غالب الدمج.. ستون عاما برفقة “صاحبة الجلالة”

عبد الباسط خلف- يتخذ الحاج غالب الدمج من حانوته الصغير، وسط مجمع الكراجات في جنين، مكانا دائما لبيع الصحف منذ عام 1964.
وأفاد وهو يشعل سيجارته، أن كل شيء اختلف حوله، فتبدلت أسماء الصحف، وتغير رؤساء تحريرها وكتابها والعاملون فيها، وارتفعت أثمانها، وتراجعت أعداد صفحاتها، وصغر حجمها، وتقلص توزيعها، وتضخمت المدينة ومتاجرها وسياراتها، وتضاعفت أجرة المحل التي بدأها مع البلدية بـ 60 دينارا، فيما بقي هو في مكانه.
أبصر الدمج النور في 17 أيار 1939، وكانت قريته اللجون المدمرة، كما قال، تابعة لجنين، وتتوسط الطريق بينها وبين حيفا، وتتمدد على الطريق المؤدي من الناصرة شمالا عبر مرج بن عامر، وعند مدخل وادي عارة جنوبا.
عمل الوالد محمد في الزراعة، وغادر الدنيا وابنه في سنته التاسعة، فيما درس الابن الصفين الأول والثاني في مدرسة بحي الحليصة بحيفا، وأقصته النكبة إلى مخيم جنين.
“بنك” أسماء
وسرد أبو صبحي، كما يعرفه غالبية أهالي المدينة وروادها: أقف في هذا الدكان منذ عام 1964، وقبضت ثمن الصحف بالقروش الأردنية والليرات والشواقل بعد الاحتلال. كما تعاملت جرائد الشعب والفجر والنهار والمنار والميثاق والقدس ومجلات البيادر السياسي و”العربي” الكويتية، و”الأزهر” المصرية، ثم الأيام والشعب والحياة الجديدة، وبعض الصحف التي لا تعمر إلا قليلا.
وتابع القول إنه عمل مع مراسلين ووكلاء إعلانات كثر، كحال قدورة موسى، والأخوين مطيع وبديع عويس، وخالد العدس، ونايف سويطات، وتيسير الهندي، وبلال زكارنة، وماهر السعدي (الزرعي).
وأشار إلى أن بائع الصحف المتجول الوحيد في جنين اليوم خالد أبو الهيجاء، الذي يلف المدينة، ويوصل النسخ الصغيرة والإعلانات إلى أصحابها.
عمل الدمج لسنتين ونصف السنة في ألمانيا لكنه عاد بسبب عدم منحه الإقامة، ليؤسس دكانا خاصا به، وظل يجلس ومعه صحفه ومجلاته، دون كلل أو ملل طوال 6 عقود.
وحسب الراوي، فإنه يعمل منذ الخامسة صباحا وحتى الخامسة والنصف مساء، وكان سابقا يشتغل في أيام الجمع حتى الظهر، ولم يعرف الإجازات إلا يومين في عيد الفطر وثلاثة في عيد الأضحى، عندما كانت الصحف تحتجب عن الصدور.
أحداث جسام
شكل دكان أبو صبحي مؤشرا للحال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في المدينة، قبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، فإذا كانت هناك مناسبة مثل إعلان نتائج الثانوية العامة “التوجيهي” كان يبيع أكثر من ألفي نسخة، وفي أيام “الرواتب” ينتعش الحال، وخلال مواسم أخرى” تمحل” ويتضاعف المرتجع من الإعداد غير المباعة.
كان الدمج شاهدا على أحداث كثيرة، كالنكبة، والعدوان الثلاثي على مصر، وقرأ عناوين جرائد تحدثت عن النكسة، واغتيال الرئيس أنور السادات، والحرب العراقية الإيرانية، وغزو الاحتلال للبنان، وحصار بيروت، ومذبحة صبرا وشاتيلا، وحرب تشرين الأول 1937، وانتفاضتي 1987، و2002، وعدوان 2023 و2024 الذي تكرر كثيرا على جنين ومخيمها وريفها.
صحف ممنوعة
وأشار إلى تعرض الصحف للمنع والملاحقة والمصادرة من الاحتلال، حتى إنه كان عرضة للاعتقال والاستجواب، قبيل انتفاضة 1987؛ لبيعه مجلة البيادر السياسي، مثلما كانت بعض الصحف تمنع من التوزيع، أو لا تكتب افتتاحيتها، وتلاحق من الرقيب العسكري.
وأضاف أنه كان يبيع في المتوسط 40 عددا لكل جريدة، ويجمع بعض الإعلانات، كما كان للمجلات زبائنها، فـ”العربي” الكويتية لها 20 زبونا من الأطباء والتجار والأساتذة ومكتبة البلدية وغيرهم. أما اليوم فالزبائن قلة، وتوقفت المكتبة العامة عن شراء 3 نسخ يومية منذ فترة قريبة.
يحرص أبو صبحي على تتبع العناوين البارزة، ولا يطالع الصحيفة كلها؛ لضعف بصره، وارتفاع ضغط دمه، وأوجاه ظهره، وتزايد همومه، كما قال.
وشخص أحوال الجرائد اليوم، فقد انقلب الحال كثيرا؛ بسبب شبكة الإنترنت، وانتشار الأخبار بسرعة، وأصبح هذا العمل لا يطعم خبزا، كما قال.
جمع الدمج في دكانه مهنا أخرى، كبيع الخبز والحليب والسجائر، ليعيل أسرته المؤلفة من 10 أبناء. كما علم بعضهم في الجامعات، وآخرون يعملون في السلطة الوطنية، أو يبيعون الخضار والفواكه، فيما استشهد نجله محمد في 21 نيسان 2007، ويقيم ولده جعفر في عمان، وهاجر فلذة كبده هشام إلى سويسرا منذ سنوات، وهدم الاحتلال بيته، كما سرقت دكانته، وأدى فريضة الحج أربع مرات، وهو التوقيت الوحيد الذي يذكر أنه توقف عن العمل خلاله.

فازت الطالبة في دائرة الهندسة المعمارية في جامعة القدس زينب عز الدين جاموس بالمرتبة الثانية في المسابقة المعمارية العالمية لإحياء القرى الفلسطينية المهجرة التي تطرحها هيئة أرض فلسطين سنويًا، بإشراف الدكتورة مها السمان، وقيّمت المشاريع في العاصمة البريطانية لندن بمشاركة 53 طالبًا فلسطينيًا وعربيًا من 12 جامعة من بلدان مختلفة، بعد أن تأهلت على مستوى فلسطين لتنافس مشاريع من جامعات دول عربية أخرى.
وقالت د. السمان حول المسابقة “إن وعي جيل الشباب بأهمية المشاركة بهذه المسابقة يساهم في نشر المعرفة عن قرانا المهجرة وفي طرح أفكار إبداعية لإحيائها’.
وأوضحت الطالبة جاموس فكرة المشروع الفائز بقولها “مشروعي يدور حول إعادة إحياء قرية المزار المهجرة قضاء جنين، التي دمرها الاحتلال وهجر أهلها قسرًا إلى مخيم جنين للاجئين، من خلال مسرح الذكريات الجمعية الفلسطيني، وهنا يسلط مشروعي الضوء على السردية الفلسطينية الجمعية، والبطولات والأحداث النضالية التي تشهد قصة الشعب الفلسطيني الصامد حيث بدأت قصّته في القرية قبل التهجير، ثم يتتبع المشروع استكمال سرديتها في مخيم جنين للاجئين، حيث أن ذكريات المخيم هي جزء لا يتجزأ من الذاكرة الفلسطينية”.
الدولار عند أدنى مستوى منذ عام وسط ترقب لخفض الفائدة الأميركية

انخفض الدولار إلى أدنى مستوى في أكثر من عام مقابل الين، أمس، في وقت يتوقع فيه المتعاملون أن يصدر مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) قرارا هذا الأسبوع بخفض كبير لأسعار الفائدة.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يعلن المركزي الأميركي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل في ختام اجتماعه يومي 17 و18 أيلول الجاري.
لكن تقارير نشرتها صحيفتا “وول ستريت جورنال” و”فاينانشال تايمز “، الأسبوع الماضي، أثارت تكهنات بين المتعاملين بأن البنك المركزي قد يقدم على خفض أكثر قوة بمقدار 50 نقطة أساس.
وتتوقع الأسواق فرصة نسبتها 61% لخفض مقداره 50 نقطة أساس، ارتفاعا من نحو 15% الأسبوع الماضي.
وجرى تداول الدولار عند 139.58 ين في آسيا. ويمثل ذلك تراجعا أكثر عن أقل مستوى منذ نهاية كانون الأول الذي بلغه الجمعة الماضي، عند 140.285، وهي مستويات لم يشهدها منذ تموز 2023.
وتراجع الدولار في أحدث التعاملات 0.10% عند 140.695 ين.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنحو 0.31% إلى 100.70 نقطة.
وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية قبل الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الاتحادي، لا سيما مع تزايد احتمالات خفض الفائدة نصف نقطة مئوية.
وتراجع العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل عشر سنوات 30 نقطة أساس على مدى ما يقرب من أسبوعين.
ويتطلع المستثمرون إلى قرار بنك اليابان بشأن الفائدة الجمعة المقبل، إذ من المتوقع أن يبقي البنك على السعر عند 0.25% بعد أن رفعه مرتين بالفعل خلال العام الجاري.
وارتفع الجنيه الإسترليني 0.58% إلى 1.3200 دولار كما زاد اليورو 0.47% مسجلا 1.1128 دولار.
وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي، لكن رئيسته كريستين لاغارد قلصت توقعات تنفيذ خفض آخر الشهر المقبل.
ومن المتوقع أن يبقي بنك إنجلترا (المركزي) سعر الفائدة الرئيسي عند 5%، بعد غد، بعد أن بدأ مرحلة التيسير النقدي بخفض قدره 25 نقطة أساس في آب.