توفى في مدينة غزة، اليوم الثلاثاء، الكاتب والروائي الفلسطيني الكبير إبراهيم عبد الجبار الزنط، والشهير بلقب “غريب عسقلاني”، عن عمر يناهز 74 عاما.
اختار اسمه الأدبي لأنه ولد في مدينة عسقلان لذا فهو عسقلاني، وهو غريب لأنه هجر مع أسرته أثناء النكبة.
ونعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الروائي عسقلاني، الذي وافته المنية بعد صراع مرير مع المرض، ومسيرة حافلة في حقل الأدب والتعليم.
وجاء في بيان النعي الصادر عن الأمانة العامة للاتحاد:
” يغيب عن المشهد الدنيوي والأدبي اليوم واحدٌ من الكبار الذين مشوا سيرة الألم والوجع الأيوبي الفلسطيني منذ أن تفتحت عنه سحابات الميلاد ليكابد اللجوء من أشهره الأولى، ويحبوا لاجئًا في براح الضيق ويتنفس التحدي مع هبهبة أمواج البحر في قطاع غزة، ولم يركن إلى مسلمات الردة وقهر الحال بل أخذ من إرادته صلابة متكررة حت أنهى دراسته على وعد وموعد بينه وبين نفسه، فحمل الوطن في ترحاله، ورحلاته، وعاش الحنين ليحمله إلى محابر التعبير، بعد أن فاضت الروح بمختزناتها وسؤاله الضخم عنه وعن أهله وشعبه الذين يعيشون خارج الوطن في قلب منفى يكبر.
إبراهيم الزنط الذي غاب اسمًا صريحًا لحماية الرواية، من قمع المحتل، وسطوته، بقي في الظل ليظهر غريب عسقلاني وينتشر كالشمس التي بدت على البيداء سلطانة الوقت كله، فقليلون من يعرفون ” إبراهيم الزنط” وأغلب الذين عاشوا معه يعرفونه “غريب عسقلاني” وما الأول غير الفدائي من أجل أن تمر المزيونة وتنهي نار تنورها للقبائل العائدة إلى المجدل، وما الثاني إلا الفدائي الذي تلثم بإيمانه وحق أجداده ليحفر السيرة في محار الحياة، قبل أن تنشف بحار روحه في الوجود.