You are currently viewing يوم عصيب وطويل في جنين ومخيمها وريفها

يوم عصيب وطويل في جنين ومخيمها وريفها

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

 عبد الباسط خلف- استفاق أهالي مخيم جنين صباح أمس الأربعاء، على موجة إخلاء قسري جديدة، هي السادسة منذ خريف 2021، وفق تقديرات محلية.

وطالب جيش الاحتلال المواطنين القاطنين في عدة أحياء بالمخيم بالخروج منها، وسط تحذيرات بتدمير المباني.

وأكد فتحي العيسى، المقيم في أطراف المخيم لـ”الحياة الجديدة” أن جنود الاحتلال شرعوا في إخلاء محيط شارع السكة، وهي المنطقة التي يقطن فيها.

ووفق العيسى، فقد أجبر جنود الاحتلال المواطنين على سلوك الطريق الواصل إلى برقين، والمرور عبر نقطة تفتيش قريبة من مدرسة الوكالة.

وأخذ جنود الاحتلال يفحصون عبر بصمة العين النازحين قسرا، قبل السماح لهم بإكمال مسيرهم، أو اعتقالهم.

وذكر علاء جبر، الذي يسكن في أطراف المخيم بأن الاحتلال أقام مركز فحص ميداني، لتدقيق هويات الشبان واعتقال بعضهم، أو السماح لهم بالتوجه نحو ممر وحيد إلى واد برقين.

وأشار إلى أن أعدادا كبيرة من أهالي المخيم خرجوا منه منذ نحو ثلاث سنوات، وبقي فيه قرابة 12 ألف مواطن، لكنهم اليوم يتعرضون لتنكيل واسع النطاق.

العدوان الأسوأ

وقال رئيس بلدية جنين، محمد جرار، إن الاحتلال بدأ بإخلاء عدة أحياء في المخيم عند التاسعة صباح أمس، وواصل حتى الرابعة عصرا، بالتزامن مع تجريف لعدة طرقات داخل المخيم القديم والجديد، وفي محيط المستشفى الحكومي ومقاطع من الشارع العسكري ودوار الداخلية وشارع الناصرة.

ووفق جرار، فقد استهدف الاحتلال بالإخلاء أحياء الهدف، ومنطقة الساحة الرئيسة، وشارع مهيوب، والحارة الغربية، وأجزاء من المخيم الجديد، فيما طالب الاحتلال المواطنين في حارة الدمج، وجورة الذهب، والحواشين باخلاء منازلهم.

وأشار إلى أن جنود الاحتلال أبلغوا الأهالي عبر مكبرات الصوت بنيتهم تدمير عدة أحياء في المخيم.

وبين عدم وجود تقديرات أو إحصاءات دقيقة لأعداد المواطنين الذين أجبروا على ترك منازلهم خلال اليومين الماضيين.

وأضاف جرار بأن البلدية نسقت مع نظيراتها في برقين وكفردان واليامون وعرابة لتأمين نقل النازحين، واستضافتهم في بلدات الخط الغربي، فيما توجهت مجموعات أخرى إلى أقربائها.

وذكر بأن جنين تعرضت في الأعوام الثلاثة الماضية إلى عدة اجتياحات تخللها إجبار المواطنين على النزوح، واستوعبت البلدية 6 آلاف مواطن أخرجوا عنوة من بيوتهم.

لكن جرار وصف هذا العدوان والإخلاء “بالأسوأ على الإطلاق”، ويتزامن مع ظروف صعبة، تأتي بعد تعرض المدينة ومخيمها منذ 2021 إلى 104 اجتياحات كاملة، تسببت بخسارة بنحو 2 مليار دولار في البني التحتية والمباني والمتاجر.

خلية أزمة

بدوره، ذكر رئيس لجنة الطوارئ المحلية في محافظة جنين، أحمد القسّام، أن اللجنة عممت على الهيئات المحلية لاستيعاب النازحين في أربع بلدات مجاورة.

وأوضح بأن اللجنة تعمل على تأمين احتياجات المواطنين، وإحصاء أعدادهم، خاصة أن بعضهم توجه إلى بيوت أقرباء.

وأكد القسّام أن اللجنة لم تستطع التحرك في ظل الاجتياح الحالي، لكنها تعمل كخلية أزمة بالشراكة مع الجهات الحكومية والهيئات المحلية.

