1

وقف إطلاق النار في غزة.. المساعدات تبدأ بالتدفق وآلاف النازحين يعودون لمنازلهم المدمرة

واصل آلاف النازحين الفلسطينيين، الإثنين، العودة إلى منازلهم المدمرة، وتفقد الدمار الحاصل فيها، إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي استمرت أكثر من 471 يوما، وأدت إلى استشهاد 46876 فلسطينيا وتسجيل 110642 إصابة، وإلى تدمير كبير في المنازل والبنية التحتية.

وفجر الإثنين، وبتأخير دام 7 ساعات، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 90 من الأسيرات والأسرى الفلسطينيين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تتضمن مرحلته الأولى إطلاق سراحهم مقابل إطلاق حركة حماس سراح ثلاث محتجزات إسرائيليات.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، صباح الأحد، بعد 471 يوما من الحرب الإسرائيلية في القطاع، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

ومع دخول وقف إطلاق النار يومه الثاني، تواصلت شاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة، فيما انتشر آلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية بلباسهم الرسمي لتنظيم حركة المرور، وتأمين دخول شاحنات المساعدات.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إن أكثر من 630 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت قطاع غزة المحاصر، باليوم الأول لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

ورحبت منظمة الصحة العالمية بوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن والسجناء، معتبرة ذلك خطوة إلى الأمام تبث الأمل في نفوس ملايين الأشخاص الذين دمر النزاع حياتهم.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، تصل التكلفة الإجمالية لإعادة بناء ما دمرته الحرب إلى أربعين مليار دولار أميركي، وحسب التقديرات نفسها، فإن كمية الأنقاض في القطاع بلغت نحو 37 مليون طن، كما أن أكثر من 70% من إجمالي المساكن في غزة تضررت أو تم تدميرها.

ومنذ بدء حرب الإبادة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.




غزة..نكبة اقتصادية مهولة

80 مليار دولار تكلفة تقديرية لإعادة الإعمار أي ما يعادل 27 ضعف مساهمة قطاع غزة في الناتج المحلي الإجمالي

 أيهم أبوغوش- مع دخول إعلان اتفاق التهدئة في قطاع غزة حيز التنفيذ، بدأت الأضواء تتسلط على حجم الدمار الذي أحدثته حرب الإبادة التي تواصلت لنحو (471) يوماً، ورغم تركز الأخبار على حجم المأساة الإنسانية، غير أن المعطيات تعكس نكبة اقتصادية حلت بقطاع غزة، لم يشهد لها مثيلا، وأن تعويض حجم الخسارة سيستغرق سنوات طويلة كي يعود الوضع إلى سابق عهده قبل هذه الحرب.

 الأرقام صادمة

كشفت وكالة “بلومبرج” أن عملية إعادة إعمار غزة ربما تتكلف أكثر من 80 مليار دولار، إلى جانب 700 مليون دولار لإزالة 42 مليون طن من الأنقاض.

ووفقًا للأمم المتحدة، خلفت الغارات الجوية الإسرائيلية أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض في مختلف أنحاء القطاع حتى الآن، غالبيتها عبارة عن مساكن مدمرة، وتوزيعها عبر القطاع يحاكي تقريبًا الكثافة السكانية في غزة قبل الحرب.

وأفادت تقارير بأن أكثر من 70% من مساكن غزة تضررت بجانب المستشفيات والشركات، وقدّر البنك الدولي والأمم المتحدة في تقرير سابق تكلفة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية في غزة بنحو 18.5 مليار دولار بين تشرين الأول2023 وكانون الثاني 2024.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن كبير الاقتصاديين في مؤسسة “راند” البحثية ومقرها كاليفورنيا، دانييل إيجل، قوله إن إعادة بناء غزة قد تتكلف أكثر من 80 مليار دولار، إذا أخذنا في الاعتبار النفقات المخفية مثل التأثير الطويل الأجل لسوق العمل المدمر بسبب الموت والإصابة والصدمات، مضيفًا: “يمكنك إعادة بناء مبنى، ولكن كيف يمكنك إعادة بناء حياة مليون طفل؟”.

ووفقا للوكالة الأمريكية، فإن هذه الأنقاض تكفي لملء خط من شاحنات القمامة يمتد من نيويورك إلى سنغافورة، وقد يستغرق إزالة كل تلك الأنقاض سنوات بتكلفة تصل إلى 700 مليون دولار.

