1

“على الحطب”.. مطعم بنكهةٍ تراثية في غزة

 رنين القدرة- افتتحت الشابة منى عكيلة “٢٥ عاماً” مطعمها الخاص، بعد انتهائها من الدراسة الجامعية في تخصص هندسة الديكور، بمدينة غزة.

أطلقت عكيلة على المطعم اسم “على الحطب”، كونها اعتمدت على الحطب في طهي جميع أنواع المخبوزات، جامعةً بذلك بين التراث الفلسطيني العريق، والتصاميم الحديثة.

تقول عكيلة: “إنها حققت الحُلم الذي يراودها منذ الطفولة في الاعتماد على نفسها، وافتتاح مشروعها الخاص بتفاصيله الكاملة والتي أشرفت عليه بنفسها، حيث أن جميع التفاصيل ذات دلالات معنوية تفوح منها رائحة الأصالة، بدءاً من التصميم العام والأضواء الخافتة، وصولاً لرائحة الحطب المتسللة إلى قلب المترددين على المكان، مذكرةً إياهم بالماضي القديم.

وأشارت عكيلة إلى عدد من الصعوبات التي واجهتها، كنقص المواد اللازمة للديكورات؛ بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع، مما دفعها لاستخدام البدائل المتوفرة، مشيرةً أنها تخطت ذلك بدعم وتشجيع كبير من عائلتها، التي تابعت معها كل تفاصيل العمل حتى حققت هدفها المنشود، وأصبحت مسؤولة عن 12 موظفاً يعملون داخل المطعم.

ونوهت أيضاً إلى حرصها على رمزية الأسعار، مراعاةً للأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، فتبدأ الأسعار من شيكل واحد إلى 18 شيكل فقط.

وتطمح عكيلة أن يشهد مشروعها انتشار أوسع، متأملةً قدرتها على افتتاح فروع أخرى للمكان بابتكاراتها الجديدة المتميزة؛ لتستطيع تشغيل المزيد من الأيدي العاملة خاصةً في ظل انتشار البطالة.

وقال شقيقها شادي عكيلة: “إن شقيقته منى كانت شغوفة منذ صغرها، وحققت أولى خطوات النجاح بدراستها لمجال تصميم الديكور، ومن ثم تحقيق حلمها بوجود هذا المكان على أرض الواقع”.




فداء حامد.. رحلة معاناة وتحدٍ للسرطان تنتهي بـ”ذوق”

روان الأسعد – يأتي سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في العالم المتقدم والعالم النامي على حدّ سواء، وتعيش المرأة المُصابة بسرطان الثدي سنوات في العلاج، تمرُّ خلالها بمراحل كثيرةٍ وصولاً إلى مرحلة التعافي من المرض، بدءاً من تبدُّل المظهر، مروراً بتساقط الشعر، ووصولاً إلى خسارة الوزن، إضافةً إلى كل ما يرافق تلك المراحل من تبدُّلات نفسية.

وقصص الناجيات من هذا المرض تحمل في طياتها رسالة توجهها النساء المحاربات لغيرهن، فيها من الأمل وجرعاته ما يُعين غيرهنّ على تجاوُز هذه التجربة، وتفتح آفاقهنّ على الحياة بروحٍ ورديةٍ جديدةٍ للتغلب على المرض.

فداء حامد هي إحدى المحاربات التي لم تعش دور الضحية، بل عاشت تجربةً واختباراً صعبين، ونجحت فيهما، وتفوقت بجدارة، فقد واجهت هذا “الوحش الخبيث” بشجاعةٍ كبيرة، وساعدها دعم المحيطين على خوض تجربة العلاج بعزيمةٍ وصبر، وحتى في لحظات ضعفها لم تفقد الأمل في الشفاء، بالرغم من أنها مرّت بأصعب فترات حياتها، بعد أن تم تشخيصها بسرطان الثدي، وشعرت باليأس والاكتئاب، إلا أنها اليوم أصبحت من الرائدات في محاربته، وحوّلت هذه التجربة المُرّة إلى قصة نجاحٍ كان عنوانها “ذوق”.

وقالت السيدة: بلا شك هي تجربة صعبة، فيها من الذهول والانهيار في البداية، ويتوقف فيها العالم حولك، لم أتوقع أن يقترب هذا المرض من عائلتي أبداً، وإذ بي أُصاب أنا به، شعورٌ لا يمكن وصفه، كلماتك تهرب منك، ويداك ترتجفان، دقات قلبك تتسارع وبقوة، تنهال عليك التساؤلات: هل أنا فعلاً مصابة بسرطان الثدي؟ هل ما يقوله الطبيب واقع لا مفر منه؟ هل سأموت وأبتعد عن عائلتي، أم سأنجو وأعود إلى حياتي من جديد؟

وتضيف: السرطان مرض مؤلم، لكن يمكن الشفاء منه طالما تحلينا بالإرادة والصبر والتحدي، بالرغم من أنني مررت بلحظات صعبة، ولكنني استطعتُ التغلب عليه، وحوّلت الألم إلى ضحكة، وجعلت الهزيمة انتصاراً، واليأس أملاً.

العزيمة والإرادة ودعم الأهل ..

وتتابع فداء: في البداية تسللت الصدمة إليّ، وكنتُ عاجزةً ربما عن التنفس، خيّم الصمت والحزن على كل شيء، إلا أنني استجمعتُ قواي وأدركتُ أن لامجال للإحباط، ولا بد أن أبدأ بمرحلة العلاج بأسرع وقت، ثم أقنعتُ نفسي بأنني سأتقبّل العلاج والأدوية بكل المراحل، وسأتخطى هذه الفترة بما تحمله من صعوبات، وكانت إرادتي قويةً بأنني سأنتصر على المرض، فالعزيمة والإرادة والتحلي بالصبر من الدعائم الأساسية للنجاة من سرطان الثدي.

ومع أنها مرت بحالاتٍ من الإحباط، “لكن في كل لحظة كنتُ أُقاوم وأنهض من جديد للاستمرار في الحياة، وما زاد من صعوبة المرض عليّ وثقله هو تلك الفترة التي عرفت فيها عن المرض، كوني كنتُ أتحضّرُ لإقامة حفلة الحناء لابنتي الكبرى جنان، وكنا نتجهز لحفل زفافها، هذه الفرحة التي تنتظرها كل أُمٍ بفارغ الصبر.

فداء حامد (46 عاماً) أُمٌّ لثلاث بنات: جنان (28 عاماً)، وهي صحافية، وأفنان (26 عاماً)، وهي محامية، وكندة (18عاماً)، وتقول لـ “القدس” دوت كوم: إنّ الدعم النفسي والاجتماعي هو ضرورة من ضرورات علاج المصابين بالسرطان، وذلك من خلال إدماجهم في الحياة الاجتماعية والعمل، مع مراعاة خصوصية حالتهم الصحية، وتهيئة الظروف لمساعدتهم وتقديم العون لهم.

وتشدد على أهمية دور الدعم الذي قدمه زوجها وأُسرتها لها خلال علاجها من سرطان الثدي، فلم يثنها المرض عن استكمال حياتها ومقاومته تحت إشرافٍ طبيٍّ وإسنادٍ عائليّ.

ست مراحل للعلاج تخللتها ست عمليات ..

وتواصل حديثها: بالرغم من أن البروتوكول العلاجي لسرطان الثدي يستمر ما بين ستة أشهر إلى ثمانية، فإن مرحلة علاجي اتخذت منحى آخر، فقد كانت المدة أطول من ذلك، فقد مررتُ في ست مراحل للعلاج، تخللتها ست عمليات، وكان العلاجان الإشعاعي والكيماوي مرهقين جداً ومؤلمين نفسياً وجسدياً، إضافةً إلى ظهور ورمٍ في يدي، وكان لا بد من إزالته، ومع أنّ السرطان سلبني أُموراً مثل صحتي، إلا أنه كان عاجزاً أمام أهم أمور حياتي، وهي عائلتي وقوّتي وروحي الجامحة واندفاعي، حتى استطعتُ مواجهته، والآن أشعر بالشغف حيال أُمور كثيرة، ولا أرى شيئاً يمكنه اعتراض سبيلي.

وتؤكد فداء أنّ تجربتها مع السرطان غيّرت حياتها، ودفعتها إلى القوة والإيجابية، وهو ما جعلها تنطلق لتبدأ مشروعها في إنتاج الشوكولاته الذي أطلقت عليه اسم “ذوق”. هذه التسمية، كما تقول، اختارها لها زوجها المصور أُسامة السلوادي الذي كان خير سند وداعم لها، لأن “ذوق” يشمل كل ما تحويه الشوكولاته التي تصنعها من مذاقٍ وشكلٍ ومكونات.

فكرة المشروع وبداية العمل ..

وعن ولادة مشروعها تقول: خلال مرحلة العلاج من السرطان، وتحديداً عندما قمتُ بإجراء العملية السادسة قبل أربعة أشهر، كانت فترة صعبة ومرة كثيراً عليّ جسدياً ونفسياً، خاصةً في ظل جائحة كورونا والتباعد، ومع خوف المحيطين بي من زيارتي والوقوف إلى جانبي شعرت نفسي وحيدةً أُصارع الألم، لا أحد يزورني ويخفف عني المعاناة.

وتضيف: فتذكرتُ أنني كنتُ فيما مضى قد التحقتُ بدورةٍ بسيطةٍ لعمل الشوكولاته، وتوجهتُ فوراً إلى المطبخ بعد أن عقدتُ العزم، وقررتُ أن أقوم بعمل أي شيء يُشغلني عن الوجع ويُنسيني إياه ويعينني على مقاومته، حتى لا يبقى مرافقاً لي، وبالفعل بدأتُ بأدوات المطبخ أصنع الشوكولاته، وأُجرب كل يوم، وكانت عائلتي هي المتذوق لهذه الأطعمة، إلى أن توصلتُ إلى طعمٍ ممتازٍ أعجبني وأعجب الجميع بعد العديد من التجارب.

وتتابع فداء: بعد ذلك، قررتُ أن أجعلها ضيافةً لزواري، وبالفعل عندما بدأ الأهل والأصدقاء يزورونني بدأتُ تقديمها لهم، وفوجئتُ بإعجابهم بها وسؤالهم من أين أحضرتها، وكيف قمتُ بعملها، ومن هنا انطلقت الفكرة من خلال تشجيعهم لي على استغلال هذه الموهبة وجعلها مشروعاً خاصاً بي، ولأنني دائماً كنتُ أُفكر بأن أُؤسس مشروعي الخاص بي لأكون منتجةً وفعالةً في المجتمع.

وبالفعل بدأت فداء بالفكرة، واستشارت أهلها وعائلتها، كما استشارت الشيف محمد عليان، وهو شيف حلويات، وأعطاها بعض النصائح التي عملت بها، وبدأت تنفيذ المشروع على أرض الواقع من مطبخها وبأدواتها البسيطة، وفوجئت بالإقبال الشديد عليه.

وتقول فداء: عمل الشوكولاته يحتاج مني الكثير من الوقت وبذل المزيد من الجهد، وأتميز بما أصنعه لأنني أعتمد على التمور التي أشتريها من منطقة أريحا وأقوم بطحنها مع المكسرات، ثم أعجنها مع زبدة الفستق التي أصنعها أنا يدوياً في المنزل، وبعدها أصنع الشوكولاته وأُضيفها عليها، ثم أُضيف التوت البري، والأهم من ذلك كله أن هذه الشوكولاته تمتاز بخلوها من المواد الحافظة وأيّ نوعٍ من الزيوت والزبدة والسكر.

وتضيف: أُصنّع الشوكولاته يدوياً، ولديّ الآن نوعان من الأطعمة، النوع الأول يتكون من التمر مع البندق والشوكولاته البلجيكية بالحليب، والنوع الثاني التمر مع اللوز والشوكولاته الداكنة، وهي نوعان نوع نسبة الكاكاو فيه ٥٥٪، ونوع نسبة الكاكاو فيه٧٠٪، وهو مناسب لمن يتبع نظام الكيتو ولمرضى السكري، وأطمح في المستقبل أن يكون لدي مشغل خاص لإنتاج أنواعٍ وأطعمةٍ أكثر.

وتختتم فداء حامد حديثها لـ “القدس” دوت كوم، برسالةٍ وجهتها لكل النساء: السرطان ليس أمرًا صعبًا، هو عدو ضعيف يمكن التغلب عليه، عالجيه بقوة عالية، وتذكّري أنّ هناك مئات النساء يخضن المعركة ضد سرطان الثدي مثلك تمامًا، اثبتي قدرتك، ولا تضعي حداً لطموحاتك، وأحيطي نفسك بأُناسٍ أوفياء يحتضنونك ويقدمون الحب لك، ليكونوا مصدر سعادتك والأمل الذي تتسلحين به.




جامعة بوليتكنك فلسطين وجمعية مرضى السرطان الخيرية بالخليل تطلقان حملة أكتوبر الوردي للتوعية بسرطان الثدي

– ايماناً بدورها الحيوي في خدمة المُجتمع عموماً والصحة العامة خصوصاً، اطلقت كلية الطب وعلوم الصحة بجامعة بوليتكنك فلسطين وجمعية مرضى السرطان الخيرية بالخليل حملة شهر تشرين الأول الوردي للتوعية بسرطان الثدي بالتعاون مع وزارة الصحة ونقابة الاطباء، وذلك تحت شعار (فحصك الآن أمان واطمئنان)، والتي تاتي ضمن مهرجان الخليل الثاني 2022.

