1

“تيك توك” يعلن استئناف خدماته في الولايات المتحدة

بدأ تطبيق “تيك توك” الصيني في استئناف خدماته في الولايات المتحدة الأمريكية، الأحد.

وأفاد بعض مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة أنهم رأوا رسالة ترحيب عند فتح التطبيق، جاء فيها: “مرحبًا بكم من جديد”.

وجاء في الرسالة التي ظهرت على التطبيق: “شكرًا على صبركم ودعمكم. نتيجة جهود الرئيس (دونالد) ترامب، عاد تيك توك إلى الولايات المتحدة. يمكنكم الاستمرار في إنشاء ومشاركة واستكشاف كل ما تحبونه على تيك توك”.

وبذلك، استعاد التطبيق إمكانية الوصول في الولايات المتحدة بعد حجبه وفقًا لقانون كان يقتضي بحظر التطبيق في البلاد إذا لم يتم بيعه لشركة أمريكية.

وقالت شركة تيك توك، قبل ساعات قليلة، إنها بدأت عملية استئناف تقديم خدماتها وفقًا لاتفاق توصلت إليه مع مزودي الخدمة.

وأعلن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، عزمه إصدار مرسوم، الاثنين، يقضي بتأجيل حظر شركة “تيك توك” في البلاد.

والأحد، دعا ترامب الشركات الأمريكية إلى عدم السماح لـ”تيك توك” بالاستمرار في العمل بالظلام.

وأضاف: الاثنين، سأصدر أمرا تنفيذيا سيمدد الفترة الزمنية لدخول الحظر حيز التنفيذ، حتى نتمكن من التوصل إلى اتفاق يحمي أمننا القومي.

ترامب، الذي يستعد لتولي منصبه رسميا في البيت الأبيض الاثنين، أفاد أن الأمر التنفيذي المذكور سيؤكد أيضا أن الشركات التي تدعم إبقاء “تيك توك” محظورا لن تتحمل أي مسؤولية قانونية.

وأشار إلى رغبة الولايات المتحدة في الحصول على حصة ملكية بـ50 بالمئة في مشروع مشترك لـ”تيك توك”.

وأوضح ترامب، أن هذه الخطوة تهدف لوجود التطبيق في “أيدٍ أمينة”.

وأكد أنه “بدون موافقة الولايات المتحدة، لن يكون هناك تيك توك”.

وأبلغت “تيك توك” المستخدمين في الولايات المتحدة في وقت متأخر السبت، أن تطبيقها للتواصل الاجتماعي “لن يكون متاحا مؤقتا” اعتبارا من الأحد، عندما يبدأ سريان القانون الذي يحظر التطبيق في البلاد.

وفي وقت سابق، صرح ترامب، أنه يفكر في منح الشركة مهلة إضافية مدتها 90 يوماً للامتثال للقانون وتجنب الحظر.

والجمعة، صادقت المحكمة العليا الأمريكية على تطبيق القانون الذي ينص على حظر “تيك توك” في حال لم يتم بيعه إلى شركة أمريكية.

وأوضحت المحكمة أن “الكونغرس قرر أن نقل ملكية تيك توك ضروري لمعالجة المخاوف المتعلقة بجمع البيانات وعلاقته بجهة أجنبية تهدد الأمن القومي”.

وبموجب القانون الذي أُقر بالإجماع، سيتم إزالة التطبيق من منصات “غوغل” و”آبل” بعدما لم يتم بيعه إلى غاية اليوم الأحد، فضلا عن منع تحميل التطبيق على الهواتف والأجهزة اللوحية بعد هذا التاريخ.

بدأ تطبيق “تيك توك” الصيني في استئناف خدماته في الولايات المتحدة الأمريكية، الأحد.

وأفاد بعض مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة أنهم رأوا رسالة ترحيب عند فتح التطبيق، جاء فيها: “مرحبًا بكم من جديد”.

