1

ما المطلوب من حماس؟

هاني المصري

من الطبيعي أن يتظاهر من يعاني من جريمة الإبادة والتهجير والتدمير الشامل، خاصة أن معظم قطاع غزة أصبح غير قابل للحياة بعد الحصار الخانق وغير المسبوق.

ومن الطبيعي أن تنال حركة حماس ليس بوصفها حركة مقاومة بل بوصفها السلطة الحاكمة في قطاع غزة حصتها من الغضب الشعبي، فهي جسدت حكمًا فئويًا قمعيًا ومن دون رقابة ولا مساءلة ولا محاسبة ولا مشاركة شعبية، وعليها أن تفهم الدوافع من وراء التظاهر ضدها، وتلبي ما يمكن تلبيته من مطالب المتظاهرين الغاضبين.

مروحة المطالب المقدمة إلى حماس واسعة، وهي تقدم من شريحة كبيرة من الشعب وليس من كل أو معظم الشعب، وهذا يعكس التعددية الفلسطينية مصدر قوة ومناعة واستمرار القضية الفلسطينية، فهناك أيضا شريحة كبيرة من الشعب تدعم حماس، وتبدأ بمطالبة بعض المتظاهرين لحماس الذين انطلقوا من بيت لاهيا وامتدت بعد ذلك في عدة مناطق،  بإبداء الاستعداد الجدي للتخلي عن حكم قطاع غزة، وذلك لسحب الذرائع والمبررات من الاحتلال الذي يدعي عبر حكومته أن إنهاء حكم حماس سيؤدي إلى وقف الإبادة الجماعية، إذا ترافق مع الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وضمان ألا يبقى قطاع غزة مصدرًا للتهديد، مع أن الأهداف الحقيقية أكبر بكثير كما أوضح نتنياهو يوم الأحد الماضي حين وضع شروطا تعجيزية لإتفاق وقف النار منها المضي بتهجير أهل القطاع، أي تصل الشروط الإسرائيلية إلى التهجير والضم، كما أن تخلي حماس عن الحكم أصبح مطلوبا من أجل سحب الذرائع من الأطراف الإقليمية والدولية التي أعلنت عدم استعدادها لتمويل إعادة الإعمار إذا استمرت حماس سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى عدوان إسرائيلي جديد يدمر ما يتم إعادة بنائه وإعماره.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل المطلب عادلٌ بإنهاء حكم حماس من دون توافق وطني شامل أو بلا إجراء انتخابات يختار فيها الشعب الفلسطيني من يمثله؟ طبعًا، لا، بل يعدُّ استمرارًا وانعكاسًا لتخلي الأطراف العربية والإقليمية والدولية والمجتمع الدولي عن مسؤولياته، التي تفرض إلزام دولة الاحتلال بوقف الإبادة وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره وفقًا لما يحدده القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ولكن رغم ظلمه يجب تحقيقه لأن الحكمة تقتضي ذلك حتى لا تتحمل المقاومة أي قدر من المسؤوليةعن استمرار جريمة الإبادة الجماعية.

تأسيسًا على ما سبق، وعلى الرغم من أن حماس من حقها أن تشارك في الحكم كونها فازت في آخر انتخابات بالأغلبية، غير أنها لم تمكّن من الحكم منفردة عندما شكلت حكومتها، و لم تمكّن من الحكم بعد مشاركتها في حكومة الوحدة الوطنية، ما دفعها  إلى تنفيذ انقلاب سيطرت فيه على الحكم في قطاع غزة، وهذه جريمة لا تغتفر رغم شروطها التخفيفية النابعة من كونها كانت قد فازت بالانتخابات ولم تمكن من الحكم من الاحتلال وأطراف داخلية وخارجية.

والحق يقال أن حماس أبدت استعدادًا لمشاركة الآخرين بالحكم من خلال حكومة وفاق وطني بعد أن عجزت عن الحكم بمفردها وواجهت صعوبات جمة بالحكم في ظل الحصار والمقاطعة، كما وافقت على  الاحتكام إلى الشعب بالانتخابات، خصوصًا في عام 2021، عندما كنا على أبواب الانتخابات قبل إلغائها بقرار انفرادي من الرئيس محمود عباس.

