1

من أبو قش إلى منصات “فوج”.. أماني عطاري تحيك أحلامها بخيوط فلسطينية

عبير البرغوثي- في قرية أبو قش شمال رام الله، وُلدت حكاية مختلفة لامرأة لم تؤمن يومًا بالمستحيل. امرأة آمنت أن الخيوط الصغيرة قادرة على أن تصنع ثوبًا بحجم الحلم. أماني عطاري، الأم لأربعة أبناء، والمصممة التي لم تستسلم لثقل الظروف، حملت حلمها المؤجل سنوات طويلة، قبل أن تفتحه من جديد لتصل به إلى أرقى منصات الأزياء العالمية، ومنها منصات مجلة “فوج”.

منذ طفولتها، كانت أماني مختلفة. تبتسم وهي تستعيد بداياتها: “أمي كانت تقول دائمًا إنني وُلدت مع حب الأزياء. كنت في الرابعة أفتّش في خزائنها، أدمج الملابس مع الحقائب وأصنع إطلالات خاصة. كنت أعرف أن هذا عالمي منذ البداية”.

تبتسم أماني وهي تستعيد ذكريات طفولتها: “أمي كانت تقول دائمًا إنني وُلدت مع حب الأزياء، منذ الرابعة وأنا أفتّش في خزائنها لأمزج الملابس والحقائب وأصنع إطلالات خاصة. كنت أعرف أن هذا عالمي منذ البداية.”

لكن الطريق إلى تحقيق هذا الشغف لم يكن سهلًا. التحقت عطاري بجامعة بيرزيت عام 2001 لدراسة إدارة الأعمال، بينما ظل قلبها مع التصميم. سرعان ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات قاسية؛ أم لطفلتين، وزوجة تعبر حاجز سردا يوميًا .

لم تصمد أكثر من عام واحد، لتنسحب وهي تشعر أن الحلم يُطوى قبل أن يُولد. تسرد: “كنتُ أمًا وزوجة، وكان عبور حاجز سردا يوميًا مع طفلتيّ أشبه بمعركة، لم يكن بوسعي الاستمرار في تخصص لم أحبه أصلًا”.

لكن الحلم بقي حيًّا، بعد 14 عامًا، قررت أماني العودة من جديد. التحقت عام 2018 بكلية الفنون والموسيقى والتصميم في الجامعة نفسها، وتخرجت عام 2022 بامتياز. تقول بثقة: “العودة بعد كل هذه السنوات لم يكن مسموحًا أن تُتوَّج بعلامات عادية. كنتُ أعرف أن عليّ أن أكون مميزة.”

هذه العودة لم تكن مجرد استكمال للدراسة، بل كانت استعادة لهوية ضاعت وسط الظروف، وإعلانًا أن الأحلام المؤجلة يمكن أن تزهر متى ما قرر صاحبها أن يمنحها الحياة من جديد.

رحلتها العملية لم تقل صعوبة. فغياب خبرات الخياطة الاحترافية في فلسطين ونقص المواد الخام دفعاها إلى السفر أحيانًا لدبي وإيطاليا لتنفيذ تصاميمها. ومع ذلك، أصرت على أن تحمل كل قطعة من مجموعاتها عبارة “صُنع في فلسطين”.

وتوضح: “كنت أرفض أن تُنتَزع هويتي من تصاميمي. فلسطين هي أساس كل قطعة أصنعها.”

الانطلاقة العالمية جاءت من دبي، حين شاركت في واحدة من أكبر مسابقات الأزياء بالشرق الأوسط، وقدمت مجموعة مستوحاة من البيئة الفلسطينية ورواية جبران خليل جبران الحقيقة العارية. “لم أذهب لأشارك فقط، كنت واثقة أنني ذاهبة للفوز. لا أحد يتحمّل كل هذا العناء إلا إذا كان مؤمنًا بعمله.” تقول بكلمات كلها ثقة وإصرار.

ولم تتوقف الإنجازات عند ذلك. تصاميمها ظهرت لاحقًا على منصة “فوتوفوج” التابعة لمجلة “فوج” العالمية. بالنسبة لها، كان ذلك رسالة بأن المصمم الفلسطيني قادر على المنافسة عالميًا: “كنا نحتاج فقط إلى الفرصة. لطالما تميزنا بفنوننا وجمالياتنا.”