وجاء في الرسالة التي ظهرت على التطبيق: “شكرًا على صبركم ودعمكم. نتيجة جهود الرئيس (دونالد) ترامب، عاد تيك توك إلى الولايات المتحدة. يمكنكم الاستمرار في إنشاء ومشاركة واستكشاف كل ما تحبونه على تيك توك”.

وبذلك، استعاد التطبيق إمكانية الوصول في الولايات المتحدة بعد حجبه وفقًا لقانون كان يقتضي بحظر التطبيق في البلاد إذا لم يتم بيعه لشركة أمريكية.

وقالت شركة تيك توك، قبل ساعات قليلة، إنها بدأت عملية استئناف تقديم خدماتها وفقًا لاتفاق توصلت إليه مع مزودي الخدمة.

وأعلن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، عزمه إصدار مرسوم، الاثنين، يقضي بتأجيل حظر شركة “تيك توك” في البلاد.

والأحد، دعا ترامب الشركات الأمريكية إلى عدم السماح لـ”تيك توك” بالاستمرار في العمل بالظلام.

وأضاف: الاثنين، سأصدر أمرا تنفيذيا سيمدد الفترة الزمنية لدخول الحظر حيز التنفيذ، حتى نتمكن من التوصل إلى اتفاق يحمي أمننا القومي.

ترامب، الذي يستعد لتولي منصبه رسميا في البيت الأبيض الاثنين، أفاد أن الأمر التنفيذي المذكور سيؤكد أيضا أن الشركات التي تدعم إبقاء “تيك توك” محظورا لن تتحمل أي مسؤولية قانونية.

وأشار إلى رغبة الولايات المتحدة في الحصول على حصة ملكية بـ50 بالمئة في مشروع مشترك لـ”تيك توك”.

وأوضح ترامب، أن هذه الخطوة تهدف لوجود التطبيق في “أيدٍ أمينة”.

وأكد أنه “بدون موافقة الولايات المتحدة، لن يكون هناك تيك توك”.

وأبلغت “تيك توك” المستخدمين في الولايات المتحدة في وقت متأخر السبت، أن تطبيقها للتواصل الاجتماعي “لن يكون متاحا مؤقتا” اعتبارا من الأحد، عندما يبدأ سريان القانون الذي يحظر التطبيق في البلاد.

وفي وقت سابق، صرح ترامب، أنه يفكر في منح الشركة مهلة إضافية مدتها 90 يوماً للامتثال للقانون وتجنب الحظر.

والجمعة، صادقت المحكمة العليا الأمريكية على تطبيق القانون الذي ينص على حظر “تيك توك” في حال لم يتم بيعه إلى شركة أمريكية.

وأوضحت المحكمة أن “الكونغرس قرر أن نقل ملكية تيك توك ضروري لمعالجة المخاوف المتعلقة بجمع البيانات وعلاقته بجهة أجنبية تهدد الأمن القومي”.

وبموجب القانون الذي أُقر بالإجماع، سيتم إزالة التطبيق من منصات “غوغل” و”آبل” بعدما لم يتم بيعه إلى غاية اليوم الأحد، فضلا عن منع تحميل التطبيق على الهواتف والأجهزة اللوحية بعد هذا التاريخ.




الاستعداد لاستقبال الأسرى المحررين: الرعاية النفسية واجب وطني وإنساني

بقلم: د. سماح جبر، استشارية الطب النفسي

عندما يعود الأسرى الفلسطينيون إلى الحرية، يعيشون تجربة مركّبة من المشاعر المتباينة؛ بين الفرح الكبير بالخروج من السجن وبين التحديات النفسية والاجتماعية الناتجة عن سنوات طويلة من المعاناة والحرمان. استقبال هؤلاء الأبطال ليس مجرد احتفال وطني عابر، بل هو مسؤولية أخلاقية وإنسانية تتطلب الاستعداد المجتمعي الكامل لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجونه بشدة.