حيث جرى اطلاق الحملة بحضور رئيس جامعة بوليتكنك فلسطين الدكتور أمجد برهم، وممثل محافظ محافظة الخليل الدكتور رفيق الجعبري، ونائب رئيس بلدية الخليل الدكتورة اسماء الشرباتي، ورئيس جمعية مرضى السرطان الخيرية الدكتور اديب القيسي، وممثل وزارة الصحة الفلسطينية مدير مستشفى الخليل الحكومي الدكتور طارق البربراوي، واحدى المتعافيات من مرض السرطان السيدة ليلى خداش، ونائب رئيس جمعية مرضى السرطان الخيرية الدكتور نضال عيد الجبريني، والدكتور ابراهيم المصري، ونواب رئيس الجامعة، وعميد كلية الطب وعلوم الصحة الدكتور ماجد دويك، ومدراء الصحة في محافظات الخليل، وعدد من الأكاديميين والإداريين، وطلبة الجامعة والمؤسسات المُشاركة.

ورحب برهم بالحضور واشار الى اهميّة حملات التوعية بمرض سلطان الثدي، وذلك بسبب الزيادة المُطردة والملحوظة في عدد الحالات على المُستويين المحلي والعالمي، واهميّة توعية النساء حول الانماط والاساليب الصحية في الوقاية من الامراض عموماً وسرطان الثدي خصوصا، واشار كذلك الى حرص جامعة بوليتكنك فلسطين بالتعاون الفعال مع مؤسسات المُجتمع المحلي بهدف تثقيف الجمهور بكافة أطيافه بأهم القضايا التي تهم الوطن والمواطن، وفيما يتعلق نشر التوعية للحد من نسبة المخاطر التي تنجم عن بعض الأمراض المُنتشرة في العالم.

واشاد دويك حول أهميّة التوعية الصحة من إجراء فحوصات الكشف المُبكر عن سرطان الثدي، واشار الى انواع العلاج من سرطان الثدي والتي تعتمد على مراحل السرطان وبعض خصائص المرض النسيجية، حيث تختلف من شخص الى آخر بين الجراحة واستئصال الورم والعلاج الكيماوي والاشعاعي والهرموني والعلاجات المُختلفة المُوجهة .

واكّدت الشرباتي الى اهميّة التدخل العلاجي المُبكر والذي يزيد من فرص الشفاء والتعافي من هذا المرض، وعلى ضرورة ان تقوم كل سيدة بالكشف المُبكر عن سرطان الثدي خصوصاً في حال وجود أي من العوامل المُختلفة، والتي تزيد من احتمالية الإصابة به.

وقدّم القيسي شرحاً حول مرض سرطان الثدي، والذي يُعد من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء في بلدان العالم المُتقدمة والنامية على حد سواء، وأنّ معدلات الاصابة به آخذة في الارتفاع في السنوات الأخيرة. واشار الى وسائل الفحص المُختلفة ومنها: (الفحص الذاتي والفحص السريري والفحص الدوري باستخدام اشعة الثدي، مُوضحاً كيفية الفحص لكل وسيلة). والى الحالة النفسية التي تمر بها المريضة بعدة مراحل والتي تبدأ بالغضب والاكتئاب حتى تصل الى مرحلة الرضا والتأقلم مع المرض، وقد تختلف هذه المراحل من امراة لاخرى حسب الدعم المعنوي والاجتماعي وشخصيتها.

وكما أكّد الجعبري على أهميّة التشخيص المُبكر لمرض سرطان الثدي، والى نسب الوفيات العالية من المُصابين بسرطان الثدي في دولة فلسطين بسبب عدم الاهتمام بالكشف المُبكر لقلة الوعي، مما يؤدي الى التقليل من نسبة الشفاء من هذا المرض الخبيث.

ومن جانبه عرض البربراوي نبذة حول سرطان الثدي وكيفية انتشاره في الجسم والاعراض والمخاطر وطرق الوقاية المُختلفة والتي تعمل على التقليل من الاصابة بسرطان الثدي. وأيضاً الى العوامل الوراثية وطريقة تشخصيها، وذلك باختيار العلاج المُناسب وعمل الفحوصات الدورية اللازمة.

واضافت السيدة خداش عن تحديها لهذا لمرض سرطان الثدي، وناشدت جميع النساء بعدم الاستهانة بالكشف المُبكر وبغض النظر عن السن فلا يوجد سن معين للمرض.

وعرض الدكتور الجبريني برنامج اكتوبر الوردي بتفاصيله والفعّاليات المُختلفة على مدار شهر تشرين الثاني في محافظة الخليل.