وقالت وكالات الإغاثة إن أغلب سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة نازحون، محشورين في شريحة صغيرة من الأرض على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، معزولين عن المياه العذبة والغذاء، فضلاً عن الأدوية والصرف الصحي الأساسي.

وتعكس هذه الأرقام واقعا يفوق قدرة الفلسطينيين على تعويضه، فالناتج المحلي الفلسطيني في عام 2022 بلغ نحو19 مليار دولار، ما يعني ان الفلسطينيين في الضفة وغزة بحاجة إلى إنتاج مستمرلمدة خمس سنوات على منوال العام 2022 دون أن يستهلكوا قرشا واحدا لتعويض حجم الخسارة، وهذا طبعا أمر افتراضي غير ممكن.

كما أن موازنة السلطة الوطنية التي تقدر بنحو6 مليارات دولار لا تكفي لتعويض هذه الخسارة، فحتى لو افترضنا ان السلطة الوطنية خصصت جل موازنتها(وهو أمر مستحيل من الناحية العملية لأن هناك رواتب ونفقات تشغيلية) لإعمار غزة، فإنها ستحتاج 14 عاما لتعويض تلك الخسارة. وبالمجمل فإن كلفة إعادة الإعمار المقدرة تبلغ قرابة 27 ضعف إنتاج قطاع غزة في الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني، أي من الناحية النظرية يحتاج إلى إنتاج مثيل لما قبل هذه الحرب لمدة 27 عاما دون أن يتم استهلاك قرش واحد لتعويض حجم الخسارة، وهو أمر كذلك غير ممكن من الناحية العملية.

يقول الخبيرالاقتصادي ماهر الطباع لـ”الحياة الاقتصادية”: الاقتصاد الفلسطيني ناشئ وهو ضعيف وغير قادر على النمو الطبيعي بفعل إجراءات الاحتلال، مشيرا إلى أن التقديرات الأولية الناجمة عن الحرب تظهر بشكل واضح أن الاقتصاد الفلسطيني غير قادر على تعويض هذه الخسائر. ويضيف”حجم الخسائر تبلغ خمسة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لفلسطين، وبالتالي مطلوب توفير دعم دولي كبير لإعادة إعمار قطاع غزة وتعويض المتضررين في كافة القطاعات”.

ليست هذه الحرب فقط

كان قطاع غزة قبل الانقسام في عام 2007 يساهم بنحو ثلث الناتج المحلي الفلسطيني، ولكنه تراجع إلى ما دون الخمس فقط نتيجة الآثار التي خلفتها أربع حروب شنها الاحتلال على القطاع،ونتيجة 17 عاما من الحصار.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء أشار إلى أن خسائر فلسطين من الناتج المحلي الإجمالي بالحد الأدنى وبشكل تراكمي، نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة، لأكثر من عقد ونصف العقد، بلغت أكثر من 35 مليار دولار أميركي، أي ما يعادل عشرة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لقطاع غزة.(قبل أحداث 7 تشرين الأول).

وأوضح الإحصاء أن مؤشرات الاقتصاد الكلي تشير إلى أن مساهمة قطاع غزة من الناتج المحلي الإجمالي لفلسطين قبل عام 2006، كانت تمثل حوالي 36%، لتبدأ بالتراجع التدريجي نتيجة ما فُرض على قطاع غزة من حصار خانق على كل عوامل الإنتاج على مدار 17 عاما مضت، لتصبح مساهمة هذا القطاع لا تتجاوز 17% في السنوات الأخيرة نتيجة تآكل القاعدة الإنتاجية.

وأشار إلى أن بنية الاقتصاد الفلسطيني تعرضت لتشوه في معظم الأنشطة الاقتصادية، فبافتراض ثبات حصة قطاع غزة من الناتج المحلي الإجمالي التي كانت تشكل 36% قبل الحصار الخانق والانقسام وبقائها كما هي عبر السنوات الماضية باستثناء العوامل الأخرى، فإن إجمالي ما فقده الاقتصاد الفلسطيني بلغ حوالي 35 مليار دولار بالحد الأدنى وبشكل تراكمي خلال الـ17 عاما الماضية، فيما بلغ الناتج المحلي الإجمالي في فلسطين خلال 2022 حوالي 19 مليار دولار مقابل 23 مليار دولار كناتج محلي إجمالي بالحد الأدنى يمكن تحقيقه في ظل فك الحصار القائم على قطاع غزة.

