1

مخيم بلاطة… وجع الاجتياحات المتتالية

بشار دراغمة- فجر أمس الأربعاء، وبينما كان مخيم بلاطة يحرق من جديد في تنور نار الاحتلال. لم يكن الصبح نقيا بما يكفي ليغسل وجوه البيوت المتعبة وكأن الفجر حمل معه ثقل قرون من الوجع الذي يتجدد مع كل عمليات اقتحام تالية بينما يتغير حجم هذا الثقل تبعا لحجم عملية الاقتحام أو الاجتياح.

بدأ الموت جولته المعتادة في مخيم بلاطة، ذلك المكان الذي تعلَّم أن يستيقظ على أصوات إطلاق النار والانفجارات، وأن ينام على صدى الرصاص، لم يكن فجر أمس سوى رقم إضافي في رزنامة الجراح، لكنه كان الأشد وطأة، وفق روايات شهود عيان.

الصحفي جمال ريان الذي يعيش في المخيم تحدث عن مشاهد باتت فيه وصفها ممتدة لما يحدث في مخيمات جنين وطولكرم.

قال ريان: “أكثر من 500 جندي ينتشرون مشاة في أزقة المخيم، نشاهدهم ينسلون من العتمة ككابوس يملأون الزقاق بخطوات ثقيلة، لا يحملون سوى الحقد، ولا يعرفون سوى لغة الاقتحام من منزل لآخر”.

وأضاف ريان: “ينتقلون من بيت إلى بيت، كأنهم يجردون الحجر من خصوصيته. لا يطرقون الباب، بل يخلعونه، ولا يفتشون، بل يقتلعون، كل منزل هو اشتباه، وكل مواطن هو تهمة، ففي لحظات تحولت غرف النوم إلى ساحات تحقيق، وتحولت الأمهات إلى دروع بشرية”.

وقال ريان إن الوصول إلى المنازل التي تتعرض للاقتحام في المخيم مهمة مستحيلة لكن ما يتناقله المواطنون الذين تعرضت منازلهم للاقتحام يكشف حجم الجريمة التي تعرض لها مخيم بلاطة من عمليات تنكيل وتدمير.

وأضاف: “خربوا كل شيء، عبثوا بالصور، مزقوا المذكرات، قلبوا الأسرة كأنهم يبحثون عن وطن مدفون تحت الوسائد، يحتجزون المواطنين في غرفة واحدة”.

وأفاد ريان أنه رصد اعتقال مواطنين من قبل سلطات الاحتلال بالإضافة لعمليات اعتقال طالت عشرات الشبان.

وسط هذا المشهد المذبوح، وصلت سيارة إسعاف كانت تحمل مريضا أو مصابا يتأرجح بين الحياة والموت، أوقفها جنود الاحتلال وفتشوها كما يفتش القلب في لحظة خيانة. سائقها صرخ: “الوقت لا ينتظر!”، لكنهم كانوا أسرع من الزمن، أبطأ من الرحمة”.

صور رصدتها الكاميرات لسيارات الإسعاف وهي تستوقف تلك السيارة التي منعوا مرورها، لم يتركوا لها سوى الصمت رغم أن كل ثانية كانت تأخيرا في نبض، كل دقيقة كانت جريمة.

أما الصحفيون، أولئك الذين ظنوا أن الكاميرا درع، فقد طالتهم يد القمع على مداخل المخيم اصطفوا، أرادوا أن يكتبوا الحقيقة بالصورة، لكن الحقيقة هنا لا تنشر بل تقمع، قنابل الغاز أطلقت كأنها رسائل كراهية، وكأن الصورة صارت جريمة.. رواية أكدها عدد من الصحفيين.

محمد عامر شاهد عيان آخر قال إن الاحتلال يعرف إنه لا يبحث عن شيء في المخيم سوى الدمار والخراب.

وأضاف عامر: “بدأوا يتسللون من أطراف المخيم كأشباح تمشي على جراحنا، ثم ما لبثوا أن استباحوا كل شيء، فكل باب كان يفتح، يفتح بصرخة أو بانفجار، وكل منزل يقتحم، يهدم من داخله، لا بجرافة بل بغل بشري لا يعرف الرحمة”.




