1

وجدان شتيوي بين الحروف والكلمات

روان الأسعد – يتوه الكاتب بين الحروف والكلمات ويضيع في النصوص الأدبية تارة محلقا وأخرى غارقا في عذب الكلام ليحيك مؤلفات يستقيها من نبض الواقع وينسج منها خيالا حقيقيا ليستقى منه القاريء العظة والعبرة.

“القدس” دوت كوم، حاور الأديبة وجدان شتيوي حول إبداعتها ما بين نصوص نثرية وقصص قصيرة ومشاركتها الأدبية مع غيرها من الكتاب وعن اتجاهاتها في الكتابة ودور الكاتب في توجيه رسائل مجتمعية عبر كتاباته لفئات المجتمع من خلال المعلومات التي تدور في واقعنا وحياتنا اليومية دون تكلف ومبالغة بأسلوب سلس ومشوق.

بدأت وجدان مروان شتيوي، مواليد مدينة نابلس الحديث عن نفسها بالقول: عمري يتأرجح بين كومة آمال وبضع خيبات وأمنيات، ولأن لكل امرئ من اسمه نصيب حملت في وجداني منذ طفولتي خواطري وأحلامي التي كنت  أبوح فيها دائمًا للورق، وأحتفظ بها لنفسي دون الإفصاح عنها أو كشف الستار المسدل عليها.

بداية الحكاية

وجدان التي كانت تحتفظ بشغف كبير للكتابة وكانت تعبر عن نفسها بالرسم بالكلمات، قررت ذات يوم أن تنشر ما تكتبه ليتطلع عليه الناس وأن لاتبقى كتاباتها بالحبر السري الذي تحتفظ به لنفسها ، فقد قالت: بدأت بالنشر على صفحتي الشخصية على الفيسبوك منذ ما يقارب الست سنوات، وهنا وجدت  إعجابًا وتشجيعًا بما أكتب، وبدأت بنشر الخواطر في موقع دنيا الرأي، ثم انتقلت لنشر المقالات الاجتماعية في موقع مدونات الجزيرة ثم جاءتني فكرة تجميع بعض المقالات منها  التي كانت أقرب للقصة والإضافة عليهم وجمعهم في كتاب بعنوان”مذكرات سيدات حائرات”…جميع القصص كانت حقيقية نقلتها بأسلوبي عن أصحابها، مع بعض النصوص الأدبية.

تنوع الكتابات

وجدان التي تتنفس الحروف وتضعها في فنجان الحياة كقطعة سكر ،تناولت مواضيع الزواج والطلاق وحسن الاختيار والفراق والحب، والمرض وغيرها من المشاعر الإنسانية التي يتعرض لها أي شخص وخاصة الفتيات والنساء في مجتمعنا، إضافة للقدس -سيدة مدن الكون- والأسرى، ولم تنس الجانب الديني لأنه بالنسبة لها غذاء الروح الأهم.

وتابعت: الكتابة بالنسبة لي عالمي الخاص، عادة يومية، إدمان لذيذ لا أطلب الشفاء منه، فهي الإدمان الوحيد الذي يزيد صحة، ومن كانت الكتابة إدمانه ماذا يهزمه؟!!، أكتب لأغير فكرة، وأوصل رسالة تائهة، وأحيي الأمل في قلب مات فيه، وأربت على كتف وجعه،لا يهمني تنميق الكلمات، ولا أتكلف بها..فقط أكتب بحبر القلب إلى وتينه؛ لألامس أوتار الألم فيه، وأترك أثرًا لا ينسى.

الأعمال المشتركة

لم يقتصر نتاج وجدان الأدبي على ما تكتبه من مؤلفات خاصة بها بل شاركت العديد من الكتاب العرب من دول مختلفة تجربة الكتابة وعن ذلك تحدثت: قبل إصدار كتابي كان لي العديد الجولات الكتابية فهنالك العديد من الكتب المشتركة التي شاركت بنصوص فيها في الأردن منها، ساعة الرمل، ذاكرة الخريف، أمي وطن، إيقاعات حروف، كلمات يكتبها الخريف، ذكريات خريفية، دعوة حب، حديث مع ظل عابر للرسائل الأدبية بريد156ضمن(مشروع المائة كاتب).

كما كان لي كتب مشتركة في مصر كتب الصفعة وليلة في دمشق  للقصص القصيرة ضمن مسابقة كاتب الشهر مع دار ببلومانيا،ونصوص في كتاب على سبيل الفقد ضمن مسابقة ذواقة الكتب، وفي الجزائر مشاركة بقصيدتين في كتاب جزائسطين قصة حب إضافة إلى تدقيق الكتاب.

وأكملت: كما قمت كذلك بكتابة مقالات في موقع مدونات الجزيرة وعربي بوست ودنيا الرأي ومجلة إشراقات ومجلة بانوراما شباب العراقية،ومجلة فلسطين الشباب الورقية.

أهمية العلم والمعرفة

وجدان التي درست تخصص التربية التكنولوجية، لكنها لم تتوقف عندها، فقد تلقت العديد من دورات المحادثة المتقدمة في اللغة الإنجليزية، والإدارة، والقيادة التحويلية والنوع الاجتماعي، والاتصال والتواصل، وإعداد المدربين، إضافة للعديد من الدورات الالكترونية في الكتابة الإبداعية والعديد من مواضيع التنمية البشرية.