الرعاية النفسية: دور الأسرة والمجتمع

تلعب الأسرة دوراً محورياً في الدعم النفسي للأسير المحرر، حيث تكون هي الحاضن الأول الذي يواجه التحديات النفسية التي تظهر بعد سنوات من الأسر. من المهم أن تعي العائلة أن التجربة القاسية التي مر بها الأسير قد تترك آثاراً نفسية عميقة، مثل اضطرابات النوم التي تتمثل في الكوابيس أو صعوبة النوم بسبب استرجاع مشاهد العنف وذكريات العزل والتحقيق، وفرط اليقظة الذي يجعل ردود فعله مبالغ فيها تجاه الأصوات أو الحركات المفاجئة. كما أن بعض الأسرى قد يظهرون تباعداً عاطفياً وصعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو التواصل مع الآخرين.

تحتاج العائلة إلى تفهم هذه التغيرات النفسية وتجنب الضغط على الأسير للاندماج السريع في الحياة اليومية. توفير بيئة آمنة وداعمة يكون أساسياً في هذه المرحلة، مثل إتاحة المجال له للتحدث عن تجربته بحرية إذا أراد، دون إلحاح أو فرض أسئلة محرجة. كما يمكن للأسرة تنظيم أنشطة بسيطة تجمعهم، مثل تناول الطعام معاً أو القيام بنزهة، لتعزيز الروابط الأسرية.

على المجتمع أيضاً أن يكون شريكاً في دعم الأسرى المحررين. إقامة الفعاليات الجماعية التي تحتفي بهم تسهم في إشعارهم بالتقدير والانتماء. كما أن تقديم الدعم المالي والمهني يعد خطوة أساسية لمساعدتهم على بدء حياة جديدة تليق بتضحياتهم.

الإعلام وحساسية إجراء المقابلات مع الأسرى المحررين

يلعب الإعلام دوراً مهماً في تسليط الضوء على معاناة الأسرى وقضيتهم العادلة، ولكنه يحتاج إلى التعامل بحساسية مع الأسرى المحررين. بعد سنوات طويلة من الحرمان والقمع، قد يشعر الأسرى بعدم الارتياح عند التحدث عن تجربتهم، خاصة إذا تم التركيز على تفاصيل مؤلمة. يجب على الإعلاميين أن يراعوا الحالة النفسية للأسرى، وأن يمنحوهم الحرية في اختيار ما يودون مشاركته، دون ضغط أو إحراج. كما يمكن أن يساهم الإعلام في تعزيز الدعم المجتمعي من خلال عرض قصص النجاح والتأقلم، بدلاً من التركيز على الصدمة فقط، مما يعزز من صورة الأسرى كبشر قادرين على التغلب على محنتهم.

الخدمات النفسية التخصصية للأسرى المحررين

إلى جانب الدعم العائلي والمجتمعي، يحتاج بعض الأسرى إلى خدمات نفسية متخصصة لمعالجة الآثار العميقة التي خلفتها تجربة الأسر. لذلك، يجب أن تكون المؤسسات الصحية النفسية على أهبة الاستعداد لتقديم برامج متكاملة تهدف إلى التقييم والعلاج والتأهيل والتوثيق.

يتطلب التقييم النفسي الشامل مقابلات تخصصية لتحديد آثار الصدمة التي قد تشمل الكرب أو مشاعر الاكتئاب والقلق المزمن. بعد التقييم، يمكن تقديم العلاجات النفسية المناسبة، مثل العلاج السلوكي المعرفي الخاص بالصدمات لمعالجة الأفكار السلبية الناتجة عن تجربة الأسر، أو العلاج النفسي الفردي أو الأسري للتعامل مع الجروح العاطفية العميقة التي خلفتها هذه التجربة وتساعد الأسير على استعادة دوره في عائلته.

جلسات الدعم الجماعي تعد أيضاً وسيلة فعّالة، حيث توفر بيئة مناسبة تجمع الأسرى المحررين ليتبادلوا تجاربهم ويعززوا من شعورهم بالتضامن والتمكين.

إلى جانب العلاج، يجب أن يتم التركيز على برامج التأهيل الاجتماعي التي تعيد إدماج الأسرى في المجتمع. تقديم دورات تدريبية ومهنية يعوضهم عن الفجوات التي خلفتها سنوات الأسر، ويساعدهم على استعادة دورهم الفاعل في المجتمع.