فقدان 7 مليارات دولار كإيرادات ضريبية

وعلى المستوى القطاعي، فقد بلغت الخسائر التراكمية منذ عام 2006 لنشاط التجارة الداخلية حوالي 9.4 مليار دولار، كما خسر نشاط الصناعة 5.5 مليار دولار، تلاه نشاط الخدمات بحوالي 4.9 مليار، ثم الإنشاءات بواقع 2.1 مليار، كما حُرم الاقتصاد الفلسطيني من حوالي 7 مليارات دولار أميركي كإيرادات ضريبية كان من المفترض أن تُضخ في الاقتصاد الفلسطيني.

انكماش غير مسبوق

وقدر الجهاز المركزي للإحصاء، في تقرير له انكماش الاقتصاد الفلسطيني بنسبة 28% في 2024، نتيجة انهيار تام للاقتصاد في قطاع غزة وتراجع حاد في الضفة.

وجاء في التقرير: “تواجه فلسطين كارثة اقتصادية، واجتماعية، وإنسانية، وبيئية، وصحية، وتعليمية، وغذائية أدت إلى انكماش القاعدة الإنتاجية وتشويه الهيكل الاقتصادي لفلسطين”.

وأضاف: مع نهاية العام 2024، تشير التقديرات إلى استمرار الانكماش الحاد غير المسبوق في الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة بنسبة تجاوزت 82%، رافقه ارتفاع معدل البطالة إلى 80.

ويشكل قطاع الخدمات 65% من الاقتصاد الفلسطيني، فيما تقتصر حصة القطاعات الإنتاجية الداعمة للنمو الاقتصادي على 20% فقط، ما يدلل على أن الاقتصاد الفلسطيني اقتصاد متغير، ويتأثر بالصدمات بشكل كبير وقدرته على التعافي أسرع كونه اقتصاداً صغيراً.

وخلال العام 2024، وفقاً للتقرير، تراجع معظم الأنشطة الاقتصادية في فلسطين مقارنة بالعام السابق، حيث سجل نشاط الإنشاءات أعلى تراجع بنسبة بلغت 46% بواقع 38% في الضفة الغربية، و98% في قطاع غزة، لتبلغ قيمته 332 مليون دولار، تلاه نشاط الصناعة بنسبة تراجع 33% بواقع 30% في الضفة الغربية، و90% في قطاع غزة ليصل إلى 1.038 مليار دولار، ثم نشاط الزراعة بنسبة تراجع 32% بواقع 17% في الضفة الغربية و91% في قطاع غزة، وبقيمة وصلت إلى 564 مليون دولار، كما تراجع نشاط الخدمات بنسبة 27% بواقع 17% في الضفة الغربية و81% في قطاع غزة ليصل إلى 6.453 مليار دولار.

تدمير 93% من فروع المصارف

وقال البنك الدولي إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تسبب بتدمير نحو 93% من فروع المصارف العاملة في القطاع، بعد قرابة 15 شهرا من الإبادة المتواصلة. وقال إن الحرب الإسرائيلية دمرت أيضا 88% من مؤسسات التمويل الأصغر ومعظم الصرافين، و88% من شركات التأمين.

وكانت سلطة النقد صرحت في وقت سابق أن حجم القروض المتعثرة في قطاع غزة تصل إلى نحومليار دولاراي نحو9%من حجم التسهيلات الائتمانية الممنوحة.

الأسعار تتراجع ولكن

مع بدء تدفق شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، بدأت الأسعار في الهبوط الحاد لكنها مازلت أعلى مقارنة مع فترة ما قبل الحرب.

يقول المواطن محمد أبو دياب” سعر كيلو السكر حاليا 6 شواقل بعد أن وصل إلى 35 شيقلا، والبندورة وصل سعر الكيلو إلى عشرة شواقل بدلا من 40 شيقلا”، مشيرا إلى أن الأسعار رغم هبوطها الحاد غير أنها مازالت في مستويات أعلى مقارنة مع فترة ما قبل الحرب.

ويبين أبو دياب أن مشكلة السيولة النقدية مازالت قائمة رغم التهدئة، إذ ان السماسرة مازالوا يطلبون نسبة 16% بدلاً من 30% نظير صرف رواتب الموظفين.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء أشار إلى أن مؤشر غلاء المعيشة خلال العام 2024 سجل ارتفاعاً حاداً في فلسطين مقارنة بالعام 2023، مدفوعاً بمستويات اسعار لم تشهدها أسواق قطاع غزة من قبل، نتيجة للعدوان الإسرائيلي حيث ارتفعت الأسعار للسلع الاستهلاكية، بواقع 237.98% في قطاع غزة.

70 % من المساكن مدمرة

وأشارت تقارير أممية ودولية إلى أن أكثر من 70٪ من مساكن غزة تضررت بجانب 85٪ من المدارس، و99٪ من الجامعات، و65٪ من شبكات الطرق، و69٪ من المستشفيات، و90٪ من المنشآت الاقتصادية، بالإضافة إلى 21٪ على الأقل من المقابر.  

ووفقاً لعدة تقارير فإنه خلال الفترة من 7 تشرين الأول 2023 إلى 5 أيلول 2024، دمرت الحرب الإسرائيلية على غزة نحو 150,000 ألف منزل كلياً، فيما تضررت 200,000 ألف وحدة سكنية جزئياً، وأصبحت 80,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال غير صالحة للسكن.وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن 70% من منشآت المياه والصرف الصحي في قطاع غزة تضررت أو دمرت بالكامل جراء القصف الإسرائيلي المستمر للقطاع منذ الـ7 من تشرين الأول 2023.

بحث خطة عمل وزارة الاقتصاد

في غضون ذلك،  بحث وزير الاقتصاد الوطني محمد العامور مع مؤسسات القطاع الخاص في قطاع غزة، ترتيبات واجراءات متابعة الوضع الاقتصادي في قطاع غزة في ظل وقف اطلاق النار.ويأتي ذلك ضمن الخطة الحكومية لرفع مستوى التنسيق والمتابعة لتنفيذ الخطة الحكومية لاغاثة اهلنا في قطاع غزة.

وضم الاجتماع الذي عقده الوزير عبر تقنية الاتصال المرئي مع ممثلي القطاع الخاص في غزة، الغرف التجارية الصناعية الزراعية الخمس: غرفة تجارة وصناعة محافظة شمال غزة، غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة، غرفة تجارة وصناعة المحافظة الوسطى (دير البلح)، غرفة تجارة وصناعة محافظة خان يونس، وغرفة تجارة وصناعة محافظة رفح، بالإضافة إلى مركز التجارة الفلسطيني، الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، جمعية رجال الأعمال، وجمعية محطات المحروقات، وموظفي الوزارة في غزة.

 وبحث المجتمعون الخطوات العملية اللازمة لتنظيم الشأن الاقتصادي بعد وقف الحرب، في مختلف مكوناته ضمن خطة وطنية لاغاثة وانعاش واعادة اعمار ما دمره الاحتلال في ظل انهيار لكافة الأنشطة الاقتصادية في قطاع غزة، بالتعاون الكامل مع القطاع الخاص بمختلف مكوناته والشركاء الدوليين.

وعبر الوزير عن الجاهزية  لممارسة الوزارة مهامها وتحمل مسؤولياتها في قطاع غزة بالتنسيق والشراكة الكاملة مع مؤسسات القطاع الخاص، لافتاً الى تعليماته الى موظفي الوزارة في قطاع غزة، للقيام بواجباتهم في متابعة سير العمل وضمان تقديم الخدمات اللوجستية الضرورية 

ونظرًا لتدمير مقر الوزارة في غزة، اشار المجتمعون الى توفير مقرات مؤقتة لضمان استمرارية العمل وتقديم الخدمات الأساسية بشكل فوري، بهدف تنظيم السوق الداخلي، وتعزيز استقرار الأسعار، ومنع أي استغلال للمستهلكين  عبر تكثيف متابعة الأسواق لمنع عمليات الاحتكار والاستغلال.

وشهد الاجتماع مداخلات من ممثلي مؤسسات القطاع الخاص، الذين استعرضوا أبرز التحديات التي تواجه المواطنين والقطاع الاقتصادي

 وأكد الوزير التزام الوزارة بمتابعة التوصيات والمقترحات المقدمة والعمل على تنفيذها ضمن خطط مدروسة تستهدف تحقيق تعافٍ اقتصادي شامل.




جلسة مفتوحة لمجلس الأمن اليوم بشأن القضية الفلسطينية

يعقد مجلس الامن الدولي، اليوم الإثنين، جلسة مفتوحة بشأن القضية الفلسطينية يترأسها وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، الذي تترأس بلاده رئاسة المجلس للشهر الحالي.

ويلقي أمين عام الامم المتحدة، أنطونيو غوتيريش كلمة رئيسية في الجلسة بشأن غزة والأونروا وحل الدولتين، إضافة إلى الوضع في سوريا ولبنان.

ويشارك بالجلسة إضافة لأعضاء المجلس، العديد من الدول الاعضاء في الأمم المتحدة.




النِّساء ذوات الأمراض الصَّعبة.. الحرب تُضاعف جحيمَ المرض

 إسراء البلعاوي- حلَّتِ الحربُ الإسرائيليةُ التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023 بمُصاب جَلل على النساء ذوات الأمراض الصعبة في قطاع غزة. فبين عشيةٍ وضحاها وجدنَ أنفسهنَّ دون أدوية أو علاج أو قدرة على التواصل مع أطبائهنَّ، بل دون مستوصف صغير يُعينهنَّ على تحمُّل أوجاعهن، حيث سرعان ما استُهدفت المشافي في كافة أنحاء القطاع.

ذلك في حين كانت القذائف والصواريخ تنال من كلِّ شيء حولهنَّ: من أجساد أقاربهنَّ وجيرانهنَّ، ومن بيوتهنَّ وممتلكاتهنَّ. وسرعان ما زاد النزوح المستمرُّ من أوجاعهنَّ في ظلِّ انعدام المقومات الصحية والمعيشية في الخيام التي تفتقر إلى أدنى مقومات النظافة الشخصية والراحة الجسدية.

معاناة فتحية كساب

تجلس فتحية كساب (62 عامًا) على جهاز غسيل الكُلَى في مستشفى ناصر بخان يونس مرهقة الجسد. ففي مشوارها المحدَّد بثلاث مرات أسبوعيًّا، تصل فتحية إلى قسم الكُلَى بعد أن تكون قد استقلَّت أكثر من وسيلة مواصلات، كعربة الكارو والتوك توك وسيارة البضائع، وهي جميعها تهزُّ جسدها المنهك وترجُّه رجًّا؛ فتزيد أوجاعه. ومع هذا الإرهاق، تصل فتحية شبه منهارة، وكما تصفها ابنتها لبنى: “تصل بوجه شاحب وتلتقط أنفاسها بصعوبة”.

قدِمت فتحية إلى هنا من “مخيَّم الصمود” الكائن في مواصي رفح، حيث نزحت مع عائلتها في الساعات الأولى لاجتياح رفح. جاءت بالتحديد من حيِّ البرازيل الحدودي مع مصر، وقد تزامن هذا النزوح مع نكستها الصحية؛ إذ أصبحت فتحية بين ليلة وضحاها من مرضى الفشل الكلوي.

تقول فتحية إن أقصى ما تتمنى في هذا الوقت تناولُ تفاحة أو كوب عصير أو أي صنف من الطعام يمنحها بعض القدرة على التحمُّل. لكن أبناءها الخمسة عاجزون عن شراء ثمرة واحدة يبلغ ثمنها -إن توفرت- ثلاثة دولارات. وعليها أن تقتات على البقوليات أو الأرزِّ من التكيَّة الخيرية الخاصة بهم. وتضيف بلهجتها العامية: “مبارح وقعت من طولي، المرض اشتدَّ عليَّ والجوع دمَّرني!”

في الخيمة، الكثير من الأمور تُنغِّص على فتحية وتضاعف آلامها كمريضة فشل كُلوي. البرد القارس يجعلها -كما تقول ابنتها- تتوقَّع كلَّ ليلة أن تكون ليلتها الأخيرة في الحياة. وتُضيف ابنتها: “في الخيمة لا دفءَ، ولا نومَ، ولا طعام مناسب”.

الحاجة إلى الحمام أيضًا تضاعف معاناة فتحية؛ إذ عليها أن تترك الخيمةَ في منتصف الليل البارد للغاية كي تصل إلى الحمام المغطَّى بقطعة من القماش وتقضي حاجتها متكئة على اثنتين من بناتها. تقول فتحية إن همَّها يزداد عندما يأتي موعد استحمامها، حيث تقضي المزيدَ من الوقت في الحمام الذي يقتصر على فتحة صغيرة لتصريف الفضلات والماء.

السرطان ينهش عُلا أكثر

بالقرب من أنقاض مدينة حمد جنوب قطاع غزة، أقامت عائلة علا أحمد (42 عامًا) خيمتها المهترئة بجوار العديد من الخيام. تجلس علا أمام الخيمة وهي تنظر بوجع إلى صغيرتها ليان ذات الاثني عشر عامًا، التي تقوم بالمهام المنزلية نيابةً عنها، واحدة تلو الأخرى.

كانت ليلتها الماضية مرعبةً، ظلَّت طيلةَ الوقت يمتلكها الخوف الشديد من الكلاب، حيث تخيَّلت الكلاب تنهش نايلون الخيمة وتقتحمها وتعقر أبناءها. وتضيف عُلا أنها الآن عاجزة عن خدمة أبنائها الأربعة بسبب مرض سرطان الثدي الذي أُصيبت به في عام 2018. وتقول: “يحزنني أنني عاجزة صحيًّا عن خدمة أبنائي، فلا أستطيع غسل الملابس أو الأواني، وقدراتي محدودة في طهي الطعام”.

بالعودة إلى الوراء، إلى السابع من أكتوبر عام 2023، كانت علا، المقيمة آنذاك في حي القصاصيب في جباليا (شمال قطاع غزة) تستأنف رحلة علاجها القاسية. بالتحديد، كانت على موعد مع حقن هرموني ملح في مستشفى المطلع الخاص بمرضى السرطان، وكذلك كان عليها الخضوع لجهاز الأشعة لتصوير منطقة تحت الإبط، حيث ظهرت كتلة ما في مستشفى التركي المتخصص وسط القطاع. لكن الحرب حرمتها لما يقارب العام من العلاج داخل القطاع أو حتى السفر، رغم حصولها على تحويلة طبية للعلاج في الإمارات.

توضح لنا عُلا أنه في أغسطس/آب الماضي، أعلن مستشفى ناصر بخان يونس أنه تجهز بعد الانسحاب الإسرائيلي من خان يونس لاستقبال مرضى السرطان. فسارعت عُلا لمتابعة وضعها الصحي. تقول عُلا: “للأسف، خضعتُ لكورس علاج لم يكن مناسبًا تمامًا لحالتي، حيث ضعفت مناعتي أكثر وتحسَّس جسدي من الأدوية”.

فيما بعدُ، انتقلت علا لمتابعة حالتها في المستشفى الأوربِّي. وعن هذه الرحلة العلاجية تقول: “عند ذَهابي إلى المستشفى الأوربي أضع روحي على كفِّي كما يقال، فالمنطقة خطرة منذ اجتياح رفح. كما أن المواصلات المتعبة تُنهكني، خاصة أنني -كغيري من أبناء غزة- أعاني كثيرًا من ندرة الطعام المناسب لي”.

وجع “الألزهايمر

مع اللحظات الأولى لاندلاع الحرب، أُجبرت سكوت على النزوح من منطقة الشوكة الحدودية في رفح نحو بيت ابنها الكائن في حي الشابورة بالمدينة ذاتها. كان النزوح قاسيًا للغاية عليها كونها امرأة سبعينية مقعدة تعاني من عدة أمراض مزمنة، أصعبها “الزهايمر”.

عندما تحدثنا إلى ابنتها سُهى، قالت إنه بعد مرور أكثر من عام على الحرب تعرضت والدتها للعديد من المواقف المؤلمة. لن تنسى يوم أُجبرت تحت جنح الظلام على الخروج بأمِّها من منزل أخيها لتقضي ليلة كاملة جالسة على كرسي متحرك أمدَّها به رجل، ولم يكن بد من أن تقضي عليه حاجتها تَبَوُّلًا وتبرزًا! تقول سُهى: “في تلك الليلة خرجنا تحت أزيز الرصاص نحو أقرب مدرسة، وهناك قضت أمي ليلتها تغفو وتصحو على الكرسي المتحرك. والأصعب أنها قضت حاجتها في ملابسها لعدم وجود حفاضات كبار السن معنا، ولم أتمكن من تنظيفها إلا في الصباح”.

