1

جنين تخسر حكيم كسورها

عبد الباسط خلف- خسرت جنين وقرية جلبون في شرقها، حكيم العظام الشعبي التسعيني أحمد نافع أبو الرب، الذي ذاع صيته في معالجة الكسور بالطريقة التقليدية، ودون مقابل لستين عاما.

ووفق مفتي جنين الشيخ محمد أبو الرب، فإن والده الراحل أمس الأول، ورث مهنته عن أبيه الحاج نافع، الذي عاش نحو 107 سنوات وتوفي عام 2003، بعد أن وصلت إليه أسرارها من عمه.

وأضاف أن مصدر الطريقة العربية في معالجة الكسور خال جده عبد القادر عواد أبو الرب، وعمه محمود أسعد أبو الرب، اللذان كان يعملان في رعي الأغنام، وأتقنا معالجة كسورها، وبحكم عدم وجود أطباء تطوعا في معالجة الكسور وبالمجان لأهالي القرية وللبلدات المجاورة.

تطبيب بالوراثة

وقال مفتي جنين إن والده، الذي تعلم القراءة والحساب في الكُتّاب، ورّث المهنة إلى ابنه البكر إبراهيم وحفيده محمود، ليكملا مسيرة طويلة بدأت قبل أكثر من 200 عام، وصارت على كل لسان.

وحسب الابن، فإن الطريقة التقليدية للطبيب “الجلبوني” في التعامل مع الكسور حازت على ثقة القريب والبعيد، إذ كان يتقاطر إلى بيت والده المرضى من مناطق الضفة الغربية والداخل المحتل، ويبحثون عن منزله.

وأوضح إن بعض أطباء العظام كان يحضرون إلى والده ويعيدون تجبير الكسور الحديثة بإشرافه، ويثقون بالطريقة التقليدية؛ لسهولة الكشف عليها، كما صار يتقن قراءة صور الأشعة الحديثة.

وتابع إن غالبية الأطباء لم يؤمنوا بطريقة والده وجده في معالجة الكسور، وكانوا يشككون في جدواها.

وحسب أبو الرب، فإن جده كان يستعمل القماش والأخشاب قبل عقود طويلة، ثم صار والده يستخدم القطن والشاش والأعواد الطبية. كما طور بعض المراهم الخاصة كالعسل وزيت الزيتون، لكنه قبل الشروع بالمعالجة يتسلح بقراءة القرآن والأدعية، ويدخل الطمأنينة إلى قلوب مرضاه.

سيرة ونضال

واستذكر تاريخ جده الحاج نافع، الذي لازم الطبيب عبد الله بشناق لمعالجة جرحى ثورة 1936 بعيدا عن أعين الغزاة الإنجليز، بينما تعرض والده للأسر حين أغار أربعة مسلحين يهود على أبقار جلبون عام 1949، فلحق بهم رجال القرية واشتبكوا معهم وأصابوا اثنين منهم؛ قبل فرار البقية والتخلي عن الأبقار التي سرقوها.

وأعاد مفتي جنين عجلة الزمن إلى خريف 1967، حينما اعتقل جيش الاحتلال والده؛ لتعاونه مع خلية فدائية قدمت من سوريا، فحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات، وكان منزله أول بيت يهدم بعد النكسة في جنين كلها.

وتابع: لم يكتف الاحتلال عام 1967 باعتقال والدي، بل حكم على جدي الحاج نافع بالسجن ثلاثة أشهر، وعلى عمي الأستاذ مصطفى ستة أشهر وفصلته عن عمله في التربية والتعليم.

ستون عاما

وحسب أبو الرب، فإن والده المجبر عمل في الزراعة، ولم يأخذ طوال 60 عاما قرشا واحدا رغم تجبيره لعشرات آلاف المصابين والمرضى، لكنه توجه إلى نابلس عام 1962 وأتقن صناعة مكانس القش واشتغل بها 30 عاما، وبعد تحرره من المعتقل صارت إحدى مصادر رزقه.

وأشار إلى جده نافع، الذي كان خلال عام 1987، وبعد انتشار سياسة “تكسير العظام” وجهة معروفة تعالج الشبان الذين تعرضوا للتنكيل من جنود الاحتلال.

وأنهى أبو الرب بأن عدة مرضى كتب الله تعالى لهم الشفاء على يد والده أمّوا بيت العزاء في جنين من محافظات بعيدة، كما عم الحزن بين معارفه ومرضاه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

بدوره، قال أحمد الشيخ إبراهيم، المقيم في أقاصي جنوب جنين إنه تعالج قبل سنوات من كسر في قدمه عند “الجلبوني”، الذي كان بارعا في وضع إصبعه على الجرح، وقد كان لطيفا ورفض الحصول على أي مقابل.




أكثر من نصف مليون توقيع للمطالبة بإطلاق سراح طالب فلسطيني شارك في احتجاجات جامعة كولومبيا

 طالب أكثر من نصف مليون ناشط بالإفراج الفوري عن الطالب الفلسطيني في جامعة كولومبيا في نيويورك محمود خليل، الذي اعتُقل في أعقاب إعلان وزارة الخارجية الأميركية خططها لترحيل الطلبة المرتبطين بالاحتجاجات المؤيدة لفلسطين التي حصلت خلال فترة الحرب على قطاع غزة.

وقد تمكن 577 ألف ناشط من التوقيع على العريضة للإفراج عن خليل المقيم بشكل قانوني في الولايات المتحدة من أصل 819 ألفا في أقل من 10 ساعات، للإفراج الفوري عنه من وزارة الأمن الداخلي الأميركي، والمطالبة بإلغاء بروتوكول جامعة كولومبيا، الذي يسمح لضباط الهجرة والجمارك بالدخول إلى الحرم الجامعي، دون أمر قضائي لاعتقال الطلبة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد قررت إلغاء منح وعقود بقيمة 400 مليون دولار لجامعة كولومبيا بزعم “التقاعس عن مواجهة المضايقات المستمرة للطلبة اليهود، واتهامات بمعاداة السامية”.




فوتوغرافيا : الحنين للوطن .. بلاغة بصرية في نيويورك

الحنين للوطن .. بلاغة بصرية في نيويورك

فوتوغرافيا

الحنين للوطن .. بلاغة بصرية في نيويورك

استضاف غاليري “بالو” في نيويورك معرضاً فوتوغرافياً لثلاثة مصورين من فلسطين تحت عنوان “الحنين: بين الأوطان” . في هذه التجارب الفوتوغرافية يتجسّد دور الصورة الفوتوغرافية أداةً للتعبير والمقاومة. المصورون الثلاثة اختيروا ضمن برنامج التصوير الوثائقي العربي التابع للصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، كما ذكرت الزميلة ريم ياسر لمنصة “العربي الجديد”.

نادية بسيسو، المصورة الفلسطينية الأردنية، تتناول قضايا الجغرافيا والنزاع من زاوية بيئية. في سلسلة أعمالها “هلال غير خصيب”، تستخدم الماء رمزاً للندرة والأمل في الوقت نفسه. تصويرها لوادي الأردن والبحر الميت ومصادر المياه المُهدّدة في منطقة كانت تُعرف بالهلال الخصيب يعكس كيف حولت الصراعات الجيوسياسية منطقة كانت يوماً مهد الحضارات إلى ساحة نزاع على الموارد الطبيعية. في إحدى صورها، يظهر أطفال يلعبون في بركة صغيرة تحت شمس حارقة، مما يجسّد العلاقة المتناقضة بين ندرة المياه والحياة اليومية. تقول بسيسو: رغم الحدود المصطنعة التي تفصلنا عن فلسطين، إلا أن كل ما يحدث هناك ينعكس علينا في الشتات.

تُبرز أعمال أمين أبو قاسم، المصور الفلسطيني السوري المقيم في بيروت، توازناً دقيقاً بين اللحظات اليومية البسيطة والفوضى المحيطة بها. من خلال سلسلة أعماله “نستحق وقتاً أفضل على هذه الأرض”، يدمج بين صور عاطفية لمشاهد عائلية وبين مشاهد أخرى لجنود مسلحين أو شوارع مضطربة بالمواجهات، يتخلّل هذه الصور عدد من النصوص القصيرة أشبه بمذكرات شخصية.

المصورة لينا خالد، تُبرز في أعمالها تلك المشاعر المُربكة بين الأمل واليأس. في سلسلة “النظر إلى هناك خطيئة”، تستلهم لينا ذكريات زياراتها للبحر الميت، حيث كانت ترى فلسطين على الجانب الآخر من الماء دون أن تتمكّن من الوصول إليها. صورها بالأبيض والأسود هي لمناظر طبيعية هادئة ولكنها مليئة بالحدود المادية والنفسية، أسوار وأبراج مراقبة وأراضٍ تبدو قريبة جداً ولكنها بعيدة المنال.

فلاش

البلاغة البصرية تُولّد رسائل حضارية في غاية الفاعلية

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae