1

حصاد الأمل: الذكاء الإصطناعي وموسم قطف الزيتون

مع قدوم هذه الأيام المباركة، تترقب فلسطين بفارغ الصبر موسم قطف ثمار الزيتون، وهو الموسم الأكثر حضوراً في هويتنا الوطنية والثقافية، فالزيتونة ليست مجرد شجرة، بل هي رمز البركة والصمود والأمل، إذ تمتد زراعة الزيتون في أراضينا وجبالنا منذ مئات بل الاف الأعوام حتى بات يعرف الشجر الكبير منه بالزيتون الرومي، وفي هذاه الأيام سنويا، ينتشر الناس في الحقول والجبال والوديان، ويعملون لجني المحصول الذي يشكل مصدر دخل أساسي لبعض العائلات الفلسطينية.

اليوم، ومع تقدم التكنولوجيا، ظهر الذكاء الاصطناعي كتقنية جديدة يمكن أن تساعد المزارعين بشكل كبير، فالذكاء الاصطناعي يعني استخدام التكنولوجيا لمساعدة البشر في اتخاذ القرارات وتحليل المعلومات، وفي الزراعة، يمكن استخدامه لتحسين إنتاج المحاصيل، والكشف عن الأمراض التي قد تصيب الزيتون، وتوقع الأحوال الجوية، توقع جودة وكميات المحصول.

تخيلوا أن تصلكم رسالة على هواتفكم تقترح عليكم موعد مقترح لقطف الزيتون أو معادلة مبنية على بيانات مسبقة تحدد لكم عدد الموارد البشرية مثلا المطلوبة للانتهاء في وقت زمني أنتم تحددونه،  وذلك قبل موسم القطاف بشهرين، أو التنبؤ بأسعار الزيت والزيتون بناءً على تحليل دقيق ومعمق للسوق والظروف الإقتصادية والسياسية.

أيضًا، يعاني مزارعونا باستمرار من تحديات كبيرة مثل الأمراض والآفات التي قد تؤثر على المحصول، ولكن بفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن استخدام تقنيات متطورة مثل كاميرات الدرون التي يمكنها التعرف على أي علامات تدل على المرض وبذلك، يتمكن المزارع من اتخاذ إجراءات سريعة لحماية محصوله قبل أن تتعرض للتلف أو أن تؤثر على جودة المحصول.

ما رأيكم لو كان هناك روبوتات تعمل في قطف الزيتون فستكون واحدة من الابتكارات الرائعة نظرا لنقص الأيدي العاملة في بعض المناطق وتحديداً في القرى الفلسطينية الصغيرة أو النائية. فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم لتطوير روبوتات قادرة على قطف الزيتون بفعالية، مما يقلل من الحاجة إلى الأيدي العاملة هذه الروبوتات يمكنها العمل بسرعة ودقة، وتساعد في جني المحصول في الوقت المناسب دون التأثير على جودة الثمار.

أيضًا، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بجودة الزيت بحسب المعايير المحلية والعالمية واقتراح الطرق الأمثل للوصول وتطبيق هذه المعايير، مما يساهم في رفع كفاءة وجودة المنتج لينافس عالمياً منتجات الزيت والزيتون في الأسواق الخارجية وليظل مصدراً مهماً لدخل العائلات في قرانا وبلداتنا الفلسطينية.

لكن، لا بد من الإشارة ولو في عجالة إلى أهم العقبات والتحديات التي قد تحول دون الاإستفادة من هذه التقنيات في الزراعة في فلسطين وتحديداً في موسم الزيتون، أهمها معيقات الإحتلال الذي يرقد جاثماً على تفاصيل حياتنا وأهمها الأرض والزراعة فهذه الاجراءات لن تسمح بادخال أي تقنيات تكنولوجية إلى الحقول لادعاءات أمنية باطلة، وأيضا ولا يوجد بنية تحية كاستدامة خطوط الإتصالات والانترنت في بعض القرى والبلدات الفلسطينية والحقول عدا عن خبرة مزارعينا المتواضعة في استخدام التكنولوجيا والتقنيات في قطاع الزراعة.