والجدير بالذكر جاء هذا المؤتمر الصحفي ترسيخاً لجهود جامعة بوليتكنك فلسطين في المُشاركة في القضايا المُجتمعية الصحية التي تهم صحة الناس، وأنّ الفحص المُبكر مُهم جداً للوقاية من المرض، مشيرا الى أنّ الفحص يحمي المرأة بنسبة 98%، وأنّ جامعة بوليتكنك فلسطين تعمل بشكل مُستمر مع مؤسسات المجتمع المحلي في سبيل خدمة المُجتمع في الجوانب الحياتية المُختلفة، والتي تتطلع من خلالها جامعة بوليتكنك فلسطين الى التأثير الايجابي على الثقافة المجتمعية للوصول الى مجتمع صحي وحيوي وثقافة صحية مستدامة




كوثر زبون.. طبخ بنكهة ثقافية وخبز من الترمس

 روان الأسعد – التغذية الجيدة هي واحدة من مفاتيح الحياة الصحية، عبر اتباع عادات أو نظام حياة روتيني خالٍ من الضرر على الصحة والمحافظة على الجسم من الأمراض، مايعني ببساطه اتباع أسلوب حياة صحي لنكون بصحة جيدة ونشعر بالسعاده والرضا.

هذا النظام الصحي كان مفتاح كوثر زبون للإبداع والابتكار والتفرد بإنتاج خبز من الترمس بديلاً صحيًا عن الخبز الأبيض وعلى وجه التحديد، مفيد جدًا لمرضى السكري.

الأربعينية كوثر زبون التي اعتادت منذ طفولتها على قطف الخضار والفواكه الطازجة من الأرض لتناولها، وكانت تشاهد أفراد عائلتها وهم يصنعون من خيرات الأرض الأطعمة المختلفه كالمربيات والدبس والعنبية ومخلل الباذنجان وغيرها، باتت كل هذه الذكريات كإرث حافظت عليه، ليبقى شغفها وحبها للمطبخ رفيقا دائما لها حتى اليوم.

البداية ..

تقول زبون لـ”القدس” دوت كوم: تزوجت وأنا في السنة الجامعية الثانية وأنهيت دراستي للغة الانجليزية وبعدها حصلت على ماجستير أساليب تدريس لغة انجليزية، وحاليًا سجلت للحصول على دكتوراه في الترجمة، ومنذ أن تزوجت وسكنت في مخيم للاجئين وأنا أحب الطبخ كثيرًا وساعدني تخصصي على الاطلاع على وصفات متعددة غربية كلها كانت تعتمد على مكونات نزرعها وموجودة عندنا، لكن للأسف مع التوجه للمأكولات الجاهزة بات موضوع الزراعة بعيدًا عن الناس، حتى وإن أصبحت التوجهات وأنظار اليوم تلتفت للعودة إلى المزروعات العضوية الخالية من الأسمدة والمبيدات.

وتتابع: أبدًا لم أبتعد عن الحياة الصحية التي كنا نعيشها بالماضي، لأن الأرض كنز علينا المحافظة عليه، وخاصة عند ولادة ابني البكر قررت أن لا أقدم له أية أطعمة تحتوي على مواد حافظة وكنت أطمح بأن يكون لدي مكان خاص أطلق عليه اسم بدون مواد حافظة، فكنت أبحث وأقرأ كثيرًا عن المأكولات الصحية وفوائدها، وبدأت أعد العديد من الوصفات وأبحث عن البدائل الصحية، اليوم أسرتي المكونة من ولد وابنتين وزوجي لا نستطيع أن نتناول أي وجبة غير صحية، وبات هذا هو روتين حياتنا الذي نسعى لنشر ثقافته في المجتمع.

الغذاء الصحي نمط حياة ..

كوثر، التي جعلت نمط الحياة الصحي لها وعائلتها نظامًا يحبونه واعتادوا عليه، سعت أكثر لتطوير أفكارها في هذا المجال لتبدع أكثر وتمتلك فكرة ريادية جديدة وغريبة فيها الكثير من الإبداع.

تتابع زبون قصتها: حولت منزلي القديم بمخيم العزة شمال بيت لحم إلى مطبخ، إضافة لأنني اقتطعت جزءا منه لمبيت السياح الأجانب، خاصة وأنني عضو في شركة Airbnb العالمية من خلال موقعهم الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن سكن، وحصلت على تقييمات عالية خاصة مع مساعدة أبنائي الذين يتقنون أكثر من لغة، فقد كنا نأخذ السياح في جولة بالمخيم مع إعداد أطباق الطعام المختلفة والمنوعة، ومن خلال النزلاء تولدت الفكرة الثانية وهي جعل المطبخ مكانًا، ليس فقط لطهي الطعام الصحي، وإنما لتبادل الثقافات.

