1

زهرات برقين يبتكرن 300 وسيلة تعليمية مستدامة

-عبد الباسط خلف- تقف لجين خالد جلامنة بجوار لوحات فنية شكلتها من حبات القهوة، وأضافت إليها ألوانا زيتية، وتتفقد منحوتاتها وأعمالها من خامات عديدة.

وتختزل يافطة بيضاء خط عليها بالأسود: “بيدي أتعلم”، سيرة معرض للمشاريع التعليمية وللوسائل الإيضاحية لـ “بنات برقين الثانوية”، غرب جنين.

فيما تصمد على الجدران بوسترات تدعو إلى مقاطعة سلع الاحتلال، ولوحات أخرى تبوح بالنكبة، ويقبع في زاوية ثانية مجسم لمعتقل مجدو، ورسومات عديدة.

ودخل طاقم المدرسة بـ 29 معلمة ومشرفة وإدارية في سباق مع الزمن لإتمام المعرض. وتقول المعلمات صمود نزال ونورا سمارة وسانا العبوشي إن المدرسة كلها نجحت في الاختبار، وقدمن المعروضات في موعدها، بالرغم من حصار المدينة المستمر منذ 5 أشهر وتصاعده في اقتحام أمس الثلاثاء.

وتشير لجين، التي أبصرت النور عام 2008، إلى أنها ترسم منذ طفولتها المبكرة، وفي رصيدها اليوم مئات اللوحات لوجه وأعمال فنية تجمع بين الفن والتعليم.

وتحلم جلامنة بدراسة الطب لكنها ترى في الفن وسيلة لإيصال رسائل وطنية وإنسانية واجتماعية دون الحاجة إلى التعبير المباشر عنها.

ترجمة عملية

وتشرح مديرة المدرسة، حنان عطاطرة، رسالة المعرض، الذي يؤلف بين الإبداع والشغف والتميز، وتقول إن معلماتها وطالباتها أنتجن نحو 300 وسيلة تعليمية في حقول معرفية وتعليمية عديدة.

وتشير إلى أن “بيدي أتعلم” ترجم بشكل عملي مفهوم التعليم النشط، واستطاع إشراك 408 طالبات بإشراف معلماتهن في إنتاج وسائل تعليمية ستكون مساندة للمنهاج المقرر، وستستفيد منها الطالبات في دروسهن، وستحتفظ بها المدرسة للأعوام القادمة.

ووفق عطاطرة، فإن المختلف في المعرض انخراط المدرسة كلها بإنتاج وسائله التعليمية خلال عدة أسابيع، بتكلفة بسيطة نسبيا، ووقت قياسي، وبرسائل تربوية مؤثرة.

وترى معلمة الفنون، وفاء أبو صلاح، بأن طالباتها استطعن تقديم عدة أعمال إبداعية بخامات مختلفة، وتنافسن مع أنفسهن لتقديم لوحات ومنحوتات ووسائل فنية ناطقة.

وتؤكد بأن طالبتها رسمن بالقهوة، واستعملن الزجاج والمسامير والخيوط والألوان والجبص والقماش والتطريز، وقدمن في النهاية فسيفساء جميلة.

وتقول مهندسة التربية الإسلامية رنا غوادرة إنها جسدت مع طالباتها معركة بدر، وصنعن مجسمات للكتب السماوية، وللأماكن المقدسة.

وتزيد: أبرزت طالباتنا قبة الصخرة بطريقة جذابة، وأنتجن خارطة سهلة توضح شعائر الحج، ووضعن ملصقات ولافتات للشعراء الصحابة، وأنتجن مسابقات للمعرفية دمجت بين المعلومات والألعاب.

عوالم وجريمة

وتبحر معلمة الجغرافيا آمنة ملاك، مع زهراتها، اللواتي أنجزن عدة خرائط للعالم، وتتبعن الوطن العربي، ونحتن فلسطين، وهندسن نماذج لطبقات الأرض، وقدمن سائل جغرافية كن سيحتجن أموالا لشرائها، لكنهن تشاركن في تقديم نماذج مختلفة.

ووقفت أستاذة الإنجليزية هناء العمري بجانب فريق، الذي قدم محاكاة لأعمال شرلوك هولمز، الشخصية الخيالية لمحقق من أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

وقالت إن طالباتها انتقلن من التعليم واستلهام الأفكار وتحليها وتقييمها إلى الإبداع ومحاكاة أعمال من الأدب العالمي.

وأشارت العمري إلى أن الدارسات استمعن للأدب العالمي وابدعن في التعامل معه، وانعكس في لوحة فنية ووسائل تعليمية.

وحسب زهرة خلف، وملك عتيق، وحلا سهمود، ونور غانم فإنهن حللن تجربة أدبية عالمية، وطورن من لغتهن الإنجليزية، وعرف قريناتهن بالشخصية التي ابتكرها الكاتب والطبيب الأسكتلندي سير آرثر كونان دويل.

ووفق قراءة الزهرات الأربع، فإن هولمز أشهر شخصية لمحقق خيالي يتخذ من لندن مقرا، ويساعد رجال الشرطة والمحققين عندما يعجزون عن حل خيوط الجرائم التي تصل إليهم.

وذاع صيت هولمز بمهارته في استخدام التفكير المنطقي، وقدرته على التنكر والتمويه، واستعمال معلوماته في الطب الشرعي لفك شيفرة القضايا المعقدة.

وتشعر رهف جرار، ابنة الصف الحادي عشر، بالفخر وهي تقف بجوار جناح رسوماتها، وتضع في البداية لوحة بالأبيض والأسود لوالدها، وتقول إن الفن يتكفل بالتعبير عن قصصنا كلها.

تدوير واستدامة

ويصف المشرف في التربية والتعليم، أسعد حبايب، المعرض بـ”العملي واللافت”، فقد استطاعت الطالبات بإشراف معلماتهن صناعة وسائل تعليمية، سيجري توظيفها في الحصص المدرسية.

ويبين أن المعرض طور من المعارف والمهارات وتعزيز المنهاج، كما جسد التعاون والمشاركة داخل المدرسية، واستطاع تقديم نموذج استدامة مبسط، وأعاد تدوير المواد، وسيفتح الباب، دون شك،لتبادل خبرات المدرسة مع مؤسسات تربوية أخرى.

ويعيد المعرض معلمة العلوم المتقاعدة، وداد شلبي، سنوات عديدة إلى الوراء، فتستذكر حصص العلوم التي كانت تقدمها لطالباتها، وحرصها على تجسيد المناهج بنماذج ووسائل إيضاحية.

وتقول إن المعرض مثل وسيلة إيضاح كبيرة، ستعزز من تعمق الطالبات في المعارف النظرية، وستجعلن ينفتحن أكثر على التجارب.

ويرى التربوي خالد قبها، المعلم في مدارس برطعة الغربية في اراضي الـ 48، بأن المعرض جمع أشكال المعرفة في مكان واحد، وشجعهن على تطوير مهاراتهن، وخاصة قدرتهن على المحادثة باللغة الإنجليزية.

ويشعر حسن عبيدي ومصطفى شلاميش، الناشطان في مجالس أولياء الأمور، بالراحة عقب التطوع في تجهيز المكان وترتيبه عدة ايام.

ويفيدان بأن المعرض سيشجع الطالبات على الدراسة، وسيساعدهن في استيعاب المواد الصعبة، وسيخفف العبء على الأهل في إنتاج وسائل تعليمية مكلفة، خاصة في ظل ظروف اقتصادية صعبة.




الطقس: انخفاض طفيف على درجات الحرارة




مستعمرون يحرقون مركبات ويخطون شعارات عنصرية في رمون شرق رام الله




قوات الاحتلال تعدم شابا في قرية جيت شرق قلقيلية