الأهم، هو أن إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في الزراعة ليس فقط تحسيناً للإنتاجية، بل هو أيضاً وسيلةً لمساعدة الفلاحين على الصمود أمام التحديات التي تواجههم، فمع استمرار الاحتلال والظروف الصعبة، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تمنحهم الأمل والقدرة على التكيف.

نهايةً، موسم قطف الزيتون هو أكثر من مجرد عمل زراعي ؛ إنه مرتبط ببركة هذه الأرض وتاريخ لكل مزارع،  فهو مرتبط بالعائلة وبالمجتمع فكل منا يتذكر حدث وقع تحت هذه الشجرة أو بسمة طفله الذي كبر على أغصان شجرة أخرى وهو فرصة للاحتفاء بتراثنا وهويتنا التي نعتز، وهذه التقنيات، يمكن أن تُحدث تطوراً كبيرة في حياة مزارعينا، مما يعزز من قدرتنا على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل لفلسطين، فعمل كل منا في تخصصه خدمة لفلسطين وأهلها واسقاط هذه التخصصات والعلوم في تعزيز الصمود ورفع الروح المعنوية والتحدي سيمكننا من الاستمرار في زراعة  الأمل في الأرض التي نحب.

عبد الرحمن الخطيب 

باحث ومختص بتقنيات الذكاء الإصطناعي




جامعة القدس الأولى فلسطينيًا وفي المرتبة 52 عربيًا في تصنيف QS العالمي للمنطقة العربية

حققت جامعة القدس إنجازًا أكاديميًا مرموقًا بحصولها على المرتبة الأولى محليًا على مستوى فلسطين ضمن تصنيف QS World University Rankings 2025: Arab Region، متفوقة على 11 جامعة فلسطينية ضمن هذا التصنيف الدولي، وجاءت في المرتبة 52 على مستوى الوطن العربي من بين 246 جامعة عربية شملها التصنيف، مما يؤكد تفوقها وعملها الدؤوب لتطوير أدائها الأكاديمي والبحثي على المستويين المحلي والإقليمي.

من جانبه، أكد رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك أهمية هذا الإنجاز باعتباره علامة فارقة في مسيرة الجامعة التي تواصل السعي نحو تعزيز مكانتها بين الجامعات المرموقة في العالم العربي من خلال استراتيجيات تطوير شاملة، مهنئًا أسرة الجامعة وطاقمها عامة على هذا التفوق ضمن سلسلة نجاحات عالمية وإقليمية متتالية استحقتها الجامعة.

 ويستند تصنيف QS إلى مجموعة من المعايير التي تشمل جودة التعليم، البحوث العلمية، السمعة الأكاديمية، وغيرها، وهي معايير تمكنت الجامعة من تحسينها بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة في إطار استراتيجية رائدة ورؤية متقدمة في مختلف المجالات.

وعلى صعيد آخر، كانت فلسطين أفضل دولة عربية في معيار “الاقتباس لكل ورقة” (Citation per Paper) في مجال البحث العلمي مقارنة مع “الأبحاث لكل عضو هيئة تدريس” (Papers per Faculty)، ويعكس هذا الإنجاز جودة الأبحاث والبحث العلمي في الجامعات الفلسطينية، مما يعزز مكانتها الأكاديمية ويسلط الضوء على مساهمتها في المشهد العلمي على المستويين العربي والدولي.

يشار إلى أن جاءت جامعة القدس جاءت في المرتبة الأولى فلسطينيًا بحسب QS العالمي 2025، وضمن تصنيف 851-900 عالميًا، كما دخلت مؤخرًا تصنيف QS العالمي لبرامج ماجستير إدارة الأعمال Global MBA للعام 2025، حيث صنف برنامج ماجستير إدارة الأعمال في جامعة القدس ضمن أفضل 250 برنامجًا في العالم، وهي الجامعة الأولى والوحيدة في فلسطين التي تحقق هذا الإنجاز.




تقرير: معاناة المزارعين في موسم قطاف الزيتون هذا العام أشد قسوة

قال تقرير أعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إن معاناة المزارعين في موسم قطاف الزيتون هذا العام، أشد قسوة من معاناة العام الماضي، بسبب ارهاب الاحتلال ومستعمريه، ما يهدد بفقد معدلات أعلى من المحصول.