في بعض التجارب السابقة، مثل الإفراج عن الأسرى في صفقة شاليط، تم تنظيم جلسات نفسية جماعية ساعدت الأسرى على تجاوز صدمات الأسر والتكيف مع الحياة الجديدة. كما أثبتت المبادرات المحلية التي تقدم ورشات عمل تدريبية وتأهيلية فعاليتها في تقليل العزلة النفسية وتحفيز الأسرى على الانخراط الإيجابي في المجتمع، ومواكبه الأساليب الحديثه للتواصل الاجتماعي.

تحرير النفس بعد تحرير الجسد

تحرير الأسرى لا يكتمل بمجرد خروجهم من السجون، بل يتطلب تحريراً أعمق لروحهم من آثار المعاناة النفسية التي فرضها الاحتلال. هذه العملية تحتاج إلى تكاتف الجهود بين الأسرة والمجتمع والمؤسسات الصحية. الأسرى المحررون ليسوا فقط ضحايا القهر، بل هم أيضا أبطال الصمود الذين يستحقون كل الدعم والرعاية. لنكن عوناً لهم في رحلة التعافي وإعادة بناء حياتهم، فهم رموز نضالنا وحملة راية كرامتنا الوطنية.




الأمم المتحدة: 92% من منازل غزة دمرت أو تضررت جراء العدوان

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوتشا”، اليوم الإثنين، إن 92% من المنازل في قطاع غزة، أي نحو 436 ألف منزل، دُمرت او تضررت جراء العدوان الإسرائيلي، فيما نزح 90% من المواطنين عن بيوتهم.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين الدكتور ريك بيبركورن: “إن إعلان وقف إطلاق النار يبعث الأمل، ولكن التحدي الذي ينتظرنا مذهل.

وأضاف، ستكون معالجة الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي مهمة معقدة وصعبة، بالنظر إلى حجم وتعقيد العمليات والقيود المترتبة عليها.

ودخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيز التنفيذ، أمس الأحد في تمام الساعة 11:15 صباحا، بعد تأخره لأكثر من ساعتين ونصف، بسبب اعلان سلطات الاحتلال عدم تنفيذه قبل تسلم قائمة الأسيرات المقرر إطلاق سراحهن.

ومنذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال، عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 46913 مواطنا على الأقل، بينهم 17581 من الأطفال، وحوالي 12048 من النساء، وإصابة أكثر من 110750 آخرين، في حين لا يزال نحو 11 ألف مفقود تحت الركام وفي الطرقات.




وقف إطلاق النار في غزة.. المساعدات تبدأ بالتدفق وآلاف النازحين يعودون لمنازلهم المدمرة

واصل آلاف النازحين الفلسطينيين، الإثنين، العودة إلى منازلهم المدمرة، وتفقد الدمار الحاصل فيها، إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي استمرت أكثر من 471 يوما، وأدت إلى استشهاد 46876 فلسطينيا وتسجيل 110642 إصابة، وإلى تدمير كبير في المنازل والبنية التحتية.

وفجر الإثنين، وبتأخير دام 7 ساعات، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 90 من الأسيرات والأسرى الفلسطينيين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تتضمن مرحلته الأولى إطلاق سراحهم مقابل إطلاق حركة حماس سراح ثلاث محتجزات إسرائيليات.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، صباح الأحد، بعد 471 يوما من الحرب الإسرائيلية في القطاع، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

ومع دخول وقف إطلاق النار يومه الثاني، تواصلت شاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة، فيما انتشر آلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية بلباسهم الرسمي لتنظيم حركة المرور، وتأمين دخول شاحنات المساعدات.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إن أكثر من 630 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت قطاع غزة المحاصر، باليوم الأول لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

ورحبت منظمة الصحة العالمية بوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن والسجناء، معتبرة ذلك خطوة إلى الأمام تبث الأمل في نفوس ملايين الأشخاص الذين دمر النزاع حياتهم.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، تصل التكلفة الإجمالية لإعادة بناء ما دمرته الحرب إلى أربعين مليار دولار أميركي، وحسب التقديرات نفسها، فإن كمية الأنقاض في القطاع بلغت نحو 37 مليون طن، كما أن أكثر من 70% من إجمالي المساكن في غزة تضررت أو تم تدميرها.