وجدت أماني في التصميم مساحة لإظهار شغفها ورؤيتها الخاصة للجمال، معتبرة أن كل ما خلقه الله جميل إذا ما نظرنا إليه من زاوية مختلفة.

لكن أماني لا ترى في تصميم الأزياء مجرد مهنة، بل رسالة. تقول: “رسالتي هي أن الاحتشام لا يتعارض مع الأناقة. الملكات والأميرات لا يرتدين إلا اللباس المحتشم، لأنه رمز الرقي والجمال الحقيقي.”

رحلة عطاري تعكس قناعة راسخة: أن الفشل كلمة لا مكان لها في قاموسها. رحلتها المليئة بالمنعطفات لم تُفقدها الثقة، بل زادت من صلابتها. تؤكد: كلمة الفشل سقطت من قاموسي. وكل من لديه حلم يجب أن يحاول تحقيقه، حتى لو لم ينجح، يكفيه شرف المحاولة.”

اليوم، أماني عطاري لم تعد مجرد مصممة أزياء فلسطينية، بل أيقونة تلهم جيلًا كاملًا. قصتها تقول إن الحلم يمكن أن يتأخر، لكنه لا يموت. بل ينضج ويزهر في اللحظة التي يؤمن فيها صاحبه أن الطريق وإن طال، فإنه يقود حتمًا إلى الوصول.

من أبو قش الصغيرة، إلى “فوج” العالمية، تحيك أماني عطاري حكاية فلسطين بلغة الخيط والإبرة، وتثبت أن الإبداع الفلسطيني قادر على أن يكتب حضوره أينما كان.




ضمن مشروع “شركاء للإنصاف وللتغيير” جمعيات “بسمة” و “الأمل” و “المنال” وإئتلاف “من حقي” تبادر لبناء قدرات النساء ذوات الإعاقة في قطاع غزة لتمكينهن الاقتصادي

 نفذت جمعيات بسمة للثقافة والفنون والأمل والمنال لتطوير المرأة الريفية والائتلاف الوطني “من حقي” بالشراكة مع مركز الديمقراطية وحقوق العاملين، مبادرتي “ما زلت أستطيع”و” فرص جديدة وآفاق واسعة”، لتمكين ودعم النساء ذوات الإعاقة اقتصاديا وتوفير مصادر دخل لهن ولعائلاتهن في ظل التحديات الوجودية وانتشار المجاعة وتكرار النزوح في قطاع غزة، وذلك في إطار مشروع “شركاء للإنصاف، شركاء للتغيير”، الممول من الاتحاد الأوروبي، والذي ينفذه مركز الديمقراطية وحقوق العاملين بالشراكة مع الجمعية الوطنية للتأهيل – قطاع غزة.  

  “ما زلت أستطيع” حيث نفذت جمعية بسمة وائتلاف “من حقي” مبادرة “ما زلت أستطيع”، بتدريب 20 سيدة من ذوات الاعاقة من محافظة الوسطى على الخياطة وإعادة التدوير، بهدف دعم النساء ذوات الإعاقة من مختلف الفئات للمشاركة المجتمعية والاعتماد على الذات اقتصاديا، من خلال إكسابهن مهارات عملية قابلة للتطبيق.

إذ تلقت المشاركات تدريبا عمليا على مبادئ ومهارات الخياطة وإعادة التدوير لمدة خمسة أيام، بمجموع 20 ساعة تدريبية، وشمل التدريب مهارات إصلاح الملابس بطريقة جمالية، استخدام المساحات المناسبة للعمل، تعديل قياسات الملابس كـتضييق البنطال، وإعادة تدوير العلب الفارغة وتحويلها إلى أدوات منزلية مثل الحقائب والسلال، كبدائل مؤقتة لأدوات المطبخ المفقودة بسبب النزوح المتكرر.  