لو جرت الانتخابات حينها كان من الممكن جدًا ما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن. فخطيئة حماس المستمرة  أنها أعطت الأولوية لاستمرار سيطرتها الانفرادية على قطاع غزة، ولم تولِ الاهتمام اللازم لوحدة الضفة الغربية وقطاع غزة وإقامة دولة مستقلة فيها مع أنها وافقت على ذلك ولكن هناك فرق جوهري حاسم بين الموافقة على اقامة الدولة وبين اعتبار ذلك الهدف المركزي لهذه المرحلة، ومن أخطائها أنها تصورت أنها بمفردها يمكنها التحرير، أو، وهذا تناقض، على الأقل يمكنها الحصول على الاعتراف العربي والدولي بها وسلطتها، وصولًا إلى الاعتراف بالدولة على قطاع غزة كمرحلة على طريق التحرير.

في هذا السياق كان من أخطاء حماس أنها منذ اندلاع الحرب  لم تدرك نتائجها وتداعياتها الفعلية، بل كانت أسيرة الأمنيات والتقديرات الخاطئة، لذلك لم تبد استعداداً للتراجع خطوة أو خطوات إلى الوراء وهذا يختلف تماما عن الاستسلام، ولم توافق بشكل جدي وعملي على ترك الحكم مع أنها أبدت استعدادها الشكلي لذلك من خلال موافقتها في إعلان بكين، في تموز/ يوليو 2024، على تشكيل حكومة وفاق وطني لا تشارك فيها الفصائل، وموافقتها بعد ذلك على تشكيل لجنة إسناد مجتمعي مشكلة من شخصيات مستقلة، والدليل على عدم الجدية أنها قالت في أثناء عمليات التبادل إنها هي اليوم التالي. كما أنها بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار أعادت تنظيم حكومتها واللجان المنبثقة منها، وكان بمقدورها أن تفعل ذلك بالشراكة مع الآخرين وهذا يختلف عن دعوتها للإستسلام كما يختلف عن دعوتها لتسليم السلطة للسلطة أو للجامعة العربية لأن دولة الاحتلال احتلت القطاع ولا تخفي نواياها بالبقاء فيه وترفض عودة السلطة الى غزة كما ترفض استلام جامعة الدولة العربية، وصدرت تصريحات وإشارات تدل على أن حماس غير جادة بالتخلي عن الحكم، وأن أقصى ما يمكن أن توافق عليه، أن تغادر الحكومة وتبقى في الحكم، وتجسد صيغة أقرب ما تكون إلى صيغة حزب الله في لبنان قبل الحرب الأخيرة.

وقبل أن ننهي هذه الفقرة لا بد من إكمال الفقرة بالقول إنه لو توفرت الإرادة للرئيس عباس بتشكيل حكومة وفاق وطني لا تشارك فيها حماس ولا الفصائل، لما وصلنا إلى ما نحن فيه.

لا أقلل من مخاوف الرئيس من مخاطر الشراكة مع حماس ورأسها تحت المقصلة، ولكن مخاطر عدم تشكيل حكومة الوفاق، على حماس وفتح وعباس والسلطة والمنظمة ومجمل النظام السياسي والقضية الفلسطينية والشعب أكبر وأعظم. والدليل أن المطروح الآن تصفية القضية الفلسطينية بكل أبعادها عبر التهجير والضم وتصفية قضية اللاجئين، وعبر تشكيل أطر جديدة في قطاع غزة مستقلة فعلًا عن السلطتين لفترة “انتقالية” يتم فيها تجريد السلطة مما تبقى لها من دور سياسي ووطني تحت مسمى “إصلاحها”، وبما يشمل “تجديد” السلطة لتكون قادرة على تلبية متطلبات المرحلة الجديدة، وما يقتضيه ذلك من تجريد الرئيس من صلاحياته خلال ما تبقى من حياته، من خلال تعيين نائب رئيس بشكل لا قانوني ولا شرعي وبدون توافق وطني تنقل إليه صلاحيات الرئيس في حياته، وهذا كله يسير بالتوازي مع عودة نوع من الوصاية الإقليمية والدولية على الفلسطينيين تحظى على الأقل برضا إسرائيل إذا لم يكن بإشرافها.