الطبخ وسيلة لتبادل الثقافات ..

فن الطبخ وصناعة الغذاء هو لغة للتحاور والتفاهم بين الشعوب المختلفة لأن الناس قادرون من خلال ثقافة الطعام الخاصة بهم على التقارب، لذلك للمطبخ أثر واضح في الإندماج وبناء جسور الثقة وتبادل الثقافات في مجتمعاتنا، ومن هنا انطلقت الفكرة الأخرى لكوثر، حيث قالت: لم يكن المطبخ مكانًا عاديًا بل كان جسرًا لتبادل الثقافات من مختلف البلدان ونقل ثقافتنا، كذلك من خلال إعداد أطباق منوعة، فنحن نعلم أطباقنا الفلسطينية ونتعلم أطباقًا مختلفة منها الفرنسي والصيني وغيرها حسب السياح وهو ما يخلق جوًا رائعًا وتبادلاً ثقافيًا كبيرًا، ومن هنا كانت فكرة بيتي تقوم على أساس عمل جلسات لتعلم فنون الطبخ الصحية وليس بهدف إعداد وجبات طعام وبيعها لإعطاء فرصة لمن يرغبون بتغيير نظام حياتهم وتحويله الى نظام صحي.

خلال رحلة كوثر في الطبخ الصحي واعداد الأطعمة المنوعة والبحث دائما عن بدائل كانت تتابع دائما آخر الدراسات والابحاث باللغتين العربية والإنجليزية وتتعرف على كل ماهو مفيد من أجل نمط حياة أفضل، ومن خلال رحلة المعرفة والبحث عن بديل للخبز الأبيض، تقول: كنت أبحث أنا وزوجي عن بديل للخبز الأبيض يكون صحيًا أكثر، وقرأت الكثير من المعلومات وجربت الحمص والعدس وغيرها، ولكن لكثرة ما قرأت عن فوائد الترمس قررت أن أقوم بالاستفادة منه واهتديت إلى عمل خبز الترمس الذي ثبت بعد الفحوصات أنه لا يرفع السكر أبدًا وهو مفيد لمرضى السكري، وبديل صحي عن الخبز الأبيض، فقد قمت بنقع الترمس المر ثم طحنه وخلطت معه الشوفان لأنتج خبز الترمس بطعم ونكهة لذيذة جدًا والكثير من الناس يطلبوه مني لما فيه من فوائد لا تعد ولا تحصى.

وأردفت: كما أن هنالك أشخاص يطلبون خبز اللوز أو جوز الهند وغيرها من المذاقات المختلفة، ومازلت حتى الآن مستمرة بخبز الترمس الذي تميزت به عن غيري، ودائمًا أحاول في كل الأوقات نشر ثقافة الغذاء الصحي وأنه لذيذ عكس ما نعتقد من خلال إعداد التبولة مثلا ببرغل القمح الأسمر وإعداد وجبات منوعة لأفراد عائلتي من الكينوا والشوفان وبزرع القرع واليقطين، وفي كل يوم هنالك وصفة جديدة وفكرة مختلفة، فالطعام يتغير ويتجدد تمامًا مثل عجلة الحياة المتطورة والمختلفة يومًا عن آخر، ومنذ سنوات طويلة السكر لانستخدمه بالبيت وكميات الملح قليلة جدًا، لذلك لم نعاني في فترة الكورونا أو نصاب، وذلك بسبب المناعة القوية التي تعود لطبيعة غذائنا، لذلك أسعى لنشر هذه الثقافة قدر الإمكان.

تطور مشروع “بيتي” ..

وعن مراحل تطور المشروع أوضحت زبون أنها حصلت على دعم من خلال منظمة كير العالمية في فلسطين بالشراكة مع مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت، مقدمةً شكرها للسيدة اولغا بطران، على دعمهم من خلال عمل ملصق خاص بمشروعي بالإضافة لانني تعلمت الكثير من خلال الدورات التدريبية التي التحقت بها معهم إضافة لتمتعهم بنزاهة وشفافية عاليه.

الطعام الصحي كان توجه كوثر زبون منذ وقت طويل وقد علمت عائلتها على هذا النهج السليم والصحيح في التغذية، كما أنها استفادت من خلال مطبخها من ثقافات الغرب المختلفة في تعلم أطباق جديدة وتعليمها، وكذلك سعت لجعل هذا التوجه الصحي عند الأطفال والكبار، فكانت كلما تقرأ عن الأمراض المنتشرة وأسبابها تقوم بإرجاع الأشياء لأصلها وتتساءل لماذا كانت الحياة قديمًا أفضل صحيًا، وبدأت تغير حتى استطاعت أن تستغني عن الوجبات الجاهزة والسكر والأرز الأبيض والخبز وتستخدم البدائل الصحية حتى في البهارات والزيوت، لذلك لاتستخدم إلا زيت الزيتون.

نشر ثقافة الغذاء الصحي ..

أينما ذهبت كوثر تتحدث عن الطعام الصحي وأهميته لجعله منهج حياة، لذلك تحدثت بحسرة عن الأشخاص الذين لا يملكون الإرادة للتغيير، لان الأمر برمته يحتاج فقط إلى قرار وقناعة لتحقيقه كأي هدف في الحياة، وأكدت على ذلك بقولها: أتمنى أن يأخذ مشروع “بيتي” ترويجًا كبيرًا ليدخل لكل بيت ليكون وسيلة تأخذنا لحياة صحية أفضل ونظام غذائي أفضل.

وبينت أن الخطوة الأولى في التغيير تكون صعبة، لكن بعد تحقيق الهدف تصبح سلسة وجميلة لما لها من انعكاسات ايجابية على الصحة العامة ككل ليس فقط في بنية الجسم وانما الصحة النفسية كذلك، وخاصة عند الجيل الشاب الذي يستخدم الأجهزة الذكية بكثرة ويتناول الوجبات الجاهزة السريعة، وبعيدًا عن النمط الرياضي فلا بد من غرس هذا النظام الصحي فيهم واعتماد التبادل الثقافي من خلال المطبخ كونه وسيلة رائعه للتقارب.

طموح..

كوثر كغيرها ممن يمتلكون أفكارًا ريادية ويسعون لتغيير المجتمع للأفضل تملك طموحات وتتمنى تحقيقها، قالت لـ”القدس” دوت كوم، أطمح بالتأكيد لتطوير فكرتي ومشروعي من خلال زيادة مساحة مطبخي في بيتي القديم وإحضار المعدات اللازمة لعمل جلسات تعليم الطبخ لعدد أكبر، سواء من الأجانب أو الراغبين في تحويل نمط حياتهم إلى صحي، ولكن ذلك يحتاج إلى دعم بالتأكيد لما يحتاجه من تكاليف، خاصة وأنني أنتج حسب المعدات الموجودة لدي كميات قليلة وحسب الطلب وخاصة من خبز الترمس، وأتمنى أن تتغير ثقافتنا تجاه الطعام ونسعى قدر الإمكان لتحسين صحتنا بتغيير عاداتنا ومأكولاتنا وأن يتعلم الجميع إعداد الأطباق الصحية لأنها حقا ذات طعم ومذاق مميز ولذيذ وشهي عكس ما يشاع عنها.




أول مقهى للنساء الغزيات بنكهة وصيغة أنثوية

روان الأسعد – في جو تسوده الخصوصية بعيدًا عن الاختلاط، فكرت رهام حمودة بفكرة خارج الصندوق لتفتتح مقهى طاقمه ورواده من الجنس اللطيف بصيغة ونكهة أنثوية بحتة من الألف إلى الياء، في تجربة فريدة من نوعها في غزة ليكون الأول من نوعه.

بعيدًا عن صخب المقاهي المختلطة وعبر خدمات متنوعة، مع تخصيص مساحة من الحرية لرواده من النساء، كانت هذه الفكرة وكأنها تعيد إحياء تقليد قديم هو تجمع النساء عند بعضهن في المساء لتبادل الأحاديث ولكن بسياق مختلف من خلال إنشاء مكان مخصص لهن يرتدنه بكل أريحية في ظل افتقارهن لأماكن خاصة بهن عكس الرجال تمامًا الذين يرتادون مئات الأماكن.

التفكير خارج الصندوق ..

تقول رهام حمودة، وهي ربة منزل وأم لخمسة أطفال لـ “القدس” دوت كوم – بعد فترة الكورونا وتوقف الحياة وعدم وجود فرص عمل، فكرت أن أخلق لنفسي فرصة عمل من خلال البحث عن فكرة ريادية وجديدة تكون بمثابة مشروع فيه استدامة، فخرجت بفكرة فتح كافيه بعيدًا عن المتعارف عليه، ليكون تجربة جديدة بحيث يكون للسيدات فقط مع وجود فتيات يعملن فيه ليشعرن النساء بارتياح ويرفهن عن أنفسهن من خلال فضاء أنثوي مستقل.

وتابعت: رغم التخوف من الفكرة والصعوبات التي مررت بها، إلا أنه لاقى استحسانًا واحتضانًا كبيرًا رغم حداثة الفكرة وجذب فئات من السيدات لم أتوقع حضورهن وأصبح المقهى يعج بالزوار الذين نقدم لهم خدمات متنوعة عبر طاقم مميز من الفتيات اللواتي يعملن فيه.

أبعاد إنسانية ..

رغم أن هذا الفضاء أنثوي وفكرة ريادية في ظاهرها، إلا أنها تحمل أبعادًا انسانية، يستدل عليها من خلال قولها: حاولت من خلال هذا المقهى أن أوظف أيدي عاملة نسائية ليس فقط من خلال الطاقم الذي يعمل بل كذلك سعيت لمنح النساء العاملات بالبيوت لإعالة أسرهن فرصة للعمل من خلال ما يقدمنه من حلويات ومعجنات ذات جودة عاليه ليتم تقديمها بالمقهى ضمن الخدمات التي نقدمها، إضافة طبعا لما نقدمه من وجيات ومشروبات وغيرها من خلال سبع فتيات نعمل سويًا يداً واحدة من الساعة العاشرة صباحًا وحتى العاشرة ليلًا، وكان توفير فرص عمل لعدد من الفتيات وربات البيوت هو إنجاز مهم في ظل ما يعانيه القطاع من بطالة وظروف اقتصادية صعبة.

خدمات منوعة وعمل منظم ..

واستطردت بالقول: حرصت من خلال هذا المقهى على توفير جو جميل عبر الديكورات والألوان الهادئة والتصاميم وإدخال عنصر الطبيعة فيه لتشعر النساء بأنهن في حديقة غناء، إضافة لتخصيص مساحة للنساء العاملات وتوفير انترنت عالي السرعة لهن ليقمن بأعمالهن في جو جميل ومريح، إضافة لزوايا مخصصة للتصوير مع وجود أماكن متخصصة للحفلات وكذلك يجتمعن فيه الصديقات ويجلسن براحة ويكون شرفة يتنفسن من خلالها بعيدًا عن هموم الحياة اليومية ومتاعبها.

وتابعت: وفق نظام دقيق وجدول أعمال محدد، أقوم بتنظيم مهام البيت والعمل، خاصة وأن المشروع يأخذ من وقتي ما يقارب الأربع عشرة ساعة من العمل اليومي، ورغم التعب المبذول إلا أن الشغف كان أكبر من كل التعب والعقبات التي واجهتها، خاصة أن هذا الشغف كان نابعًا من احتياجي لمكان هادئ أجتمع فيه مع صديقاتي بكل راحة دون قيود.

الصعوبات ..

وعن الصعوبات التي واجهتها تنهدت قائلة: بالبداية رغم حداثة الفكرة ودعم زوجي وأهلي لي، إلا أن التخوفات كانت كبيرة خاصة أنها جديدة وربما لن تنجح، إلا أن الإصرار والجد لتحقيق الفكرة والسعي قد جعلاها تتحقق وأفضل مما توقعت. وعن الصعوبات على أرض الواقع كانت كثيرة سواء من ناحية عدم توفر تجهيزات للمطاعم والمقاهي في غزة بسبب الاحتلال والحصار والضرائب المرتفعة إلى عدم وجود الآلات والماكنات الحديثة التي أحتاجها، مع ضعف الخيارات المتاحة في إعداد المقهى وتجهزيزه وصولاً لشح الأيدي العاملة النسائية في هذا المجال رغم توفرها بكثرة من الذكور، ومع ذلك استطعت مع طاقم العمل أن نتدرب ونخوض التجربة بكل نجاح وفخر وسعادة بما حققناه.

وكان هنالك تجاوب كبير وإقبال أكبر حيث كان هنالك حضور من فئات مختلفة سواء من الطالبات أو النساء العاملات وحتى المنقبات والنساء الكبيرات في السن، وهنالك مزيج من مختلف الشرائح وهذا ما دفعني للعمل أكثر على المشروع والسعي لتطويره خاصة وأنه واجه انتقادات كثيره من فئة الشباب والمجتمع بشكل عام للفكرة.

طموح

حمودة رغم دراستها للأدب الإنجليزي إلا أن شح الوظائف بل وانعدامها في قطاع غزه المحاصر دفعها للخروج بفكرة ريادية تحمل أهدافًا مجتمعية وتوفر للنساء مساحة أنثوية مستقلة خاصة بهن وسط احتضان واقبال لفكرتها ما دفعها لتطمح لتوسيع هذا المقهى من خلال إعداد قاعة خاصة للمؤتمرات وورشات العمل والندوات والحفلات والسعي لنشر هذه الفكرة في مناطق مختلفة بالقطاع.