1

حرب المستوطنين في الضفة

بهاء رحال

منذ بدأت حرب الإبادة في غزة استعر الاستيطان في المدن والبلدات الفلسطينية، وعلى نحو خاص في القدس التي تتعرض لأكبر عملية تهويد وعزل عن محيطها العربي الفلسطيني، حيث ترافق ذلك بدعم غير مسبوق من حكومة الحرب والاحتلال ومن وزرائها المتطرفين في مقدمتهم سموتيرتش وبنغفير، فبين تشريعات وقوانين تم إقرارها في كنيست الاحتلال وبين الإجراءات المتسارعة على الأرض هيمن الاستيطان على الضفة وقضم مئات آلاف الدونماتمن الأرض، وفق خطط معلنة الهدف منها بات واضحًا ومعلنًا وهو يتمثل بالسيطرة الكاملة، وطرد وتهجير الفلسطينيين من الضفة والقدس، تمامًا كما هي المحاولات لتهجير الناس من غزة.

ومع اتساع رقعة العدوان وتواطؤ المجتمع الدوليوالصمت الإقليمي والعربي، تصاعدت عمليات الهدم والمصادرة، في مشهدٍ يعكس حجم التواطؤ والتغطية على سياسات الاحتلال التوسعية التي لم تتوقف، بل هي آخذه بالتصاعد يومًا وراء يوم.  

والمتابع لكل ما يجري على الأرض يعلم أنه لم تَعُد المسألة مجرد قرارات عسكرية أو أمنية، بل باتت خطة ممنهجةتتشارك فيها الأذرع السياسية والعسكرية والقضائية للاحتلال، لإعادة تشكيل الجغرافيا والديموغرافيا بما يخدم المشروع الصهيوني الاحلالي، وهم يجاهرون بتصريحاتهم. وفي القدس، تتكثف الإجراءات من تضييق على السكان، وهدم للمنازل، وتغيير ملامح المدينة، إلى منع أي مظهر من مظاهر الحياة العربية الفلسطينية، في محاولة لطمس الهوية وسلب المكان من معناه الفلسطيني العميق. 

إن ما يجري ليس سوى فصلٍ من فصول النكبة المستمرة، والتطهير العرقي والإبادة التي يحاول فيها الاحتلال إعادة إنتاج المشروع الاستعماري بثوبٍ جديد، هو ثوب القتل والقهر والقمع، وسياسات مرعبة وغير مسبوقة من قبل، وقوانين جائرة وظالمة، ضاربًا كل النداءات والقرارات الدولية، ومحاولًا الاستفادة من التواطؤ الدولي الذي يقف على رأسه ترامب الداعم لاستمرار حرب التطهير العرقي في غزة والضفة والقدس.

إن ما يتعرض له الناس من اعتداءات دائمة يقوم بهاقطعان المستوطنين، تتمثل في مصادرة الأراضي وحرق الممتلكات والعربدة بكل أشكالها تحت حراسة مشددة من جيش الاحتلال وبدعم مستمر من حكومة نتنياهو التي توزع السلاح بشكل علني، وتمنحهم الغطاء القانوني والسياسي لممارسة إرهابهم ضد الفلسطينيين العُزّل. هذا الواقع المأساوي خلق بيئة من الرعب اليومي في القرى والبلدات، حيث باتت حياة الأهالي مهددة في كل لحظة، بين اجتياحات المستوطنين للبيوت والمنازل، ومهاجمة المحاصيل الزراعية التي تُعد مصدر رزقهم الوحيد.

ومع ذلك، يبقى الشعب الفلسطيني على الأرض، صامدًا، ثابتًا، متمسكًا ببيته رغم الهدم والخراب، مؤمنًا بفلسطين الأرض والهوية، و على يقين تام أن الاحتلال مهما طال، زائل لا محالة.




الاحتلال يخطر بإغلاق جميع مدارس الأونروا بالقدس

سلمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، جميع مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أوامر بالإغلاق خلال 30 يوما، بينما تجري ترتيبات لنقل الطلاب لمدارس تابعة لبلدية الاحتلال في القدس.

واقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، حيث نفذت عملية مداهمة واسعة شملت مدارس تابعة لوكالة “الأونروا” وعدداً من المنازل. ووفقاً لمصادر محلية، فقد داهمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال المدارس، وقامت بتدقيق هويات العاملين فيها.

وأشارت مصادر محلية إلى أن المدارس المستهدفة بالقرار هي 4 مدارس في مخيم شعفاط تابعة لوكالة الغوث، تشمل المرحلتين “الابتدائية والأساسية” للذكور والإناث.