كان بمقدور القيادة الفلسطينية، ولا يزال، الموافقة على تشكيل حكومة الوفاق، وربط ذلك بإقرار برنامج فلسطيني واستراتيجية فلسطينية وتشكيل قيادة فلسطينية موحدة، تكون مسؤولة عن قرار المقاومة والمفاوضات وتخضع لها كل الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، كما  يمكن أيضا أن تدمج في جيش وطني موحد. أما الإصرار على إلحاق حماس بالقيادة آذا أرادت دخول المنظمة عبر فرض الشروط الثمانية التي يكررها الرئيس، والتي من ضمنها استمرار الالتزام بالتزامات اتفاق أوسلو الذي قتلته إسرائيل منذ فترة طويلة، ولم تقم بدفنه وإلغائه رسميًا للإبقاء على الالتزامات الفلسطينية فيه.

من غير الطبيعي أن يُطلب من حماس وكل الفصائل الفلسطينية سحب سلاحها أو مغادرة قيادتها وكوادرها ومقاتليها، لأن هذا لا يمكن أن يحدث إلا بعد إنهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين، ولأن سحب السلاح سيشجع قوات الاحتلال على ارتكاب مزيد من المجازر، والشروع في تهجير الفلسطينيين، ولنا في التجارب عبرة منذ تسليم السلاح الفلسطيني للجيوش العربية قبل النكبة، وما حدث بارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا بعد انسحاب قيادة ومقاتلي منظمة التحرير من لبنان، وقتل الحكومات الاسرائيلية لإتفاق أوسلو وانتهاء بعدم الالتزام بمواصلة تطبيق اتفاق الهدنة الأخير، وما تشكيل إدارة خاصة من الحكومة الإسرائيلية لتشجيع التهجير إلا دليل دامغ على أن تسليم السلاح ومغادرة حماس للقطاع لا ينهي تنفيذ مخطط تصفية القضية وتهجير أهلها ، ولأن سحب السلاح وطرد المقاومين بمنزلة استسلام، وهو أخطر ما يمكن أن يحدث، كونه يصادر إمكانية استئناف المقاومة في المستقبل، وهو يختلف عن الهزيمة التي يمكن أن تلحق بالمقاومة، ولكن رفض التسليم بالهزيمة ضروري ومهم جدا لأنه يؤسس لانطلاقة فلسطينية جديدة تستوعب دروس وأخطاء الثورات والانتفاضات السابقة وتسير على طريق الانتصار.

ومع ذلك لو كان الاستسلام يؤدي فعلًا إلى وقف الإبادة والتهجير والضم والانسحاب الإسرائيلي وفك الحصار والشروع في إعادة الإعمار فأهلًا وسهلًا به، فليس هناك ما هو أغلى من الإنسان ولكن لا يستطيع أحد أن يضمن ذلك جراء وجود حكومة في إسرائيل تؤمن بقدرتها على إقامة “إسرائيل الكبرى” وحسم الصراع مع الفلسطينيين، من خلال تصفية القضية الفلسطينية، وخلق شرق أوسط جديد تحت الهيمنة الإسرائيلية، ويشجعها وجود إدارة أميركية لا تقل عنها تطرفًا، وهامش الخلاف بينهما ينحصر في اختلاف الأولويات مع وحدة الأهداف الكبرى.

فلسطين تمر بمنعطف تاريخي يتم فيه إما استكمال شطب القضية الفلسطينية ومختلف مكوناتها، بما فيها منظمة التحرير، وتجاوز وحدانية تمثيلها للفلسطينيين والسلطة المجسدة للهوية ووحدة الضفة والقطاع، وإعادة الأمور لما كانت عليه بعد النكبة إذ كانت قضية لاجئين، قضية انسانية شعبها مشرذم بدون هوية وطنية ولا وحدة ولا إطار جامع ولا برنامج مشترك ولا قيادة واحدة.

