1

التونسية أنس جابر شخصية العام الرياضية العربية

فازت بجائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة اللاعبة التونسية أُنس جابر المصنفة ثانية عالميا ووصيفة بطولتي ويمبلدون والولايات المتحدة المفتوحة لكرة المضرب شخصية العام الرياضية العربية لعام 2022.

وجاء اختيار أنس جابر (28 عاما) بعدما حققت نتائج استثنائية عام 2022، واصبحت أول عربية على الاطلاق تحتل المركز الثاني في تصنيف اللاعبات المحترفات.

كما كانت أول عربية تتوج بلقب إحدى دورات الألف في مدريد في مايو، قبل إنجازيها في التأهل إلى نهائي ويمبلدون في يوليو عندما خسرت أمام الكازخستانية إيلينا ريباكينا، ونهائي فلاشينغ ميدوز في سبتمبر الحالي لكنها خسرت أمام البولندية إيغا شفيونتيك الأولى عالميا.

وقالت جابر عبر تسجيل صوتي بعد إعلان فوزها بالجائزة: “انا سعيدة جدا، ويشرفني الحصول على هذا اللقب المميز، وشكرا لكل من يدعم المرأة العربية”.

وتسلم الجائزة تسع فائزات وفائزين حيث حصدت

– جيانا فاروق محمود من مصر جائزة أفضل امرأة رياضية عربية
– عن فئة أفضل رياضية إماراتية فازت شما يوسف الكلباني
– تقلدت هنا أحمد جودة من مصر جائزة أفضل رياضية ناشئة
– نالت المصرية رحاب أحمد رضوان جائزة أفضل رياضية بارالمبية
– حاز فارس العساف على جائزة أفضل مدرب
– جائزة أفضل إعلامي رياضي جاءت من نصيب عزيزة نايت سي بها
– عن فئة برامج تنمية الناشئات فقد ذهبت الجائزة إلى اتحاد كرة القدم النسائي الأردني
– حقق الاتحاد المصري لرفع الأثقال جائزة أفضل فريق.
– حظيت قرية الإمارات الدولية للقدرة بجائزة أفضل مبادرة إبداعية رياضية.

يذكر أن فئات الجائزة شملت المسابقات ضمن المستويين الفردي والجماعي، في أقسام مختلفة كالإدارة الرياضية والتدريب والبحث والرعاية الرياضية وأصحاب الهمم، وتبلغ القيمة الإجمالية للجائزة 1.700.000 درهم إماراتي.




هل يمكن لليوغا أن تعزز صحة الشعر؟.. هذه التمارين ستصنع الفرق

تبحث الكثير من السيدات عن طرق لعلاج مشاكل الشعر الخفيف والمتساقط، فيقمن بتجربة كل الخيارات المتاحة، بداية من الشامبو ومستحضرات الشعر، وصولا للمكملات الغذائية التي تعد بنتائج قلّما تحققت.

لكن ما قد لا يعرفه الكثير من النساء أن هناك بعض التمارين الرياضية للجسم التي من شأنها أن تساهم بشكل ملحوظ في تعزيز قدرة الشعر على النمو، وحمايته من الضعف والتساقط.

فيما يلي نستعرض أبرز تمارين اليوغا التي تعزز نمو الشعر وتساعد في تطويله وتقويته من دون الحاجة لإنفاق مبالغ طائلة على مستحضرات الشعر التي قد تضر أكثر مما تنفع.

ما علاقة اليوغا بالشعر؟

نعرف جيدا فوائد ممارسة التمارين في تعزيز صحة الجسم بالكامل، وهذا يشمل الشعر بكل تأكيد، إذ يمكن من خلال ممارسة التمرينات الرياضية المعتدلة، ومن بينها اليوغا، معالجة الشعر الباهت والخالي من الحياة، الذي يتساقط بسبب ضعفه وعدم وصول مغذيات الجسم إليه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تمارين اليوغا تحسِّن الهضم وتقلل من القلق والتوتر في الجسم، وهما من العوامل الرئيسية التي تساهم في تدهور صحة الشعر، وفق موقع “هيلث لاين” (Healthline) للصحة العامة.

كما تعمل بعض وضعيات اليوغا المعززة للاسترخاء والتنفس العميق، على صنع العجائب للشعر بالتحديد، حيث تعمل وضعية الرأس في تلك التمرينات على تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يؤدي إلى تنشيط بصيلات الشعر، وزيادة فرص نموه وتعزيز صحته وقوته وحمايته من التساقط.

الإثبات العلمي لفوائد اليوغا للشعر

يمكن أن تقلل اليوغا التوتر، الذي يُعد مصدرا محتملا رئيسيا لتساقط الشعر. إذ يؤدي الإجهاد المفرط إلى تساقط وضعف البصيلات، وفقا لدراسة علمية أجريت عام 2017، ونشرتها مجلة “بلوس” (Plos) للأبحاث.

وخلص الباحثون إلى أن الإجهاد الشديد يمكن أن يؤثر على استجابة الجهاز المناعي للجسم ويبطئ نمو الشعر. ووجدوا أن ممارسة اليوغا دوريا يسهم في تقليل مستويات التوتر، وخفض إنتاج الكورتيزول في الدم، وهي المركبات التي ترتبط بمستويات عالية من التوتر.

كما وجدت دراسة منشورة عام 2020 بمجلة “ساينس دايركت” (Science Direct) العلمية أن ممارسة اليوغا بانتظام تساعد في تقليل علامات الالتهاب في الجسم، وهذا يقلل من احتمالية تعرض الشخص لتساقط الشعر.

ويمكن لليوغا أيضا أن تحمي من تساقط الشعر عن طريق تحفيز تدفق الدم إلى الرأس. فيمكن لأوضاع الجسم المقلوب مثلا، أن تعزز تدفق الدم إلى الرأس بصورة تدعم نمو الشعر والتمتّع بفروة رأس صحية.

تمارين اليوغا الأمثل لشعر أقوى

تساعد وضعيات اليوغا التالية في تخفيف التوتر في الجسم، وكذلك تحفيز تدفق الدم إلى فروة الرأس. ويمكن ممارستها بالخطوات كالآتي، وفق موقع “ستايل كريز” (Stylecraze) للصحة والجمال:

تمرين التمدد بالجسم للأمام

يُطلق عليه اسم “يوتاسانا” (Uttanasana)، وفيه يتمدد الجسم بالكامل من خلال الانحناء بالكامل للأمام مع الوقوف بساقين مفرودتين باستقامة على الأرض.

ويجب البقاء في وضعية الانحناء تلك من 15 إلى 30 ثانية على الأقل في المرة الواحدة، مع محاولة مقاربة الرأس من الأرض قدر الممكن من دون الإضرار بأسفل الظهر.

يمكن ممارسة هذا التمرين في الصباح على معدة فارغة، أو بنهاية اليوم بعد ساعات طويلة من موعد الوجبة الأخيرة تجنُّبا للإصابة باضطرابات الهضم أو الارتجاع.

ويساعد هذا التمرين في مد الرأس بالدم وتعزيز الطاقة فيه، مع تهدئة إضافية للعقل بشكل قد يعالج الصداع والشعور بالتوتر بعد يوم شاق.

كما أنه يسهم في تدليك الجهاز الهضمي، مما يحل مشاكل القولون.

تمارين الجسم المنحني تجاه الأرض

يُطلق على هذا التمرين اسم “آدوموكا سافاسانا” (Adho Mukha Svanasana)، ويحتاج أن يتم كذلك على معدة فارغة، ويُنصح به في الصباح عند الاستيقاظ. مع الثبات على الوضعية من دقيقة إلى 3 دقائق في المرة الواحدة.

وهذا التمرين يعزز الدورة الدموية، مما يتيح تدفق الدم إلى الرأس. كما يضغط على عضلات البطن ويحسن الهضم، علاوة على تمديد عضلات الرقبة والعمود الفقري، وبالتالي تخفيف التوتر في الجسم.

تمرين وضعية الطفل

وضع الطفل هو وضع محايد شائع يمكن الاختتام به بعد ممارسة أي رياضة أو جهد بدني. فهو مريح وسهل وملائم للمبتدئين في ممارسة تمارين اليوغا.

ويساعد هذا التمرين في تعزيز استرخاء البطن والظهر والعنق، مع مد الرأس بشحنة إضافية من الدورة الدموية بسبب الانحناء بالرأس للأمام خلال التمرين، وهي الأمور التي تساعد في تقوية الشعر وتسريع نموه ومنعه من التساقط.

ويتم من خلال السجود على الأرض مع المباعدة بين الساقين بمقدار عرض ورك. ومع الزفير يتم الانحناء إلى الأمام، وطيّ الجسم عند الوركين، مع وضع الجذع على الفخذين.

وبعد تلك الخطوة يتم فرد الذراعين للأمام ووضع راحتي اليد على الأرض.

مع أخذ عدة أنفاس عميقة في تلك الوضعية، ويجب البقاء عليها لمدة 30 ثانية في المرة الواحدة.

الصحة النفسية والجسدية بضربة واحدة

تُعد ممارسة اليوغا أفضل شيء يمكن القيام به لصحة الجسم والشعر في آنٍ واحد، نظرا لمجموعة الفوائد المتعددة التي يمكن أن يعود بها التمرين على الصحة النفسية والجسمانية.

لذلك في المرة المقبلة التي ترغبين فيها بتقوية شعرك وتعزيز صحته ولمعانه ومعدل نموه، افردي سجادة اليوغا وابدئي في التمرين فورا.




سفيرة كندا في فلسطين تزور كي لا ننسىزارت سفيرة كندا في فلسطين روبن وتلوفر جمعية كي لا ننسى في مخيم جنين يرافقها وفد من الممثلية الكندية ، حيث كان في استقبالهم رئيسة الجمعية فرحة أبو الهيجاء وعضوات الهيئة الادارية وطاقم الجمعية ، والنائب شامي الشامي وعدد من امهات الشهداء .وذكرت فرحة أبو الهيجاء ان هذه الزيارة تأتي في اطار الشراكة بين الجمعية والممثلية الكندية حيث تم تقديم الدعم للجمعية ضمن مشاريع وبرامج تدعم المراة الفلسطينية اللاجئة خاصة في مجال المشاركة السياسية . هذا وقد أشارت ابو الهيجاء الى اهمية الدور الذي تلعبه سفيرة كندا روبن وتلوفر في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وخاصة المراة .خلال الزيارة استمعت روبن الى معاناة امهات الشهداء وخاصة الشهداء الذين مازالت جثامينهم محتجزة لدى الاحتلال حيث طالبن بضرورة الضغط على الحكومة الاسرائيلية للافراج عن ابنائهن المحتجزين في ثلاجات الاحتلال مؤكدات على ان المجتمع الدولي قد تخلى عن مسؤولياته وانه لا نصير ولا داعم لهذه القضية مطالبات السفيرة بارسال رسالتهن الى اعلى المستويات والى المؤسسات الحقوقية لاسترداد جثامين ابنائهن .هذا كما تحدثت النساء المشاركات عن واقع المراة اللاجئة وظروفها والتهديدات التي تواجهها ضمن منظومة العادات والتقاليد التي ما زالت تنظر الى المراة بنظرة تقليدية سلبية مطالبات بضرورة تمكين المراة اجتماعيا وسياسيا واقصاديا حتى تصبح قادرة على تحمل مسؤولياتها وتغيير النظرة السلبية لها .هذا كما تحدث الأطفال عن وضع الحياة اليومية خاصة فيما يتعلق بالاقتحامات اليومية للمخيم ومدى الأذى الذي يحيط بهم نتيجة عدم توفر الامن والامان مطالبين السفيرة بأن تكون داعمة ومساندة لحقوقهم ليعيشوا كباقي اطفال العالم .خلال الزيارة تم عرض فيلم عن نشأة كي لا ننسى والتي ولدت من قلب المعاناة أثر مجزرة مخيم جنين ، اضافة الى تقديم فقرات ودبكات شعبية وفنية .




