاني 2007، تقاسم معه مخططات تدشين ورشة لصيانة المركبات، لإعانة والدهما ولشق طريق حياتهما، لكن كل شيء انتهى فجر 11 آذار الماضي.

ويحتفظ منزل أبو غالي بكراسات الابن الغائب والحاضر في الآن نفسه، فيما يشعل قهر الأسرة رسومات علم الصناعة التي برع في إعدادها، وستكون على موعد ثقيل مع ذكرى ابنها في كل يوم يشهد جلسات للامتحان، وعند ظهور النتائج، ومع بداية العام الجامعي.

ووفق الأخ المكلوم، فإن إسماعيل اختار دراسة التكييف والتبريد، ولتأخره عن التسجيل في المدرسة الصناعية في جنين، التحق بثانوية اليامون.

دموع وعصائر

ويصف بنبرة حزينة أجواء قاعة الامتحان، التي كانت مسكونة بحضور شقيقه، وقد وصلها لتوزيع العصائر والماء وما تيسر عن روحه.

ويختزل وجعه: كانت لحظات قاسية، فالمقعد الأول كان شاغرًا، وبطاقة الجلوس والصورة تخبر من يشاهدها بالغياب الأبدي عن مسرح الحياة.

ويستذكر: كان إسماعيل مولعًا بقيادة الشاحنات، والتصق بوالدي وهو في سن الحادية عشرة، وبرع في قيادة الشاحنات، وعمل فيها رغم صغر سنه، وعدم حصوله على رخصة قيادة.

ويضيف إبراهيم أن شقيقه كان عفويًا وذكيًا وسابقًا لسنه، وعمل حدادًا مساعدًا لأعمامه أحمد ويوسف في صناعة البيوت المتنقلة، وسائق شاحنة مساعدًا لعمه وسيم، وميكانيكي سيارات رفقة عمه محمد، قبيل غيابه الأبدي، كما حافظ على صيام التطوع معظم العام.

ويواصل: كان أخي حنطي البشرة، وطويل القامة، ونحيفًا وهادئًا، وحرص على الالتحاق بألعاب الرياضة وبناء الأجسام، وفقد كثيرًا من رفاق صفه، قضوا برصاص الاحتلال، وظل يتشوق لهم.

يعمل أمجد، والد إسماعيل في قيادة الشاحنات، بينما تمتهن والدته إحسان الصيدلة، وهي الأكثر تأثرًا وصبرًا برحيل فلذة كبدها قبل الأوان، وتحمل مشاعر متناقضة نحو فلذة كبدها الطموح، لكنها قررت توزيع الحلوى مع ظهور نتائج الثانوية العامة، لتيقنها بنجاحه في شهادة أخرى.

مسافة للحزن

وتبعًا للعائلة، فإن إسماعيل ارتقى عندما أطلقت عليه وحدات احتلالية خاصة النار من مسافة قصيرة، في الحي الشرقي لجنين، على بعد أمتار من بيت عائلته، وأصيب أمامها داخل قاعة إنترنت مجاورة، وظل يغرق في دمه من الرابعة فجرًا وحتى العاشرة صباحًا، ثم أحضروا جرافة واختطفوا جثمانه، وبقيت مكان استهدافه بقع دماء وحفاية كان يرتديها، والكثير من الأحزان.

بدوره، يؤكد مدير مدرسة اليامون الثانوية، رضوان فريحات، بأن إسماعيل كان صاحب الرقم الأول في سجلات الطلبة من بين 30 اسمًا، وكان له حضوره الخاص والمختلف.

اطبع هذا المقال