ومنذ بدء حرب الإبادة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.




غزة..نكبة اقتصادية مهولة

80 مليار دولار تكلفة تقديرية لإعادة الإعمار أي ما يعادل 27 ضعف مساهمة قطاع غزة في الناتج المحلي الإجمالي

 أيهم أبوغوش- مع دخول إعلان اتفاق التهدئة في قطاع غزة حيز التنفيذ، بدأت الأضواء تتسلط على حجم الدمار الذي أحدثته حرب الإبادة التي تواصلت لنحو (471) يوماً، ورغم تركز الأخبار على حجم المأساة الإنسانية، غير أن المعطيات تعكس نكبة اقتصادية حلت بقطاع غزة، لم يشهد لها مثيلا، وأن تعويض حجم الخسارة سيستغرق سنوات طويلة كي يعود الوضع إلى سابق عهده قبل هذه الحرب.

 الأرقام صادمة

كشفت وكالة “بلومبرج” أن عملية إعادة إعمار غزة ربما تتكلف أكثر من 80 مليار دولار، إلى جانب 700 مليون دولار لإزالة 42 مليون طن من الأنقاض.

ووفقًا للأمم المتحدة، خلفت الغارات الجوية الإسرائيلية أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض في مختلف أنحاء القطاع حتى الآن، غالبيتها عبارة عن مساكن مدمرة، وتوزيعها عبر القطاع يحاكي تقريبًا الكثافة السكانية في غزة قبل الحرب.

وأفادت تقارير بأن أكثر من 70% من مساكن غزة تضررت بجانب المستشفيات والشركات، وقدّر البنك الدولي والأمم المتحدة في تقرير سابق تكلفة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية في غزة بنحو 18.5 مليار دولار بين تشرين الأول2023 وكانون الثاني 2024.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن كبير الاقتصاديين في مؤسسة “راند” البحثية ومقرها كاليفورنيا، دانييل إيجل، قوله إن إعادة بناء غزة قد تتكلف أكثر من 80 مليار دولار، إذا أخذنا في الاعتبار النفقات المخفية مثل التأثير الطويل الأجل لسوق العمل المدمر بسبب الموت والإصابة والصدمات، مضيفًا: “يمكنك إعادة بناء مبنى، ولكن كيف يمكنك إعادة بناء حياة مليون طفل؟”.

ووفقا للوكالة الأمريكية، فإن هذه الأنقاض تكفي لملء خط من شاحنات القمامة يمتد من نيويورك إلى سنغافورة، وقد يستغرق إزالة كل تلك الأنقاض سنوات بتكلفة تصل إلى 700 مليون دولار.

وقالت وكالات الإغاثة إن أغلب سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة نازحون، محشورين في شريحة صغيرة من الأرض على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، معزولين عن المياه العذبة والغذاء، فضلاً عن الأدوية والصرف الصحي الأساسي.

وتعكس هذه الأرقام واقعا يفوق قدرة الفلسطينيين على تعويضه، فالناتج المحلي الفلسطيني في عام 2022 بلغ نحو19 مليار دولار، ما يعني ان الفلسطينيين في الضفة وغزة بحاجة إلى إنتاج مستمرلمدة خمس سنوات على منوال العام 2022 دون أن يستهلكوا قرشا واحدا لتعويض حجم الخسارة، وهذا طبعا أمر افتراضي غير ممكن.

