حنين شلطف- جلست معانقة رأسه، مقبلة جبينه ومرددة: “الله يسهل عليك ياما.. الله يرضى عليك..”، لكن والدة الشهيد الفتى مهدي لدادوة ما لبثت أن قالت بصوت عالٍ: “بدي مهدي.. رجعولي مهدي، هو أقرب اشي علي”. بقلب مكلوم على فراق فلذة كبدها
ودّعت المواطنة نوال لدادوة ابنها الشهيد الفتى مهدي لدادوة (17 عاما)، وهي ممسكة بتلابيبه بكل حُنو، متمعّنة في قسمات وجهه، مقبلة جبينه ومحتضنة إياه حتى الرمق الأخير.
وكان الشهيد الفتى مهدي لدادوة (17 عاما)، الذي ارتقى متأثرا بجروح أُصيب بها، مساء أمس الأول الجمعة، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال، في قرية المزرعة الغربية، شمال غرب رام الله، عقب اقتحام عصابات المستوطنين لأراضي القرية.
وشيّعت جماهير شعبنا الفتى لدادوة بموكب مهيب من أمام المستشفى الاستشاري في رام الله، إلى منزل ذوي الشهيد لدادوة لإلقاء نظرة الوداع عليه، ومنه إلى مسجد القرية، حيث أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه.
تقول والدته لـ”الحياة الجديدة”: “مهدي تغدى، وحكالي بدي أروح أجيب بضاعة للمحل، وجاب بضاعة وأعطاني المفتاح، وطلع، وعرفت إنو راح على منطقة (الحراشة)، وهناك تحققت أمنيته، كان يحكيلي انو حابب يكون شهيدا زي جارنا.. هيو مات شهيدا الله يرضى عليك يما.. مع السلامة يا حبيبي”.
وتضيف: “ما شاء الله عنه مهدي، عمره ما زعلني، والله مهدي جدع، مبروك يما عليك الشهادة”.
ما هي إلا لحظات حتى عمّت أصوات الزغاريد والهتافات لروح الشهيد المكان، ونقل جثمانه إلى مسجد قرية المزرعة الغربية وسط البلدة، حيث احتشد الآلاف من أبناء شعبنا ليشيعوا الشهيد لدادوة، بعد أن أدوا صلاة الجنازة ظهرا.
حمل المشيعون جثمان الشهيد الفتى لدادوة على الأكتاف، وجابوا به شوارع القرية، وصولا إلى المقبرة، حيث ووري جثمانه الطاهر الثرى، وسط حالة من الحزن والغضب على جرائم الاحتلال وعصابات المستوطنين بحق أبناء شعبنا.