ليست النساء أطول عمراً.. هكذا ساهمت الرياضيات في انتشار معتقدات خاطئة

يسود اعتقاد عام بأن النساء يتمتعن بمتوسط عمر أعلى من الرجال، إلا أن دراسات حديثة كشفت أن الرجال يعيشون حياة أطول عندما تتساوى المستويات التعليمية والحالات الاجتماعية، وهو ما يشير لتغيير الانطباع السائد بأن متوسط عمر المرأة أعلى في المطلق.

في الماضي، عمد علماء الإحصاء في حسابهم لـ “متوسط العمر المتوقع” من خلال مقارنة سنة الميلاد مع العمر عند الوفاة واحتساب المتوسّط، آخذين عامل الجنس بعين الاعتبار، ومعتمدين في معلوماتهم على بيانات شعبة السكان للدول المنضمة للأمم المتحدة.

ورغم وجود مؤشرات قوية على تدني الصحة العامة للنساء ووجود فجوة صحية بين الجنسين لصالح الرجال، فإن من الشائع أن متوسط العمر المتوقع لدى النساء أعلى منه لدى الرجال بـ 5 سنوات حتى خلال الأوبئة والمجاعات.

بعض أساتذة علم النفس العصبي أرجعوا التفوّق التاريخي لمتوسط عمر النساء إلى جسد المرأة الذي يمر بصدمات جسدية طبيعية ناجمة عن الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية، وجميعها تحديات لا يواجهها جسد الرجل.

قسم الطب والأحياء بجامعة جنوب إيلينوي الأميركية، أجرى مراجعة بحثية كشفت تقلص الفجوة العمرية بين الجنسين عند أخذ الاختلافات الفرعية بين المجموعات السكانية بعين الاعتبار.

أرجع بعض العلماء هذا التناقض بين الانطباع الشائع ونتائج المراجعات الحديثة إلى اختلاف السلوك بين الجنسين، وحاول آخرون بحث أثر هرموني التستوستيرون (هرمون الذكورة) والإستروجين على العمر.

اللوم على علم الرياضيات

يبدو أن المقارنة المجردة لمتوسط طول العمر بين الجنسين أورثت الباحثين اعتقادا بأن “الرجال لا يعيشون طويلا كالنساء” ذلك أن التفسير المبسط للبيانات لم يأخذ في الاعتبار عدم تجانس عمر الإنسان في المجموعات المختلفة.

لذلك درس باحثون بمركز ديناميكيات السكان بجامعة جنوب الدانمارك إحصاءات الوفيات والحالة الاجتماعية لسكان 199 دولة في محاولة لحل سوء الفهم السائد.

العلماء درسوا الاختلافات التي من شأنها أن تؤثر على متوسط العمر المتوقع لأفراد كل جنس (الذكور والإناث) فيما بينهم، إلى جانب أثر الزواج والتعليم على حياة كلا الجنسين بدلاً من الاكتفاء بمقارنة العمر والنوع.

فحصت الدراسة الفروق العمرية بين الجنسين في 199 مجموعة من بلدان وقارات مختلفة عاش أفرادها بين عامي 1751 و2020، وطبقت المقارنة على أساس 3 مجموعات من البيانات جداول متوسط العمر لسكان 199 دولة حسب الجنس، وجداول الحياة الخاصة لكل جنس حسب مستوى التعليم والحالة الاجتماعية، وأسباب الوفاة من المراكز الوطنية للإحصاءات الصحية.

المقارنة الأولية أثبتت أنه رغم ارتفاع متوسط العمر المتوقع للنساء فإنهن لا يصلن إلى أعمارهن المتوقعة، بينما يعيش الرجال سنوات أكثر من أعمارهم المتوقعة. كما زادت احتمالية عيش بعض الرجال في مجموعة ذات معدل وفيات مرتفع لسنوات أطول من بعض نساء مجموعة ذات معدل وفيات منخفض، مما يؤكد أن سوء الفهم ناجم عن الرياضيات، إذ تشيع الوفاة في أعمار صغيرة بين الرجال ما يُسفر عن قيم أصغر عند حساب المتوسط.