أو بداية تبني مقاربة جديدة تركز على أولوية التوافق والوحدة في مواجهة المخاطر المشتركة، وعلى جمع أوراق القوة ، والرهان على الذات أولًا، والقيام بما هو مطلوب فلسطينيا ثم بعد ذلك العمل من أجل أوسع دعم وتضامن عربي وإقليمي ودولي بما يمكن من توفير عوامل الصمود والبقاء للقضية وللشعب على أرضة وطنه، بوصف الصمود أعلى أشكال المقاومة في هذه المرحلة، فضلًا عن إحباط مخطط التصفية والإبادة والضم والتهجير على طريق إنجاز حقوق الشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية.

……………

الحق يقال أن حماس أبدت استعدادًا لمشاركة الآخرين بالحكم من خلال حكومة وفاق وطني بعد أن عجزت عن الحكم بمفردها وواجهت صعوبات جمة بالحكم في ظل الحصار والمقاطعة، كما وافقت على  الاحتكام إلى الشعب بالانتخابات، خصوصًا في عام 2021.




رصاصة احتلالية تقطع عيد الفتى عمر زيود

عبد الباسط خلف-  قطعت رصاصة احتلالية واحدة عيد الفتى عمر عامر ياسر زيود (16 عاما)، ونقلته إلى سجل الشهداء، ليكون صاحب الترتيب الخامس والثلاثين في يوم العدوان الثاني والسبعين على مدينة جنين ومخيمها وريفها، وذات “فطر” حزين.

وكانت سيلة الحارثية، غرب جنين، على موعد عصر أمس الأربعاء مع جولة عدوان إسرائيلي جديدة واقتحام بعدة مدرعات، أسفرت عن استشهاد الفتى زيود وإصابتين، وخلفت الكثير من الأحزان.

واستعاد عمه أسامة اللحظات الأخيرة التي قضاها عمر في مسبح ومنتزه حيفا، إذ أمضى خلال أيام العيد الأولى وقتا طويلا في اللهو على لعبة السفينة بصبحة أقرانه، ولم يكن يعلم أنه سيودعهم إلى الأبد.

ملابس ودماء

وأضاف أن ابن أخيه ارتقى بالملابس التي اشتراها ليلة العيد، فرحل ببنطاله الأخضر وبلوزته السوداء، ولم يبق غير نصف الحذاء الرياضي الذي كان يرتديه، واختفى النصف الآخر، فيما تبللت الساعة التي كان يرتديها بدمه، وبقيت عبارة (عد إلى الله، ولو أذنبت ألف مرة) التي كتبها على هاتفه صامدة.

وقال بصوت حزين إن ابن أخيه، وبالرغم من صغر سنه، أحس بالمسؤولية مبكرا، فترك مقاعد الدراسة منذ عام، وبدأ يساعد والده في التمديدات الكهربائية، والتحق في ساعات الليل بالعمل في إحدى مقاهي البلدة.

ويحتل عمر الترتيب الأول في أسرة عامر ورنين زيود الأربعينية، ويليه ابنهم علي (14 ربيعا)، ثم أسينات (12 عاما)، وألين (7 أعوام).

وقضى عمر عند مدخل بلدته، عقب إصابته برصاصة في الصدر أطلقها جنود مشاة، اخترقت قلبه، ووصل وفق مصادر مستشفى ابن سينا، بعد أن فارق الحياة.

وحسب ابن عمه أحمد، فإن شابا وفتى حاولا الوصول إلى عمر بعد إصابته، لكن جنود الاحتلال فتحوا عليهما النار وأصابوهما بالرصاص الحي أحدهم في اليد، والثاني في القدم.

مسافة للحزن

وارتقى زيود على بعد نحو 500 متر من منزله، بينما تبعد مقبرة البلدة عن بيت العائلة نحو ألف متر، فيما يفصل مكان استشهاده مسافة قصيرة عن المسبح والمنتزه الذي أمضى أوقات العيد فيه.

ووفق العائلة، فإن عمر ولم يحز على بطاقة هوية بعد، فهو دون السن القانوني، إذ أبصر النور في آذار 2009، وكانت أحلامه بأن يمتلك رخصة قيادة؛ لاقتناء مركبة.

وأكدت الأسرة أن عمر كان مغرما بكرة القدم في طفولته، واللهو مع أطفال بلدته، وخطط لإتقان مهنة والده في التمديدات الكهربائية.