وبهذ الصدد عقبت أسيل الروبي – منسقة المبادرة قائلة: “رغم التحديات الكبيرة وأبرزها غياب المواصلات، اضطررتُ أنا وعدد من المشاركات للمشي أكثر من 8 كيلو مترات للوصول إلى موقع التدريب، لكن شغفنا بالحياة والاستمرار كان دافعنا الأكبر.”  

في حين قالت المتدربة وفاء نور، التي تعرضت لإصابة في يدها اليسرى منذ عام ونصف:” كانت تجربة استخدام أدوات الخياطة بيد واحدة صعبة، لكنها ساعدتني على إعادة تحريك اليد المصابة.

هذه أولى خطواتي منذ الإصابة.”   فيما أكدت حنين رزق – مستشارة جمعية بسمة وعضو الائتلاف،أن الهدف من المبادرة هو إبراز قدرات النساء ذوات الإعاقة وإثبات قدراتهن على العطاء والإنتاج، مشددة على أهمية إشراكهن في جميع البرامج التنموية، وعدم النظر إليهن كعاجزات.  

وقالت:”تأتي هذه المبادرة ضمن برامج الدعم النفسي والاجتماعي التي تقدمها الجمعية من خلال أنشطة فنية ومسرحية”.  

“فرص جديدة وآفاق واسعة” فيما نفذت جمعيتا الأمل والمنال لتطوير المرأة الريفية مبادرة “فرص جديدة وآفاق واسعة” تدريبا متخصصا في ريادة الأعمال والتسويق الرقمي ومهارات الحياة اضافة الى جلسات متخصصة في الدعم النفسي، بمشاركة 15 سيدة من منطقة دير البلح منالنساء ذوات الإعاقة الحركية والسمعية وغيرهن من النازحات، لاكسابهن مهارات بهدف تمكينهن اقتصاديا وتوفير مصادر دخل لهن ولعائلاتهن.   

وبهذا الصدد قالت المشاركة (ميس):”تعلمت مهارات جديدة ساعدتني على تطوير فكرتي لمشروعي الخاص.”، بينما عبّرت (مرام) عن امتنانها قائلة:”للمرة الأولى أشعر أنني قادرة على بدء مشروعي بثقة.”

  دعم النساء في ايجاد دخل أما منى رستم- منسقة مركز الديمقراطية وحقوق العاملين في غزة، فقالت:” تمثلان هاتين المبادرتين نموذجا ملهما للتغلب على الصعاب، وتعكسان إرادة النساء الفلسطينيات في مواصلة الحياة رغم كل التحديات الوجودية وانتشار المجاعة وتكرار النزوح في قطاع غزة، من خلال اكتساب المهارات والانخراط في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بثقة وكرامة”.  




فساتين وجمبسوتات للمناسبات: إطلالاتٌ تخطف الأنظار مع ترينديول

في كل مناسبةٍ تسعى فيها المرأة لإبراز أناقتها، تبرز “ترينديول” كمنصة تجمع بين الحداثة والرقي، لتقدم لكِ تشكيلة مُذهلة من الفساتين والجمبسوتات، مصممةً بدقةٍ لتلبي كافة الأذواق. سواءً كنتِ تفضلين الإطلالات الكلاسيكية الناعمة، أو تبحثين عن جمبسوتات للمناسبات بلمسةٍ جريئة تعكس شخصيتكِ الفريدة، ستجدين هنا تنوعًا يُلهمكِ لاختيار ما يتناغم مع جمالكِ في كل حدث.

الفساتين: سحرٌ لا ينتهي لكل مناسبة

يُقدّم قسم الفساتين النسائية خياراتٍ تتراوح بين الكلاسيكية والحديثة، مع تركيزٍ على التفاصيل التي تُضفي طابعًا فاخرًا:

  • فساتين السهرة الطويلة: من الساتان أو التول المطرّز بالكريستال، بتصميماتٍ مثل الفتحات الجانبية أو الأكمام الشفافة.
  • فساتين الكوكتيل القصيرة: بألوان جريئة كالأحمر القرمزي أو الذهبي اللامع، مع تفاصيل مثل التطريز الهندسي.
  • فساتين للعمل: بتصميماتٍ محتشمة من القطن الممزوج بالحرير، بألوانٍ محايدة كالأسود والرمادي.
  • فساتين الصيف المُطرّزة: بخامات خفيفة مثل الشيفون، مع أنماط زهور أو رسومات إثنيك.

جمبسوتات للمناسبات: جرأةٌ عصرية بلمسة أنثوية

إذا كنتِ تُحبين الخروج عن المألوف، فإن قسم الجمبسوتات للمناسبات يمنحكِ إطلالاتٍ فريدة تجمع بين الراحة والأناقة:

  • جمبسوت ساتان مضيء: بتصميمات واسعة أو ضيقة، مع حزام مُزين لابراز الخصر.
  • جمبسوت كشكشة: بأكمام مُنفوشة أو أكتاف مكشوفة، لإطلالة رومانسية.
  • جمبسوت كلاسيكي قطعة واحدة: بقطع مستقيم وتفاصيل بسيطة مثل الياقات المربعة، يُناسب الفعاليات الرسمية.
  • جمبسوت صيفي مفتوح من الخلف: بخامات تنفس مثل الكتان، مع ألوان فاتحة كالبيج أو الأبيض.

يتميّز الجمبسوت بـالعمليّة؛ فهو يُغنيكِ عن تنسيق قطعتين منفصلتين، مع إمكانية إضافة سترة أو حزام لتحويل الإطلالة من نهارية إلى مسائية.

متى تختارين الفستان؟ ومتى تختارين الجمبسوت؟

  1. حسب طبيعة الفعالية:

    • للأفراح الكلاسيكية: فساتين ساتان طويلة بتفاصيل مطرّزة.
    • لحفلات التخرج أو العشاء: جمبسوت من المخمل مع إكسسوارات مذهبة.
    • للفعاليات النهارية: فساتين قصيرة من القطن أو جمبسوت كتان مع حذاء بلات.

  2. حسب الراحة والحركة:

    • إذا كنتِ تُفضلين حرية الحركة (كالرقص في الأفراح)، فاختاري جمبسوتًا واسعًا من خامة مرنة.
    • إذا أردتِ إطلالةً أنثويةً مع تدفئة أكبر، فاختاري فستانًا بأكمام طويلة.

  3. حسب الشكل الجسماني:

    • لصاحبات القامة القصيرة: جمبسوت ذو حزام عالٍ لابراز الطول.
    • لصاحبات الجسم الكمثري: فساتين بتفصيلات A-line لتوازن الإطلالة.

لماذا تشترين من ترينديول؟

  • تشكيلة عالمية: من علامات مثل ZARA وMavi إلى مصممين محليين ناشئين.
  • مراجعات مصوّرة: شاهدي تجارب حقيقية لآلاف المشتريات عبر فيديوهات وصور.
  • توصيل سريع: استلمي طلبكِ خلال 2-3 أيام في معظم الدول العربية.
  • عروض مُخصصة: خصومات تصل إلى 60% على فئة السهرات خلال المواسم.

صيحات 2025 التي يجب ألا تفوتكِ

  1. التطريز ثلاثي الأبعاد: يظهر على فساتين السهرة وجمبسوتات المخمل.
  2. الخطوط العريضة الواسعة: في جمبسوتات بأكمام “الباتوينغ” أو التنانير المُتدفقة.
  3. الألوان المعدنية: مثل الفضي والذهبي الخافت، التي تمنح إطلالتكِ لمسةً ملكية.
  4. القطع المفتوحة من الخلف: في الجمبسوتات والفساتين، مع تفاصيل ربطات أنيقة.

نصائح لإطلالةٍ لا تُنسى

  • اختاري الإكسسوارات بحكمة:

    • مع الفساتين الطويلة: جرّبي عقدًا لامعًا وأقراطًا طويلة.
    • مع الجمبسوت: اكتفي بحقيبة صغيرة وحذاء ميني دون إكسسوارات كثيرة.

  • انتبهي للمقاسات:

    • للجمبسوت: تأكدي من طول الساقين وملاءمة منطقة الصدر.
    • للفساتين: اختاري مقاسًا يُبرز محيط الخصر دون إحكام.

  • جرّبي ألوانًا غير تقليدية: مثل الجمبسوت البنفسجي الداكن أو الفستان الأخضر الزيتوني.

الخلاصة

سواءًا كنتِ من فريق الفساتين الكلاسيكية أو فريق جمبسوت المناسبات الجريء، فإن ترينديول يُقدّم لكِ تشكيلاتٍ تُعبّر عنكِ بكل ثقة. من خلال مزايا مثل التصنيف الذكي والمراجعات التفاعلية، ستجدين ما يُناسب ذوقكِ بسهولة. اغتنمي الفرصة الآن وتصفّحي أحدث الصيحات عبر الروابط أعلاه، واستعدّي لإبهار الجميع في مناسباتكِ القادمة!




وزيرة شؤون المرأة تؤكد أهمية الشراكة في حماية النساء

بحثت مع وفد برنامج “نون التغيير” واقع النساء والدور الفاعل الذي يمكن أن يلعبنه في عملية التحرر الوطني والاجتماعي

رام الله- بحثت وزيرة شؤون المرأة، منى الخليلي، اليوم الاثنين، مع مجموعة من الشابات الناشطات ضمن برنامج “الشابات من أجل التوعية والوكالة والمناصرة والمساءلة” – نون التغيير (YWCA)، واقع النساء في ظل الأوضاع الراهنة والدور الفاعل الذي يمكن أن تلعبه الشابات في عملية التحرر الوطني والاجتماعي.

وشارك في اللقاء ممثلات عن جمعية الشابات المسيحية في القدس ورام الله، ومركز الإرشاد القانوني والاجتماعي للمرأة في رام الله وسلفيت وبيت لحم.

وأكدت الخليلي أن الوزارة تعمل على عدة مسارات لضمان حقوق النساء في ظل العدوان المستمر، مشيرة إلى أن التحرر من الاحتلال والتحرر الاجتماعي متلازمان، ولا يمكن تحقيق العدالة والمساواة دون إنهاء الاحتلال أولًا.

وأضافت أن الوزارة تعمل مع الشركاء على تطوير القوانين والتشريعات الداعمة لحقوق النساء، كما أنها تعمل ضمن خطة الطوارئ الوطنية، التي تركز على الإغاثة والتعافي وإعادة الإعمار، وأهمية برامج التمكين الاقتصادي في دعم التحاق الفتيات والنساء بسوق العمل، مؤكدة أن الوزارة تعمل على المستويين العربي والدولي من أجل ضمان دمج حماية النساء واحتياجاتهن في المشاريع والبرامج المنفذة في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس.

من جانبهن، عبّرت الشابات المشاركات عن تقديرهن لجهود الوزارة، وقدّمن شرحًا عن برنامج “نون التغيير”، الذي يركز بشكل أساسي على الدفاع عن العدالة الجندرية والإصلاح القانوني من أجل مستقبل تسوده الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، بهدف الوصول إلى مشاركة متساوية في صنع القرار، التزامًا بقرار المجلسين المركزي والوطني.




النِّساء ذوات الأمراض الصَّعبة.. الحرب تُضاعف جحيمَ المرض

 إسراء البلعاوي- حلَّتِ الحربُ الإسرائيليةُ التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023 بمُصاب جَلل على النساء ذوات الأمراض الصعبة في قطاع غزة. فبين عشيةٍ وضحاها وجدنَ أنفسهنَّ دون أدوية أو علاج أو قدرة على التواصل مع أطبائهنَّ، بل دون مستوصف صغير يُعينهنَّ على تحمُّل أوجاعهن، حيث سرعان ما استُهدفت المشافي في كافة أنحاء القطاع.

ذلك في حين كانت القذائف والصواريخ تنال من كلِّ شيء حولهنَّ: من أجساد أقاربهنَّ وجيرانهنَّ، ومن بيوتهنَّ وممتلكاتهنَّ. وسرعان ما زاد النزوح المستمرُّ من أوجاعهنَّ في ظلِّ انعدام المقومات الصحية والمعيشية في الخيام التي تفتقر إلى أدنى مقومات النظافة الشخصية والراحة الجسدية.

معاناة فتحية كساب

تجلس فتحية كساب (62 عامًا) على جهاز غسيل الكُلَى في مستشفى ناصر بخان يونس مرهقة الجسد. ففي مشوارها المحدَّد بثلاث مرات أسبوعيًّا، تصل فتحية إلى قسم الكُلَى بعد أن تكون قد استقلَّت أكثر من وسيلة مواصلات، كعربة الكارو والتوك توك وسيارة البضائع، وهي جميعها تهزُّ جسدها المنهك وترجُّه رجًّا؛ فتزيد أوجاعه. ومع هذا الإرهاق، تصل فتحية شبه منهارة، وكما تصفها ابنتها لبنى: “تصل بوجه شاحب وتلتقط أنفاسها بصعوبة”.

قدِمت فتحية إلى هنا من “مخيَّم الصمود” الكائن في مواصي رفح، حيث نزحت مع عائلتها في الساعات الأولى لاجتياح رفح. جاءت بالتحديد من حيِّ البرازيل الحدودي مع مصر، وقد تزامن هذا النزوح مع نكستها الصحية؛ إذ أصبحت فتحية بين ليلة وضحاها من مرضى الفشل الكلوي.

تقول فتحية إن أقصى ما تتمنى في هذا الوقت تناولُ تفاحة أو كوب عصير أو أي صنف من الطعام يمنحها بعض القدرة على التحمُّل. لكن أبناءها الخمسة عاجزون عن شراء ثمرة واحدة يبلغ ثمنها -إن توفرت- ثلاثة دولارات. وعليها أن تقتات على البقوليات أو الأرزِّ من التكيَّة الخيرية الخاصة بهم. وتضيف بلهجتها العامية: “مبارح وقعت من طولي، المرض اشتدَّ عليَّ والجوع دمَّرني!”

في الخيمة، الكثير من الأمور تُنغِّص على فتحية وتضاعف آلامها كمريضة فشل كُلوي. البرد القارس يجعلها -كما تقول ابنتها- تتوقَّع كلَّ ليلة أن تكون ليلتها الأخيرة في الحياة. وتُضيف ابنتها: “في الخيمة لا دفءَ، ولا نومَ، ولا طعام مناسب”.

الحاجة إلى الحمام أيضًا تضاعف معاناة فتحية؛ إذ عليها أن تترك الخيمةَ في منتصف الليل البارد للغاية كي تصل إلى الحمام المغطَّى بقطعة من القماش وتقضي حاجتها متكئة على اثنتين من بناتها. تقول فتحية إن همَّها يزداد عندما يأتي موعد استحمامها، حيث تقضي المزيدَ من الوقت في الحمام الذي يقتصر على فتحة صغيرة لتصريف الفضلات والماء.

السرطان ينهش عُلا أكثر

بالقرب من أنقاض مدينة حمد جنوب قطاع غزة، أقامت عائلة علا أحمد (42 عامًا) خيمتها المهترئة بجوار العديد من الخيام. تجلس علا أمام الخيمة وهي تنظر بوجع إلى صغيرتها ليان ذات الاثني عشر عامًا، التي تقوم بالمهام المنزلية نيابةً عنها، واحدة تلو الأخرى.

كانت ليلتها الماضية مرعبةً، ظلَّت طيلةَ الوقت يمتلكها الخوف الشديد من الكلاب، حيث تخيَّلت الكلاب تنهش نايلون الخيمة وتقتحمها وتعقر أبناءها. وتضيف عُلا أنها الآن عاجزة عن خدمة أبنائها الأربعة بسبب مرض سرطان الثدي الذي أُصيبت به في عام 2018. وتقول: “يحزنني أنني عاجزة صحيًّا عن خدمة أبنائي، فلا أستطيع غسل الملابس أو الأواني، وقدراتي محدودة في طهي الطعام”.

بالعودة إلى الوراء، إلى السابع من أكتوبر عام 2023، كانت علا، المقيمة آنذاك في حي القصاصيب في جباليا (شمال قطاع غزة) تستأنف رحلة علاجها القاسية. بالتحديد، كانت على موعد مع حقن هرموني ملح في مستشفى المطلع الخاص بمرضى السرطان، وكذلك كان عليها الخضوع لجهاز الأشعة لتصوير منطقة تحت الإبط، حيث ظهرت كتلة ما في مستشفى التركي المتخصص وسط القطاع. لكن الحرب حرمتها لما يقارب العام من العلاج داخل القطاع أو حتى السفر، رغم حصولها على تحويلة طبية للعلاج في الإمارات.

توضح لنا عُلا أنه في أغسطس/آب الماضي، أعلن مستشفى ناصر بخان يونس أنه تجهز بعد الانسحاب الإسرائيلي من خان يونس لاستقبال مرضى السرطان. فسارعت عُلا لمتابعة وضعها الصحي. تقول عُلا: “للأسف، خضعتُ لكورس علاج لم يكن مناسبًا تمامًا لحالتي، حيث ضعفت مناعتي أكثر وتحسَّس جسدي من الأدوية”.

فيما بعدُ، انتقلت علا لمتابعة حالتها في المستشفى الأوربِّي. وعن هذه الرحلة العلاجية تقول: “عند ذَهابي إلى المستشفى الأوربي أضع روحي على كفِّي كما يقال، فالمنطقة خطرة منذ اجتياح رفح. كما أن المواصلات المتعبة تُنهكني، خاصة أنني -كغيري من أبناء غزة- أعاني كثيرًا من ندرة الطعام المناسب لي”.

وجع “الألزهايمر

مع اللحظات الأولى لاندلاع الحرب، أُجبرت سكوت على النزوح من منطقة الشوكة الحدودية في رفح نحو بيت ابنها الكائن في حي الشابورة بالمدينة ذاتها. كان النزوح قاسيًا للغاية عليها كونها امرأة سبعينية مقعدة تعاني من عدة أمراض مزمنة، أصعبها “الزهايمر”.

عندما تحدثنا إلى ابنتها سُهى، قالت إنه بعد مرور أكثر من عام على الحرب تعرضت والدتها للعديد من المواقف المؤلمة. لن تنسى يوم أُجبرت تحت جنح الظلام على الخروج بأمِّها من منزل أخيها لتقضي ليلة كاملة جالسة على كرسي متحرك أمدَّها به رجل، ولم يكن بد من أن تقضي عليه حاجتها تَبَوُّلًا وتبرزًا! تقول سُهى: “في تلك الليلة خرجنا تحت أزيز الرصاص نحو أقرب مدرسة، وهناك قضت أمي ليلتها تغفو وتصحو على الكرسي المتحرك. والأصعب أنها قضت حاجتها في ملابسها لعدم وجود حفاضات كبار السن معنا، ولم أتمكن من تنظيفها إلا في الصباح”.

اليوم، تشقى ابنة سكوت كثيرًا في سبيل تلبية حاجة أمها وخدمتها في خيمة نُصبت بالقرب من جامعة الأقصى في خان يونس. فهي أيضًا تعاني من حساسية جلدية زادت آلامها في الخيمة. تقول سُهى: “لقد أصبح توفير الشامبو والصابون المناسب في ظلِّ الحصار المشدد أمرًا شبه مستحيل”. وتضيف الابنة البارَّة: “تسبَّب شُحُّ المياه في مضاعفة المعاناة. أمي تحتاج إلى الكثير من المياه للمحافظة على نظافتها الشخصية، كما زاد شُحُّ الطعام الشديد وحرمانها من تناول الخضار واللحوم والفواكه من معاناتها من الإمساك وخلافه. نحن الآن مضطرون إلى إطعامها من طعام التكية الذي هو في الغالب من البقوليات”.

في هذه الليالي الباردة، ينخر الصقيع جسد سكوت. وقد دفع هذا الحال أحد أبناء سكوت للمخاطرة بروحه والذَّهاب إلى بيتهم في منطقة الشوكة الواقعة شرق رفح لجلب البطاطين من بين ركام منزلهم. تقول سُهى: “كانت أمي تُغطى ببطانية واحدة. وفي الليل، بينما البرد لا يُحتمل، نصارع من أجل تدفئة أمي بأنفاسنا. نُغلق الخيمة قدر المستطاع ونجلس حولها ندلك يدها الباردة تارة وتارة أخرى ندلك قدميها”.