وتدير الأونروا ثلاث مدارس في مخيم شعفاط، اثنتين للإناث وواحدة للذكور، حيث تقدم خدماتها لأكثر من 110 آلاف لاجئ في القدس المحتلة. وتشير المعلومات إلى أن جنود الاحتلال حرروا مخالفات لعدد من المركبات خلال عملية المداهمة.

ويأتي قرار إغلاق مدارس مخيم شعفاط، بعد قرار إسرائيلي مشابه بإغلاق مدرسة خاصة في القدس المحتلة، حيث أعلن قسم المعارف العربية في بلدية الاحتلال بالقدس، الخميس الماضي، أنه تقرر إغلاق مدرسة الفرقان، بزعم أنها “تعمل دون ترخيص وبشكل مخالف للقانون”.

وحمل اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس البلدية مسؤولية مصير 1200 طالب وطالبة بمدرسة الفرقان، “جراء قرار الإغلاق ومن ثم بقائهم في البيوت والشوارع بعيدين عن مقاعدهم الدراسية”.

وتأتي هذه التطورات في ظل قانونين صادق عليهما الكنيست في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2024، يهدفان إلى حظر نشاط الأونروا داخل “حدود إسرائيل”. حيث يقضي الأول بوقف عمل الوكالة داخل المناطق السيادية لإسرائيل وعدم تزويد أي خدمات أو أنشطة من داخل تلك المناطق.

الجدير بالذكر أن الأونروا تدير مخيمي شعفاط وقلنديا للاجئين، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات مثل عيادة الزاوية الهندية ومدارس أخرى في مناطق القدس وصور باهر.




جنين الجريحة تساند غزة المثخنة بإضراب شامل

عبد الباسط خلف- يجلس السائق محمد يونس وراء مقود سيارته العمومية منذ 24 عامًا، ويشق طريقه في دروب جنين، لكنها من المرات القليلة التي يشعر فيها بإضراب شامل يعم في المدينة، دون نقاش أو جدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول جدواه.

وقال: إن المتاجر والمؤسسات العامة والمدارس وكل شيء التزم بالإضراب التضامني، الذي دعت إليه قوى عالمية الإثنين، وانضمت إليه القوى الوطنية والإسلامية في محافظات الوطن ومخيمات اللجوء والشتات.

وأكد يونس لـ”الحياة الجديدة” أنه باستثناء الصيدليات والمخابز وبعض عربات الخضراوات، فإن جميع المحال التجارية أقفلت أبوابها، وقد بدت جنين “خاوية على عروشها”، حسب وصفه.

من موقعه، أكد مدير الغرفة التجارية، محمد كميل، بأن جنين التي التزمت أمس بإضراب تجاري، أقفلت أسواقها منذ مطلع العام الجاري 76 يومًا من أصل 96، وهذا يعني أن المدينة لم تعمل سوى 20 يومًا فقط خلال 2025.

وقدر كميل الخسائر اليومية في المدينة جراء العدوان المتواصل منذ كانون الثاني الماضي، وحالات الإغلاق بـ 30 مليون شيقل، وهو رقم كبير كما قال.

وبين رئيس بلدية جنين، محمد جرار بأن الإضراب في المدينة كان كاملًا، رغم خصوصية حالاتها، وتعطل عجلة الحياة فيها منذ مطلع العام، وانضمام أعداد كبيرة من مواطنيها إلى “جيش الفقراء الجدد”، كما سماهم.

وذكر أن البلدية وسائر الهيئات المحلية ومؤسسات القطاع العام والمتاجر ووسائل النقل استجابت لدعوة الإضراب التضامني مع غزة.

وأشار سكرتير الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في محافظة جنين، محمد كميل، إلى أن الإضراب شل كافة مرافق الحياة في المدينة، بالرغم من وضعها الاستثنائي، واستمرار العدوان الإسرائيلي عليها.

وأوضح أن كافة المرافق، بما فيها وسائل النقل، التزمت بالإضراب التضامني ودعمت قرار القوى.

وذكر عضو القوى الوطنية والإسلامية في جنين، مفيد جلغوم، بأن المدينة وأغلبية بلداتها انسجمت مع قرار الإضراب الشامل، وكان بوسع أي مركبة تعبر طرقاتها اختيار أي مكان للتوقف، مع الغياب الكامل للمظاهر الاعتيادية.

وأوضح أن الاحتلال وعدوانه وإجراءاته مست بالحياة اليومية للمواطنين وأنهكتهم، بالتزامن مع إغلاق حاجز الجلمة معظم الوقت، عدا عن تجريف الطرقات الحيوية أكثر من مرة، ودون سبب.

فوارق وتشابه

وتابع جلغوم، وهو أستاذ تاريخ، بأن إضراب اليوم يتشابه من حيث التوقيت مع الإضراب الكبير، الذي عاشته فلسطين في 20 نيسان 1936، التي أعلن عدد من قادتها الإضراب الشامل برًا وبحرًا؛ بسبب سياسات الاحتلال البريطاني خلال 16 عامًا من الانتداب، واستمر حتى 1 تشرين الأول 1936.

وشبه الإضراب الحالي بـ “رسالة إنعاش” لآمال الفلسطينيين في التضامن مع أنفسهم، وبخاصة مع عودة العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على غزة، لكنه أقر باستحالة نجاح وسيلة الإضراب والعصيان المدني في ظل الظروف الراهنة، التي انقلبت 180 درجة عن الماضي.

وذكر بأن الإضراب التقليدي في جنين، وبالنظر إلى أوضاعها العصيبة المتواصلة للشهر الثالث رسالة في غاية الأهمية، تؤكد عودة التضامن ولو بالتدريج بين أبناء شعبنا المكلوم، كما ينسجم مع عودة الحراك العالمي المساند لقضيتنا.

وقال الناشط الشبابي عز الدين شلاميش، إن بعض متاجر جنين، التي كانت معروفة بكسر الإضراب والالتفاف عليه، من خلال فتح جزئي للأبواب، التزمت اليوم بالإغلاق الكامل.

والتقط صورًا للمتاجر المؤصدة في المدينة، ولطرقاتها الخاوية، ولحركة سيرها ومشاتها المشلولة ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد شلاميش بأن الإضراب التجاري الذي التزمت به محافظات الوطن ومخيمات اللجوء والشتات وبعض دول العالم “وسيلة ورسالة وليس غاية بحد ذاته”.




فوتوغرافيا : بين الصورة الورقية والرقمية (1-2)

بين الصورة الورقية والرقمية (1-2)

فوتوغرافيا

بين الصورة الورقية والرقمية (1-2)

الفارق بين الصورة الورقية والرقمية، هو ذاته الفرق بين الكيمياء والرياضيات. تُسمّى الصورة الورقية الصورة التناظرية، كلمة “تناظر” Analogie هنا تعني التشابه أو التماثل. الكيمياء لديها علاقة مشابهة بالضوء، إذ تحفظ الأشعة المنبعثة من موضوع الصورة في حبيبات صغيرة من الفضة، لكن لا وجود لأي تشابه أو تناظر بين الضوء والأرقام. الوسيط الرقمي يترجم الضوء إلى بيانات، وفي هذه العملية يضيع الضوء. بينما في التصوير الرقمي تحل الرياضيات محل الكيمياء.

تنقل الصورة الورقية أو التناظرية إلى الورق، عبر السلبي، آثار الضوء المنبعثة من الموضوع المُصوَّر. إنها في جوهرها صورة من الضوء. في مختبر الغرفة المظلمة، يُعاد الكشف عن الضوء، مما يجعلها بالتالي “غرفة مضيئة”. أما الوسيط الرقمي، فعلى العكس من ذلك، يُحوّل الأشعة الضوئية إلى بيانات، أي إلى نسب رقمية. البيانات ليست مضيئة ولا مظلمة، بل تقطع استمرارية ضوء الحياة. يُلغي الوسيط الرقمي العلاقة السحرية التي تربط الشيء بالصورة الفوتوغرافية عبر الضوء.

حسب الموضوع المنشور في مجلة “المجلة”، الذي يتناول كتاب “الغرفة المضيئة” لرولان بارت، يعتبر بارت في نظريته أن الصورة الورقية ذات هشاشة مادية تجعلها عُرضةً للشيخوخة والانحلال، إنها تُولد فتواجه الفناء خلال محاولتها لحفظ الحياة وتخليدها.

يستعمل بارت اللفظ اللاتيني spectrum للدلالة على هدف الصورة وموضوعها، وهو يستعير هذه الكلمة من الفيزيائي “إسحاق نيوتن” الذي أطلقها دلالة على الطيف الضوئي، أي على سلسلة الألوان التي ينحلّ إليها الضوء الأبيض. الكلمة آتية من الفعل specere الذي يعني الرؤية، وهو يعادل اللفظ الإغريقي الذي يدل على الشبح والطيف، موضوع الصورة يرتبط إذن بالرؤية والفُرجَة والاشتباه، لكنه يرتبط أيضاً بالموت والأشباح والبعث.

فلاش

بين العراقة والحداثة مساحات خلاّبة من الاختيارات الشخصية

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae




الاحتلال يهدم 3 منازل مأهولة وصالة أفراح في سلفيت وبيت لحم ورام الله