كما أن موازنة السلطة الوطنية التي تقدر بنحو6 مليارات دولار لا تكفي لتعويض هذه الخسارة، فحتى لو افترضنا ان السلطة الوطنية خصصت جل موازنتها(وهو أمر مستحيل من الناحية العملية لأن هناك رواتب ونفقات تشغيلية) لإعمار غزة، فإنها ستحتاج 14 عاما لتعويض تلك الخسارة. وبالمجمل فإن كلفة إعادة الإعمار المقدرة تبلغ قرابة 27 ضعف إنتاج قطاع غزة في الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني، أي من الناحية النظرية يحتاج إلى إنتاج مثيل لما قبل هذه الحرب لمدة 27 عاما دون أن يتم استهلاك قرش واحد لتعويض حجم الخسارة، وهو أمر كذلك غير ممكن من الناحية العملية.

يقول الخبيرالاقتصادي ماهر الطباع لـ”الحياة الاقتصادية”: الاقتصاد الفلسطيني ناشئ وهو ضعيف وغير قادر على النمو الطبيعي بفعل إجراءات الاحتلال، مشيرا إلى أن التقديرات الأولية الناجمة عن الحرب تظهر بشكل واضح أن الاقتصاد الفلسطيني غير قادر على تعويض هذه الخسائر. ويضيف”حجم الخسائر تبلغ خمسة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لفلسطين، وبالتالي مطلوب توفير دعم دولي كبير لإعادة إعمار قطاع غزة وتعويض المتضررين في كافة القطاعات”.

ليست هذه الحرب فقط

كان قطاع غزة قبل الانقسام في عام 2007 يساهم بنحو ثلث الناتج المحلي الفلسطيني، ولكنه تراجع إلى ما دون الخمس فقط نتيجة الآثار التي خلفتها أربع حروب شنها الاحتلال على القطاع،ونتيجة 17 عاما من الحصار.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء أشار إلى أن خسائر فلسطين من الناتج المحلي الإجمالي بالحد الأدنى وبشكل تراكمي، نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة، لأكثر من عقد ونصف العقد، بلغت أكثر من 35 مليار دولار أميركي، أي ما يعادل عشرة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لقطاع غزة.(قبل أحداث 7 تشرين الأول).

وأوضح الإحصاء أن مؤشرات الاقتصاد الكلي تشير إلى أن مساهمة قطاع غزة من الناتج المحلي الإجمالي لفلسطين قبل عام 2006، كانت تمثل حوالي 36%، لتبدأ بالتراجع التدريجي نتيجة ما فُرض على قطاع غزة من حصار خانق على كل عوامل الإنتاج على مدار 17 عاما مضت، لتصبح مساهمة هذا القطاع لا تتجاوز 17% في السنوات الأخيرة نتيجة تآكل القاعدة الإنتاجية.

وأشار إلى أن بنية الاقتصاد الفلسطيني تعرضت لتشوه في معظم الأنشطة الاقتصادية، فبافتراض ثبات حصة قطاع غزة من الناتج المحلي الإجمالي التي كانت تشكل 36% قبل الحصار الخانق والانقسام وبقائها كما هي عبر السنوات الماضية باستثناء العوامل الأخرى، فإن إجمالي ما فقده الاقتصاد الفلسطيني بلغ حوالي 35 مليار دولار بالحد الأدنى وبشكل تراكمي خلال الـ17 عاما الماضية، فيما بلغ الناتج المحلي الإجمالي في فلسطين خلال 2022 حوالي 19 مليار دولار مقابل 23 مليار دولار كناتج محلي إجمالي بالحد الأدنى يمكن تحقيقه في ظل فك الحصار القائم على قطاع غزة.

فقدان 7 مليارات دولار كإيرادات ضريبية

وعلى المستوى القطاعي، فقد بلغت الخسائر التراكمية منذ عام 2006 لنشاط التجارة الداخلية حوالي 9.4 مليار دولار، كما خسر نشاط الصناعة 5.5 مليار دولار، تلاه نشاط الخدمات بحوالي 4.9 مليار، ثم الإنشاءات بواقع 2.1 مليار، كما حُرم الاقتصاد الفلسطيني من حوالي 7 مليارات دولار أميركي كإيرادات ضريبية كان من المفترض أن تُضخ في الاقتصاد الفلسطيني.

انكماش غير مسبوق

وقدر الجهاز المركزي للإحصاء، في تقرير له انكماش الاقتصاد الفلسطيني بنسبة 28% في 2024، نتيجة انهيار تام للاقتصاد في قطاع غزة وتراجع حاد في الضفة.

وجاء في التقرير: “تواجه فلسطين كارثة اقتصادية، واجتماعية، وإنسانية، وبيئية، وصحية، وتعليمية، وغذائية أدت إلى انكماش القاعدة الإنتاجية وتشويه الهيكل الاقتصادي لفلسطين”.

وأضاف: مع نهاية العام 2024، تشير التقديرات إلى استمرار الانكماش الحاد غير المسبوق في الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة بنسبة تجاوزت 82%، رافقه ارتفاع معدل البطالة إلى 80.

ويشكل قطاع الخدمات 65% من الاقتصاد الفلسطيني، فيما تقتصر حصة القطاعات الإنتاجية الداعمة للنمو الاقتصادي على 20% فقط، ما يدلل على أن الاقتصاد الفلسطيني اقتصاد متغير، ويتأثر بالصدمات بشكل كبير وقدرته على التعافي أسرع كونه اقتصاداً صغيراً.

وخلال العام 2024، وفقاً للتقرير، تراجع معظم الأنشطة الاقتصادية في فلسطين مقارنة بالعام السابق، حيث سجل نشاط الإنشاءات أعلى تراجع بنسبة بلغت 46% بواقع 38% في الضفة الغربية، و98% في قطاع غزة، لتبلغ قيمته 332 مليون دولار، تلاه نشاط الصناعة بنسبة تراجع 33% بواقع 30% في الضفة الغربية، و90% في قطاع غزة ليصل إلى 1.038 مليار دولار، ثم نشاط الزراعة بنسبة تراجع 32% بواقع 17% في الضفة الغربية و91% في قطاع غزة، وبقيمة وصلت إلى 564 مليون دولار، كما تراجع نشاط الخدمات بنسبة 27% بواقع 17% في الضفة الغربية و81% في قطاع غزة ليصل إلى 6.453 مليار دولار.

تدمير 93% من فروع المصارف

وقال البنك الدولي إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تسبب بتدمير نحو 93% من فروع المصارف العاملة في القطاع، بعد قرابة 15 شهرا من الإبادة المتواصلة. وقال إن الحرب الإسرائيلية دمرت أيضا 88% من مؤسسات التمويل الأصغر ومعظم الصرافين، و88% من شركات التأمين.

وكانت سلطة النقد صرحت في وقت سابق أن حجم القروض المتعثرة في قطاع غزة تصل إلى نحومليار دولاراي نحو9%من حجم التسهيلات الائتمانية الممنوحة.

الأسعار تتراجع ولكن

مع بدء تدفق شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، بدأت الأسعار في الهبوط الحاد لكنها مازلت أعلى مقارنة مع فترة ما قبل الحرب.

يقول المواطن محمد أبو دياب” سعر كيلو السكر حاليا 6 شواقل بعد أن وصل إلى 35 شيقلا، والبندورة وصل سعر الكيلو إلى عشرة شواقل بدلا من 40 شيقلا”، مشيرا إلى أن الأسعار رغم هبوطها الحاد غير أنها مازالت في مستويات أعلى مقارنة مع فترة ما قبل الحرب.

ويبين أبو دياب أن مشكلة السيولة النقدية مازالت قائمة رغم التهدئة، إذ ان السماسرة مازالوا يطلبون نسبة 16% بدلاً من 30% نظير صرف رواتب الموظفين.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء أشار إلى أن مؤشر غلاء المعيشة خلال العام 2024 سجل ارتفاعاً حاداً في فلسطين مقارنة بالعام 2023، مدفوعاً بمستويات اسعار لم تشهدها أسواق قطاع غزة من قبل، نتيجة للعدوان الإسرائيلي حيث ارتفعت الأسعار للسلع الاستهلاكية، بواقع 237.98% في قطاع غزة.