ووصف الثلاثيني أحمد جرادات نهار بلدته، وقال إن سيلة الحارثية عاشت مساءَ صعبا، فبلحظة خيم السواد عليها، وتلون نهار العيد الرابع بالدم.

وكانت أرقام اليوم الثاني والسبعين للعدوان على جنين ومخيمها وريفها ثقيلة، إذ سجلت ارتقاء 35 مواطنا، وتدمير نحو 600 منزل، وتعطيل إمكانية العيش في 3250 وحدة سكنية، وتهديد 300 وحدة سكنية بالهدم، وإجبار 21 ألف مواطن على النزوح، عدا عن اعتقال 250 مواطنا، وعشرات الجرحى.

عبد الباسط خلف-  قطعت رصاصة احتلالية واحدة عيد الفتى عمر عامر ياسر زيود (16 عاما)، ونقلته إلى سجل الشهداء، ليكون صاحب الترتيب الخامس والثلاثين في يوم العدوان الثاني والسبعين على مدينة جنين ومخيمها وريفها، وذات “فطر” حزين.

وكانت سيلة الحارثية، غرب جنين، على موعد عصر أمس الأربعاء مع جولة عدوان إسرائيلي جديدة واقتحام بعدة مدرعات، أسفرت عن استشهاد الفتى زيود وإصابتين، وخلفت الكثير من الأحزان.

واستعاد عمه أسامة اللحظات الأخيرة التي قضاها عمر في مسبح ومنتزه حيفا، إذ أمضى خلال أيام العيد الأولى وقتا طويلا في اللهو على لعبة السفينة بصبحة أقرانه، ولم يكن يعلم أنه سيودعهم إلى الأبد.

ملابس ودماء

وأضاف أن ابن أخيه ارتقى بالملابس التي اشتراها ليلة العيد، فرحل ببنطاله الأخضر وبلوزته السوداء، ولم يبق غير نصف الحذاء الرياضي الذي كان يرتديه، واختفى النصف الآخر، فيما تبللت الساعة التي كان يرتديها بدمه، وبقيت عبارة (عد إلى الله، ولو أذنبت ألف مرة) التي كتبها على هاتفه صامدة.

وقال بصوت حزين إن ابن أخيه، وبالرغم من صغر سنه، أحس بالمسؤولية مبكرا، فترك مقاعد الدراسة منذ عام، وبدأ يساعد والده في التمديدات الكهربائية، والتحق في ساعات الليل بالعمل في إحدى مقاهي البلدة.

ويحتل عمر الترتيب الأول في أسرة عامر ورنين زيود الأربعينية، ويليه ابنهم علي (14 ربيعا)، ثم أسينات (12 عاما)، وألين (7 أعوام).

وقضى عمر عند مدخل بلدته، عقب إصابته برصاصة في الصدر أطلقها جنود مشاة، اخترقت قلبه، ووصل وفق مصادر مستشفى ابن سينا، بعد أن فارق الحياة.

وحسب ابن عمه أحمد، فإن شابا وفتى حاولا الوصول إلى عمر بعد إصابته، لكن جنود الاحتلال فتحوا عليهما النار وأصابوهما بالرصاص الحي أحدهم في اليد، والثاني في القدم.

مسافة للحزن

وارتقى زيود على بعد نحو 500 متر من منزله، بينما تبعد مقبرة البلدة عن بيت العائلة نحو ألف متر، فيما يفصل مكان استشهاده مسافة قصيرة عن المسبح والمنتزه الذي أمضى أوقات العيد فيه.

ووفق العائلة، فإن عمر ولم يحز على بطاقة هوية بعد، فهو دون السن القانوني، إذ أبصر النور في آذار 2009، وكانت أحلامه بأن يمتلك رخصة قيادة؛ لاقتناء مركبة.

وأكدت الأسرة أن عمر كان مغرما بكرة القدم في طفولته، واللهو مع أطفال بلدته، وخطط لإتقان مهنة والده في التمديدات الكهربائية.

ووصف الثلاثيني أحمد جرادات نهار بلدته، وقال إن سيلة الحارثية عاشت مساءَ صعبا، فبلحظة خيم السواد عليها، وتلون نهار العيد الرابع بالدم.