تؤكد على أهمية التعليم والثقافة من خلال حديثها: إن على الإنسان أن يطور نفسه باستمرار، فاليوم الذي لا يتعلم فيه شيئًا جديدًا غير جدير بأن يحسب من عمره، وعلى الكاتب إن أراد الاستمرار أن يكون مطلعًا مثقفًا وقارئًا، حتى لا تصيب كتاباته الرتابة والنمطية، فيُقيد بنمط معين، أو قارئ معين، والقيد عدو الكتابة.

النجاح الحقيقي

شتيوي التي لا تقيم النجاح الحقيقي  بقدر الشهرة والمتابعين،تتحدث قائلة: دون أي محتوى نافع  أنا لا أقيم النجاح بقدر الشهرة والمتابعين فليس هذا ما أسعى إليه، فإني أرى النجاح في كلمة شكر أو ثناء أو تقدير ممن وصلتهم كلماتي، ونجحت في الغوص بأعماقهم والتعبير عن مشاعرهم الدفينة، أو ممن قرؤوا لي صدفة في لحظة ضيق فشدتهم كلماتي، زرعت أملًا، أو أزالت ألمًا، وبحثوا عني في محركات البحث ليتابعوا كل ما أكتب.

حياتها المهنية

عملت وجدان في جهاز الإحصاء المركزي في مشاريع تعداد السكان والتعداد الزراعي وبعض المسوح الإحصائية، وفي التدريس في معاهد تعليمية، كذلك متطوعة في فريق صوت وبصمة، وفريق صناع الحياة للمبادرات المجتمعية فهي ترى التطوع حياة وواجب أخلاقي للفرد تجاه مجتمعه، إذ يجب عليه أن يترك بصمته أينما حل، ولا يكون مجرد عدد،فبلا لذة العطاء لن نحس بقيمة الأخذ.

كما أنها عضوة في رابطة المكتبيين العرب لإثراء دور المكتبات، والتشجيع على القراءة، ولها رواية اجتماعية حقيقية غير منشورة  وصلت للقائمة الطويلة في مسابقة ببلومانيا للرواية العربية منذ سنتين، لازالت تعدل عليها باستمرار حتى تصل للمستوى الأفضل الذي ترضى عنه، لتبصر بعدها النور .

شعارها في الحياة: “ما زلت حيًّا وأؤمن بأني سأجد الطريق يومًا ما إلى ذاتي إلى حلمي، إلى ما أريد”.

مقتطفات من كتابها مذكرات سيدات حائرات:”إن كانت البيوت تبلى بالهجر، ويسكنها الغبار، والأصوات الموحشة فكيف لا يخفت صدى إحساس القلب بعد الهجر، ويسكنه غبار الشعور؟!”

“عندما أتكلم عن مكان بهذه القدسية يصعب الوصف، وتفقد الكلمات خاصيتها التعبيرية، ففي حضرة جمالها وهيبتها يذوب الكلام، وفي أكنافها تقيم لها الطيور على ضفاف السماء أمسية شعرية”.

واختتمت حديثها برسالتها لكل من لديهم أحلام سواء في مجال الكتابة أم غيره: امضوا نحو أحلامكم واسعوا لها بكل وسعكم، ولا تتركوها رهن الخيال؛ فالإنسان بلا أحلام منشودة يموت روحًا قبل أن يموت جسدًا.

ومما كتبت قاااوم بكل ما أوتيت وسعًا…
لتكون ما تريد
لتحلق في سربك الفريد
لا يهم أن تملك بندقية
من أي نوع..
أو تصرخ بملئ الكون مجدي التليد..
كلنا يقاوم في وطنه الصغير والكبير..
فينا من يقاوم ذاته، يأسه، وعجزه
وآخر يقاوم محتلًّاا بغيض..
وجهان لعملة وحدة…
إن لم نقاوم ضعفنا كيف أعداءَنا نغيظ!!
سنمضي معًا كل في سربه
فكلنا خبزه يجيد
اختلافنا جدًّا مفيد
كالنجوم تتوزع في السماء
وكلها يضيء
المهم أن ننثر الخير في كل الدروب
نجهز بناادقنا بذخيرة الإيمان والصمود
أن نصوب بالعلم كلامنا
نعي أقوالنا وأفعالنا
نكون في معااركنا الذخيرة والجنوود…




لماذا تميل النساء إلى مشاهدة أعمال الجرائم الحقيقية أكثر من الرجال؟

يخفق قلبكِ، وتتسارع أنفاسكِ، وينتفض جسدكِ فزعا من المشاهد المروعة المتتالية، وعلى الرغم من كل ذلك تشعرين بالمتعة والإثارة، وتبحثين مجددا عن المزيد من الأعمال التي تروي قصص جرائم حقيقية، وتشعرين بالخوف ذاته مجددا ولا تتوقفين عن المشاهدة.

من المثير للاهتمام أن تميل النساء أكثر من الرجال إلى أعمال الجرائم الحقيقية، من كتب وأفلام ومسلسلات ومدونات صوتية، وفق دراسة قامت بها أماندا فيكاري، وهي خبيرة في علم النفس الإجرامي وأستاذة مساعدة في قسم علم نفس في جامعة إلينوي ويسليان الأميركية، بالتعاون مع أستاذ علم النفس آر كريس فرالي.

ووجدت الدراسة أن غالبية النساء اخترن الأعمال التي تروي حكايات مروعة عن جرائم حقيقية لقتل واغتصاب وتقطيع ضحايا، في حين كان الرجال أكثر ميلا لاختيار القصص الواقعية عن الحروب أو العصابات.

