ديالا جويحان- تواصل سلطات الاحتلال إعلان مخططاتها التهويدية بحق مدينة القدس منذ احتلالها، لتهويد المعالم التاريخية والإسلامية، آخر تلك المخططات التي بدأ عمليا تنفيذها، تهويد شارعي صلاح الدين، والسلطان سليمان وحي المصرارة، تحت حجج التجديد والتحديث.
قبل عدة أيام، أعلنت بلدية الاحتلال عن مخططها في تجديد الشوارع بالمدينة ضمن ما سمته “تطوير البنية التحتية”، وإنشاء مناطق للجلوس وشوارع تنبض بالحياة (حسب ادعائها)، بميزانية تعادل 70 مليون شيقل، إضافة لتجديد ساحة شركة الكهرباء في شارع صلاح الدين، وسيتم بناء جادة على طول شارع السلطان سليمان وشارع الأنبياء واستخدام مساحات المدينة الحالية وتحويلها إلى مساحات مخصصة للمشاة، وزرع أشجار وأعمال بنية تحتية، وتجديد واجهات المباني والأرضيات وتركيب أثاث خاص بالشارع، ودمج عنصر الخزف الأرمني في المكان.
كما يشير المخطط، إلى “تجديد” شارعي السلطان سليمان والأنبياء المطلين على سور القدس، حيث سيتم بناء جادة على طول الطريق تربط بين جهتي الشارع وإعادة تصميم نظام المرور ووضع أشجار لتظليل المنطقة ومساحة جديدة لحركة المشاة في المنطقة، وتركيب نظام إضاءة مخصص لإضاءة سور القدس.
ومع بداية العام الجاري قامت بلدية الاحتلال بتركيب كاميرات مراقبة في شارعي صلاح الدين والسلطان سليمان لمراقبة تحركات المواطنين والملاحقة وتحرير مخالفات مرورية لأصحاب المركبات بهدف تضييق الخناق على المقدسيين.
مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس المحامي أحمد الرويضي قال لـ “الحياة الجديدة”: “إن المخطط يهدف لتفريغ محيط البلدة القديمة من سكانها، وبالتالي نحن أمام خطة متكاملة تشمل عدة مشاريع لها علاقه بالتهجير القسري، والمشهد الآخر زراعة بؤر استيطانية وحقائق جديدة على الأرض تشمل كنسًا ومسارات دينية ومشاريع تلفريك ومتاحف دينية يهوديهة لإنهاء البعد العربي الإسلامي المسيحي للمدينة”.
وأضاف أن المشهد الثالث يتمثل في محاولة تزييف التاريخ وخلق تسميات عبرية للمدينة والشوارع وللأبواب وكأنها أبواب مرتبطة بتاريخ يهودي مصطنع لذلك تتعدد المشاريع بحي الشيخ جراح ووادي الجوز ووادي السيلكون وسلوان منها أحياء البستان ومقبرة باب الرحمة واليوسيفية ومشروع مركز المدينة وشارع صلاح الدين وشارع السلطان سليمان، والآن المشروع الجديد في حي المصرارة الذي يسعى الاحتلال لإنهاء الحركة التجارية فيه الذي يعتبر شريانا اقتصاديا مهما للمدينة.
وقال الرويضي: “الهدف إنهاء البعد الحقيقي لهذا المكان محاولين ربط مسارات دينية لاستقطاب 3 ملايين يهودي، علما أن هذه المشاريع التهويدية تم الحديث عنها بشكل واضح في مخطط 2050 وهو تحت عنوان: “السياحة الدينية” للقدس الذي وضعته عدة دوائر إسرائيلية”.
ولمواجهة مشاريع الأسرلة والتهويد في المدينة المقدسة، أكد الرويضي، أن القيادة تتحرك على عدة جبهات ومع أطراف دولية مختلفة تحديدا مع الإدارة الأميركية لأنه دون القدس لن يكون هناك (حل سياسي مستقبلا)، وبالتالي مفهوم حل الدولتين على المحك، الإدارة الأميركية قدم وعودات سبقت زيارة بايدن للمنطقة تتحدث عن عدم إخلاء الشيخ جراح، وفتح مكتب القنصلية الأميركية في القدس، وتعهدات بعدم تغيير الوضع القائم على المسجد الأقصى المبارك.
ونوه الرويضي إلى التواصل والتنسيق مع المملكة الأردنية بخصوص الحفاظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأوضح، أن دورنا هو مساعدة المواطنين عبر الوقوف إلى جانبهم بتعليمات من الرئيس محمود عباس، وتوكيل طواقم محامين ليكون للمواطن دفاع قانوني في حال رفعت ضده قضايا، بما في ذلك الاعتراضات على المخططات، وهناك اجتهاد حقيقي من قبل المؤسسات الحقوقية في القدس التي تتبنى رفع القضايا ومتابعتها مع الناس، ونحن من طرفنا ندعم توجه المؤسسات بما يحمي حقوق المقدسيين، خاصة أن المواطن مضطر بحكم الواقع المفروض عليه لخضوعه للمحاكم الإسرائيلية، وإن كان مرفوضًا بالقانون الدولي ونرفضه بالموقف الرسمي.
وقال الرويضي: إن قضية القدس شأنها شأن باقي القضايا في إطار المحاكم الجنائية الدولية يشملها الاستيطان التي رفعت عام 2014 بما فيها قضية الشيخ جراح وحي البستان في بلدة سلوان الذي رفعت لاحقاً في المحكمة الجنائية الدولية وهناك متابعة تتم على أعلى مستوى.