وكانت أرقام اليوم الثاني والسبعين للعدوان على جنين ومخيمها وريفها ثقيلة، إذ سجلت ارتقاء 35 مواطنا، وتدمير نحو 600 منزل، وتعطيل إمكانية العيش في 3250 وحدة سكنية، وتهديد 300 وحدة سكنية بالهدم، وإجبار 21 ألف مواطن على النزوح، عدا عن اعتقال 250 مواطنا، وعشرات الجرحى.




استهداف الضاحية الجنوبية في بيروت.. تصعيد خطير ينسف القرار 1701

هلا سلامة- لم ينعم لبنان بالهدوء بموجب اتفاق وقف النار الذي ساهمت الولايات المتحدة وفرنسا في إبرامه بين لبنان وإسرائيل، ويشكل استهداف الضاحية الجنوبية في الآونة الأخيرة تصعيدا إسرائيليا خطيرا ينسف القرار 1701 مع خشية اللبنانيين أن يفتح الباب لجولة جديدة من العنف تريدها اسرائيل مع حزب الله لفرض واقع جديد بالنار مع لبنان .

 وللمرة الثانية خلال اسبوع، كانت الضاحية الجنوببة لبيروت هدفا للاحتلال الاسرائيلي الذي يواصل خروقاته لاتفاق وقف النار، فبعد حي الجاموس الذي استهدف باحدى الغارات يوم الجمعة الماضي ردا على إطلاق 3 صواريخ من منطقة جنوبية نحو المطلة، كان الحي الصيني في منطقة معوض فجر أمس الأول الثلاثاء على موعد مع عدوان جوي شنته الطائرات الحربية الاسرائيلية على أحد المباني فيه مستهدفة القيادي حسن بدير وهو معاون مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله وشقيق مسؤول الإعلام الحربي في الحزب. 

ويوم امس تواصلت انتهاكات الاحتلال على الاراضي اللبنانية حيث تقدمت آليات الاحتلال الاسرائيلي المتمركزة في منطقة اللبونة شرقي الناقورة ترافقها الجرافات، باتجاه رأس الناقورة حيث عملت على رفع ساتر ترابي قطعت فيه الطريق الرابط بين الجانبين قبالة موقع “جل العلام” الذي يُشرف على الناقورة وعلما الشعب.

وبالتوازي، قامت قوات جيش الاحتلال بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة المتوسطة من موقع العاصي باتجاه منطقة كروم الشراقي شرقي مدينة ميس الجبل لإرهاب المواطنين والأهالي.

إلى ذلك، ادى إطلاق النار من قبل الاحتلال الإسرائيلي على بلدة العديسة إلى إصابة مواطن بجروح فيما حلق الطيران الإسرائيلي فوق البقاع والقرى والبلدات جنوبي مدينة صور وقد دمرت إحدى المسيرات غرفة جاهزة في ساحة يارون.

وللمرة الأولى حلقت طائرة تابعة للجيش اللبناني من نوع “سيسنا” بشكل مكثف ودائري لأكثر من ساعة فوق مناطق الجنوب وتحديدا فوق بلدات زوطر الشرقية وزوطر الغربية، ويحمر الشقيف، وأطراف قعقعية الجسر، وجبشيت، والدوير، وميفدون وحاروف.

وفي هذا الصدد استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة العضو الفرنسي في اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism) الجنرال غيوم بونشين مع وفد مرافق بحضور الملحق العسكري الفرنسي الكولونيل برونو كونتانتيني وتم التداول في العمل المستمر على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

ومن المتوقع أن تزور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بيروت نهاية الأسبوع مبدئيا، على وقع تشدد أميركي ودولي في مسألة جمع السلاح وحصره بيد القوى الشرعية.

وفي ذلك ، أفادت  قناة الـ “mtv”، بأن “لبنان رفض طرح الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموقف سيبقى على حاله ورئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام سيؤكدون على مسامعها مرة جديدة أن لبنان يكتفي بلجنة واحدة تكون مهمتها ترسيم الحدود البرية وتتشكل من تقنيين وعسكريين أما مهمتا الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس وإطلاق الأسرى فلا داعي لهما”.

وأشارت إلى أن “عون وبري وسلام أعدوا جوابا موحدا يقولونه لأورتاغوس وهو نابع من كلام رئيس الجمهورية عن حوار لبناني داخلي يؤدي إلى وضع استراتيجية وطنية تتضمن استراتيجية دفاعية تبحث في سلاح حزب الله”.

كما كانت التطورات والمستجدات السياسية والميدانية في صلب اللقاء الذي جمع  امس رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام على ضوء مواصلة اسرائيل خرقها لإتفاق وقف اطلاق النار وإعتداءتها على لبنان.

وقالت مصادر مطلعة ان الرئيس سلام وضع الرئيس بري في اجواء زيارته للمملكة العربية السعودية وابلغه عن تشديد المملكة على ضرورة مواصلة الإصلاحات والاستفادة من الفرص القائمة لتحقق الحكومة برنامج الإصلاح وعدم اضاعة اي فرصة وعلى احترام الدستور والطائف ودعم مسيرة العهد ككل وانه تم التطرق خلال لقاءاته في السعودية الى ابرز الملفات لا سيما الدعم السعودي والخليجي للبنان من خلال عودة السياح والصادرات وسيتم العمل على اتخاذ إجراءات اساسية من لبنان، ليتحقق في ضوئها التقدم على صعيد رفع حظر المواطنين السعوديين إلى لبنان وعن الصادرات انطلاقا من المشاريع التي تعمل عليها الحكومة لتعزيز وضع المطار والمرافئ وتشديد وتكثيف التفتيش، وكان تشديد أيضا على الحفاظ على الاستقرار وضرورة تعزيز الدولة لبسط سيطرتها على كامل أراضيها.




كاريكاتير




فوتوغرافيا : عبقرية الزاوية المنسية في مساجد الإمارات

عبقرية الزاوية المنسية في مساجد الإمارات

فوتوغرافيا

عبقرية الزاوية المنسية في مساجد الإمارات

مصورٌ صحافيّ مجتهدٌ ومبدع، يستند على باقةٍ قيِّمة من الإنجازات والجوائز المحلية والعربية، لكن ومضته الفريدة جاءت في النسخة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير “إكسبوجر 2025” في إمارة الشارقة بدولة الإمارات، حيث قام بتوظيف خبرته في استهداف زاويةٍ لم تحظَ بتركيزٍ فوتوغرافيّ كاف ! إنها قِباب المساجد من الداخل ! مُستعرضاً الجوانب المعمارية داخل مساجد الإمارات.

يُبرِز علاء الدين من خلال مشروعه الذي يحمل عنوان “مساجد الإمارات : تناغم الفن والروحانية”، مزيجاً من الإبداع والروحانية، مُجسِّداً جهود الفنانين والنحّاتين والخطّاطين في صياغة هوية بصرية مميزة لهذه المساجد. وقال المصور السوري في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إنه سعى عبر عدسته لإبراز التفاصيل الخفيّة التي تعكس التناغم الفريد بين الفن والروحانية في مساجد الإمارات، بهدف مشاركة العالم جَمَاليات هذا الإرث المعماري.

خلال رحلته التي استغرقت مدة شهرين، وثَّقت عدسة علاء الدين في هذا المشروع عدداً من المساجد في الإمارات السبع من أبرزها: مسجد الشيخ زايد الكبير في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ومسجد النور في الشارقة، ومسجد الفاروق عمر بن الخطاب في دبي. وقد عكس تنوّع الطُرُز المعمارية، مزيجاً من التأثيرات الإسلامية المختلفة، بدءً من العمارة العثمانية والمغولية، وصولاً إلى الطراز الفاطمي والمملوكي.

وعن زاوية التصوير الفريدة، يقول: إن زاوية التصوير نحو الأعلى تلعبُ دوراً أساسياً في إبراز الدقة الهندسية والجَمَال البصري لمساجد الإمارات، خاصة عند توثيق القِباب والزخارف المعمارية المُعقَّدة. مع ذلك لم يخلُ هذا المشروع من التحديات، إذ كان عليّ تحديد مركز قبة المسجد من الأسفل دون الاستعانة بجهاز الليزر، لحماية نفسي ومن حولي.

فلاش

العين المُدرَّبة تُبصر بمنهجية لا تفهمها الأعين العادية !

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae