من المعروف لأبناء شعبنا وللقاصي والداني أن جنين أو بالأدق محافظة جنين ومخيمها الشامخ، أعطى ولا يزال يعطي، هو وبقية أرجاء المحافظة، الكثير الكثير على مذبح قضيته، فهو يقف في مقدمة المخيمات المنتشرة في الضفة وكذلك المحافظة، أي محافظة جنين، هي السباقة للفعل الوطني الخالص والذي أعاد ويعيد للقضية وجهها الحقيقي ويضعها على سلم أولويات الجانب الفلسطيني المتمثل بفصائل العمل الوطني والاسلامي.
فإجراءات الاحتلال ضد محافظة جنين وفي المقدمة ضد مخيمها والتي قد تصل الى الاجتياح في أي لحظة، في محاولة يائسة لتركيع الأهالي وخاصة الشبان الذين يناهضون الاحتلال ويقفون له بالمرصاد رغم الفارق الكبير بينهم وبين قوات الاحتلال المدججة بأحدث أنواع الأسلحة الاميركية والغربية.
ومقاومة المخيم والمحافظة هي نتيجة حتمية لممارسات وانتهاكات الاحتلال الذي يقمع ويقتل ويعتقل ويرتكب الموبقات بحق شعبنا من خلال الاجتياحات أو قوات المستعربين، الى جانب ما تقوم به قطعان المستوطنين من اعتداءات طالت البشر والشجر والحجر.
فالممارسات الاسرائيلية هي وراء المقاومة في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، فلا يمكن أن يقوم الاحتلال بكل الموبقات دون ردة فعل خاصة وانه لا يوجد أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال استناداً لقرارات الامم المتحدة ذات العلاقة بالقضية والتي ترفض دولة الاحتلال تنفيذها والالتزام بها.
وكما هو قانون لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، فإن مقاومة شعبنا وفي مقدمتها مقاومة جنين الشعبية، هي نتيجة، وان السبيل الوحيد أمام الاحتلال هو الرحيل عن الارض الفلسطينية والاعتراف بكامل حقوق شعبنا الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
ويبدو ان دولة الاحتلال تعتقد بأن حصارها لمحافظة جنين ومنع وصول الامدادات الغذائية لها ومنع العمال من العمل والتهديد باقتحامها عسكرياً، وتصفية أي مقاومة سواء شعبية أو عسكرية، يمكن ان يؤدي الى تدجين المحافظة وبالتالي مواصلة دولة الاحتلال لسياساتها في الضم والتوسع والقتل والاعتقال والاجتياح لمناطق السلطة الفلسطينية.
إن هذا هو الوهم الاحتلالي بعينه، فالاحتلال هو السبب الاول والاخير فيما يجري الآن، وان تلاحم شعبنا مع جنين سيحبط جميع مخططات الاحتلال لأن جنين كانت ولا زالت وستبقى عصية على الكسر، فإرادتها قوية بل فولاذية، وليس أمام الاحتلال سوى التراجع عن عنجهيته وعن الاعتقاد بأن قوته العسكرية سترغم شعبنا على الرحيل أو الخنوع لإجراءات وجرائم الاحتلال الذي هو المسؤول عن تفجر الاوضاع في الاراضي المحتلة، والذي قد يمتد الى المنطقة برمتها.