الرئيس ينعى الطالب التونسي فارس خالد ويمنحه وسام فارس فلسطين




معرض للكتاب العربي… باسمة التكروري لـ “القدس”: تظاهرة ثقافية لتسليط الضوء على الإبادة في غزة

 جمع أكثر من خمسين كاتبًا وفنانًا وعشرين دار نشر ومنصة عربية

معرض للكتاب العربي بكندا يتزامن مع إطلاق رواية “الإمام” وتأسيس دار نشر فلسطينية كندية

باسمة التكروري لـ “القدس: أنها تظاهرة ومنصة للمقاومة الثقافية لتسليط الضوء على حرب الإبادة الجارية في غزة بالأدب والموسيقى والفخر بالهوية 

 اختتمت في مدينة ميسيساجا الكندية أول دورة من معرض ميسيساجا للكتاب العربي، الذي عُقد يومي 5 و6 من الشهر الجاري في مقر البيت الفلسطيني، وجاء بتنظيم من الكاتبة والروائية المقدسية باسمة التكروري، مديرة مؤسسة نواة للإنتاج الثقافي والفني، بالشراكة مع All Arts StudioوMiami Production،. وبدعم من مؤسسات ثقافية فاعلة مثل بيت الخيال في تورنتو، منتدى الشرق، ومنظمة حنين، وبرعاية من شركة مصرواري في ميسيساجا.

وقال التكروري ل(القدس):” لقد شكّل المعرض سابقة ثقافية على مستوى الجالية العربية في كندا، إذ لم يكن مجرد فعالية أدبية بل منصة للمقاومة الثقافية، خُصصت هذا العام لتسليط الضوء على الإبادة الجارية في غزة، حيث عبّر المشاركون من كتّاب وفنانين ومنظّمين ثقافيين عن التزامهم الأخلاقي والوجداني تجاه القضية الفلسطينية. المعرض جمع أكثر من خمسين كاتبًا وفنانًا وعشرين دار نشر ومنصة عربية، في تظاهرة ثقافية غير مسبوقة من حيث تضافر الجهود التنظيمية والتنوع في مدينة ميسيساجا.

في إطار الفعاليات، قُرئت نصوص من كتاب “الوصايا”، بينها قصيدة للشهيد الغزّي الراحل رفعت العرعير، قرأتها باسمة التكروري، كما قرأت الكاتبة الفلسطينية أمل فطاير نصًا بعنوان “لن يمرّوا”، وقدمت الفنانة التشكيلية الفلسطينية هنادي بدر نصًا من كتابها حول الحرب، فيما قرأ الروائي السوري المهند الناصر شهادة ملهمة للطفلة الغزية ميار ذات الاثني عشرة ربيعا، وقدم الشاعر العراقي كريم شعلان قصائد من ديوان شعري مشترك بعنوان “لغزة وأطفالها”.

وفي كلمتها الختامية، شددت التكروري على أن “تنظيم هذا المعرض الثقافي في كندا، وفي هذا التوقيت، هو موقف أخلاقي نابع من إحساسنا بالمسؤولية كمثقفين عرب في المهجر. هذه صرخة جماعية تقول: يجب أن تتوقف الإبادة في غزة”.

إطلاق رواية “الإمام”: كتابة القدس من قلب الذاكرة

الحدث تزامن أيضًا مع إطلاق رواية التكروري الجديدة “الإمام: حكاية شبح سكن”، والتي صدرت عن منشورات لوما، في طبعتها الكندية، وهي بصدد الصدور بطبعة فلسطينية عن دار طباق في رام الله، وبطبعة لبنانية عن دار مرفأ في بيروت. وتدور أحداث الرواية في القدس ما بين عامي 1920 و1950. الرواية، المبنية على أحداث حقيقية، تشكل عملًا روائيًا تاريخيًا يسلّط الضوء على البلدة القديمة في القدس خلال فترة الانتداب البريطاني، مرورًا ببدايات النكبة، عبر سردية تنبع من الداخل المقدسي لا من الهوامش، وهي بذلك تفتح زاوية سردية غير مكتوبة سابقًا في أدب النكبة.

وفي تعليقها على العمل، قالت التكروري ل(القدس): “رواية الإمام هي محاولة لكتابة القدس من وجهة نظر أهلها، من أزقتها، من صراعاتها اليومية، في زمن التحوّلات العنيفة. إنها قصة شخصية، نعم، لكنها أيضًا وثيقة وجدانية لأزمنة تغيّرت ولم تُنسَ.”