70 % من المساكن مدمرة

وأشارت تقارير أممية ودولية إلى أن أكثر من 70٪ من مساكن غزة تضررت بجانب 85٪ من المدارس، و99٪ من الجامعات، و65٪ من شبكات الطرق، و69٪ من المستشفيات، و90٪ من المنشآت الاقتصادية، بالإضافة إلى 21٪ على الأقل من المقابر.  

ووفقاً لعدة تقارير فإنه خلال الفترة من 7 تشرين الأول 2023 إلى 5 أيلول 2024، دمرت الحرب الإسرائيلية على غزة نحو 150,000 ألف منزل كلياً، فيما تضررت 200,000 ألف وحدة سكنية جزئياً، وأصبحت 80,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال غير صالحة للسكن.وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن 70% من منشآت المياه والصرف الصحي في قطاع غزة تضررت أو دمرت بالكامل جراء القصف الإسرائيلي المستمر للقطاع منذ الـ7 من تشرين الأول 2023.

بحث خطة عمل وزارة الاقتصاد

في غضون ذلك،  بحث وزير الاقتصاد الوطني محمد العامور مع مؤسسات القطاع الخاص في قطاع غزة، ترتيبات واجراءات متابعة الوضع الاقتصادي في قطاع غزة في ظل وقف اطلاق النار.ويأتي ذلك ضمن الخطة الحكومية لرفع مستوى التنسيق والمتابعة لتنفيذ الخطة الحكومية لاغاثة اهلنا في قطاع غزة.

وضم الاجتماع الذي عقده الوزير عبر تقنية الاتصال المرئي مع ممثلي القطاع الخاص في غزة، الغرف التجارية الصناعية الزراعية الخمس: غرفة تجارة وصناعة محافظة شمال غزة، غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة، غرفة تجارة وصناعة المحافظة الوسطى (دير البلح)، غرفة تجارة وصناعة محافظة خان يونس، وغرفة تجارة وصناعة محافظة رفح، بالإضافة إلى مركز التجارة الفلسطيني، الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، جمعية رجال الأعمال، وجمعية محطات المحروقات، وموظفي الوزارة في غزة.

 وبحث المجتمعون الخطوات العملية اللازمة لتنظيم الشأن الاقتصادي بعد وقف الحرب، في مختلف مكوناته ضمن خطة وطنية لاغاثة وانعاش واعادة اعمار ما دمره الاحتلال في ظل انهيار لكافة الأنشطة الاقتصادية في قطاع غزة، بالتعاون الكامل مع القطاع الخاص بمختلف مكوناته والشركاء الدوليين.

وعبر الوزير عن الجاهزية  لممارسة الوزارة مهامها وتحمل مسؤولياتها في قطاع غزة بالتنسيق والشراكة الكاملة مع مؤسسات القطاع الخاص، لافتاً الى تعليماته الى موظفي الوزارة في قطاع غزة، للقيام بواجباتهم في متابعة سير العمل وضمان تقديم الخدمات اللوجستية الضرورية 

ونظرًا لتدمير مقر الوزارة في غزة، اشار المجتمعون الى توفير مقرات مؤقتة لضمان استمرارية العمل وتقديم الخدمات الأساسية بشكل فوري، بهدف تنظيم السوق الداخلي، وتعزيز استقرار الأسعار، ومنع أي استغلال للمستهلكين  عبر تكثيف متابعة الأسواق لمنع عمليات الاحتكار والاستغلال.

وشهد الاجتماع مداخلات من ممثلي مؤسسات القطاع الخاص، الذين استعرضوا أبرز التحديات التي تواجه المواطنين والقطاع الاقتصادي

 وأكد الوزير التزام الوزارة بمتابعة التوصيات والمقترحات المقدمة والعمل على تنفيذها ضمن خطط مدروسة تستهدف تحقيق تعافٍ اقتصادي شامل.