1

العام الجديد في حياة خنساء فلسطين حورية الطوباسي

– خلف قضبان سجون الاحتلال، يستقبل الأسير سعيد حسام سعيد الطوباسي، المحكوم بالسجن المؤبد 32 مرة، العام الجديد، بعدما قضى 20 عاماً في غياهب السجون، كذلك ابنها الثاني محمد الذي لا يزال موقوفاً، بينما تشعر الوالدة حورية الطوباسي خنساء فلسطين، بكل أصناف الألم والمعاناة بسبب استهداف الاحتلال على مدار السنوات الماضية لأسرتها، فلم يسلم أحد من أبنائها من كوابيس الاعتقال، كما استشهد ولديها أحمد وإسلام.

 وتقول الحاجة أم كمال، “في العام الجديد، لايزال لدينا أمل بالخلاص من هذا الاحتلال، لنعيش بأمان واستقرار ككل شعوب العالم، فالاحتلال ينغص علينا حياتنا التي لم نعد نعرف فيها طعم الفرح أو معنى السعادة”، وتضيف ” نشعر بحزن، بينما الأمهات في العالم يفرحن باستقبال المناسبات”.

وتتابع، “رغم اعتزازي ببطولاتهم وتضحياتهم، لكن الغياب والفقدان مؤلم وموجع ويزيد أحزاني دوماً، لكني صابرة وما زلت بانتظار احتضان ابني ورؤيته في المنزل الذي يملؤه الحزن، ويفتقد الفرحة التي لن تتحق إلا بوجود سعيد معنا”.

بعكس الأمهات في كل أصقاع الأرض، قضت الوالدة حورية،  اليوم الأول من العام الجديد، في زيارة أضرحة الشهداء، والدعاء لحرية سعيد ومحمد الذي اختطفته قوات الاحتلال قبل عام وما زالت محاكم الاحتلال تمدد توقيفه، علماً أنه ضابط في الأمن الوقائي الفلسطيني.

 وتقول ” هذه المناسبة حزينة وصعبة وتذكرتي بالمعاناة والمأساة الأليمة التي مررنا فيها يوم استشهاد ابنائي واعتقال سعيد، هدموا منزلنا ولكننا سنبقى نفخر ونعتز بصمود وبطولات سعيد المستمرة خلف القضبان رغم أنه يعاني منذ فترة من عدة مشاكل صحية وضعف بصر في العينين حتى أصبح بحاجة لنطارات طبية “، مضيفة “منذ اعتقاله، أعاني الويلات بسبب ما يمارسه الاحتلال بحقنا من عقوبات النقل ومنع الزيارة، فكل أخوانه ممنوعين أمنياً، وفي كثير من الأحيان، يرفضون منحي تصريح لزيارته، وأحياناً يقوم الاحتلال بسحب تصريح على حاجز الجلمة، وتكمل ” رغم ذلك، لن نفقد الأمل، ليل نهار أُصلي لحريتهم، ونأمل الإفراج عن كل الأسرى وخاصة ذوي الأحكام العالية في الصفقات المقبلة”.

بشكل سري، انتسب سعيد كما تروي والدته، لحركة الجهاد الإسلامي، ولنشاطه ودوره البطولي ، أدرجه الاحتلال ضمن قائمة المطلوبين للتصفية، لكنه تابع المشوار وتمرد ورفض الاستسلام، وتقول الوالدة ” بسبب المداهمات والكمائن والتهديدات الإسرائيلية بتصفيته، حرمنا منه لفترات طويلة ، لكنه تقدم الصفوف دوماً في مقاومة الاحتلال، شارك في معركة مخيم جنين، وكلما كنت أعرض عليه الزواج يرفض ويطلب مني الدعاء له بالشهادة، فكنت أخفي دموعي وأحزاني، وأدعوا له وللأبطال أمثاله بالنصر على الاحتلال”، مضيفة “نجا سعيد مع ثلة من المقاتلين من قصف الاحتلال ومجزرة مخيم جنين ، فقد حماهم رب العالمين عندما احتموا تحت احد المنازل بعد قصفه ، وصمدوا لعدة أيام تحت الانقاض رغم انقطاع الاتصال مع العالم الخارجي ، حتى انسحب الاحتلال وخرجوا للحياة من جديدة “.

تكررت محاولات اغتيال سعيد، واستخدم الاحتلال كل الطرق للضغط عليه، ويقول شقيقه إبراهيم ” اعتقل الاحتلال جميع أشقائي،وهدد بإعتقال كل العائلة خاصة بعدما تبنت سراياالقدس عملية مفرق “كركور”،فاشتدت المداهمات ولم تعد تتوقف لانهم حملوا سعيد المسؤولية عنها “،ويضيف ” ضمن اساليب الضغط ، قام الاحتلال بتاريخ 31-10-2002 ،بهدم منزلنا وشردوا العائلة، واستمرت ملاحقة سعيد حتى سمعنا في 1/11/2002 ، عبر وسائل الإعلام بأن الجيش الإسرائيلي حقق إنجازاًكبيراً في جنين ومخيمها وضربة قاسية للجهاد الاسلامي باعتقاله لأخي خلال محاصرتهم له في أحد المنازل مع مجموعة من رفاقه، واقتادوه للتحقيق “، ويكمل ” قضى عدة شهور في اقبية التعذيب معزولاً عن العالم ، وفرضت عليه العقوبات حتى حوكم بالسجن المؤبد 32 مرة إضافة لـ50 عاماً”.

