تحت شعار “الاحتفال بالأعمال معاً” شركة “ميسي فرانكفورت” الالمانية تختتم معارض السلع الاستهلاكية بمشاركة فلسطينية لافتة

اختتمت شركة “ميسي فرانكفورت” العالمية “Messe Frankfurt” تحت شعار “الاحتفال بالأعمال معاً” معارض السلع الاستهلاكية الدولية الرائدة في مدينة فرانكفورت الألمانية والذي استمر لمدة خمسة أيام بمشاركة عدد من المؤسسات ورجال الاعمال الفلسطينيين، جمع ثلاثة معارض ضخمة وهي : أمبينت “Ambiente” عالم عيد الميلاد “Christmas World” عالم الابداع “Creative World” .
وقد عكست هذه المعارض من خلال المعروضات والافكار التي طرحت انماط جديدة للحياة وركزت على مواضيع الاستدامة وقدمت توجيهاً وإلهاماً وحلاولاً للتحديات الحالية في السوق، بمشاركة 4,928 شركة من أكثر من 170 دولة حول العالم، عرضت منتجاتها وصناعاتها على مساحة اجمالية قدرها 360,000 متراً مربعاً.
وعبر المشاركون الفلسطينيون من تجار ورجال اعمال عن ارتياحهم ورضاهم من المشاركة في المعارض المختلفة حيث اتيحت لهم فرص الالتقاء بنظرائهم من الدول المختلفة والتعرف على اخر المبتكرات العالمية وتوقيع العديد من الصفقات من خلال تردد العملاء العالي وجودة النقاشات الإيجابية بشكل خاص. مؤكدين على تحقيق توقعاتهم ليس فقط بالموزعين ولكن أيضاً بحساباتهم الرئيسية العالمية.
وخلال الخمسة أيام زار المعارض الثلاث أكثر من 140 الف شخص بين رجال اعمال تجار، ومشترين من جميع أنحاء العالم، حيث عقدت لقاءات شخصية ودية ما بينهم لعقد الصفقات والاطلاع على كل ما هو جديد في مجال المعروضات والابتكارات.
ويقول ديتليف براون، عضو المجلس التنفيذي لميسي فرانكفورت ” مرة أخرى تظهر معارض مسي فرانكفورت أنها حدث رائد يقدم توجيهاً للتجار والمصنعين. فهو حدث لمرة واحدة في السنة وفقط هنا في فرانكفورت، يواجه الاقتصاد ضغوطاً هائلة في ظل تصاعد التوترات العالمية. ولهذا السبب، اللقائات الشخصية، والحلول الجديدة، والإلهام، وتطوير أسواق التصدير وقنوات المبيعات الجديدة مثل قطاع الضيافة والأعمال التجارية مع العقود لا يمكن استبدالها او تجاهلها”.
وأضاف براون:”حتى إضراب السكك الحديدية خلال فترة المعرض، لم يكن قادراً على التأثير على نجاح المعرض وتحقيق أهدافه، فقد تهافت الزوار من كل حدب وصوب”.
هؤلاء المشاركون اكتشفوا الجديد في عالم المنتجات والمعروضات، بل واستلهموا من تلك الابتكارات الدافع من اجل اعادة تصنيعها في بلدانهم.
الأرصاد: الأمطار تبشر بموسم زراعي واعد بالخير
ضبط أكثر من 730 طن بضائع منتهية الصلاحية العام الماضي
“خيمة مناقيش الزعتر” مصدر رزق في الحرب على غزة

داخل خيمة نزوح بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، تنشغل عائلة الفلسطيني جهاد عاشور بإعداد قطع دائرية الشكل من فطائر البيتزا ومناقيش الزعتر، ضمن مشروع صغير بدأته مؤخرا للحصول على لقمة العيش في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية للسكان، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولإنجاز العمل بوتيرة سريعة، يوزع أفراد الأسرة داخل هذه الخيمة التي نصبوها بأحد شوارع المدينة، مراحل صناعة الفطائر على بعضهم، فتعمل إحدى السيدات على تجهيز العجينة والأخرى تعكف على فردها لتصبح بسطح مستوٍ.
وأما عاشور، فيسهم في ترتيب مكونات البيتزا البسيطة على هذه الفطائر، والتي تشمل صلصة الطماطم، وقطعا صغيرة وقليلة جدا لا تتجاوز الاثنتين من لحوم (المرتديلا)، وشرائح قليلة من الفلفل الحلو، وبعض المايونيز.
هذه المكونات البسيطة بالكاد ينجح عاشور بالعثور عليها في الأسواق، ليشتريها بسعر مضاعف، حيث تفتقد هذه البيتزا أهم عناصرها وهي الجبنة، لأن الإقبال على شرائها محدود، ولعدم قدرة النازحين على شراء مكوناتها أو خبزها.
ويخبز عاشور هذه الفطائر داخل فرن يعمل على الحطب والفحم بدلا من غاز الطهي بسبب قلة توفره، وذلك في شارع عام، لجذب الزبائن لشراء هذه الفطائر التي تخرج ساخنة.
ويعتمد غالبية النازحين في غذائهم على المعلبات، حيث يفتقد مئات الآلاف منهم الطعام الساخن، وتعتبر هذه الفطائر الساخنة فرصة لهم من أجل كسر الروتين اليومي للغذاء والحصول على بعض الدفء.
وفي حوارات منفصلة للأناضول، قال بعض النازحين إنهم يمضون أسابيع دون تناول أي طعام ساخن، بسبب عدم توفر مستلزمات الطهي لديهم (من أوان أو حطب)، أو جراء نفاد كميات الطعام التي يحصلون عليها كمساعدات وعجزهم عن شرائها لعدم توفر السيولة المالية لديهم.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، وأغلقت المعابر باستثناء سماحها بدخول عدد قليل جدا من المساعدات وخروج بعض الأفراد من المرضى وأصحاب الجوازات الأجنبية.
ووفق أونروا، فإن المساعدات الإنسانية التي تدخل للقطاع بشكل عام، لا تلبي 7% من احتياجات السكان من كافة المستلزمات الغذائية والإغاثية.
لقمة العيش
على الرغم من الاعتداءات المتواصلة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن الثلاثيني عاشور النازح من حي الزيتون شرقي مدينة غزة إلى رفح، لم يستسلم للأوضاع التي خلفتها مصاعب هذه الرحلة، وبدأ بالتفكير عن مصادر للحصول على لقمة العيش.
وقال للأناضول إن فكرة إعداد فطائر البيتزا والمناقيش، نبعت من رحم المعاناة، حيث ينعدم توفر هذه المأكولات إلا بشكل شحيح، وفي مناطق بعيدة عن منطقة نزوحه، فضلا عن ندرة توفر المكونات وصعوبة الحصول عليها.
وأوضح أنه وجد نفسه مرغما على الحصول على عمل لتوفير لقمة العيش لإطعام عائلته، وسط شح المساعدات الغذائية التي تصلهم وانعدام وجود مصادر بديلة للدخل.
وأشار إلى أنه يبيع القطعة الواحدة من الفطائر بمبلغ يصل إلى شيكلين (الدولار يعادل 3.60 شواكل). وقال إن هذا المبلغ بالكاد يتناسب مع غلاء مكونات الفطائر، فيما ينتهي اليوم بالحصول على مبلغ بسيط يسهم بتوفير الحد الأدنى من المستلزمات.
وخلال الحرب، شهدت المواد الغذائية الشحيحة الموجودة في القطاع ارتفاعا في الأسعار، بسبب ندرة توفرها جراء إغلاق المعابر ومنع إسرائيل دخولها.
رحلات نزوح
يقول عاشور إنه نزح من حي الزيتون، بعد أن قصفت المقاتلات الإسرائيلية الحربية منزله هناك، و”مررنا بعدة رحلات نزوح صعبة، وانتهى بنا الأمر في أقصى جنوب القطاع بمدينة رفح”.
بدورها، تقول زوجته العشرينية فداء صيام إنهم نزحوا إلى مجمع الشفاء الطبي بعد تدمير منزلهم على الفور. وبعد فترة قضتها العائلة هناك، نزحت مجددا إلى مركز للإيواء بمدينة غزة، حيث تم استهدافه آنذاك، وسقط عدد من الشهداء، كما قالت للأناضول.
هذا الاستهداف اضطرهم للنزوح إلى مدينة خان يونس، ليفروا منها مؤخرا بعد الاجتياح الإسرائيلي لها والتوجه نحو رفح، وفق قولها.
ومنذ 22 يناير/كانون الثاني الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خان يونس، وفي محيط المستشفيات الموجودة فيها، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية من المدينة، مما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح منها.
وتصف صيام، الحياة في ظل الحرب ووسط رحلات نزوح متعددة، بـ”الصعبة والشاقة”، وأشارت إلى أن العائلة، وبسبب تكرار النزوح، وصلت إلى رفح بلا مستلزمات أو ملابس أو نقود.
ولفتت إلى أن النازحين الذين خرجوا من منازلهم “حملوا كل ما يملكون معهم من نقود، وبعد مرور 4 أشهر على الحرب، نفدت نقودهم في ظل الغلاء الذي يعيشونه”.
ويشكل هذا المشروع طوق نجاة لعائلة عاشور من الوقوع في وحل الجوع، إذ تقول صيام إن وضعهم المعيشي بالكاد شهد تحسنا طفيفا بعد هذا بيع الفطائر.
وأوضحت -وهي تخبز بعض أرغفة الخبز لإطعام عائلتها- الحياة صعبة، والمساعدات الإنسانية والغذائية مفقودة لا يصلنا شيء، التفكير في افتتاح مشاريع اقتصادية صغيرة، رغم الحرب ينتشل العائلات من الجوع والعوز.
وذكرت أن هذا المشروع أسهم في توفير لقمة العيش لأطفالها، في ظل انعدام سبل الحياة ومنع دخول المواد الغذائية واستمرار الحصار.
ومنتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن جميع سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.