وأضاف المكتب في تقرير الاستيطان الأسبوعي الصادر، اليوم السبت، أن ارهاب المستعمرين بحماية جيش الاحتلال، ومشاركة عصابات بن غفير في الاعتداء على المواطنين في موسم قطاف الزيتون، بدأ مبكرا هذا العام،  في مختلف محافظات الضفة الغربية، بدءا بمنع المزارعين من الوصول الى حقولهم، مرورا بالسطو على المحصول، وحرق أشجار الزيتون، وانتهاء بإطلاق النار عليهم، وهو ما أدى إلى استشهاد المواطنة حنان ابو سلامه (59 عاما) برصاص الاحتلال، الخميس الماضي.

وتشير التوقعات بعدم تمكن المزارعين من الوصول إلى 80 ألف دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون، ما من شأنه أن يؤدي إلى فقدان نحو 15% من محصول الموسم لهذا العام.

وحسب التقرير: أينما توجهت في محيط القرى المحاذية لجدار الفصل العنصري، وتلك القريبة من المستعمرات والبؤر الاستعمارية تجد فرق الطوارئ التابعة لبن غفير وتجد زعران “شبيبة التلال”، و”تدفيع الثمن” الارهابية في مواجهتك.

وأضاف: مع تصاعد عنف المستعمرين في الضفة الغربية، توقفت الوحدة المركزية للشرطة الإسرائيلية تحت قيادة “أفشاي معلم” المقرب من بن غفير عن التنسيق مع “الشاباك”، للحد ولو على أضيق نطاق من اعتداءات المستعمرين.

وبحسب صحيفة “هآرتس”، في عددها الصادر الأحد الماضي: “مسؤولون في “الشاباك” أكدوا في محادثات مغلقة أن الوحدة الشرطية لا تقوم بواجبها في معالجة مظاهر العنف والارهاب التي يرتكبها المستوطنون وعناصر اليمين المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

ووفقا لتقريرها، فإن قائد الوحدة “أفشاي مُعلم”، ينكر أصلا تزايد حجم الإرهاب اليهودي في الضفة، ويمتنع عن التنسيق مع الأجهزة المعنية.

وعلى صعيد النشاطات الاستعمارية، نشرت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي، مناقصة لبناء 286 وحدة استعمارية في منطقة مفتوحة إلى الشمال من مستعمرة “رامات شلومو” في القدس الشرقية، تم الاستيلاء عليها من خلال تطبيق قانون “أملاك الغائبين”، حسب بيان صادر عن جمعية “عير عميم” الإسرائيليةـ

وهي جزء من خطة لبناء ما مجموعه 650 وحدة على مساحة 71 دونماً – والتي من شأنها توسيع هذه المستعمرة باتجاه حي بيت حنينا.

 ومن المقرر أن يتم فتح المناقصة للمزايدة في 20 تشرين الثاني 2024، لكن سلطات الاحتلال يمكنها أن تقرر تأجيل الإجراء. ومن شأن هذه الخطة أن توسع المستعمرة المذكورة شمالاً، إلى حافة المنطقة المبنية في حي بيت حنينا، وتحقيق هدفين للسياسة الإسرائيلية في القدس الشرقية : أولاً، تعقيد إمكانية رسم الحدود المستقبلية للعاصمة الفلسطينية في القدس، وثانياً، منع قدرة الأحياء الفلسطينية على التوسع والتطور، من أجل تلبية احتياجات سكانها.

وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال والمنظمات الاستيطانية يتوسعون في اقامة المزيد من البؤر الاستعمارية في ظروف الحرب، حيث تمت إقامة 43 بؤرة استعمارية غير قانونية منذ بداية الحرب.

وللمقارنة، كان المستعمرون يقيمون بالمتوسط حوالي 6 بؤر استعمارية في العام، في حين في عام الحرب اقاموا بؤرة في كل اسبوع تقريبا. وهذه البؤر مرتبطة حسب تقديرات منظمات اسرائيلية معارضة للاستيطان بالحبل السري مع عنف المستعمرين، وطرد الرعاة والمزارعين الفلسطينيين من أراضيهم، وهذه ظاهرة يعتبرها رئيس الشاباك  “ارهاب يهودي”.