اليوم، تشقى ابنة سكوت كثيرًا في سبيل تلبية حاجة أمها وخدمتها في خيمة نُصبت بالقرب من جامعة الأقصى في خان يونس. فهي أيضًا تعاني من حساسية جلدية زادت آلامها في الخيمة. تقول سُهى: “لقد أصبح توفير الشامبو والصابون المناسب في ظلِّ الحصار المشدد أمرًا شبه مستحيل”. وتضيف الابنة البارَّة: “تسبَّب شُحُّ المياه في مضاعفة المعاناة. أمي تحتاج إلى الكثير من المياه للمحافظة على نظافتها الشخصية، كما زاد شُحُّ الطعام الشديد وحرمانها من تناول الخضار واللحوم والفواكه من معاناتها من الإمساك وخلافه. نحن الآن مضطرون إلى إطعامها من طعام التكية الذي هو في الغالب من البقوليات”.

في هذه الليالي الباردة، ينخر الصقيع جسد سكوت. وقد دفع هذا الحال أحد أبناء سكوت للمخاطرة بروحه والذَّهاب إلى بيتهم في منطقة الشوكة الواقعة شرق رفح لجلب البطاطين من بين ركام منزلهم. تقول سُهى: “كانت أمي تُغطى ببطانية واحدة. وفي الليل، بينما البرد لا يُحتمل، نصارع من أجل تدفئة أمي بأنفاسنا. نُغلق الخيمة قدر المستطاع ونجلس حولها ندلك يدها الباردة تارة وتارة أخرى ندلك قدميها”.




فوتوغرافيا : عدسات مُحلِّقة تلتقط العالم من الأعلى

عدسات مُحلِّقة تلتقط العالم من الأعلى

فوتوغرافيا

عدسات مُحلِّقة تلتقط العالم من الأعلى

أعلنت جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، مع إطلاق دورتها الرابعة عشرة التي جاءت تحت عنوان “القوة”، عن محور مميز بعنوان “التصوير بالمُسيَّرات” والذي يغطي مساحة إبداعية تزداد شعبيةً وازدهاراً بين مجتمعات التصوير حول العالم، لما لها من خصوصية بصرية مشوّقة وقدرة خاصة على الإلمام بالتفاصيل من زوايا فريدة، هذا بجانب قدرتها على الوصول لمواقع يصعب الوصول لها بالطُرق التقليدية.

لقد طوَّرت هذه الأدوات المميزة قدرات أصحابها على التحكّم الإبداعي، فأنتجوا أفكاراً استثنائية أثرت صناعة التصوير وعزَّزت من تأثيرها على العديد من المجالات العلمية والفنية والمعرفية والمسوحات الجغرافية والخرائط متعدّدة الأغراض وتصوير الفعاليات وغيرها. يُهدي هذا المحور الفرصة لمبدعي الفنون البصرية لتقديم محتوى يجمع عناصر القوة التعبيرية من حيث الرسالة الإيجابية والتشويق المُلهِم والابتكار الفنيّ.

محور “التصوير بالمُسيَّرات” يتطلّب شروطاً ومواصفات خاصة كأن تكون مدة مقطع الفيديو من 30 ثانية إلى دقيقة واحدة، مع 3 تنسيقات حصرية مقبولة هي (MP4، MOV، AVI) على أن يكون الحد الأقصى لحجم الملف 500 ميجابايت، وللاطلاع على كامل الشروط الخاصة بهذا المحور يمكنكم زيارة الرابط https://hipa.ae/award/power-hipa-award-2025

للمصورين من دولة الإمارات العربية المتحدة، نذكّركم بضرورة الالتزام بالقوانين واللوائح الخاصة بالهيئة العامة للطيران المدني GCAA، فيما يخص التصاريح والشروط الخاصة باستخدام الطائرات المُسيّرة والتصوير بها، لضمان عدم تجاوز أي من قوانين الدولة في هذا الصدد.

ننصح جميع المصورين من عشاق المغامرة والاكتشاف بضرورة التعرّف على هذا النمط من التصوير ومحاولة تطبيق الرؤى الإبداعية الفوتوغرافية من خلاله لتحديد أبعاد مساحة الإبداع الشخصي التي تُمكّنكم من إنتاج أعمالٍ مدهشة وغير متوقعة، لتعكس مَلَكَة الابتكار والمخيّلة الخصبة والقدرة على مواكبة التحديثات .. نحن بانتظار إبداعاتكم.

فلاش

من الأعلى .. كل شيء يبدو مختلفاً !

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae