You are currently viewing <strong>اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. زخرفوا جدران المخيم بكلمات الوطن</strong>

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. زخرفوا جدران المخيم بكلمات الوطن

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

هي الأيام الظلماء التي اجتازوا فيها حدود الوطن الى أقرب وجهة أتيحت لهم، ورغما عنهم، للنجاة بحياتهم من مجازر ومذابح العصابات الصهيونية، فباتت بضعة أمتار تفصل بينهم وبين فردوس وطنهم الذي أضحى محتلا لتكون حينها النكبة وتبدأ معها رحلة شتاتهم  المريرة.
في الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة 1948، تسترجع ذاكرة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تفاصيل الجريمة البغيضة التي ما زالوا يدفعون أثمانها تشريدا وحرمانا من وطنهم وضياعا لأبسط حقوقهم الانسانية والمدنية.        
فلسطين المتجذرة في ذاكرة الكبار الذين ولدوا فيها وعايشوا نكبتها ما زالوا يروون حكاياها بأمل رجوعهم الذي طال أمده.
الحاج ابو خليل كرزون ابن الأعوام التسعين الذي قذفته النكبة من بلدته لوبية في قضاء طبريا الى مخيم الجليل في البقاع، مآسي الشتات لم تتقدم في يوم على اعتزازه وفخره ان أهل بلدته قاتلوا الصهاينة حتى الرمق الأخير وقد سقط 52 شهيدا منهم على أرضها.
 كان أبو خليل صغيرا حين توفي والده وقد لجأ مع أمه الى بنت جبيل اللبنانية وبعدها الى مخيم الجليل.. “تعبت من هذا المنفى” يقول ابو خليل لـ “الحياة الجديدة” وهو الذي ما زال يحتفظ في أوراق الطابو التي تثبت ملكيته في عدد من دونمات الأرض في وطنه.
 يقول: إن عدت أو لم أعد، هذه الأرض ليست للبيع.. لا يتوانى الحاج أبو خليل أن يظهر غضبه الدائم والشديد من الاحتلال الاسرائيلي ومن المجتمع الدولي الذي لم يبدل ساكنا في قضية اللاجئين وهو يردد : “كل عام كنا نقول هذا العام، راح العمر ونحن ضحايا التآمر، شعبنا انظلم كتير ولكن لنا رب”.
 كل ما يحلم به أبو خليل أن يعود ويشيد بيتا له من القصب تحت شجرة زيتون في بلاده “ساعتئذ الحمد لله أكون قد مت في أرضي ووطني” هذا ما تمناه أبو خليل.
وكم ابو خليل قص الرواية الحقيقية على مسامع الأجيال الفلسطينية المتعاقبة في بلاد الشتات، ففهم الصغير منذ ان تفتحت عيناه على الحياة تماما لماذا هو يعيش في تلك المخيمات والتجمعات المصنفة “فلسطينية” في لبنان والتي يفتقر فيها الى أبسط حقوقه كانسان، عرف انه ضحية احتلال شرذم شعبه وشتته وهو يعيش على انقاض جريمة لم تحاسب قوانين الأرض عليها حتى اليوم، فتصرف على نحو يدحض تماما مقولة غولدا مئير ان الصغار يوما ينسون.  
 بعد خمسة وسبعين عاما ما زال المخيم يحمل الهوية الفلسطينية في تفاصيل تفاصيله ولو ان جنسيات اخرى سكنته في السنوات الأخيرة ، فان شيئا لم يتبدل أو يغير في معالمه اوحياة وعادات أهله المتمسكين بكل ما يرمز الى فلسطينيتهم.
هنا زخرفوا جدران المخيم بكلمات الوطن، ورسموه بألوان العودة، غنوا وعزفوا له، ازقتهم  وبيوتهم اعتلتها صور رموزهم وشهدائهم وأسراهم.. وكأنها الحكاية كلها أمام ناظريك لا تكلفك العناء في السؤال عن المكان وأهله.

اطبع هذا المقال