و​​في دراسة أخرى، أظهرت البيانات -التي جمعتها خدمة البث الصوتي “سبوتيفي” (Spotify)– أن عدد المستمعات إلى المدوّنات الصوتية التي تدور حول الجرائم الحقيقية زاد بنسبة 16% في عام 2019.

كما كشفت دراسة استقصائية أجرتها شبكة “إيه بي سي” (ABC) الأميركية عن أن النساء وراء الزيادة في شعبية المدونات الصوتية المتعلقة بالجرائم الحقيقية، ووصلت نسبة استماع النساء لإحدى المدونات إلى 85% من مجمل المستمعين البالغ عددهم نصف مليون شخص.

فلماذا تفضل النساء هذا النوع من الأعمال رغم ما تعرضه من مشاهد عنيفة؟ وكيف يؤثر ذلك على صحتهن النفسية والعقلية؟

ضحايا أو ناجيات

حسب صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) الأميركية، فإن الإحصاءات تشير إلى أن الرجال هم الأكثر تورطا في الجرائم؛ سواء كانوا مجرمين أو ضحايا. أما علاقة النساء بالجرائم فتتمثل غالبا في كونهن ضحايا أو ناجيات؛ لذلك فإنهن أكثر مشاهدي أعمال الجرائم الحقيقية، إذ تساعد هذه الأعمال النساء على فهم كيفية ارتكاب الجريمة، من قبيل: ما الذي أثار المهاجم؟ وكيف سقطت الضحية في الفخ؟ وما الأساليب التي استخدمها الضحية للهروب؟ والتعرف على العلامات التي تنذر بوقوع هجوم محتمل.

وقال المعالج النفسي ريا غاندي لمجلة “فوغ” (Vogue) إن النساء يمثلن نسبة كبيرة من ضحايا جرائم العنف أو الناجيات منها، لذلك ينجذبن إلى هذا النوع من الأعمال بحثا عن إحساس بالعدالة، ويشعرن بالأمن والحماية عند مشاهدة قصص حول عمل الأنظمة الاجتماعية والقانونية بلا كلل لحماية النساء”.

ومن ناحية أخرى، أشار أستاذ علم النفس فرالي إلى أن الدراسات السابقة أفادت بأن النساء يشعرن بالخوف من الوقوع ضحايا العنف أكثر من الرجال بشكل ملحوظ. وهو ما يفسر جزئيا انجذابهن إلى أعمال الجرائم الحقيقية، بهدف الإفادة من التجارب السلبية للآخرين، وجمع معلومات يمكن أن تساعدهن في الهروب من أي هجوم محتمل.

وأظهرت النساء اهتماما أكبر بالأعمال التي تحتوي على حيل ذكية استخدمتها الضحايا للهروب من المهاجمين، والأعمال التي تعرض الجانب النفسي للمهاجم لفهم عقلية المجرمين، والأعمال التي تحتوي على ضحايا من النساء.

عواقب جسيمة

وعلى الرغم من رغبة النساء في حماية أنفسهن، فإن الإفراط في متابعة الجرائم الحقيقية له آثار نفسية سلبية جسيمة قد لا ينتبهن إليها.

وهذه بعض العلامات التي قد تنذركِ بأنك في حاجة إلى فترة راحة من عالم الجريمة والعنف:

الخوف المستمر: قالت عالمة النفس تشيفونا تشايلدز لموقع “كليفلاند كلينيك” (Cleveland Clinic) “مع كثرة التعرض للجرائم وتفاصيلها، قد تسيطر عليكِ مشاعر الخوف طوال الوقت، وتسألين نفسك مع كل تفصيلة في الحياة: (ماذا لو؟) وتفكرين في العواقب السيئة التي يمكن أن تنتج عن كل شيء، وهو ما قد يدفعك إلى الانعزال عن أهلك وأصدقائك، ويمنعك من عيش حياتك بشكل طبيعي”.
الشعور بعدم الأمان داخل المنزل: لا يتوقف تأثير أفلام الجريمة على ما تشعرين به في الخارج، فقد يفقدك أيضا الشعور بالأمان داخل منزلك، ويدفعك إلى أخذ الاحتياط بشكل مبالغ فيه، وفحص الأقفال والأبواب مرارا للتأكد من أمنك.
الحذر من الآخرين: الدخول في التفاصيل التي تكشف عن الجانب المظلم من البشر يمكن أن يجعلكِ حذرة طوال الوقت ممن حولكِ، وتُشككين في إنسانيتهم، وتتساءلين عما إذا كان هذا الشخص الذي يعاملك بلطف هو كذلك حقا، أو أن هذا قناع يتستر تحته مجرم وقاتل متسلسل؟ والحذر شيء جيد، ولكن الإفراط فيه قد يجعل مشاعر الشك تسيطر عليكِ وتعيقكِ عن التواصل مع الآخرين.

القلق المفرط: قد تكون بداية مشاهدتك الأفلام بدافع الفضول، ولكن الإفراط في المشاهدة قد يتحول إلى خوف من العالم ومحاولة التصدي له، وتذهب المتعة من المشاهدة، وتُزرع داخلك مشاعر القلق والخوف، وفق تشايلدز.

ونتيجة ذلك، يمكن أن تظهر عليكِ أيضا بعض الأعراض؛ مثل تسارع ضربات القلب، ومشكلات في التنفس، واضطراب النوم، والشعور العام بالقلق والخوف والتوتر والإرهاق، والأحلام المزعجة المتكررة.

تغير مزاجك العام: قالت الأستاذة المساعد في علم النفس أ.ج مارسدن لموقع “هاف بوست” (HuffPost) الأميركي إن أعمال الجريمة تؤثر بشكل ملحوظ على المزاج العام، وقد تلاحظين شعورك بالكآبة، وصعوبة الانفصال عما شاهدتِه، ما يُشعرك بالتوتر الدائم ومزاج منخفض. وأضافت أن التعرض المطول لقصص الجريمة الحقيقية يؤثر سلبا على جسمك، بسبب ارتفاع مستويات التوتر لديك.
إثارة الصدمات: قالت أشلي هامبتون المتخصصة النفسية والتي لديها خبرة في العمل بنظام السجون الفدرالي -لموقع “بيزنس إنسايدر” (Business Insider)– إن هذه الأعمال تحفز استرجاع الصدمات، ويكون الأمر مثل انتزاع قشرة الجرح مرارا وتكرارا، من دون منحها الوقت الكافي للشفاء، وينطبق ذلك بشكل خاص على من لم يتلقوا العلاج.

نظرة تشاؤمية: ولفتت هامبتون إلى نقطة مهمة، وهي أن إحاطة نفسك بهذه الأعمال من دون وجود ما يكفي من الأحداث الإيجابية في حياتك، قد يؤدي هذا القدر من السلبية إلى تفاقم صحتك العقلية والنفسية وإعطائك نظرة تشاؤمية بأن هذه الجرائم شائعة ومحيطة بك في كل مكان، وتضخيم الأمر عن حقيقته، كما تشعرنا بالعجز عن منع هذا الكم الهائل من الجرائم.

فإذا كان هذا النوع من الأعمال مفضلاً لديكِ، تنصحك تشايلدز بمحاولة قطع سلسلة مشاهدتك بين حين وآخر، وقراءة كتاب كوميدي أو سماع أي شيء لا يتعلق بالجرائم للحد من تأثير العنف عليكِ.

المصدر : مواقع إلكترونية




قطر أرض المونديال جاهزة لاستقبال العالم في حدث رياضي تاريخي

قبيل بدء العد التنازلي لشهر واحد على انطلاق منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022، أعلن منظمو البطولة أن مبيعات التذاكر قاربت حاجز الثلاثة ملايين تذكرة لحضور مباريات النسخة الأولى من مونديال كرة القدم في العالم العربي والشرق الأوسط، والتي سيشهد استاد البيت أولى مبارياتها في 20 نوفمبر المقبل، بين منتخبي قطر والإكوادور.

وخلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم في الدوحة؛ أشار منظمو المونديال إلى توفير 30 ألف غرفة إضافية لزوار قطر خلال البطولة المرتقبة، وتتوفر المجموعة الأوسع من خيارات الإقامة على بوابة قطر لأماكن الإقامة، وبأسعار تبدأ من 80 دولار لليلة الواحدة للفرد في غرفة مزدوجة، وتشمل الفنادق والشقق وقرى المشجعين وغيرها.

وفي رسالة مسجلة عبر الفيديو، قال السيد جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا): “أكدنا دائماً أن قطر ستقدم أفضل نسخة على الإطلاق من بطولة كأس العالم. وكما تشاهدون ما حققته قطر من إنجازات في كافة أنحاء البلاد، من استادات وملاعب تدريب حديثة، وشبكة متطورة من خطوط المترو، وبنية تحتية مشيدة وفق أعلى المواصفات، إن دولة قطر على أتم الاستعداد للترحيب بالجميع، والعالم متحمس لبطولة استثنائية. قطر جاهزة لاستضافة مبهرة، سننظم أفضل نسخة من كأس عالم، تشهد منافسات مشوقة داخل الاستادات، وفعاليات ترفيهية رائعة تقام على هامش البطولة”.

وقال منظمو المونديال إن مبيعات التذاكر وصلت إلى مليونين و890 ألف تذكرة لحضور مباريات البطولة الأربعة والستين، والتي تستضيفها ثمانية استادات مشيدة وفقاً لأرقى المعايير العالمية. وقد تصدّر المشجعون في قطر والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وإنجلترا والمكسيك والإمارات والأرجنتين وفرنسا والبرازيل وألمانيا، قائمة الدول الأكثر حصولاً على تذاكر البطولة. كما سجّل مونديال قطر رقماً قياسياً في مبيعات تذاكر الضيافة. وصرح منظمو كأس العالم أن طرح التذاكر سيتواصل لجميع مباريات البطولة حتى انتهاء منافساتها في 18 ديسمبر المقبل، مع دعوة المشجعين لزيارة الموقع الإلكتروني: FIFA.com/tickets، للتعرف على المستجدات حول المتوفر من التذاكر.

وسيتلقى حاملو التذاكر بداية من الأسبوع الجاري، رسالة عبر البريد الإلكتروني تحتوي على معلومات حول كيفية تنزيل التطبيق الخاص بالتذاكر على الهواتف المحمولة، والحصول على نسخة رقمية من تذاكرهم.

ودعا المشاركون في المؤتمر المشجعين إلى المسارعة بتقديم طلباتهم للحصول على بطاقة “هيّا” الإلزامية، وحجز أماكن الإقامة في أقرب وقت ممكن، وتعد بطاقة هيّا بمثابة تصريح لدخول قطر للمشجعين القادمين من خارجها، كما تتيح لحاملها استخدام المواصلات العامة بالمجان، وتسمح للمشجعين من حاملي تذاكر المباريات بالدخول إلى استادات البطولة.

وأكد المهندس ياسر الجمال، المدير العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، أن قطر على جاهزية تامة لاستضافة نسخة فريدة من البطولة العالمية، بعد أكثر من عشرة أعوام من العمل الجاد، والتعاون الوثيق مع الشركاء في أنحاء البلاد.

وأضاف: “تمتاز بطولة كأس العالم 2022 بتقارب المسافات، حيث تقع منشآت ومرافق البطولة ضمن نطاق جغرافي محدود، ما يتيح للمشجعين واللاعبين البقاء دائماً في موقع الحدث، وعلى مقربة من الاستادات المونديالية والأماكن التي ستشهد الأنشطة الترفيهية. ونتطلع إلى استضافة بطولة استثنائية تبقى خالدة في ذاكرة المشجعين من أنحاء العالم “.

من جانبه، قال السيد ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ أن قطر على أتم الاستعداد لاستضافة مهرجان عالمي يحتفل بالبطولة الأهم في عالم كرة القدم، وقال: “نتطلع إلى الترحيب بالمشجعين من أنحاء العالم مع فعاليات تحتفي بكرم الضيافة العربية، ومجموعة واسعة من خيارات الترفيه، علاوة على أوقات لا مثيل لها مع منافسات البطولة العالمية. لا شك أن العالم سيشهد نسخة فريدة من المونديال ستترك أثراً إيجابياً دائماً على قطر والمنطقة بأكملها.”

وقال السيد كولين سميث، المدير التنفيذي لعمليات كأس العالم في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا): “تضمن الطبيعة متقاربة المسافات في قطر تشغيل أكثر من 168 موقعاً رسمياً خلال البطولة المرتقبة، وتقع جميعها ضمن مساحة محدودة، ويحمل كل من هذه المواقع أهمية خاصة للاستضافة الناجحة للمونديال. وإلى جانب نجاحنا في اختبار جاهزية استادات المونديال الثمانية؛ بدأنا في تشغيل مراكز المتطوعين وإصدار التصاريح، ومن المقرر افتتاح مركز بيع تذاكر المباريات غداً في مركز الدوحة للمؤتمرات والمعارض، على أن يلي ذلك مركز البث الدولي، والمركز الإعلامي الرئيسي.”

وأضاف سميث: “لا يسعني إلا أن أؤكد مجدداً ثقة الفيفا في قطر، وتقديرنا الكبير للجهود الهائلة التي بذلتها الدولة على طريق الإعداد لاستضافة أفضل نسخة في تاريخ كأس العالم بعد نحو شهر من الآن.”

وشهد المؤتمر الصحفي الإعلان عن باقة متنوعة من الفعاليات الترفيهية التي ستقام في أنحاء البلاد ترحيباً بالزوار خلال البطولة، ومن بينها مهرجان الفيفا للمشجعين، الذي سيتاح بالمجان ويستقبل أكثر من 40 ألف مشجع يومياً خلال فترة البطولة، كما سيضم شاشات عملاقة تعرض البث المباشر لمباريات المونديال.

ومن المقرر أن يستضيف موقع المهرجان في حديقة البدع بالدوحة مجموعة من الفنانين العالميين، كما سيتضمن الكثير من الأنشطة المرتبطة بكرة القدم، كما يتيح للجمهور مجموعة واسعة من خيارات الأطعمة والمشروبات المحلية والعالمية.

وإلى جانب الفعاليات الترفيهية التي يستضيفها كورنيش الدوحة بطول 6 كيلومترات من حديقة فندق الشيراتون إلى متحف الفن الإسلامي؛ ستشهد منطقة الكورنيش عروضاً فنية متجولة، إضافة إلى تخصيص متاجر ومحلات لبيع مختلف أصناف الأطعمة والمشروبات، هذا إلى جانب أنشطة أخرى تشمل عروضاً يومية ضمن برنامج “أهلا بكم في قطر”، حيث سيستمتع الحضور بباقة من العروض المائية والألعاب النارية، والتي يتخللها أغاني من الألبوم الرسمي لكأس العالم قطر 2022، ومعزوفات للملحن القطري وائل بن علي، ومقطوعات موسيقية لأوركسترا قطر الفلهارمونية.

وسيتمكن المشجعون من الاستمتاع بالألعاب والأنشطة المتنوعة في جزيرة المها بمدينة لوسيل، وكذلك نادي 974 الشاطئي في راس بو عبود، ومنطقة المشجعين هيّا في ممشى لوسيل الجنوبي، ومهرجان شاطئ قطيفان،  فضلا عن الحفلات الموسيقية المقررة ضمن مهرجاني أركاديا الموسيقي الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 15 ألف شخص، وميدل بيست – أرافيا الذي يتسع لأكثر من 5 آلاف شخص، كما سيحظى المشجعون الذين يحضرون مباريات المونديال بفرصة الاستمتاع بالعروض الثقافية والفنية والترفيهية في محيط كل استاد، مع أكثر من 6 آلاف عرض في 21 موقعاً.




رشا.. ألم وأمل وانتصار

 روان الأسعد – في تجربتها نحو الشفاء التام من مرض ارتبط اسمه بالخبث واقترن كثيرًا بالموت، حاربت رشا الرمعة هذا الوحش لتنتصر عليه، لكن مسيرتها لم تكن وردية، بل كانت مليئة بالألم والأمل، بالضعف وصولاً للقوة في رحلة العلاج التي مازالت تخوضها وصولاً للنجاة التامة.

“القدس” دوت كوم، التقى بها في أكتوبر الوردي لتختزل لنا كل مشاعرها في شهر التوعية بسرطان الثدي، وتلخص لنا مشوارها، وتمنح غيرها الشجاعة والأمل.

لكل حكاية بداية

رشا (35 عامًا)، أم لخالد (4 سنوات) وزينة (سنتان ونصف)، وتعمل  في Paltel بالتل “سوشال ميديا ” (Digital Marketing and PR Head of section) منذ 10سنوات، ودرست في جامعة بير زيت الصحافه والإعلام وعلم الاجتماع تقول: عاش معي أطفالي فترة صعبة عندما اكتشفت المرض، وكان ذلك في بداية شهر شباط حيث كنت ما زلت بمرحلة الرضاعة الطبيعية لابنتي، وكنت استحم فشعرت بارتداد غريب للماء وانتباني شعور غريب ، فقمت بعمل الفحص الذاتي لسرطان الثدي، واعتقدت أن ذلك بسبب الرضاعة، وهو من الحليب الموجود، خاصة أنني قمت بفطام ابنتي بطريقة خاطئة، وهذه احدى المشاكل، فموضوع الفطام غير الصحيح له دور بالموضوع، فقد دخلت زينة للمشفى لفترة طويلة ولم تتمكن من الرضاعة، لم ألق بالاً للموضوع وكنت أحدث زميلاتي وصديقاتي، وكنت خائفة كثيرًا، لكن صديقاتي قمن بالحجز لي واجباري على الذهاب للطبيب لأفحص.

تاريخ لا ينسى

بعض التواريخ تبقى محفورة بالذاكرة ولا تنسى ولا تمحى، خاصة اذا ارتبطت بحدث غير عادي، والثاني والعشرين من شهر شباط كان يومًا مفصليًا بحياة رشا، وكأن هذا التاريخ كتب لها مسارًا جديدًا ليحول حياتها، وكان عليها أن تختار إما أن تتسلح بالقوة أو تستسلم للضعف وتنهار.

وتتابع رشا قصتها: لا انسى هذا التاريخ، عندما ذهبت وفحصت عند الدكتور حكمت سعد، كان يمزح ويضحك، وفجأه تغيرت ملامح وجهه تمامًا وصار لونها أحمر، لن أنسى تلك اللقطة بحياتي، عندما قال لي سوف نقوم بأخذ خرعة غدًا، فسالته لماذا غدًا يوم جمعة، فقال لي سوف نجريها يوم السبت، لا يجب أن ننتظر، وقام بالحجز لي وعملت الخزعة رغما عني. شعرت بالخوف كثيرًا والقلق، وفي تاريخ لا يمحى 22-2-2022 اكتشفت أنه عندي سرطان الغدد الحليبية، المستوى الرابع في الجهة اليسار.

وتروي: كنت بالمكتب أعمل وصلتني الرساله من المختبر للحظة شعرت أنني لا أعرف اللغة الإنجليزية، ولا أفهم ما هو المكتوب على الشاشة أمامي، لم أستوعب تمامًا الصدمة، غضبت كثيرًا، وطلبت من جميع من حولي أن يبتعدوا عني دون أن يعرفوا ما السبب ، وذهبت إلى موقع جوجل للبحث علي أكون مخطئة لكن لم أكن كذلك وكان هو سرطان الغدد الحليبية، من الصعب وصف تلك اللحظات حين تشعر أن باطن الأرض ابتلعك ولا تريد التصديق هو انهيار كامل بكل معنى الكلمة عندما تستوعب وتصدق الصدمة وأنها ليست مجرد حلم تستيقظ منه.

العلاج والأمل هم الملجأ

وتتابع رشا حديثها: طبعا رحلة العلاج تبدأ بعد انهيار طويل، انا انهرت تمامًا وجلست أسابيع أبكي ولم أتقبل بالبداية، وكنت أقول لماذا أنا؟ لماذا اختارني؟ ما زلت صغيرة ولدي طفلان، وهذا اختبار صعب يا الله ولا أقدر عليه ! في تلك اللحظات كنت أحمل كل الهموم والألم. ومع كل هذا كان حولي داعمين كثر من الأصحاب والأصدقاء إضافة لعائلتي وكذلك شركتي التي أعمل بها، كان لكل هؤلاء دور كبير، بأن أبدأ مشوار العلاج ، وكان أمامي خيارين، نزلت وعملت التأمين الحكومي، وكنت من المحظوظات لأنني مشتركة ببرنامج الرعاية الطبي في مستشفى الحسين للسرطان، فأنا أحمل الجنسية الأردنية، فكان بالنسبه لي الخيار أن أتعالج بمستشفى الحسين للسرطان، واخترته لما هو معروف عنه بخبرته العاليه بهذا المجال ونسب الشفاء عندهم كثيرة وعالية، فقررت أن أبدأ معهم رحلتي بالعلاج.

وأضافت: بدأت بشهر آذار فحوصات شاملة لكل جسمي، لم أترك أي نوع صورة إلا واجريتها، وبعدها بدأ الأطباء يعدوا لي بروتوكول العلاج، وهو عبارة عن 6 جلسات كيماوي، وباول جلستين كان جسمي قويا، وبعدها بدأ الانهيار، وبدأت احس بأعراض الكيماوي، لا أريد أن اتحدث عنها كثيرا، لانني عند تذكرها أحس بوجعها واحس انني آخد الجرعات. ضمن البروتوكول يجب أن أجري عملية استئصال، انا أجريتها، وأنا الآن بمرحلة الشفاء، كنت محظوظة والحمد لله أن السرطان بالجهه اليسرى فقط، ولم ينتقل للغدد الليمفاوية، فكانت العملية ناجحة وبسيطة، وما زال لدي علاج طويل مدته سنة، كنت أذهب كل ثلاثة أسابيع لأخد جلسة الكيماوي، والمشكلة أنه بعد العلاج ينهار الجسم، ومشوار الجسر لوحده قصة.

جرعة السعادة ومشاركة التجربة

مشاركة تجاربنا مع الاخرين تعطيهم القوة وتمنحنا اياها بذات الوقت، وتجعلنا نمتلك قدرات عجيبة لمحاولة انقاذ ومساعدة الآخرين كي لا يمروا بما مررنا به وكأننا نحمل بوصلة لتوجيههم ومساعدتهم.

رشا التي كانت ترفض بالبداية مشاركة تجربتها عبر السوشيال ميديا، إلى أن حدث معها موقف أثناء العلاج جعلها تغير رأيها حيث تقول : في أول جرعة كيماوي اخدتها وكنت لا أطلع الناس، إلى أن جاءت شابة بعمري اسمها جوليا حداد، وهي قصة نجاح ثانية مع المرض، فمنذ عرفت عن مرضها وهي تركض باليوم 21 كيلو، وما زالت، وكانت مصدر الهام لي، ساعدتني أن أخذ الجرعة الأولى بكل بساطة، وسميناها وقتها جرعة السعادة، بهذا اليوم قامت بتصويري وإنزال الصورة، وبدأت الاستفسارات، كيف عرفت عن المرض وماهي الخطوات التي اتبعتها وعن العلاج وغيرها.

وأردفت:شعرت وقتها بواجبي، وبانه يتوجب علي أن لا أبخل على أي أحد بمعلومة أعرفها، ويجب أن يكون موضوع فحص السرطان ليس فقط من خلال ارتدائي اللون الوردي والتقاط صورة في شهر التوعية لأحفز النساء على إجراء الفحص، بل باقناع النساء أن هذا الفحص مهم وضروري فقد نكون بأولى المراحل وقد نصل لآخرها دون أن نشعر ، من هنا علينا جميعًا إجراء الفحص لأن المرض اسمه خبيث ويأتينا على حين غرة منا خاصة من لديه تاريخ وراثي بالعائلة.

شكر ورسالة

واختتمت رشا حديثها عن تجربتها برسالة وشكر لجوليا التي كان لها دور كبير معها، وألهمتها في مراحل العلاج وما زالت، وكذلك لزوجها ووالديها وعائلتها كلها دون استثناء إضافة لصديقاتها وشركتها التي تعمل بها لما قدومه لها من دعم كبير، لأن دعمهم الكبير لها جعلها أكثر جرأة في تقبل التغيرات التي طرأت عليها من جراء العلاج سواء بمرحلة تساقط الشعر أو غيرها، فكل من حولها منحها الطاقة الايجابية والقوة لتكون أقوى وتواجه المرض، وخصت كل النساء بلهجة قوية فيها نصح أن يتوجهن لإجراء الفحص المبكر وأكدت على ذلك بقولها: رغم أنني لم أنه العلاج إلا أنني قمت بالتسجيل ببرنامج ملهمات، التابع لمستشفى الحسين للسرطان، لأقوم بواجبي التوعوي للنساء في فلسطين عن أهمية العلاج والفحص المبكر وان لا نخاف من المرض لأن العلاج موجود، طالما اكتشفناه بالبداية، وأنصح كل النساء بأن يفحصن ولو بالاجبار، فحياتك ملك لك فاذهبي وافحصي فالفحص المبكر حياة.




في اليوم العالمي للمرأة الريفية.. الفلسطينيات يشحذن الهمم ويتحدين الصعاب

م. تيسير محيسن

باحث وخبير تنموي/مدير جمعية التنمية الزراعية –قطاع غزة

من بكين خلال المؤتمر العالمي الرابع للمرأة -1995، انطلقت الفكرة لتعتمدها الأمم المتحدة 2007، فتعلن يوم 15 أكتوبر/تشرين أول يومًا عالميًا للمرأة الريفية لتقدير مساهمتها وإنجازاتها في الزراعة وإنتاج الغذاء والتنمية الريفية (تشكل الريفيات ربع سكان العالم).

 أما الهدف الفكرة، فهو حشد كل الفاعلين في كل بقاع الأرض، للاحتفال بالنساء الريفيات وبمشاركتهن في التنمية، والتركيز على احتياجاتهن وحقوقهن، وأيضًا لممارسة الضغط على الحكومات لتقديم الدعم اللازم للريفيات للتكيف مع تغير المناخ، ودائمًا تشجيع المبادرات في إطار حملة “17 يومًا”. 

تعاني النساء الريفيات من الصور النمطية والتحيز ضدهن، لذا يدعو هذا اليوم للدفاع عنهن، ودعمهن في التحرر من قيود الأعراف المجتمعية والتمييز، واعتبارهن فاعلات ناشطات في عملية التغيير الاجتماعي والاقتصادي.

 في كل عام، يجري تسليط الضوء على موضوع بعينه، فعلى سبيل المثال كان موضوع اليوم العالمي للمرأة الريفية لعام 2020 هو “بناء قدرة المرأة الريفية على الصمود في أعقاب COVID-19″، بينما موضوع 2021 “النساء الريفيات ينتجن غذاء صحيا للجميع”، أما شعار الحملة هذا العام “المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غد مستدام”.

في عجالة سوف أسلط الضوء على أبرز التحديات والعقبات التي تواجه الريفيات في العالم: عملهن ومساهماتهن في التنمية الريفية لا تحظى بالتقدير الكافي وأحيانا ما تكون بدون أجر، القيود البنيوية والمعايير الاجتماعية التمييزية تحد كثيرا من مشاركتهن في صنع القرارات، على مستوى الأسرة والمجتمع. 

هذا، وتفتقر الريفيات إلى إمكانية الوصول إلى الموارد والأصول والأسواق والمعلومات والائتمان والخدمات العامة، كما يعتبرن أكثر معاناة جراء تغير المناخ وفقدان التنوع الحيوي، حيث يعتمدن على الموارد الطبيعية ومكونات النظام الإيكولوجي في تدبير سبل عيشهن وعيش أسرهن.  

الريفيات الفلسطينيات، أو المزارعات والمنتجات كما نطلق عليهن في قطاع غزة، نظرًا لالتباس معنى “الريف” واختلافه عن المقصود به في الضفة الغربية، يعانين مما تعانيه أخواتهن في العالم، يضاف إلى ذلك المعاناة التي يتسبب بها الاحتلال والمعاناة المرتبطة بالطبيعة التقليدية لمجتمعنا وغلبة النظرة المحافظة.

وتنعكس هذه المعاناة في انعدام الأمن والاستقرار والتهديد المستمر للحياة وسبل العيش، انخفاض القدرة الإنتاجية وضعف آليات الحماية الاجتماعية والقانونية، الحرمان من الوصول إلى الموارد والأصول والفرص، أي تزايد العنف الاقتصادي المبني على النوع الاجتماعي. 

إن مما لا شك فيه، أن التغيرات والأحداث البيئية والمناخية والسياسية كان لها تأثير سلبي كبير على حياة الريفيات وصحتهن وبيئة عملهن: ندرة المياه النظيفة، فقدان مصدر الرزق، انعدام الأمن الغذائي، تدني جودة الطعام وسلامته، التداعيات الصحية وانتشار الأوبئة، تشويه النظام الحيوي البيئي الفلسطيني بسبب الممارسات الاحتلالية، سلامة مهنية متدنية (وفيات، إصابة بالعاهات، أمرض مزمنة وخطيرة).

لذلك، دأبت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) ومنذ نشأتها على العمل المتواصل والمنهجي مع النساء الريفيات والمزارعات والمنتجات وصاحبات المشاريع الصغيرة من خلال دوائر مختصة وطواقم عمل كفؤة وبرامج فعالة من التمكين وتنمية القدرات والاقراض والمنح وغيرها، وذلك بالتركيز على توليد أنظمة غذائية مرنة تقودها النساء، الاستثمار في قدرات المرأة الريفية وخلق بيئة تمكينية لها، تعزيز المساواة بين الجنسين، تعزيز الزراعة المستدامة والقضاء على انعدام الأمن الغذائي والفقر. 

في الجوهر، نحن نسعى لتحقيق المساواة بما يساعد الريفيات على الوصول إلى الموارد الطبيعية والأصول الإنتاجية، فضلا عن المشاركة في عمليات صنع القرار، وأيضا النضال من أجل الحصول على الحقوق والأدوار ووسائل الانتاج من منظور النوع الاجتماعي، مع الحد من العنف الاقتصادي المبني عليه.

في هذا العام، نحتفل مع العالم بهذا اليوم وسجلنا في العمل مع الريفيات متخم بالإنجازات وكذلك الدروس والعبر والرهانات: نطلق مشاريع وبرامج وحملات ضغط ومناصرة جديدة، نراجع أنشطتنا المتعلقة بعمليات رفع الوعي والتدريب والارشاد وبناء القدرات وتنميتها والتمكين الاقتصادي والاجتماعي، نقيم تجربتنا في مجال تنظيم النساء، ودعم منظماتهن القائمة والفاعلة، من حيث إدارة العمليات التجارية التعاونية والعمليات المالية والإدارية والتنظيمية.

 هذا ويحق لنا أن نفخر بمدى ما حققناه على صعيد تطوير ريادة الأعمال الزراعية للنساء والفتيات من خلال حاضنة الأعمال التي تشتمل على عمليات تحسين معارف الرياديات الفنية ومهاراتهن الإدارية في الإنتاج الزراعي والتسويق وسلسلة القيمة واستعمال التكنولوجيا. 

كما إن السجل لا يخلو من أنشطة تستهدف تمكين المزارعات والمنتجات من التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من المخاطر البيئية الأخرى، وأيضا الحد من مخاطر أزمتي الطاقة والغذاء الناجمتين عن حرب أوكرانيا وجائحة كورونا وما لحق بسلاسل التوريد من انقطاع.