ولم تتوقف عائلة الطوباسي عن مقارعة الاحتلال، فانضم نجلها أحمد لسرايا القدس، وسرعان ما أصبح مطلوباً، لكنه كما تقول الطوباسي “واصل مشواره الجهادي، حتى حاصره الاحتلال مساء تاريخ 31-1-2006 ، مع رفيق دربه القائد في سرايا القدس المطارد نضال أبو سعدة في بلدة عرابة “، و تضيف ” رغم الحصار ومنع التجول قاوما ببطولة و رفضا الاستسلام وخاضا معركة بطولية حتى استشهدا “.

تحدق الخنساء أم كمال، بصور أبنائها التي تزين جدران منزلها، وهي تستعيد المزيد من صور الذكريات التي لا تفارقها، ففي نفس العام، وتحديداً فجر تاريخ 16-8-2006، اغتال الاحتلال ابنها الثاني إسلام في ريعان الشباب، فقد اقتحم الاحتلال المخيم ، وحاصر منزل عائلة الطوباسي التي لم تتنبه ، لخطة الجيش بالسيطرة على المنازل المجاورة ونصب فرق القناصة داخلها، وتقول ” عندما داهم العشرات من جنود الاحتلال منزلنا، كان إسلام ينام على سطح الطابق الثالث كعادته، لكن حركتهم كانت سريعة جداً، وكانهم قادمين لساحة معركة وتنفيذ مهمة سريعة “، وتضيف ” احتجزونا في الغرف ونكلوا بأبنائي بطريقة وحشية، بينما تسللت مجموعة أخرى من الجنود لسطح المنزل، وسمعنا صوت اطلاق نار كثيف، فشعرت أنهم أصابوا إسلام الذي جروه من السطح حتى الطابق الارضي وهو ينزف دماً ، ووصلت طواقم الهلال الاحمر للمنطقة لكن الجنود منعوها من الاقتراب من منزلنا أو الوصول لابني وعلاجه، لكن الجميع شاهد الجنود وهم ينقلونه معهم وهو حي رغم اصابته “، وتكمل ” عندما صعدنا للسطح، شاهدنا آثار الرصاص الذي يؤكد أنهم أطلقوا النار عليه وهو نائم ، لكنهم اعدموه بدم بارد على حاجز الجلمة ثم سلموه لنا شهيداً “.

بين أحزانه باستشهاد أخوانه دون وداعهم، وتأثره وقلقه على أسرته ووالدته، لكن سعيد جسد نموذجاً للصمود والبطولة، تجاوز كل المحن، وتحدى حكمه والاحتلال بالتعليم، ولم يكتفي بشهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، بل حصل على درجة الماجستير، وشهادة في الصحافة والإعلام، وشهادة دبلوم من جامعة الاقصى في غزة بتخصص الاجتماعيات، ورغم أن رحلته الطويلة لم تنال من عزيمته ومعنوياته، لكن حالته الصحية تأثرت، فهو يعاني من ارتفاع في الدهن ومشاكل في النظر، وتعرض للاهمال الطبي وبعد جهود كبيرة، سمحت ادارة السجون بادخال نظارة طبية لسعيد .

في العام الجديد، تقول الخنساء حورية ” كلما مضى عام، أفرح ويزداد الأمل، فنحن نعيش متوكلين على رب العالمين، أن يكون القادم أفضل، وصلواتي لله، أن يمد بعمري حتى أعيش وأرى أحلام أحمد واسلام تتحقق بحريتنا من الاحتلال وعودتنا لارضنا التي شردنا منها، ويجتمع شملنا مع سعيد ومحمد أحرار بلا قيود، ونعيش حياة الفرح ككل الناس والبشر “.

دلالات




دنيا زُهد .. حين تتحول المهارة لمشروع ريادي

روان الأسعد – استطاعت أن تصل إلى النجاح والإبداع بممارسة عمل يعتبر من هواياتها، ومن إيمانها بأن الشغف وحب العمل هما أساس الإبداع والنجاح، استمرت دنيا زهد في مشروعها الذي تحلم أن يكون يوما ما أكبر من مجرد مشروع صغير يأتي إليها بدخل متوسط ربما أو أقل من المتوسط.

تقول دنيا، 28 عاما، عن بداياتها: أحب الحلويات وكنت أعمل دوما لأهلي وصديقاتي وأقاربي حلويات من عمل يدي، فكانوا دوماً يقولون إن حلوياتي رائعة، لماذا لا تقومين بعمل مشروع لصناعة الحلويات المنزلية؟ ومن هنا جاءتني الفكرة، فقمت بشراء الأدوات وبدأت من الصفر سنة 2014 وحتى الآن، رغم أنني درست تخصص المحاسبة إلا أن فرص العمل شحيحة جدا، وبعد أن أنجبت طفلتيّ كان لا بد من رعايتهما وخلق فرصة عمل وفكرة إبداعية مميزة فيما أحب وأستطيع القيام بها من المنزل فانطلقت بمشروعي.