الدراسة الدانماركية سلّطت الضوء على اختلاف كبير في النسب، فترات زمنية مختلفة، ففي جداول جميع السنوات منذ 1751، وعبر جميع الدول تقريباً، تراوح احتمال بقاء الرجل أكثر من المرأة بين 25% و50%، بينما بلغ المتوسط 37% في جميع البلدان عام 2017.

بحسب الدراسة يزيد احتمال عيش الرجال المتزوجين بنسبة 39% وغير المتزوجين 37% (غيتي إيميجز)

الزواج يطيل عمر الرجل

أظهرت الدراسة تأثير العوامل الاجتماعية على العمر، فزاد احتمال عيش الرجال أكثر بنسبة 39% لدى المتزوجين و37% لغير المتزوجين، و43% للحاصلين على مؤهل جامعي و39% لمن لم يتموا تعليمهم الثانوي. وغالبا ما تأثرت صحة وطول عمر الرجال بشكل إيجابي بالروابط الاجتماعية، إذ يستفيدون أكثر كونهم في علاقة مستقرة، بفارق عمري يتراوح بين 30% و40%.

إيليا كاشنيتسكي الأستاذ المساعد بمركز ديناميكيات السكان بجامعة جنوب الدانمارك وأحد المشاركين بالدراسة، قال للجزيرة نت إن الباحثين واجهوا صعوبة في تغيير نتائج دراسات امتدت لعقود، تشير لفروق عمرية بين الجنسين لصالح النساء، دون الانتباه للفوارق الجغرافية والاجتماعية، وهو الخطأ الذي كررته وسائل الإعلام عند تناول نتيجة الدراسة المنشورة مطلع أغسطس/آب 2022، من ترويج لفكرة قصر عمر النساء دون مناقشة التدخلات الكبيرة بين توزيعات عمر الذكور والإناث، مما قد ينشر استنتاجات مغلوطة، حاولت الدراسة الحديثة معارضتها بإرفاق روابط لجداول البيانات بالدراسة، وإتاحتها مجانا للجمهور، للمقارنة بنفسه.

وعارض الباحثون تعميم نتائج دراستهم، وأشاروا إلى اتساع فجوة الاختلافات في أعمار الرجال وأنفسهم عن الاختلافات بين الرجال والنساء بالمتوسط. فعلى عكس متبعي نمط الحياة الصحي، يتعرض الرجال للحوادث وجرائم القتل في العشرينيات والثلاثينيات من عمرهم، كما يميلون للتدخين وشرب الخمر مما يؤدي لزيادة انتشار السرطان والوفاة بستينيات العمر.

في الحين نفسه، لم تظهر مجموعات النساء فجوة عمرية بينهن، وقل تأثير الفروق الاجتماعية والاقتصادية على أعمارهن.

وقد عرض الباحثون نقاط القوة في دراستهم الأولى من نوعها التي تستخدم إحصاءات أعمار الجنسين، بالتقاطع مع إحصاءات أعمار مجموعات سكانية وفئات اجتماعية متعددة، للكشف عن فروق دقيقة لم تظهرها دراسات كلاسيكية تعتمد على المقاييس الديموغرافية وحدها.




هديل بطراوي.. فتاة كسرت احتكار الرجال

 في كل يوم نشهد على حكاية حلم وتحد تشق طريقها بإرادة وتصميم لتكسر سكون القبول بالأمر الواقع، فالحياة تفتح أبوابها للمقبلين عليها بعزيمة الوصول لغاياتهم، وتطبق بأنيابها على من يتوسلون المرور دون عناء. فمن قال إن الأحلام والطموح يحددهما النوع الاجتماعي؟!

“رغم دراستي الجامعية لتخصص القانون وعملي لأكثر من عامين مع المؤسسات الدولية بعد تخرجي من جامعة بيرزيت، إلا أن حُلمي بأن أكون من أوائل النساء اللواتي تمكن من الحصول على رخصة قيادة السيارات الكبيرة (تريلا) وقيادتها ظل يشحذ همتي لبلوغ هذا الهدف كلما شقت الشمس طريقها من بين ستائر الظلام، ومع كل يوم جديد كانت خطواتي تقترب من تحقيق هذا الحلم”، بهذه الكلمات بدأت هديل بطراوي (26 عاما) من مدينة رام الله تسرد قصة نجاح لنا، في حوار ذكرنا بأن المرأة الفلسطينية خُلقت لتكون فارسة ورائدة في مختلف الميادين.

حول البدايات، تقول هديل: “الشغف والطموح والتحدي، هذه الكلمات كانت بمثابة الحافز والبوصلة لي منذ الصغر، الجلوس على مقعد القيادة وقيادة شاحنة كان حلم الطفولة بالنسبة لي، هذا كان شغفي وحلمي الذي سعيت لتحقيقه، لدي شغف وحب لقيادة السيارات بشكل عام، كما أنني أملك معرفة واسعة في ميكانيكا السيارات، وأدائها، وهذه ارتبط باهتمامي المتواصل بمتابعة سباقات السيارات دون انقطاع، كما سعيت دائما لجمع المعلومات عن كل ما يخص المركبات، لكن نقطة الأساس في هذا الحلم كانت رؤيتي لوالدي الذي هو بالأساس سائق (تريلا) وتشجيعه لي خاصة حينما كنت صغيرة وأراقبه وأنا طفلة من نافذة المنزل واقول له: لما أكبر رح أسوق تريلا، وعليه وضعت طاقتي وشغفي لتحقيق هذا الحلم، وبدأت بالبحث عن كل المعلومات التي تخص هذا الموضوع”.

الطريق طويل بين الحلم وتحقيقه على أرض الواقع، أمور كثيرة تلعب دورا في التأثير الايجابي أو السلبي، ومع مغريات وظروف وتحديات الحياة، قد تتغير الأولويات، لكن في حالة هديل، بقي الإصرار وبقيت العزيمة، تكمل قصتها: “عندما كبرت صممت على تحقيق الحلم بالحصول بداية على رخصة قيادة سيارة خصوصي، ثم رخصة شحن خفيف، ثم رخصة شحن ثقيل، وصولا الى رخصة قيادة (تريلا)، تقريبا العملية أخذت مني قرابة الثماني سنوات لأني لم أكن متواصلة، وعادة ما تحتاج العملية أربع سنوات ونصف السنة، وحصلت على رخصة قيادة الـ (تريلا) من أول مرة”.

لا نجاح دون بيئة أسرية واجتماعية حاضنة ومساعدة، فمهما كان الحلم ومهما كانت غاياته، يتطلب الدعم والمساندة وقبل ذلك التفهم من الدائرة القريبة ولاحقا من المجتمع، “وهذا ما سهّل عليّ الطريق رغم خصوصية الهدف والحلم وبعده عن المجالات التي تهتم بها النساء والطالبات في عمري بشكل عام، لقد تلقيت الدعم من جميع أفراد عائلتي خاصة من أبي الذي علمني أولى خطوات المشي حتى أوصلني الى أن أقود (تريلا). أنا تربيت في منزل لا يفرق بين ذكر وأنثى، عائلتي تؤمن بوجود نفس العقل والصفات الذهنية للجنسين، ولم تنظر الى أن قيادة الـ (تريلا) تخص الرجال دون النساء، صراحة لم نكن نتوقع ان يكون هناك صدى كبير وضجة في المجتمع حول قيادتي لـ (التريلا). بالنسبة لي هو حلم وحققته، لكن ما أثار الضجة ان مجتمعنا يصنف قيادة هذا النوع من المركبات حكرا على الرجال”، تقول هديل.

الأقران والزملاء صمام أمان لحياتنا جميعا، والصداقة الجيدة والمتفهمة تعتبر عتبة مهمة للدعم والمساندة، وفي ذلك تقول: “وجدت في دائرة صديقاتي تفهما محفوفا بالمساندة وأنا أشاركهن حلمي ورغبتي هذه، وللمفارقة بات مطلوبا مني تنويع استخدام هذه الناقلة الكبيرة من الشحن لتقديم (لفة وزفة) بـ (التريلا)، لكل واحدة تريد أن تتزوج من صديقاتي، انها إشارة لكسر الصورة النمطية التي تحد من الإبداع والتعبير عن طاقاتنا”.

الإرادة.. بوصلة

الطريق لتحقيق أحلامنا ليس مفروشا بالتسهيلات في أحيان كثيرة، بل هي رحلة صعود نحو القمة، وفي تجربتي تقول هديل: “لم تواجهني أية صعوبات على الجانب المتعلق بتعلم القيادة وممارستها، لكن هناك تحديات تواجه سائق (التريلا) على الشارع وهي أن بعض السائقين يريدون مسابقة (التريلا) وتجاوزها، كما أن وجود نقاط عمياء في شاحنة (التريلا)، يضع صعوبات أمام سائقها في كشف الشارع بشكل عام، كما اكتشفت من خلال تجربتي أن السائقين من الرجال بشكل عام ليست لديهم خبرة كافية في مواصفات شاحنة (التريلا)، وكيف تعمل على الطرقات، وهذه أمور تتطلب من السائق الالتزام بالقانون، لأن طبيعة الشاحنة وحجمها والحمولة التي تحملها يفرض عليه الالتزام بالقانون واجراءات السلامة، لأن المخاطرة قد تؤدي لنتائج أخطر بكثير مما يظن البعض”.

رغم تقدمنا في فتح مجالات الحياة أمام المرأة الفلسطينية، إلا أن هناك مساحة كبيرة لا تتفهم إقدام المرأة على هذا النوع من القيادة، فتشير هديل لمواجهتها انتقادات وتعليقات تحت عنوان “ماذا ستفعل فتاة برخصة شحن (تريلا)؟”، وتقول: “رغم تأكيدي على أن هذا الأمر هو شغف طفولة وليس للعمل، لكل إنسان حلم أو شغف، وأنا حققت هذا الحلم، وللأسف تعرضت لانتقادات سلبية، وبعض المجتمع ينظر إلى هذا الأمر على أنه ليس من اختصاص المرأة أو أنها غير قادرة على تحقيقه وأنه للرجل فقط، رغم أنني أؤكد هنا أنني لم أدخل هذا المجال من قبيل المنافسة، بل من باب الشغف لا أكثر، ولكن أيضا أؤكد ان المرأة قادرة على قيادة (التريلا) واتخاذها كعمل لكسب الرزق، ويمكن للمرأة أن تحافظ على انوثتها حتى لو قادت التريلا”.

هذه هي قصة فتاة حَمَلَها حُلْمها لتقود مركبة ثقيلة بكل المقاييس، ولكنها قصة تقول: لا مستحيل إذا امتلكنا الإرادة والعزم، فكلما كان الحلم كبيرا كلما كانت الجهود وربما التضحيات أكبر لتحقيقه، ليست الغاية كسر القوانين، ولا التعدي على الثقافة والقيم الاجتماعية والوطنية التي نعتز بها، لكن هي مناسبة للتأكيد على وجود حلم في الحياة هو بوصلة مهمة للأجيال، والسعي لتحقيقه بروح ايجابية هي الطريق لكشف الطاقات وشحذ الارادات.

وتختتم هديل حديثها بقولها: “رسالتي لكل الشابات والشباب، اسعوا خلف تحقيق أحلامكم مهما كانت بسيطة، ولا تستسلموا، وإحساسي بانجاز هذا الحلم دفعني للتقدم خطوة للأمام نحو إكمال درجة الماجستير في جامعة نيوهامشاير/ في مجال الملكية والتكنولوجيا”.