وبموازاة المعرض وإطلاق الرواية، أعلنت التكروري عن تأسيس دار نشر جديدة بالشراكة مع الشاعر الفلسطيني يونس عطاري، تحت اسم منشورات لوما – LUMA Publishing، والتي جاءت نتيجة اندماج بين دار الحاضرون التي أسسها عطاري، وBooktransits التي أسستها التكروري في كندا.تُعنى منشورات لوما بنشر وترجمة الأدب العربي، وتسعى إلى تمكين سوق نشر وتوزيع عربية قوية وفاعلة في كندا، تفتح الباب أمام الأدباء العرب المقيمين في المهجر، وتقدّم الأدب الفلسطيني والعربي بلغاته الأصلية أو مترجمًا للجمهور الأوسع. كما تعمل الدار على مد جسور التعاون مع دور النشر في العالم العربي لتكون بوابة للتوزيع والنشر المتبادل.

ختام المعرض: أدب، موسيقى، وفخر بالهوية

وضم المعرض أيضًا مشاركات لنخبة من الكتّاب العرب، من بينهم الكاتب التونسي كمال الرياحي، والكاتب السوري تيسير خلف، والكاتب العراقي كريم شعلان، والشاعر المقدسي أشرف الزغل، والكاتب السوري رضوان وحيد طالب، والكاتبة العراقية أمل حبيب، والكاتبة اللبنانية آسين شلهوب، والكاتبة العراقية مينا راضي، والشاعر المصري وليد الخشاب، والروائي السوري المهند الناصر، والشاعر الفلسطيني يونس عطاري، والكاتب المصري مدحت غبريال، والكاتب السوري عبد الرحمن مطر، والكاتب المصري محمد فتيح، والروائي العراقي صلاح صلاح، والشاعر المصري عصام خليفة، والمحاورة الأدبية اللبنانية رغدة ميقاتي، والشاعرة السورية جاكلين حنا سلام، والكاتب الفلسطيني عبد الله الخطيب، والكاتب السوري هاني يكن، والكاتب المصري مصطفى الأعصر، والكاتب والناشر العراقي ثامر الصّفار، والفنان العراقي جبار الجنابي، والمسرحية السورة ندى حمصي، والكاتب الصحفي والمسرحي الفلسطيني محمد هارون.

كما استمتع الأطفال بعرض مسرحي غنائي قدمته رهف العقباني وإسماعيل أبو فخر، من مؤسسة حنين، بينما أحيا الفنان المصري ماجد ظريف، والفنانة المصرية  نتالي جي، والفنان المصري ياسر سوريال، والفنانة الفلسطينية منى عايش عروض موسيقية تراثية ووطنية، حيث اختتمت الفعاليات بعرض دبكة فلسطينية شارك فيه أطفال ويافعون فلسطينيون، مجسّدين فخرهم بهويتهم وانتمائهم.

من بين دور النشر المشاركة في معرض ميسيساحا للكتاب العربي: النهضة العربية، المتوسط، الرافدين، طباق، الأهلية، الجديد، مرفأ، تامر، لاماسو، لوما، داري بوكس، مسعى، يونيك بوكس، عربوكش، وبوكتـرانزيتس.

وختمت التكروري حديثها بالقول ان ميسيساجا كتبت اسمها على خريطة الثقافة العربية في المهجر، برؤية مقدسية تقودها الكلمة في وجه الصمت، وتُعيد صياغة دور الكاتب في زمن المجازر.




قوات الاحتلال تهدم منازل في مخيم جنين

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منازل في مخيم جنين.

وأفادت مصادر محلية، بأن جرافات الاحتلال هدمت منازل في حي الدمج في مخيم جنين مع استمرار العدوان الإسرائيلي على المخيم.

وبحسب بلدية جنين، فإن التقديرات تشير إلى أن الاحتلال هدم منذ بداية عدوانه قبل 79 يوما قرابة 600 منزل في المخيم، إضافة إلى أن 3200 وحدة سكنية أصبحت غير صالحة للسكن.




شهداء وجرحى في قصف الاحتلال خيام ومنازل المواطنين بقطاع غزة