بداية الحكاية ،،

حكايتها ببساطة كانت هي شغف وحب قديم لصناعة الحلويات والإبداع بها لتخرج بنكهة جميلة تتذوقها العين قبل الفم، وشاءت الأقدار أن تتبع شغفها وتنطلق لتعمل بهذا المجال وتطلق صفحتها الخاصة بالمشروع لتسوق له عبر السوشيال ميديا منذ 8 سنوات، وبالفعل مع وجود الأقارب والمعارف والأصدقاء تمكنت دنيا من التوسع وبات الكل يعرفها وبدأ يكبر المشروع وكانت بدايتها جميلة رغم التعب.

تتحدث دنيا بحماسة: لطالما كنت أهوى المجال الإبداعي في أي عمل نحب، وبرأيي أن الموهبة وحدها غير كافية، حيث أنه من الضروري الاستمرار بالتطوير والدراسة والاطلاع لنصل دائما للنجاح غير المسبوق والمقرون بالتميز عن الجميع، خاصة وأن مشاريع الأطعمة والحلويات المنزلية باتت منتشرة بشكل كبير في المجتمع، لذا يجب السعي باستمرار وبجد لنتمكن من شق طريقنا وبناء اسم في هذا المجال مع المحافظة على النجاح، ودائما ما يكون الإبداع والشغف مفتاحا للنجاح مقرونة بالعمل والسعي المتواصل دون كلل.

مزيد من الإبداع ،،

وأضافت: لذلك كان لا بد من التطوير في عملي، فبعد أن كانت بداياتي بسيطة بإعداد كاسات الحلويات على اختلاف مذاقاتها وأنواعها من الخشخاش الى التيراميسيون والتشيز كيك بكل أنواعه، قررت أن أنتقل للخطوة الثانية بعد عامين وهي توسيع مجال عملي من خلال الالتحاق بدورة متخصصة في صناعة الكيك والحلويات لأتسلح بها وأكتسب مزيدا من الخبرة والمهارات ويكون عملي بحرفية أكبر، وأستغل وقتي ومهارتي لأفتتح مشروعي الخاص بي على أرض الواقع ويكون لي محل أصنع وأبيع فيه ما لذّ وطاب من الحلويات وتمكنت من افتتاحه عام 2016 وأطلقت عليه اسم “حلويات تاليا” على اسم ابنتي.

أسرار التميز والنجاح ،،

حين يجتمع الشغف مع المهارة والتعلم تكون النتيجة أكثر من رائعة، فحين التحقت دنيا بدورات لصناعة الكيك بطرق احترافيه والتحقت بورشات عمل متنوعه كانت تضيف لها شيئا جديدا ومختلفا استطاعت أن تنتقل من بيتها الدافىء وأدواتها المتواضعة لتعمل بمحلها في تحضير أشهى أصناف الحلويات بنكهة لذيذه وشهية وترتيب وأناقة لتزداد الواجبات والطلبات عليها.

حيث قالت: مـن أهـم أسـرار النجاح هو حب العمل وبعدها تأتي المقومات الأخرى من اختيار المواد الجيدة ذات الجودة العالية والطازجة، النظافة الفائقة والنكهة الطيبة، إضافة للشكل الجميل والمتقن الذي يعكس الفن لنأكله بالعين قبل تذوق طعمه، هذه اهم مفاتيح النجاح التي تجعل الزبائن يقبلون على الطلب فمن يجرب الطعم مرة يعود ومعه زبائن آخرون بالإضافة للسعر المناسب كذلك.

المعيقات ،،

لا تكون البدايه دائما معبدة بالورود، هي فكرة تولد من طموح لا حدود له لنصل للنجاح، وأي مشروع منزلي هو خطوة للانطلاق وهدف لمشروع أكبر وهذا ما سعت له دنيا منذ البداية حيث قالت: دائما تكون البدايات بسيطة لكن الطموح كبير والهدف أكبر، فمشوار الميل يبدأ بخطوة وكانت الخطوة الاولى العمل من منزلي رغم المعيقات التي كانت بداية مع أطفالي، فأنا أم ولديّ ابنتان أكبرهما تاليا تبلغ حاليا من العمر ثلاث سنوات ولارين سنتان، لذلك فالمسؤوليات والواجبات المنزلية كبيرة اضافة للاجتماعية، فكان لا بد من التوفيق بينهم والانتظار حتى ينام أطفالي لأباشر العمل بالطلبيات، خاصة أنهما كانتا أصغر مع بداية المشروع.

وأضافت: ومن الصعوبات أيضا التسويق على صفحات التواصل الإجتماعي، فقد بذلت مجهودا كبيرا جدا حتى استطعت أن أؤسس اسما لي، إضافة لأن السعر يختلف عن السوق خاصة وأنني كنت بالبداية لا أقوم بالشراء بسعر الجملة، كما وأن المواد التي أستخدمها سعرها مرتفع لأنني أختار ذات الجودة العالية ومع ذلك لا زال البعض يعتبر أن أسعاري مرتفعة نوعا ما رغم أن أسعار المواد ارتفعت كثيرا عن السابق ومع ذلك استطعت تجاوز كل العقبات والنجاح.

التطور والدعم ،،

لأن الإبداع لا حدود له، كثير من المشاريع بدأت من المنزل ثم تطورت وأصبحت مشاريع على أرض الواقع، استطاعت دنيا من خلال دعم والدها أن تحول مشروعها من البيع أونلاين الى محل قائم تعمل فيه، وهذا ما أخبرتنا به من خلال قولها: بعد العمل بالمنزل كان لوالدي رحمه الله وقدوتي في الحياة فضل كبير، سواء من خلال الدعم المادي أو المعنوي، فقد ساعدني للالتحاق بالدورات التي أفادتني من الناحية العملية كثيرا، ودعم مشروعي ليفتتح لي المحل الخاص بي، وكان الدعم ايجابيا جدا من أمي وأخواتي ومعارفي ولم أتعرض أبدا لأي انتقادات سلبية، وهذا ما شكل قوة دافعة لي لبذل المزيد والتطور أكثر، لكن مع زيادة ضغط العمل وكثرة العمل والوقت الطويل الذي أقضيه فيه، قمت بإغلاقه بعد ستة أشهر، خاصة مع وجود طفلتين لدي، وكان خيار العمل من المنزل الأنسب، خاصة وأنني أعد كل أنواع الكعكات الباردة والساخنة إضافة للكنافة والبسبوسة، كما أقوم بعمل كعكات المناسبات على اختلاف أنواعها العادية منها والمصنوعة بعجينة السكر، وحاليا التحقت بدورة متخصصة لصناعة المعجنات.

الطموح ،،

عندما يمتلك الشخص العزم على تحقيق النجاح، فقد امتلك الحافز لبلوغ القوة التي تدفعه ليكتسب القدرة على بذل مجهود أكبر وتحقيق ما يريد، وهو بداية ونقطة الانطلاق نحو تعزيز أحلامه، وهذا حال دنيا التي لم تكتفِ بما تعلمه وما تلتحق به من دورات بل تسعى أيضا للالتحاق بالمزيد منها خاصة وأنها تطمح لافتتاح محلها من جديد بحلة جديدة وإضافات منوعة لم تكن من قبل، كما تسعى لتتميز أكثر من خلال الدورات التخصصية لتتمكن في المستقبل من إعطاء دورات مختلفة في صناعة ما تحب، وأن يكون لها فروع متعددة ليستمتع الجميع بتذوق ما تنتجه.

رسالة ونصيحة ،،
واختتمت دنيا حديثها بالقول: ان البطالة الحقيقية هي بالتفكير المحدود وعدم الانطلاق والسعي للعطاء والعمل وخلق فرصتنا الخاصة للنجاح دون أن نستسلم حتى نحقق ما نريد، وأنصح الاناث على وجه الخصوص بالتوجه نحو ما تحب القيام به دون تردد وأن تكون جريئة وحرّة وقوية وواثقة بنفسها لتصير ما تريد، وبالتأكيد فان عائلتها ستدعمها وهذا ما يعطيها حافزا ويدفعها للاستمرار.

وعلينا دائما المضي قدما حتى لو كانت البدايات بسيطة ومتواضعة، فهي بداية تحقيق الهدف الكبير الذي نطمح له، وعلى المرأة أن تكون ريادية وتخلق فرصة لها لتمكين نفسها وتحقيق كيانها وذاتها لما له من أثر إيجابي ينعكس في نفسها ونفس عائلتها ومحيطها لتكون قدوة يحتذى بها، مؤكدة أن طموحها في مواصلتها لعملها بمشروعها الخاص لن يتوقف عند حد وستسعى جاهدة لجعل منتجاتها معروفة في كل مكان، يطلبها الناس من كل حدب وصوب.




دراسة: نصف الفلسطينيات يشعرن بأنهن مراقبات عبر وسائل التواصل الاجتماعي

– أظهرت نتائج دراسة بحثية اليوم الإثنين، أن 50% من المشاركات في الاستطلاع يشعرن بأنهن مراقبات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن 28% من المستطلعات سبق أن تعرضن لمحاولات اختراق حساباتهن على منصات التواصل الاجتماعي، فيما تعرض نحو 25% من المستطلعات لتعليقات أو مضايقات (استهزاء أو تحقير) لكونهن نساء.

جاء ذلك، خلال إطلاق “حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي” اليوم الإثنين، بحثاً جديداً بعنوان “العنف الجندري في الفضاء الرقمي الفلسطيني”، والذي يهدف إلـى رصد، فهـم وتحليل ظاهرة العنف المبني على الجندر في الفضاءالرقمي الفلسطيني، والموجه ضد النساء بالأساس. كما يحلل البحث ظاهرة العنف الإلكتروني في السياق الفلسطيني من حيث الأسباب، والأثر والتداعيات، وذلك في محاولة لاستكشاف توصيات عينية وعملية لمكافحته والحد منه.

يسلّط بحث “شبكة منتهكة” الضوء على ضرورة ضمان حيز رقمي آمن وعادل وحر للجميع عبر ضمان المحافظة على الحقوق الرقمية للأفراد والتي تعتبرامتداداً لحقوق الإنسان في الواقع (الفلسطينيين/ات في هذا السياق)، وأيضا ضرورة معرفة حجم انعكاس العنف الجندري الممارس في الفضاء الرقمي، ومدى تأثيره على العنف الجندري الممارس على أرض الواقع.

