“التربية” و”شؤون اللاجئين” توقعان اتفاقية لتحصين الوعي بحقوق اللاجئين

وقّع وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، اليوم الثلاثاء، اتفاقية لتحصين وتعزيز الوعي بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، وترسيخ الهوية الوطنية الجمعية لدى الأجيال الشابة، عبر تنفيذ مجموعة برامج ونشاطات تربوية وثقافية هادفة.
وتتضمن الاتفاقية محاور من أبرزها تأصيل الوعي حول النكبة الفلسطينية، والتأكيد على حق العودة وفق القرار الأممي 194، إضافةً إلى تنفيذ فعاليات وطنية وثقافية لطلبة المدارس والجامعات، وتشمل مسابقات في الكتابة الإبداعية والرسم وإنتاج الأفلام الوثائقية، وتخصيص الإذاعة المدرسية والفعاليات الكشفية لإحياء المناسبات الوطنية، وتنظيم معارض تراثية وفنية تسلط الضوء على تداعيات التهجير القسري وضرورة التمسك بالحقوق الوطنية.
وشدد برهم على أهمية هذه الاتفاقية المندرجة في سياق التحديات يجابهها الشعب الفلسطيني، خاصة في المخيمات التي تعاني من سياسات احتلالية مجحفة ومحاولات تطال مقومات الصمود والهوية الوطنية، لافتًا إلى أن هذه الاتفاقية تعكس عمق الاهتمام بالحفاظ على الحقوق الفلسطينية من خلال طلبة المدارس عبر انخراطهم في نشاطات هادفة.
وأكد ضرورة توسيع التعاون مع الدائرة في هذا الإطار، خاصة وأن الاتفاقية تحمل دلالات تجسد الحرص على تحصين الوعي الوطني الجمعي في المدارس وغرس قيمة العودة في نفوس الطلبة، وحماية الذاكرة من التهميش والطمس والتصدي للمحاولات الرامية إلى استلاب الوعي وضرب مقومات الهوية الوطنية والإرث النضالي الذي تُمثله منظمة التحرير الفلسطينية، مشددًا على أهمية محاور الاتفاقية ومتابعتها بما يضمن تحقيق غاياتها داخل المنظومة التعليمية، وضرورة التركيز على النشاطات التي تعزز تعميق الوعي والانتماء والقيم الإنسانية والوطنية لدى الناشئة.
بدوره، أكد أبو هولي أهمية المدارس في الحفاظ على الهوية الوطنية، وتعزيز الوعي بالنكبة وتاريخ القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة تعزيز الشراكة مع الوزارة، لضمان استمرارية البرامج التوعوية والمسابقات المشتركة التي تُنظَّم سنويًا في ذكرى النكبة، مشيرًا إلى الظروف الصعبة التي تواجهها المخيمات الفلسطينية في ظل الأوضاع الراهنة، مؤكدًا أن ذكرى النكبة تحل هذا العام وسط تحديات قاسية، في ظل استمرار الاحتلال بمحاولاته لطمس الحقائق وتزييف التاريخ عبر محاولاته المتكررة للتدخل في المناهج الفلسطينية ووصمها بما يسمى “المواد التحريضية”، محذرًا من الهجمة الشرسة التي تستهدف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأهمية المحافظة على وجودها وفق القرارات الدولية، باعتبارها الشاهد الأممي على نكبة الشعب الفلسطيني وضمانة لحقوق اللاجئين إلى حين تحقيق العودة.
وشدد أبو هولي على أهمية تثبيت اللاجئ الفلسطيني في أرضه، في ظل استمرار الاحتلال بسياسات التهجير القسري، مشيرًا إلى ما تتعرض له غزة من حرب إبادة مروعة تستهدف البشر والحجر، إلى جانب العدوان المستمر على مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، في محاولة لاقتلاع الفلسطينيين من وطنهم.
العدوان الاحتلالي يَنْكُب جنين ومخيمها والآلاف ينضمون لـ “جيش البطالة”

عبد الباسط خلف- يجلس رئيس جمعية “فلسطيننا نداء الحياة”، نضال نغنغية، في مدخل تكية نيسان عند أطراف جنين، عشية بدء شهر عدوان الاحتلال الثالث عليها.
وظهرت وراء نضال طناجر وطهاة وعشرات المتطوعين، بينما اختلط ضجيج المتواجدين بأصوات المواقد، وسط مؤشرات محلية باتساع شريحة الفقراء في المدينة ومخيمها وريفها.
وقال لـ”الحياة الجديدة” إن التكية، التي يتابع شؤونها، بدأت عام 2021 لمساعدة الأسر المتعففة في مخيم جنين، لكنها في هذا العام تستوعب جزءا من موجة النزوح الكبيرة، التي فاقت وفق التقديرات 21 ألف مواطن اقتلعوا من بيوتهم.
وأكد أن التكية التي يخلد اسمها شهداء الاجتياح الكبير للمخيم في نيسان 2002، تتبع للجنة الشعبية للخدمات، وتقدم 3 آلاف وجبة يوميا، تكلف الواحدة منها نحو 12 شيقلا.
تكايا
في المقابل، بينت المديرة الإدارية لنادي جنين الرياضي، يسرى أبو الوفا، أن تكية جنين انطلقت عام 2014، وتقدم هي الأخرى 3 آلاف وجبة للنازحين والفقراء في الحي الشرقي والسياط والمراح والبلدة القديمة وخروبة.
وأكدت أن التكية تقدم رسالة تكافل وإحساس بأهالي المدينة المنكوبين وفاقدي الوظائف والأعمال، بسبب العدوان الطويل، وما سبقه من إغلاق وحصار ومنع الوصول إلى الداخل المحتل، وعرقلة وصول المتسوقين منه.
ووفق أبو الوفاء، فإن العديد من طلبات العون تصل النادي يوميا يبحث أصحابها عن طرود وأدوية ونقود، في مؤشر على اتساع شريحة الفقراء، ودخول غالبية الأهالي في ظروف اقتصادية عسيرة.
20 ألف فقير جديد
بينما وصف رئيس البلدية، محمد جرار، المشهد في المدينة بـ”المؤلم والكارثي” مع انضمام آلاف المواطنين الذين فقدوا وظائفهم.
وقال إن شريحة عمال المياومة هي الأكثر تضررًا، فيما أصبح قطاع كبير جدا من المواطنين بلا عمل، مع فقدان نحو 4 آلاف رب أسرة لأشغالهم ومصادر رزقهم بشكل كلي أو جزئي، في رقم أولي، ما يعني تشكل قرابة 20 ألف فقير جديد في المدينة وحدها.
وحسب جرار، فقد أدى العدوان إلى شل جنين وتعطل آلاف المرافق، وتوقف الحركة التجارية، وإغلاق بعض المؤسسات، ما يستدعي توفير فرص عمل مؤقتة لإسعاف المتضررين.
وأضاف أن أزمة جنين تتطور، فقد بدأت بـ15 ألف نازح من المخيم وأحياء المدينة، لكنهم وصولوا بعد شهرين إلى 21 ألف نازح، 6 آلاف من المدينة، إضافة إلى المخيم.
وأكد أن برامج مساندة المواطنين، رغم أهميتها، لا تقدم حلولا جذرية للأزمة، إذ يجري توزيع طرود موسمي غالبيتها من المجتمع المحلي، إلى جانب 6 آلاف وجبة تحت رعاية البلدية، نصفها للنازحين ونصفها الآخر للفقراء، و12 ألف وجبة أخرى من 6 تكايا ومطاعم وجهات أخرى.
إعادة إعمار
وطالب بإطلاق مشروع وطني لإعادة إعمار جنين أسوة بغزة؛ لأن حجم الكارثة كبير، مع فقدان البلدية السيطرة، وعدم نجاعة الحلول التقليدية، واتساع حجم الدمار وتطوره، إضافة إلى أبعاده الخطيرة وأضراره الجانبية.
واستنادا لجرار فإن الفقراء الجدد لم يجر حصرهم بشكل دقيق من أي جهة حكومية، وأصبحوا يعانون، ويتطلب الأمر إدراجهم على بنود الفقراء والمعوزين لتخفيف أزمتهم.
“لبيك يا جنين”
من ناحيته، وصف مدير الغرفة التجارية، محمد كميل، حملة “لبيك يا جنين”، التي أطلقتها المحافظة والغرفة التجارية ورجال أعمال قبل أيام بـ “محاولة للإنعاش”، فرغم ما سيجمعه الصندوق فإنه لن يحل الأزمة الطاحنة؛ فحجم الكارثة كبير، وما سيقدم للعائلات سيكون قليلا.
وتعكف الغرفة على حصر الأسر المتضررة، بالتزامن مع تدفق نحو 800 ألف شيقل للصندوق، ووسط تقديرات بوصول حجم التبرعات إلى 2 مليون شيقل.
والمعضلة، كما يراها كميل، أن جنين بدأت محنتها الفعلية قبل 7 سنوات، تخللتها جائحة كورونا، ثم العدوان الإسرائيلي والاقتحامات المتدحرجة والمتواصلة منذ شهرين، التي أفقدت المدينة الكثير من أبنائها واستثماراتها.
وأوضح أن جنين كانت أصبحت بمثابة “مقتل لفرص العمل”، فخلال السنوات القليلة الماضية لم يجر تشغيل المنطقة الصناعية، التي كانت ستستوعب نحو 5 آلاف فرصة، إلا أن الظرف السياسي جعلها بعيدة المنال الآن.
وقال كميل إن معظم أسواق جنين منذ مطلع العام الحالي مقفلة، مع تكدس بضائع تجارها، واستنزاف مطاعمهما بشكل شبه كامل، وتضرر أسواقها بالكامل.