وعلى امتداد سنوات الاحتلال شكلت شجرة الزيتون عنوان وجود وصمود، فمن أجل حماية الأرض من غول الاستعمار، ومن سياسة الاحتلال بشكل عام، أخذ الفلسطينيون يتوسعون في زراعة شجرة الزيتون، وخاصة في السنوات الأخيرة بعد انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية)، فقد كانت مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون عام 2010 نحو 462824 دونما، منها نحو 21509 في قطاع غزة، وأصبحت في العام 2021 نحو 575194  دونما، منها 33633 دونما في قطاع غزة.

ويقدر معدل الإنتاج السنوي من زيت الزيتون، موزعا على المحافظات في الضفة الغربية بنحو 5500 طن لمحافظة جنين، تليها طولكرم بمعدل 3500 طن، ثم نابلس ورام الله وسلفيت وقطاع غزة بمعدل 3000 طن لكل منها، وقلقيلية بمعدل 1500 طن، والخليل بمعدل 1000 طن، وبيت لحم بمعدل 600 طن، وأخيرا القدس بنحو 200 طن، في حين أن إنتاج محافظة أريحا من زيت الزيتون فيكاد يكون محدودا.

بعد السابع من أكتوبر 2023، تحولت شجرة الزيتون الى جزء لا يتجزأ من الحرب الوحشية التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة، كما في الضفة الغربية، بما فيها القدس.

ففي قطاع غزة كان للحرب آثار مدمرة على قطاع الزيتون، حيث أتت على ما يزيد عن 75% من أشجار الزيتون.

وفي الضفة الغربية، كان موسم العام الماضي قاسيا للغاية على المزارعين، بعد ان فرضت سلطات الاحتلال تشديدا عسكريا على الضفة، وأغلقت في الريف مناطق واسعة في وجه المواطنين بالحواجز العسكرية، والسواتر الترابية، وعادت الحواجز والبوابات العسكرية بين المدن في مختلف المحافظات على نحو أسوأ وأشد قسوة، مما كانت عليه في الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى)، والسواتر الترابية عطلت قدرة المزارعين في الوصول الى حقولهم.

في الأعوام السابقة، كانت سلطات الاحتلال تفرض على المواطنين الحصول على تصاريح، للسماح يسمح لهم الوصول إلى أراضيهم في مناطق معينة، كتلك التي تقع خلف الجدار (69 بوابة)، أو الأراضي المحاذية للمستوطنات (أكثر من 110 بلدة، وقرية، وتجمع، تقع أراضيها في محاذاة 56 مستوطنة، وعشرات البؤر الاستعمارية).

وفي موسم قطف الزيتون للعام 2023، قامت سلطات الاحتلال بإلغاء جميع هذه الموافقات تقريبا، ما منع المزارعين فعليا من الوصول إلى أراضيهم، والبوابات الزراعية على طول جدار الفصل العنصري بقيت مغلقة، أما الاراضي المحاذية للمستوطنات فقد أغلقها الاحتلال بالسواتر الترابية في معظمها.

وتشير التقديرات المتطابقة لأكثر من مصدر أن أكثر من 96.000 دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون في جميع أنحاء الضفّة الغربية شملتها تعليمات الاحتلال كمناطق عسكرية مغلقة، ما ترتب عليه ضياع محصول وفير من الزيتون.

ومارس المستعمرون مختلف اشكال العنف ضد المواطنين، لمنعهم من قطف ثمار زيتونهم.

 مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوتشا” وثق 113 حالة اعتداء قام بها المستعمرون خلال الفترة الواقعة بين شهري أيلول وتشرين الثاني من العام الماضي، تراوحت بين هجمات على الفلسطينيين، أو إلحاق الأضرار بأشجارهم، أو سرقة محاصيلهم، وأدوات الحصاد.

 ومن بين تلك الحوادث: أسفرت 10 حوادث عن إصابات وأضرار في الممتلكات، و10 أخريات عن وقوع إصابات من دون أضرار بالممتلكات، وأسفرت 93 حادثة عن أضرار من دون وقوع إصابات، وتم تخريب أكثر من 2000 شجرة في خلال هذه الحوادث.

 وكان أعلى عدد من الحوادث في محافظتي نابلس (40)، ورام الله (31) ، وقدر “اوتشا” تخريب أكثر من 10,000 شجرة زيتون على يد المستعمرين في جميع أنحاء الضفة الغربية على امتداد العام 2023.

وفي ما يقرب من نصف الأحداث (46%)، يتواجد جيش الاحتلال في أماكن وقوع الحوادث، وفي بعض الأحيان ينضمون إلى المستعمرين، ويعتدون على الفلسطينيين بعنف.

وفيما يلي مجمل الانتهاكات الأسبوعية:

القدس: جرفت سلطات الاحتلال أرضا، وهدمت خطوط مياه، وسياجا، وشوادر، وعدد من الغراس تعود ملكيتهم للمواطن مروان درباس في بلدة العيسوية، وهدمت منشأة لبيع وتعبئة الأكسجين الطبي، تعود ملكيتها لعائلة بدرية في المنطقة الصناعية بوادي الجوز.

 وتأتي عملية الهدم في إطار مخطط تنفيذ مشروع “وادي السيليكون”، الذي يهدد بهدم المنشآت الصناعية والتجارية، بهدف بناء منطقة تكنولوجية “شركات هايتك”، وفنادق، ومساحات تجارية.

الخليل: جرفت قوات الاحتلال ما يزيد عن عشرة دونمات من أراضي المواطنين المزروعة بالخضروات والأشجار المثمرة في بلدة بيت أمر شمال الخليل في منطقة “القرن” جنوب شرق البلدة، ما تسبب بخسائر فادحة.

 وفي بلدة دورا جنوبا، منع الاحتلال المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، وقطف ثمار الزيتون، في منطقتَي “خلة طه” و”العابد”.

بيت لحم: هاجم مستعمرون منزل المواطن نادر أبو كامل في قرية خلايل اللوز جنوب شرق المحافظة، وحطموا أبوابه والشبابيك، ورفعوا أعلام دولة الاحتلال في محيطه، كما قطعوا 20 شجرة زيتون.

فيما جرف آخرون أراضي زراعية في بلدة بتير، بهدف توسيع حدود بؤرة استعمارية في المكان، كما هاجم مستعمرون وجنود الاحتلال رعاة، أثناء رعيهم أغنامهم في أراضٍ قريبة من مستعمرة “تكواع”، وأطلقوا قنابل الصوت والغاز السام صوبهم، واعتدوا عليهم بالضرب.

رام الله: هاجم مستعمرون مسلحون قاطفي الزيتون في قريتي “المغير”، و”ترمسعيا” شمالا.

 ففي قرية المغير اعتدى مستعمرون على قاطفي الزيتون في منطقة السهل (مرج الذهب)، ومنطقة الحجار، والرفيد، في محاولة لمنعهم من قطف الزيتون.

 وفي ترمسعيا، اعتدى عشرات المستعمرين على قاطفي الزيتون، وأجبروهم على مغادرة أراضيهم في منطقة الدلجة شرق القرية، كما أصيب شاب بالرصاص الحي بقدمه، خلال هجوم لهم على قرية برقا شرق رام الله.

نابلس: هاجم مستعمرون قاطفي الزيتون في منطقة شعب الخراب في قصرة، وطالبوهم بإخلاء المنطقة، تحت تهديد السلاح، واطلاق الغاز المسيل للدموع.

واعتدت قوات الاحتلال على قاطفي الزيتون في بلدة عصيرة الشمالية، واستولت على المحصول من ثمار الزيتون في منطقة “برناط” من الجهة الشرقية للبلدة.

وهاجم مستعمرون قاطفي الزيتون في قرية جالود، وأجبروهم ترك أراضيهم.

وفي قرية دوما، هاجم مستعمرون مواطنين خلال قطفهم الزيتون في الجهة الغربية من القرية، واعتدوا عليهم بالضرب، كما طردت قوات الاحتلال قاطفي الزيتون من أراضيهم، وهاجمتهم بقنابل الغاز، وأجبرتهم بالقوة على مغادرة حقولهم.

وفي بلدة بيت فوريك أجبرت قوات الاحتلال المزارعين الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، أثناء قطف ثمار الزيتون في الحقول الواقعة في الجهة الغربية من البلدة، مهددةً باعتقالهم في حال عودتهم لمواصلة عملهم، كذلك الأمر في  الجهة الغربية من قرية يانون، حيث احتجزت مجموعة من قاطفي الزيتون في بورين جنوب نابلس، خلال عملهم في أحد الأراضي المصنفة (ب).

 كما اعتدى مستعمرون على مواطنين، أثناء قطفهم الزيتون في قرية روجيب، حيث هاجموا المزارعين، ورشوهم بغاز الفلفل، وأجبروهم على مغادرة حقول الزيتون.

سلفيت: اعتدى مستعمرون على مركبات المواطنين بين بلدتي رافات ودير بلوط غربا بالحجارة، بحماية جنود الاحتلال، وكسر آخرون أشجار زيتون، في منطقة الواد شمال قرية ياسوف.

وفي قرية كفر الديك هدمت قوات الاحتلال منزل المواطن سميح الناطور، قيد الإنشاء، بحجة البناء في المناطق المسماة “ج”.

وفي دير بلوط، اقتلع جيش الاحتلال أشتال زيتون، وهدم سياجا، وأجبر قاطفي الزيتون على اخلاء أراضيهم، كما تمت مداهمة المزارعين من بلدة حارس قرب مستعمرة “رفافا”، وأجبروهم على ترك أراضيهم أثناء قطاف أشجار الزيتون، تخلله إصابة المزارع سيف سهيل خضر حسين بحجر في رأسه، إثر اعتداء مستعمرين عليه، من مستعمرة “تفوح” المقامة على أراضي المواطنين في منطقة المشرفة غرب القرية، أثناء قطفه ثمار الزيتون في قرية ياسوف.

جنين: استشهدت المواطنة حنان عبد الرحمن أبو سلامة (59 عاما)، متأثرة بإصابتها برصاص قوات الاحتلال في قرية فقوعة، بينما كانت تقطف ثمار الزيتون مع عائلتها في المنطقة القريبة من جدار الفصل والتوسع العنصري المقام على أراضي القرية.

وقطع مستعمرون من مستعمرة “حومش” عشرات أشجار الزيتون في بلدة جبع، فيما هدمت قوات الاحتلال ثلاث دفيئات زراعية في قرية الجلمة، شمال شرق جنين، في منطقة السهل بالقرية، على مساحة ثلاثة دونمات، تعود ملكيتها للشقيقين أمجد وهشام نادر أبو فرحة.

طولكرم: منعت قوات الاحتلال المزارعين في بلدة رامين من قطف الزيتون، وأجبرتهم على مغادرة أراضيهم، تحت تهديد السلاح، وهددوهم بعدم العودة لأراضيهم، إلا بعد الحصول على تنسيق وتصاريح، بحجة أن المنطقة عسكرية.  كما استولت على جرار زراعي في سهل رامين، تعود ملكيته للمواطن فايز احمد فوزي سلمان.

وفي قرية بيت ليد، سرق مستعمرون ثمار زيتون، فيما هاجم آخرون المزارعين أثناء قطفهم ثمار الزيتون في سهل رامين، وأجبروهم على مغادرة أراضيهم، تحت تهديد السلاح.

فيما أحضر مستعمر مسلح أغنامه إلى أراضي السهل، في خطوة استفزازية للمزارعين، وأطلق مستعمرون النار على مشاركين في فعالية نظمتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لمساعدة مزارعي قرية كفر اللبد، في قطف ثمار الزيتون من أراضيهم.

الأغوار: شرعت سلطات الاحتلال بشق طريق استعماري في الأغوار الشمالية إلى الجنوب الشرقي من قرية كردلة، حيث من المتوقع أن يصل الطريق الى مشارف خربة ابزيق، وهو يأتي على مساحات واسعة من الأراضي، حيث أن جزءا من هذه الأراضي مملوكة للمواطنين، والجزء الآخر منها أراضٍ رعوية جبلية، وكان المستعمرون قد شرعوا بتأهيل الطريق المؤدي إلى البؤرة الاستعمارية الجديدة، بهدف تهجير سكان التجمع.

كما اقتحم مستعمرون تجمع عرب المليحات شمال غرب اريحا، وفتشوا عددا من المنازل، وقاموا بوضع علامات على بعض منها، في إشارة تنذر بخطر وشيك.




دماء حنان تختلط بزيتون فقوعة وترابها

عبد الباسط خلف- لم تكن حنان عبد الرحمن أبو سلامة، 59 عاما، تعلم أن أول يوم قطاف للزيتون في حقل العائلة بقرية فقوعة، شمال شرق جنين، سيكون الأخير بفعل رصاصة احتلالية أصابتها في مقتل.

وبشق الأنفس استطاع الزوج حسام أبو سلامة وصف اللحظات الأخيرة لرفيقة دربه، إذ انطلق الزوجان بجوار ابنهما الوحيد فارس، والعامل طلال جلغوم في الصباح الباكر إلى منطقة أم كردوش المتاخمة لجدار الفصل العنصري لتدشين موسم الزيتون.

وأكد الزوج، والحزن يسكنه، أنه وأفراد أسرته ابتعدوا مسافة كبيرة عن الجدار، وشرعوا في جمع ثمارهم، بعد إبلاغهم بوجود تنسيق مع الاحتلال للعمل، لكن دوريات الاحتلال خلف الجدار كررت التجول في المنطقة، وراح الجنود يطلقون النار في الهواء لتخويف المزارعين.

قبعة ورصاص

وقال أبو سلامة إنه رفع قبعته البيضاء، نحو التاسعة والنصف، عندما سمع إطلاق نار قريب، بينما كان يسحب فرش الزيتون، لكن جنود الاحتلال أطلقوا النار على زوجته، التي احتمت وابنها والشاب جلغوم بالأرض، على مقربة من الجرار الزراعي.

واستدرك بحرقة: كانت لحظات قاسية، ولم نستوعب ما يحدث، وحينما شاهدت زوجتي تنزف من ظهرها، نقلها ابني بسيارته، واتصلنا بالإسعاف الذي حضر إلى مشارف قرية بيت قاد، وتبعناه إلى مستشفى ابن سينا في جنين، لكن زوجتي استشهدت بعد وقت قصير من وصولنا.

وأضاف، أبلغنا جنود الاحتلال بالابتعاد 100 متر عن الجدار، وتجنبنا الاقتراب، لكن إطلاق النار الذي بدأ في الهواء في وقت مبكر من النهار انتهى بقتل أم فارس.

بينما أشار فارس، إلى أنهم احتموا من الرصاص، واستلقوا على الأرض المليئة بالأشواك، وحاولوا الزحف نحو الجرار والمجرورة الزراعية، إلا أن الرصاص وصل إلى أمه.

وعجز الابن البكر والوحيد للشهيدة عن تمالك نفسه، وقال إن المنطقة التي استهدفهم الاحتلال فيها، كانت تنتشر فيها عائلات أخرى لجمع زيتونها.

وأوضح طلال جلغوم، الذي كان يرافق العائلة، إن إطلاق النار المتقطع بدأ بعد نحو ساعة من وصول أهالي القرية إلى حقولهم، لكن بعد قرابة ساعة بادر الجنود بإطلاق الرصاص.

ووفق جلغوم، فإنه قبل لحظات من الحادثة، أخذت العائلة استراحة قهوة قصيرة، وكانت تخطط لتناول طعام الإفطار، لكن رصاص الاحتلال بدد مخططات العائلة، التي تركت زوادتها وأمتعتها وزيتونها المقطوف، وأسرعت إلى إسعاف الأم الجريحة.

ووصف اللحظات الأخيرة قبل إصابة أبو سلامة، إذ اتخذوا قرارا بالنزول إلى الأرض للاحتماء من الرصاص، لكنهم فجأة شاهدوا الدماء تسيل من ظهر أبو سلامة.

ولخص ما حدث: لقد انتهى يومنا الأول بالدم، كنا نخطط لنهار عمل طويل خاصة أننا منعنا من الوصل إلى المنطقة في المواسم الماضية، وبدلا من نقل الزيتون إلى البيت والمعصرة نقلنا أم فارس إلى المستشفى، وها نحن الآن في المقبرة.

والشهيدة أبو سلامة أم لسبعة أبناء: ولد وحيد، وسماح، وسلوى، ويدين، وسلام، وياسمين، وآمنة، ونحو 15 حفيدا.

مساء أخير

واستذكر جمال جالودي اللحظات الأخيرة التي جمعته بشقيقته، إذ أمضوا الليلة الفائتة في السمر، وكانوا يخططون للذهاب لبيت عزاء لزوج قريبتهم في برقين، وأخبرتنا بمخططاتها لليوم التالي.

وتابع حديثة بصعوبة: ولدت شقيقتي عام 1965، وعملت مزارعة مثابرة، وساعدت زوجها، وقضت أوقاتا طويلا في رعاية الزيتون وجمع ثمار الصبر، لكن جنود الاحتلال أوقفوا أحلامها.

وتحمل حنان الترتيب الثاني في عائلتها، فقبلها سهام، وخلفها جمال والمرحوم أنور، وهاشم، وسميح، وسامي، وسامية، وتوفي والدها مطلع عام 2021 بجائحة “كورونا”، وبقيت أمها نصرة لتبكيها.

وقبل انتصاف النهار، حمل المشيعون نعش أبو سلامة، وساروا به من مسجد مجاور لبيتها، وسجي الجثمان في ساحة المنزل الذي خرجت منه صباحا إلى حقلها، دون أن تعرف أنها ستدخله موشحة بالعلم وفي تابوت.

شهيدة رابعة

واختلط عويل النساء بأصوات نعي أم فارس من مكبرات المساجد، فيما بدت ياسمينة المنزل، وشجرة زيتون ولوز وفاكهة التنين وكأنها شريكة في الحزن على اليد التي غرستها ورعتها.

وقال أستاذ التاريخ وابن البلدة مفيد جلغوم، إن فقوعة تبكي اليوم رابع شهيدة فيها إذ سبقتها خضرة أبو سلامة التي ارتقت في أول أيام انتفاضة الأقصى وهي داخل باحاته في القدس، تبعتها أميرة أبو سيف بعد أن قضت على حاجز للاحتلال، بينما لحقت بها في نيسان 2022 الطالبة حنان محمود خضور، التي قتلها المحتلون في جنين، وقطعوا عليها إكمال دراسة “التوجيهي”.




“اليونيسيف”: غزة جحيم على الأرض لمليون طفل فلسطيني

 قالت الأمم المتحدة، “إن مليون طفل في قطاع غزة يعيشون جحيما على الأرض، حيث استشهد نحو 40 طفلا هناك كل يوم، خلال العام الماضي”.

وقال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” جيمس إلدر، في تصريحات صحفية، “إنه بعد مرور أكثر من عام على الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة “يظل الأطفال يعانون أذى يوميا لا يوصف”.

وأضاف “غزة هي التجسيد الحقيقي للجحيم على الأرض بالنسبة إلى مليون طفل فيها. والوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم.. والتقديرات تشير إلى أن حصيلة الشهداء بين الأطفال في غزة تجاوزت 14,100، وهذا يعني أنه يُقتل ما بين 35 إلى 40 فتاة وصبي يوميا في غزة”.

وبحسب إلدر، فإن الأرقام التي قدمت وقدرت إجمالي عدد الشهداء بأكثر من 42,400 موثوقة، وهناك الكثير والكثير تحت الأنقاض”.

وقال إن أولئك الذين نجوا من الغارات الجوية اليومية والعمليات العسكرية واجهوا في كثير من الأحيان ظروفا مروعة.

وكان الأطفال ينزحون مرارا وتكرارا بسبب العنف وأوامر الإخلاء المتكررة حتى في وقت “يسيطر الحرمان على غزة بأكملها”.

وتساءل “أين يذهب الأطفال وأسرهم؟ إنهم ليسوا آمنين في المدارس والملاجئ. ليسوا آمنين في المستشفيات. وبالتأكيد ليسوا آمنين في المخيمات المكتظة”.