يرتكز البحث على قياس ظاهرة العنف ضد النساء وواقعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني في مدن الضفة الغربية والقدس الشرقية وبين الفلسطينيين/ات في مناطق الـ48 وقطاع غزة وقد نفذت هذه الدراسة عبر استطلاع شمل 1000 مشاركة، إضافة إلى تنفيذ مجموعة بؤرية بمشاركة أكثر من 40 مشاركة، إضافة لإجراء مقابلات معمقة مع خبيرات وناشطات في المجتمع الفلسطيني والعمل والنسوي، لاستكشاف التحديات والتوصيات لمكافحة العنف الجندري الرقمي.

أما عن التعامل مع ظاهرة العنف المبني على النوع الاجتماعي، فإن 33% من المستطلعات اللواتي تعرضن لمضايقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط حذفن حساب المرسل ولم يتحذن أي إجراء آخر، إضافة لأن نحو 75% من المستطلعات يؤيدن مراقبة الاهل لنشاطاتهن على منصات التواصل الاجتماعي.
يبرز البحث بوضوح “المصيدة” التي تعيش فيها النساء الفلسطينيات بكل ما يتعلق بالعنف الجندري الرقمي. فمن جهة، التواجد في الفضاء الرقمي هو حق مشروع ومساحة عامة ومن المفروض أن تكون حرة، آمنة ومتساوية للجميع؛ ومن جهة ثانية، تُستنسخ آليات السيطرة والقمع ضد النساء من خارج الفضاء الرقمي إلى داخله، حيث من الممكن قراءة النتائج على أنها تصف حال إخضاع للنساء وتقييد ظهورهن في الفضاء العام وعدم بذل جهد لحماية النساء من قبل الشركات والتشريعات القانونية وسلطات القانون المتمثلة بالشرطة والرقابة المجتمعية.

من جانب آخر، يظهر البحث وعياً لدى المستطلعات بأهمية الخصوصية والمحافظة على الأمان الرقمي، فقد أظهرت النتائج أن النسبة الأكبر من المشاركات 86.8%، يفحصن إعدادات الخصوصية على منصات التواصل الاجتماعي، أخيراً فقد أوضحت نتائج البحث وجود حاجة ماسّة لاستخدام سبل عدة للحد من العنف الجندري في الفضاء الرقمي، ومنها تكثيف جهود المجتمع المدني لزيادة الوعي، تعزيز دور الأهل من خلال تعزيز دورهم التوعوي والتوجيهي، وأيضا تعزيز التشريعات والإجراءات القانونية، بالإضافة إلى العديد من التوصيات و الطرق لمكافحة العنف الجندري الرقمي أو على الأقل تقليص حجمه.




إطلاق حملة الـــ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة

 انطلقت فعاليات حملة الــ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي نظمه منتدى المنظمات الاهلية الفلسطينية في ميدان الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين,

وحضر المؤتمر ممثلي المؤسسات الرسمية والخاصة، والمراكز واللجان والمنظمات النسوية الشريكة والمؤسسات المنضوية تحت الحملة، منتدى مناهضة العنف ضد المرأة، شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، شبكة وصال قطاع غزة، تحالف أمل لمناهضة العنف ضد المرأة، ائتلاف فضا في فلسطين التاريخية واتحاد لجان المرأة الفلسطينية، كما حضر حفل الافتتاح كوكبة من أمهات الشهداء والأسرى والجرحى من كافة محافظات الوطن.

وافتتح المؤتمر بالقران الكريم والنشيد الوطني، فكلمة ترحيبية لرهف نعيرات، داعية لتكريم المرأة بمنحها كافة حقوقها، لكي تستطيع أن تنخرط في شؤون البناء والتنمية على نحو فاعل وحيوي لتكون شريكة في إدارة المجتمع ومنحها دورها الطليعي في كافة المجالات ومساندتها.

وألقت منسقة مؤسسة مفتاح في محافظة جنين فرحة أبو الهيجاء، كلمة ترحيبية باسم مؤسسات المجتمع المدني، شددت على أهمية دعم المرأة التي أثبت دورها البطولي عبر مسيرة النضال الفلسطينية في وجه الاحتلال، وتحدثت عن صمود المرأة في مخيم جنين ودعمها للمقاومة وإفشال سياسات الاحتلال لإركاع شعبنا، مؤكدة أهمية انعقاد المؤتمر في مكان اغتيال الصحفية أبو عاقلة.

وفي كلمة أمهات الشهداء، دعت والدة الشهيد جميل العموري، المنتدى لدعم الجهود المستمرة، للضغط على الاحتلال لتسليم جثامين الشهداء التي يحتجزها في مقابر الأرقام، ضارباً عرض الحائط كافة الشرائع والقوانين والأعراف الدولية، واستعرضت المعاناة الكبيرة التي تكابدها عوائل الشهداء، بسبب سياسات الاحتلال الظالمة، مؤكدة أن سجن الجثامين يعتبر جريمة يجب محاسبة الاحتلال عليها.

وثمن الزميل الصحفي علي سمودي مراسل صحيفة “القدس” دوت كوم، جهود ودور المنتدى لدعم المرأة وحمايتها وضمان كامل حقوقها، مثمنًا مبادرة إطلاق الفعاليات من مكان اغتيال الزميلة شيرين، ليشكل رسالة تحد للاحتلال تؤكد أنه لن يتمكن من قتل صوت الحقيقة وإعدام رسالة الحرية، واستعرض تفاصيل جريمة الاحتلال باستهدافه ورفاقه الصحفيين في عملية اطلاق النار، بهدف القتل التي أدت لاستشهاد زميلته شيرين وإصابته خلال تغطيتهما للاجتياح الاسرائيلي للمخيم.

وأكد الزميل السموني أن محاكمة الاحتلال على الجريمة، ستوقف جرائم الاحتلال واستهدافه المستمر للصحفيين الذين يتعرضون للقمع والتنكيل والسجن والقتل بشكل يومي.

 وأضاف: “أن تقصير وغياب الدور الفاعل للمجتمع الدولي يمنح إسرائيل الضوء الأحمر، لتصعد من استهدافها للصحفيين الفلسطينيين، لذلك مطلوب من الجميع دعم خطواتنا ومعركتنا، لمنع القتلة من الافلات من العقاب والعدالة لروح شيرين وكل شهداء الإعلام الفلسطيني”.

 وأكمل: “ما دام العالم صامتًا عن جرائم وانتهاكات الاحتلال فانه سيستمر ولن يتوقف، وقد تزايدت وتيرة التصعيد الإسرائيلي والانتهاكات لحقوق الصحفيين مؤخرًا، لذلك نطالب ونصر على تحقيق العدالة من خلال محاسبة حكومة الاحتلال وقادتها وجنودها وتقديمهم لمحاكمة عادلة لوقف الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الصحفيين في فلسطين”.

وثمنت مدير عام التربية والتعليم في جنين سلام الطاهر، دور المنتدى وسعيه المستمر في سبيل انصاف المراة وتمكينها والوصول لحقوقها العادلة والمشروعة .

بيان الحملة..
وفي مستهل بيان الحملة الذي تلته الناشطة صباح سلامة منسقة المنتدى، أوضحت أن اختيار عقد المؤتمر من موقع استشهاد الصحفية أبو عاقلة، دليل لخصوصية جنين ومخيمها، وما يتعرضان من عدوان وإرهاب منظم.

وقالت: “نقف اليوم كمؤسسات مجتمع مدني وأفراد، لنشارك مناضلات ومناضلي حقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص، في إطلاق الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة، تتويجًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم القرار 134/54، والمتعلق بالإعلان عن يوم 25 تشرين الثاني يوماً دولياً للقضاء على العنف ضد المرأة، التي تبدأ في هذا اليوم وتنتهي في العاشر من ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان”.

وأعلنت سلامة، باسم المؤسسات المنضوية تحت هذه الحملة عن شجب واستنكار الجرائم البشعة التي ارتكبت ضد النساء وكافة أبناء شعبنا على مدار العام وما زالت تُرتكب، مؤكدةً على أن النضال ضد جرائم العنف لا يقتصر على أيام هذه الحملة، حيث أن مقاومة هذه الجرائم مستمر على مدار العام، إلا أن هذه الحملة تكتسب معنى خاصًا.

 وأضافت: “النساء والفتيات لا زلن يتعرضن لشتى أشكال العنف، سواء أكان ذلك عنف سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أو العنف الأسري والمجتمعي كنتيجة للثقافة المجتمعية التي تحلل ذلك، بل وتدعو إليه أحياناً تحت مسميات مختلفة، ونخص بالذكر فئة النساء والفتيات ذوات الإعاقة”.

واستعرض بيان الحملة، أشكال الانتهاكات والجرائم التي يمارسها الاحتلال ومنها تهجير آلاف الأسر من خلال هدم المنازل، كما يحصل في العديد من المناطق وتحديدا محافظة القدس والعدوان على قطاع غزة ومناطق الأغوار وما يسمى مناطق “C”، كما يرتكب أبشع الجرائم بحق أسيراتنا وأسرانا، ويستهدف أبناء وبنات شعبنا يومياً بالقتل حتى لو كانوا يمارسون عملهم في نقل الحقيقة مثلما حصل مع الصحفية شرين أبو عاقلة، ويمنعنا من الوصول لمواردنا واستثمارها، ويمارس سياسة العقاب الجماعية بمحاصرته للمدن والقرى ومنع التنقل لمدة تصل أحياناً إلى أكثر من 30 يوماً، ويطلق العنان لمستوطنيه، لعيثوا في الأرض بالقتل والدمار بحق البشر والشجر وكل ما تطال أيدهم.

وقال المنتدى: “إن الاحتلال يسعى من استمرار هذه الجرائم إلى إنهاء وجود شعبنا على هذه الأرض، علماً أن النساء والفتيات الأكثر تضرراً من هذه الجرائم، فهذه الانتهاكات تعمق من واقع العنف الذي ترزخ تحته النساء بداية، إضافة إلى شعورهم بعدم وجود بيئة آمنة، وهذا يؤثر على أمنهن الجسدي والنفسي ونظام الحماية الاقتصادي والاجتماعي لهن، ويخلق لديهن الحزن والقلق والقهر وزيادة العبء الاقتصادي”.

 وأضاف: “كل هذه الجرائم وأكثر من ذلك يرتكبها الاحتلال على مرأى ومسمع دول العالم السامية الراعية لاتفاقيات جنيف، والتي خطت وكتبت اتفاقيات ومواثيق حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني”.

وطالب المنتدى مؤسسات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي توفير الحماية المؤقتة لشعبنا لحين إنهاء الاحتلال لنساء، ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها بحق نساء وشعب فلسطين والعمل على إنهاء هذا الاحتلال، كما طالب الاطراف والدول السامية المتعاقدة ضمن اتفاقيات جنيف إجبار إسرائيل بالامتثال لواجباتها الناشئة عن اتفاقية جنيف الرابعة، وإلزام حكومة الاحتلال الامتثال لأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان بخصوص السكان الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 كما طالب المنتدى السلطة الوطنية بالقيام بدورها في رصد وتوثق هذه الجرائم وتقديم كل الدعم والإسناد لهذه العائلات.




فلسطين ريان.. قصة نجاح بنكهة مختلفة

 روان الأسعد – لا يوجد معايير خاصة بالنجاح والطموح، لكل منا تركيبته الخاصة بنكهته التي يحب، مستخدما كل التقنيات والأدوات لتحقيق حلمه والسير بمساره، مطلقا العنان لإمكانياته من أجل إحداث تغيير إيجابي داخل المجتمع، بإبداعه وخلق هوية مميزة له يتفرد بها عن الآخرين.

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ،،

“ما كل ما يتمنى المرء يدركه – تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”، رغم أن قول المتنبي ينطبق تماما على قصة الشابة فلسطين ريان، ورغم ظروفها التي حالت بينها وبين حلمها أيام الجامعة، إلا أنها استطاعت أن تتحدى الظروف وتتحدى نفسها لتصنع حلما آخر بات اليوم حقيقة، ما جعلها تتميز عن غيرها.

تقول فلسطين: كانت ظروفي أصعب من أن أدخل التخصص الذي كنت أحبه أيام الجامعة، فقد كنت أطمح لأكون محامية وأزاول القانون كمهنة لي، كان بداخلي أهداف عظيمة لأحققها وأحلام كبيرة بهذا التخصص، لكن شاءت الأقدار عكس ما كنت أتمنى ولم أدرس ما أريد، فاخترت تخصص (الأي تي-IT) تقنية المعلومات، رغم أنني لم أجد نفسي بهذا التخصص وشعرت بأن طموحاتي تبخرت وذهبت أدراج الرياح. أنهيت دراستي الجامعية، وعملت في العديد من الشركات بعد تخرجي، لكن بقيت كالتائهة لم أجد نفسي فيه وعبثا كنت أحاول ايجادها وربما هذا أصعب شعور يمر على الإنسان فهو يقتل الطموح حتى يجتثه من جذوره.

تحدٍ وحاجة في آن واحد ،،

حين يتحول الشغف الى فكرة خلاقة وابداع من نوع آخر تظهر الموهبة وتتجلى بمشروع ريادي لا يتوقف عند حد، وهذا ما أكدته فلسطين في قولها: كان لدي حب كبير للرياضة والمعرفة بأسرار الجسد وقررت أن أخطو خطوتي الأولى بهذا الاتجاه، لأحصل على شهادتي الأولى بهذا المجال وأعمل بها، وكان الفرق كبيرا بين العمل الروتيني والعمل بمجال نحبه، فالتحدي والحاجة في آن واحد

تجعل التفوق واضحا وطاقة الشغف تدفعنا دوما للمزيد، فالعلم لا ينضب ولا ينتهي او يتوقف عند حد معين، لذا لم أبق مكاني بل ذهب بي طموحي لأطور نفسي أكثر وأحصل على العديد من الشهادات في مجال الرياضة من الاتحاد ومن رومانيا معتمدة دوليا وغيرها الكثير من الشهادات.

وتابعت: بجد واجتهاد بدأت أدرس التشريح العضلي ورأيت هنالك أسرارا تربط ما بين الرياضة والصحة وعلم الطاقة، فرغم اختلاف المسميات إلا أنهما غير منفصلان، بل هنالك روابط مهمة جدا فيما بينهما تجاه جسم الإنسان. فحتى يكون الجسم صحيا وسليما لا بد أن يتمتع بطاقة ايجابية، وليمتلك هذه الطاقه لا بد له من التخلص من السموم الموجودة به ويفرغ الطاقات السلبية ما يعكس أثرا جميلا وايجابيا على الصحة إضافة على تجاوب الجسم ليكون صحيا سواء من الناحية الفكرية أو الإجتماعية أو النفسية، وبناء عليه قررت أن أدرس مرة أخرى علم الطاقة.

ولأن الطاقة تتدفق على جميع المستويات وتتحكم في قدرات الإنسان، كونها قوة مؤثرة ومحركة له اذا ما تم تفعيلها بشكل سليم لتحقق توازنا نفسيا وعقليا، رغم اختلاف الآراء حول هذا العلم لتقول ريان: من خلال هذا العلم عرفت اسرار الجسد من حيث الشاكرات والهالة المحيطة بالانسان، واكملت بعد ذلك دراسة العلاج الطبيعي والمساج والحجامة، لما لها من اثر كبير على استرخاء الجسم والنفس، ثم مارست مهنتي هذه ايضا بعد حصولي على الشهادة، بعد ذلك تابعت دراستي بعلاج الاصابات للعمود الفقري ومشاكله واصابات الركب اثناء التمرين.