وبلغة الأرقام، يبلغ عدد منتسبي الغرفة 4700، لم يسدد الرسوم السنوية سوى 449، وفي الدرجة الخاصة الأعلى، التي تعد 450 رجل أعمال، لم يجدد سوى 153 تاجرا في الغرفة هو مؤشر خطير ولم يحدث في السابق. كما تراجعت مدخولات الغرفة إلى مستويات متدنية جدا.
8 آلاف مستهدف
من موقعه، أكد مدير وزارة التنمية الاجتماعية، رائد نزال، أنه في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعانيها الحكومة، ونتيجة الحصار وممارسات الاحتلال، تسعى اللجنة الوزارية للأعمال الطارئة والوزارة مع شركائها في قطاع الحماية الاجتماعية، على تعزيز صمود الأسرة الفلسطينية، عبر برامج إغاثية تستهدف الفقراء المستجدين والنازحين والأسر الأكثر احتياجا.
وأشار إلى تكامل جهود المؤسسات المحلية والوطنية والدولية لإسناد الأسرة المتضررة، وتوسيع دائرة الاستهداف لتشمل أكبر عدد منها.
وبين أن الوزارة أطلقت مبادرات لتوزيع المواد الغذائية الأساسية على الأسر الفقير، وتوفير أنظمة دفع الكترونية تسهل تدفق المساعدات، وقسائم شرائية ووجبات يومية لأكثر من ثمانية آلاف يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة.
وتبعا لنزال، فإن تتعاون مع الهيئات المحلية ولتوفير المياه والكهرباء للنازحين، وتقديم تأمين صحي مجاني للأسر الفقيرة. كما تعمل على تجنيد المؤسسات الدولية والجمعيات الخيرية وتوجهها نحو برامج الإغاثة الإنسانية للأسر النازحة والفقيرة.
وأكد وجود شراكة فاعلة بين الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، واللجنة الشعبية لخدمات المخيم، ووكالة الغوث، والغرف التجارية، والجمعيات الخيرية والحملات التطوعية لتبادل البيانات والخبرات حول الأسر النازحة والفقراء.
واختتم: ندعم مبادرات التكافل والتعاضد برأس المال الفلسطيني، ورجال الأعمال، والشركات الوطنية، والبنوك التي تسهم في ديمومة إغاثة الفقراء.

أعلنت قناة “سبيستون” عن تعاون جديد مع صانع المحتوى أحمد الغندور، المعروف باسم “الدحيح”، ليكون جزءاً من عائلتها من خلال برنامج جديد.
ويشارك أحمد الغندور في تقديم برنامج موجه للأطفال والشباب الصغار، تحت عنوان “آخر دحيح على الأرض”، فيما لم يتم الإعلان عن توقيت العرض بعد.
ونشرت القناة عبر حسابها الرسمي على منصة “إنستغرام” صورة ترويجية للبرنامج الجديد، مع تعليق: “عقل لامع قد انضم لعائلة سبيستون في عيدها الـ 25.. شخصية غيرت مفهوم الشرح.. والآن تستعد لخوض مغامرة جديدة”.
وحمل الإعلان طابعاً حماسياً، ما أثار تفاعلاً واسعاً بين الجمهور، خاصة عشاق “الدحيح” الذين يتابعون محتواه العلمي بأسلوبه المميز، وأكد بعض الشباب أنهم سيعودون لمتابعة القناة مرة أخرى، حرصاً منهم على مشاهدة العمل.
ويأتي هذا الإعلان في إطار احتفال القناة بمرور 25 عاماً على انطلاقها، ما يعكس توجهها لتوسيع نطاق محتواها وجذب جمهور أوسع من الشباب والكبار، الذين نشأوا على برامجها.
وكان أحمد الغندور قد أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن انتهاء الموسم الخامس من برنامجه “الدحيح”، مشيراً إلى أنه يستعد لمشاريع جديدة.
وكتب حينها عبر “إنستغرام”: “انتهى الموسم الخامس من البرنامج” وطلب من متابعي “الدحيح” انتظاره في الموسم السادس خلال فترة قريبة.
منسق أممي: المواطنون في قطاع غزة تحملوا معاناة لا يمكن تخيلها

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهند هادي، إن المواطنين في قطاع غزة تحملوا معاناة لا يمكن تخيلها.
وجاءت تصريحاته تعليقا على استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء، الذي أدى حتى اللحظة إلى استشهاد أكثر من 250 مواطنا وإصابة المئات بجروح.
وتابع: “ما يحدث في قطاع غزة أمر لا يمكن تصوره، وتجب إعادة وقف إطلاق النار على الفور”.
وأردف هادي: “أن إنهاء الأعمال العدائية، وتقديم المساعدات الإنسانية المستدامة، وإطلاق سراح الرهائن، واستعادة الخدمات الأساسية وسبل عيش الناس، هي السبيل الوحيد للمضي قدماً”.