وسط تصاعد وتيرة الاعتداءات
عاطف أبو الرب- خلة مكحول أثارت العالم، وأمها عشرات ممثلي البعثات الدبلوماسية في فلسطين، ولدى دولة الاحتلال، وعاش أهلها أياما عصيبة، ما بين هدم وضرب ومصادرة ممتلكات، حتى جاء يوم واستقرت الأوضاع، بفعل صمود أهلها. وللأمانة وللتاريخ عملت هيئة مقاومة الجدار، ومعها محافظة طوباس، والفعاليات في المحافظة جهداً استثنائيا في حينه.
هذه الأيام الهجمة أكثر شراسة، الناس هناك يواجهون الاحتلال، ومستوطنيه وحيدين، لا يساندهم أحد، وتتكالب عليهم كل مكونات الاحتلال من جيش وشرطة وعصابات المستوطنين.
تحولت حياة الناس هناك إلى جحيم ومعاناة يومية، وخطر يتهدد الوجود الفلسطيني في منطقة تمثل واحدة من المناطق التي يسعى الاحتلال لإغلاقها، حيث إن عائلات مكحول تقف بوجه مخطط ضم وتوسع يطال آلاف الدونمات للشرق من شارع ألون، ويضم مستوطنة حمدات الصهيونية، ومعسكرا لجيش الاحتلال، ومنطقة واسعة جداً تصنف محمية طبيعية.
الناشط في رصد وتوثيق الانتهاكات بحق الأغوار وسكانها عارف دراغمة أشار إلى خطورة الوضع في الأغوار بشكل عام، وفي خلة مكحول بشكل خاص، وأكد أن المستوطنين بحماية جيش الاحتلال يصعدون اعتداءات ومضايقاتهم بحق أهالي مكحول في محاولة لم تتوقف لإجبار الأهالي على الرحيل. ونوه دراغمة إلى أن خلة مكحول الآن شبه خالية إلا من أربع عائلات، يسعى الاحتلال لدفعها خارج المكان.
وقال دراغمة: قبل أكثر من عام، أغلق مستوطنون خلة مكحول بالأسلاك الشائكة في محاولة لحرمان السكان من الخروج للمراعي، ودفعهم لمغادرة المكان.
وحول ملكية أراضي خلة مكحول، أشار دراغمة إلى أن أغلبية المساحات المستهدفة مملوكة ملكية خاصة، لكن بكل أسف نسبة كبيرة من أصحاب الأراضي لا يفلحون أراضيهم، ما يشجع المستوطنين على إغلاقها، بحماية جيش الاحتلال.
ومنذ سنوات تعمل وزارة الزراعة على توفير البذار والأسمدة للمزارعين أصحاب الأراضي المستهدفة، بهدف دعمهم لزراعة هذه الأراضي، إلا أن جزءا كبيرا من المواطنين لا يقومون بزراعة أراضيهم.
وكان مجموعة من النشطاء اليساريين الإسرائيليين قامت في الأيام الماضية بإزالة الأسلاك الشائكة في خطوة تضامنية مع الأهالي، لتمكينهم من الوصول لأراضيهم وللمراعي، والتصدي لخطوات المستوطنين وخططهم، على أمل أن تشجع هذه الخطوة أصحاب الأرض لزراعتها. الناشط عارف دراغمة دعا لحراك حقيقي هدفه إحياء زراعة الأراضي في الأغوار، وتفويت الفرصة على الاحتلال.