إيناس عيسى- قبل أيام قدمت اليهودية أرييل كورين استقالتها من شركة “جوجل” إثر تقديم الشركة إنذاراً لها يعطيها خيارين: إما أن تنتقل إلى البرازيل خلال 17 يوماً أو أن تترك العمل، هذا الإنذار التعسفي الذي تصفه كورين بـ”الانتقامي”، أقدمت عليه “جوجل” بسبب دعم كورين الحق الفلسطيني ورفضها لمشروع “نمبوس” الموقع بين الشركة ودولة الاحتلال بقيمة 1.2 مليار دولار.
أعلنت شركة “جوجل” عن المشروع أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أيار 2021، وتشير التقارير إلى أنّه يقضي بإعطاء دولة الاحتلال صلاحية استخدام سحابة “جوجل” والوصول إلى خدمات وأدوات الذكاء الاصطناعي بما فيها تعقب الوجه والمصطلحات وتحليل الفيديوهات والمشاعر، وهذا يرمي إلى زيادة الرقابة وانتهاك خصوصية وبيانات الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، أي ترسيخ الظلم والاحتلال.
ولم تفصح “جوجل” عن أية معلومات بخصوص هذا المشروع وما يترتب عليه لأي من المساهمين، أو العامة، أو القوة العاملة لديها.
وقالت كورين في رسالة استقالتها: “كما هو الحال في أي مجتمع، فاليهود لديهم تباين في الخلفيات، والمنظورات السياسية، وكذلك، الآراء حول أفعال الحكومة الإسرائيلية. الملايين من اليهود يعارضون اضطهاد إسرائيل للفلسطينيين، وجوجل تعرف هذا، لكنها تتعمد إسكات مئات الأصوات، واضعة الأرباح المالية أولا من خلال تعاقدات مثل مشروع (نمبوس)”.
يذكر أن كورين وآخرين أطلقوا حملة باسم “لا لتكنولوجيا الفصل العنصري” على ضوء إعلان هذا المشروع إلا أنّ “جوجل” واصلت مؤخراً توسعها في أعمال الدفاع. كما أنّها لم ترد على العريضة التي وقعها عدد من الموظفين تطالب بإلغاء مشروع نمبوس.
وفي حوار لكورين مع موقع “وايرد”، قالت: “إنّ العقد لا يسمح لجوجل بالانسحاب، حتى في حالة اعتراض موظفيها، كما أنّها لا تستطيع أن تحدد أي المؤسسات الحكومية الإسرائيلية يمكنها الانتفاع من هذه التكنولوجيا وكيف. أي أنّ جوجل تبني أدوات للحكومة وللجيش، وثم تخلي يديها من مسؤولية الإشراف على هذه التكنولوجيا، وهذا أمر لا يجب أن تفعله أية شركة”.
وأضافت أنّ “جوجل” كانت قد ألغت مشروعين مشابهين لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في سنوات سابقة بعد الضغط عليها، أحدهما مشروع “ميفن” مع وزارة الدفاع الأميركية الذي يهدف إلى تحسين دقة هجمات الطائرات المسيرة، والآخر مشروع “دراغون فلاي” مع الصين وهو عبارة عن تطبيق للرقابة والبحث.
وإلى جانب رسالة استقالة كورين، أصدرت مجموعة “الشتات اليهودي في التكنولوجيا” شهادات 15 موظفاً في “جوجل”- بعضهم لم يرغبوا في الكشف عن هوياتهم خوفًا على سلامتهم – على ما يرونه من معاداة للفلسطينيين في الشركة، ومنها:
“يجب أن نسأل أنفسنا، هل نرغب بإعطاء الجيوش القومية في العالم التكنولوجيا الخاصة بنا؟ أم أننا بحاجة إلى الوقوف خلف النظرية الأصلية لـ “جوجل”: نستطيع جني المال بعيداً عن الشر.” – جابرييل شوبينر، موظف يهودي.
موظفة يهودية إسرائيلية، “خدمت في جيش الاحتلال قالت: إنّ زميلاً يهودياً وصفها “بغير اليهودية” بعد تعبيرها عن مشاعر معادية للصهيونية، وأضافت:” إذا كان هذا هو نوع بنية القوة الذي تسمح به “جوجل” وسط المجتمع اليهودي، إذاً أنا لا أتخيل حجم السلوك والظلم تجاه الموظفين الفلسطينيين في الشركة”.
موظفة يهودية: “واضح أنّ “جوجل” لا تهمها معاداة السامية في المواقف التي تتطلب حقاً الدفاع عن الأقليات الدينية أمام تهديدات ظهور القومية المسيحية للعرق الأبيض، كل ما يهمها هو استخدام التعريفات السهلة والمريحة لتهيئة الوضع لكسب الأرباح جراء عملها مع إسرائيل”.
موظفة فلسطينية: “شاركت حملة تبرعات، وأخبروني أنّ مصطلح (دعم فلسطين) هجومي ومعاد للسامية”.
موظفة عربية:” بدأت أرى كم أن جوجل يميز ضد الفلسطينيين”.
موظفة فلسطينية: “العمل لدى جوجل كان حلمي، حتى عرفت عن مشروع نمبوس، أشعر أنّني أكسب رزقي على حساب اضطهاد شعبي في وطني”.