عبد الباسط خلف- أعاد وضع جيش الاحتلال لافتات عبرية على شارع مهيوب ومفترقات قريبة منه، إلى ذاكرة أهالي مخيم جنين سيرة مهيوب يوسف أبو الهيجاء، المتطوع الذي حفر الطريق بيديه وبوسائل بداية عام 1981، وصار يحمل اسمه.
واستذكر الصحفي تامر أبو الهيجاء، ما يعرفه عن الشارع المرتبط بخال والده، الذي كان يحفر بئرا داخل منزله بالأطراف الغربية لمخيم جنين، وأخذ يضع الركام في الحفر الوعرة في الجوار، حتى أصبحت شارعا ممهدا.
وتلتصق بذاكرة الأربعيني تامر، إصرار الحاج مهيوب، أو أبو مروح، كما عرفه أهالي المخيم، على إكمال الدرب الوعر، حتى أصبح كشريان رئيس يربط الشارع بأحياء المخيم وبدروبه، بالرغم من انحداره وتكوينه الصخري الصلب.
سيرة
ووفق أبو الهيجاء، فإن مهنة أبو مروح، المولود في قرية عين حوض المجاورة لحيفا، ساعدته على إنجاز الشارع، فقد كان حمالا، ونقل على ظهور 3 دواب كان يملكها مواد البناء لمعظم منازل المخيم والطرق الوعرة، أو تلك التي يصعب على الآليات الوصول إليها بيسر، من وسط المخيم.
وبين أن الحاج مهيوب حفز الأهالي على المساهمة في إكمال الشارع بجهدهم ومالهم، إذ شرع في تسويته ووضع طبقة من الإسمنت، حتى صار دربا، قبل أن يجري تعبيده، ثم تدميره، وتعبيده تارة أخرى، وتجريفه الكبير خلال العدوان الحالي والمتواصل.
ويمتد الدرب، الذي استهدفه جنود الاحتلال بلافتاتهم الطارئة، نحو 700 متر، ويتصل بشبكة طرق عديدة تصل أطراف المخيم ووسطه، وتؤهل العابر للوصول إلى حي جورة الذهب وحارة السمران ولأحياء المدينة المجاورة.
ووفق أبو الهيجاء، فقد تعرض الشارع إلى تجريف عام 2002، كما تضاعفت أعداد البيوت المتصلة به، حتى وصلت نحو 150 منزلا.
وقفز اسم الشارع إلى واجهة الأحداث منذ 2022، وصار يجري تناقله في الأخبار وعبر مجموعات “تيليجرام” على نطاق واسع، إذ تعرض الطريق للجرف والتخريب مع كل اقتحام، وقبل العدوان المتواصل منذ 23 يوما.
ووصف أبو الهيجاء الشارع بـ”بانوراما” فلسطين، فعلى جنابته تتوزع عدة عائلات فقدت قراها وبيوتها القريبة من حيفا وجنين كعين حوض والكفرين وزرعين والمنسي والمزار وعين غزال، مثلما شهد مقاومة المحتلين، وارتقى فوق ثراه أبناء المخيم كالشهيد زياد العامر، وفي كل بيوته شهداء وأسرى وجرحى.
رمزية
بدوره، قال المختص بالإعلام الإسرائيلي، محمد أبو علان، إن اللافتات تحمل عبارات “مفرق النجمة” و”مسار يائير” وأسماء أخرى.
وأشار الى أن وضع لافتات عبرية داخل المخيم، رسالة من الاحتلال يريد منها إظهار قدرته وقوته على فعل ما يشاء، ومتى شاء، وأين شاء.
ورأى أبو علان بأن اللافتات العبرية “مسألة رمزية” يحاول الاحتلال من خلالها عرض عضلاته، وأن بيده فرض الأمر الواقع.
وأضاف أن ما حصل في مخيم جنين، تكرر في نبع عين الحلوة في الأغوار الشمالية قبل سنوات، إذ وضع جنود الاحتلال لافتة عبرية فوقه نسبته إلى أحد رموز الحركة الاستعمارية.
“تطبيع”
فيما أشار علاء جبر، المقيم وسط المخيم، إلى إن وضع لافتات عبرية داخل المخيم، وفي الطرقات التي وسعها الاحتلال على حساب تدمير عشرات البيوت، رسالة تسعى لأن يكون وجود الاحتلال داخل المخيم والمدينة “مسألة طبيعية وغير مستهجنة من الأهالي”، ومحاولة لـ”تطبيع عدوانه”.
ويتابع جبر: إعلام الاحتلال منذ 23 يوما، صار يقرأ مزاعم جيشه بأن العدوان على مخيم جنين سيكون طويلا، وأنه يصنف جنين “منطقة خطرة تهدد أمنه”.