You are currently viewing المخيمات الصيفية والخطر الداهم!

المخيمات الصيفية والخطر الداهم!

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

الأسير أسامة الأشقر

تحت عنوان “الكراهية الفلسطينية” بثت القناة 11 الإسرائيلية “كان” تقريرا مفصلا عما أسمته موجة الكراهية الفلسطينية حيث ادعت معدة التقرير أن هناك حجما كبيرا من التحريض على العنف والكراهية يتم غرسه في عقول الأجيال الجديدة من الشبان الفلسطينيين وذلك من خلال إقامة المخيمات والمعسكرات الصيفية التي يلتحق بها عشرات الآلاف من هؤلاء الشباب.

من خلال ما تقدم يتضح لنا بأن أجهزة الدعاية الصهيونية وأذرعها التحريضية الطويلة لا تترك شاردة أو واردة وتتابع عن كثب كل ما يحدث داخل المجتمع الفلسطيني وهي تحاول جاهدة التأثير بكافة الأشكال على توجهات الشعب الفلسطيني من خلال الكثير من الوسائل وأهمها التحريض الذي هو نهجها الدائم تجاه كل ما هو فلسطيني، وهي لا تترك أي فرصة إلا وتستغلها بهدف تغيير أوجه التعاطي الفلسطيني في القضايا التي تمس صلب الرواية الفلسطينية، وخلال عقود طويلة من الصراع المتواصل على الساحة الإعلامية دفعت إسرائيل بكافة أسلحتها الموجهة ضد أي محتوى فلسطيني يسعى لغرز الفكر الوطني التحرري ابتداء من مناهج التعليم للصفوف الأساسية وحتى برامج الأطفال الهادفة على شاشة تلفزيون فلسطين، وإلى المخيمات الصيفية التي يقوم عليها المجلس الأعلى للشباب والرياضة.

إن الجهد المبذول لتربية جيل واعٍ قادر ومدرك لخطورة اللحظة التاريخية والمعبأ بالثقافة الوطنية هو أشبه ما يكون بتجهيز الأرضية أو وضع الأسس العملياتية لإقامة البناء الوطني الفلسطيني الذي تدرك كل الأوساط الصهيونية بأنه لن يكون إلا على أنقاض مشروعها الاستعماري ولهذا فإن العمل المتقدم الذي بدأه المجلس الأعلى للشباب والرياضة لا بد أن يستمر ويُبنى عليه بأوجه متعددة وبأشكال مختلفة بعدما أصبحنا ندرك الأهمية القصوى لهذا الفعل الوطني الحقيقي فالمستقبل يتم تشكيله في أذهان هؤلاء الأشبال والزهرات الذين هم رأس مال هذا الوطن وخزانه الاستراتيجي الحقيقي والاحتلال يدرك ذلك جيدا وهو يسعى بكل ما أوتي من قوة وبكافة الأشكال لخلق جيل غير منتمٍ ومنفصل عن هموم شعبه مشتت التفكير وغير قادر على ممارسة حقه في المطالبة بالحرية والاستقلال والخلاص من هذا الاحتلال الإحلالي.

على النقيض من ذلك فنحن أكثر من خبر هذا الاحتلال وأساليبه وأهدافه الخبيثة التي تأتي في صلب الاستراتيجية العليا لهذا الكيان، ولذا يقع على عاتقنا فعلا البناء على ذلك ودعم المجلس الأعلى للشباب والرياضة وكل المؤسسات الوطنية الحقيقية الفاعلة في إعادة تربية وصقل الشخصية الوطنية الفلسطينية المثابرة والمكافحة وغير القانعة بفتات الاحتلال وما يقدمه من خدع لا تقنع إلا أصحاب النفس القصير والضعفاء.

من هنا يأتي دورنا كمنظومة سياسية واجتماعية وثقافية للانطلاق باتجاه تعزيز هذا المشروع الوطني العابر للتنظيمات والأحزاب والقادر على اختراق كل الحواجز النفسية التي ادعت بأن وجود هذا الكيان دائم. 

اطبع هذا المقال