حين تتنوع المعارف وتزداد، لا ينعكس ذلك على الشخص نفسه فقط وإنما يظهر واضحا جليا في نضوج فكرته ومشروعه ليكون ملما بكل الجوانب ويمسك كل الخيوط فيحيكه بمهارة عاليه تجعل كل من حوله يصفقون لنجاحه.

ولأن صحة الجسم تنبع من صحة الدماغ، وهذه ليست فقط قناعة بقدر ما هي علم، بناء على ذلك بادرت فلسطين بمشروع هيلثي مايند، وتابعت: منذ صغري كنت حريصة جدا على المحافظة على صحتي لدرجة الهوس، لذا كنت أسعى أن أبقى بصحة جيدة وجمال طبيعي من خلال محافظتي على طبيعة أكلي ورياضتي لاني ادرك تماما أهمية التأسيس لجسد قوي من خلال التغذية الصحية والصحيحة التي تجمع جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم وليس ما يشتهيه الجسم لكي أواجه العمر بتقدمه وأبدو بعمر أصغر وبصحة الشباب بإذن الله، فحافظت على أكلي المتوازن ومارست الرياضة من عمر الستة عشر عاما، ولازلت مستمرة حتى الآن، وابتعدت عن كل الطاقات السلبية التي كانت محيطة بي سواء كانت ظروفا او اشخاصا، فأنا لدي طموح كبير لا ينفد ولا استطيع العيش ببيئة غير صحية.

وكعادة الأحلام لا تتحقق ببساطة وسهولة ويسر، ودون الصعوبات لا طعم للنجاح، وهذا حال فلسطين، فقد واجهت الكثير من العقبات المادية والمعنوية والانتقادات، وهذا ما أكدته بحديثها: تعرضت لصعوبات جمة على كل الأصعدة وانتقادات كثيرة، حتى على صعيد انجابي أطفالا، وكيف سأبقى أما جميلة وقوية لأجلهم، تخطيت كل هذا ونجحت بذلك ولم يوقفني شيء بتحقيق ما أتمنى. فالإرادة تصنع المعجزات وتذلل العقبات، محافظتي على جسدي صحيا ورشيقا لم يكن بالامر السهل وخاصة بعد حملي وانجابي، لكن قراري بأن اصبح قدوة لكل فتاة لتحافظ على نفسها حبا وفرضا وصحة وقدوة، وخاصة أن التقدم بالعمر يلعب دورا كبيرا بخسارة قوة الجسد من ناحية العظام والهرمونات، للنجاح بتخطي هذه الخسارة قمت باتباع نظام استمريت عليه منذ أعوام.

فلسطين التي وجهت رسالتها لكل إنسان: بداية الحياة ليست عبارة عن ملذات فقط، بمعنى ان اختيارك لأصناف الطعام ليس لتسد جوع معدتك وانما اختيارك للطعام يجب أن يرتبط بما يحتاج جسمك من عناصر غذائية، ومن المهم أن نتخذ الرياضة اسلوب حياة كونها تعلمك كيف ينبغي أن يكون جسمك قويا جميلا من الداخل والخارج دون ان تكسوه بالدهون الخارجية والحشوية لانها ستسبب لك الكسل والأمراض والثقل والتشويش الفكري وعدم الراحة النفسية وعدم الرضا عن النفس وستسبب لك ايضا عدم الثقة.

وأضافت: الابتعاد عن كل ما يتعارض مع شخصيتك الحقيقية وطموحك ونظافة فكرك وروحانيتك، فالاشخاص السلبيون سيحطمون كل ما هو جميل بداخلك وستكون عبدا لهذه الطاقات، ابتعد والجأ الى ركنك الذي سيخرج منك ذاك الانسان الصلب الناجح الملهم، ولا تنسَ أن سعادتك أنت من تصنعها حتى لو كنت وحيدا، فضحكتك من عمق قلبك اجمل بكثير من ابتسامة مزيفة ببيئة تحتاج الى تصنع دون ان تكون مقتنعا بما انت عليه وغير راض عن نفسك، وعليك أن تتحرر من أي قيود لا تناسبك طالما تعلم انها خطأ، تعلم كيف ومتى تقول لا وانطلق الى منهجك في الحياة، فلعلك تنتج جيلا قويا ليس خاضعا.

مسك الختام ،،

حين يتحدث القلب وتعمل الإرادة لا ينتهي الطموح ويكبر الحلم، وهذا حال فلسطين التي لم ينتهِ طموحها بعد بالرغم من قسوة الحياة وثقلها على قلبها، فهي تنعم بقوة عظيمة داخلها لتحقق الكثير وتمشي بخطوات ثابتة بمشيئة الله الذي خلق بداخلها هذه القوة. لتقول مسك الختام: رغم أن أحلامي تتحقق ببطء شديد لعدم وجود سند لي على الاطلاق، فكل نجاح حقتته كان بجهدي الشخصي فقط وحب امي لي وتوفيق الله، لكني استطعت أن أترك بصمتي الخاصة ولا زال هناك الكثير والقادم أجمل. والحمد والشكر لله أولا، وأريد أن أوجه شكري الخالص وامتناني من كل قلبي لأمي التي كانت لي عونا في كل شيء وفارقتني وهي تعلم اني لم أبقَ تلك الفتاة المدللة، بل أصبحت القوية التي لا تحتاج لأحد، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.