فيما بينت عضو اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم جنين، فرحة أبو الهيجاء، أن جزءا من مواطني المخيم خرجوا أمس الأول، فيما أجبر الاحتلال مجموعات أخرى على ترك بيوتهم أمس، وسط حديث عن مهلة انتهت الساعة الخامسة عصر أمس.

وتطرقت إلى أن نسبة من النازحين لجأوا إلى ديوان عائلة تركمان في واد برقين.

وتخشى أبو الهيجاء، بفعل العدد الكبير للآليات والجرافات المقتحمة من إقدام الاحتلال على تنفيذ عمليات تدمير كبيرة في المخيم، تعيد إلى الأذهان ما حل به عام 2002.

تجريف وشائعات

من جانبه، وصف مدير مستشفى خليل سليمان الحكومي، د. وسام بكر، ما حصل في محيط المستشفى بالعصيب، والأعنف منذ سنوات.

وأكد أن الاحتلال جرّف الشارع الرئيس، ووضع سواتر ترابية في مداخل الطوارئ، قبل أن يُعاد فتح الطريق لتسهيل وصول مركبات الإسعاف.

ونفى بكر ما تداوله بعض نشطاء عبر مواقع التواصل، من إعطاء المتواجدين داخل المستشفى مهلة حتى الخامسة عصرا لإخلائه.

وقال إن مرافقي المرضى خرجوا خلال وقت قصير، وبقي هناك نحو 250 من الكادر الطبي والمرضى ومرافقيهم، بعد أن وصل عددهم صباح أمس إلى قرابة 650.

وأشار بكر إلى أن الاجتياح الحالي يعد الأصعب والأقسى، الذي يواجه المستشفى، وقد يكون الأطول.

حصار وقصف

ولم ينته الأربعاء الطويل على هذا النحو فقط، إذ حاصرت قوات احتلالية خاصة، عند السابعة والنصف مساء أمس، منزلين من 3 طبقات لعائلة مسّاد في بلدة برقين، غرب جنين، أعقبه وصول تعزيزات كبيرة، وشرع جنود الاحتلال بإطلاق النار والقنابل الحارقة نحو البيت، وسط تحليق مكثف للمُسيرات.

وأفاد عدة شهود عيان من البلدة لـ”الحياة الجديدة” بأن أربع جرافات، بينها واحدة (D10) وصلت البيت المحاصر شمال غرب البلدة، سبقتها مطالبة جنود الاحتلال للمتواجدين في المنزل، عبر مكبرات الصوت بتسليم أنفسهم.

وذكر الشهود بأن جرافات الاحتلال هدمت البيت المحاصر، وسط معلومات عن استشهاد شابين كانا داخله.

وقال سمير عروق، إن آخر المعلومات التي وردت من منزل صهره المحاصر أكدت رفض الاحتلال إخراج 7 من أبناء العائلة بينهم نساء وأطفال، من داخل منزل أشرف فتحي مسّاد المُحاصر، ولم يعرف مصيرهم بعد، بينما اعتقل صاحب البيت.

وأضاف بأن جنود الاحتلال أخرجوا المتواجدين في المنزلين المجاورين، وشرعت الجرافات في هدم منجرة تعود لعمر مسّاد.

كما أكد مواطنون بأن الجنود اقتحموا منزلا مجاورا يعود للشاب إياس علي خلوف، وحولوا سطحه إلى نقطة عسكرية، كما أوقفوا عدة مواطنين في الحي، واعتدوا على صاحب متجر قريب، فيما قطع التيار الكهربائي عن أجزاء من الحي.

في سياق موازٍ، شيعت البلدة، ظهر أمس، جثمان الشهيد أحمد نمر الشايب، 43 عاما، الذي قضى أمس الأول، عندما كان يهم بعبور شارع في أطراف حي الهدف بواد برقين.

ووثق تيم 11 عاما، وهو نجل الشهيد، بهاتفه لحظات الرعب الأخيرة من استهداف مركبة والده، قبل أن يفارق الحياة.

واقتحمت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، بلدة قباطية جنوب جنين، وحاصرت منزلا. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال حاصرت منزلا في البلدة، ما أدى لاندلاع مواجهات مع المواطنين، قبل أن تدفع بمزيد من تعزيزاتها العسكرية من حاجز “دوتان” غرب جنين.

اطبع هذا المقال