1

بعد “جرائم الصهيونية” بغزة.. أكاديمي لبناني يعتذر لطلابه عن تدريسهم القانون الدولي

قدم أكاديمي لبناني اعتذارا لطلابه عن تدريسهم القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وذلك بعد ما شهده من “جرائم للصهيونية” في غزة بسبب تخاذل القانون والمجتمع الدوليين عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وعجزه في إجباره على اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار.

وكتب البروفيسور، كميل حبيب، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية عبر حسابه على منصة إكس “أعتذر من طلابي في الجامعة اللبنانية لأنني كنت متشددا في تدريس مقررات القانون الدولي، القانون الدولي الإنساني، ومنظمة الأمم المتحدة، فبعد الجرائم الصهيونية في غزة لم يعد هناك حاجة لتدريس هذه المقررات.. حق القوة سيد العالم”.

وحصد منشور البروفيسور قرابة مليوني مشاهدة عبر المنصة خلال الساعات الماضية، حيث تفاعل رواد الموقع مع مضمونها وسط تأييد لموقفه من خنوع المجتمع الدولي عن المجازر المقترفة بشكل يومي بحق الفلسطينيين العزل.

وجاءت تدوينة البروفيسور اللبناني في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي لما يزيد على 25 يوما على السكان المدنيين بقطاع غزة، وسط صمت دولي مطبق وامتناع عن إدانة مجازر الاحتلال، مما تسبب حتى اللحظة في استشهاد أكثر من 8700 فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال.

المصدر : الجزيرة




مظاهرات ووقفات في دول أوروبية تنديدا بالمجازر الإسرائيلية في غزة

شارك الآلاف في وقفات ومظاهرات خرجت بعدة مدن أوروبية، تنديدا باستمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مجازر بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف شهيد ومفقود، وأكثر من 20 ألف جريح.

ونظمت الجالية الفلسطينية في بلجيكا ولوكسمبورغ مسيرة حاشدة باتجاه السفارة الأميركية في بروكسل رفضا للعدوان الإسرائيلي المستمر، وتنديدا بالموقف الأميركي المشارك في العدوان، مطالبين بضرورة وقف مجازر الاحتلال بحق المدنيين في القطاع ومحاسبة قادة الاحتلال على ما اقترفوه من جرائم.

كما نظمت الجالية الفلسطينية في السويد وقفة إضاءة الشموع في حرم جامعة تشالمش بمدينة يوتبوري، وعدد من الجامعات السويدية، تم خلالها توزيع ملصقات ومنشورات باللغتين السويدية والانجليزية، توضح ما يواجهه الشعب الفلسطيني من إرهاب منظم وجرائم حرب لدولة الاحتلال.

وطالب المشاركون، بإلغاء كافة أشكال التعاون مع الجامعات ومعاهد الأبحاث الإسرائيلية التي لها تواصل مع الصناعة العسكرية الإسرائيلية، وحث المسؤولين على التحرك الفوري من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للسكان المدنيين.

كما شهدت العاصمة الايطالية روما، مسيرة تنديدا بالمذبحة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، حيث اعتبر المشاركون هذه المجازر المتواصلة تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ولقيم الإنسانية، مطالبين بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا.

شارك الآلاف في وقفات ومظاهرات خرجت بعدة مدن أوروبية، تنديدا باستمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مجازر بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف شهيد ومفقود، وأكثر من 20 ألف جريح.

ونظمت الجالية الفلسطينية في بلجيكا ولوكسمبورغ مسيرة حاشدة باتجاه السفارة الأميركية في بروكسل رفضا للعدوان الإسرائيلي المستمر، وتنديدا بالموقف الأميركي المشارك في العدوان، مطالبين بضرورة وقف مجازر الاحتلال بحق المدنيين في القطاع ومحاسبة قادة الاحتلال على ما اقترفوه من جرائم.

كما نظمت الجالية الفلسطينية في السويد وقفة إضاءة الشموع في حرم جامعة تشالمش بمدينة يوتبوري، وعدد من الجامعات السويدية، تم خلالها توزيع ملصقات ومنشورات باللغتين السويدية والانجليزية، توضح ما يواجهه الشعب الفلسطيني من إرهاب منظم وجرائم حرب لدولة الاحتلال.

وطالب المشاركون، بإلغاء كافة أشكال التعاون مع الجامعات ومعاهد الأبحاث الإسرائيلية التي لها تواصل مع الصناعة العسكرية الإسرائيلية، وحث المسؤولين على التحرك الفوري من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للسكان المدنيين.

كما شهدت العاصمة الايطالية روما، مسيرة تنديدا بالمذبحة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، حيث اعتبر المشاركون هذه المجازر المتواصلة تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ولقيم الإنسانية، مطالبين بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا.




إسرائيل خمسة وسبعون عاماً من الفشل

نبيل عمرو

على مدى حروبنا مع إسرائيل، والتي لم تهدأ منذ بداية النكبة إلى أيامنا هذه، كنا نصف حالنا كمظلومين وضحايا. وكنا نبذل جهداً كبيراً في نشر صور مأساتنا، وقوائم بأسماء شهدائنا، وأغنيات من نمط أخي جاوز الظالمون المدى، ودواوين شعر سميت بدواوين النكبة، ومعظمها رثاء ليس فقط لأشخاص يستحقون الرثاء والتخليد، بل رثاء لحالة.. تستدر العطف والاشفاق.

تعمق شعور “الظلم والضحية”، جرّاء السادس من حزيران 1967، الذي ولّد في داخلنا دماراً اجتاح أرواحنا، حين استفقنا على نصر مزيف ألّفته لنا الإذاعات، نتيجته احتلالٌ لكل فلسطين، ولأجزاء مهمة من أراضي سوريا، ومصر، مع احتلال معنوي أوسع وأخطر غلّف الروح العربية من المحيط إلى الخليج، بشعور الهزيمة والإحباط.

ويقول التاريخ.. إن العرب والفلسطينيين تجاوزا هذه الهزيمة، وانتزعت الثورة الفلسطينية زمام المبادرة بعد أن كانت انطلقت قبل الهزيمة بسنتين.

تغير الخطاب من النكبة والظلم والشكوى.. لينشأ خطاب المقاومة، الذي اكتسب صدقية من خلال اقترانه بالفعل.

كبرت الثورة الفلسطينية وتعمقت مفاهيمها عند الفلسطينيين والعرب والمتعاطفين على مستوى الكون كله.

تغيرت المعادلات القديمة وظهرت معادلات جديدة وتكرست. وأهم ما في الأمر كله أن فلسطين “المظلومة والضحية”، أضحت رقماً في كل المعادلات الجديدة، وهذا وحده كان كافياً لأن يبدد وينهي فكرة التصفية التي كرست إسرائيل وحلفائها كل امكاناتهم لإنجازها عبر الاذابة أو التوطين أو النسيان. وحين تصبح التصفية مستحيلة، فهذه أول وأهم خسارة تلحق بإسرائيل ومن معها.

حرب حزيران التي انتظر فيها موشيه ديان إلى جوار الهاتف اتصالاً حلم به من جمال عبد الناصر، يقول فيه “إنني جاهز للاعتراف بإسرائيل من موقع المهزوم”، جاء ردٌ مزدوج، الأول من عبد الناصر حين رفع شعار ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، مع شعار وُضع موضع التنفيذ هو إزالة آثار العدوان، والثاني من الفلسطينيين الذين نفضوا غبار النكبة الأولى والثانية عن روحهم وارادتهم، وواصلوا صراعاً صعباً ومركبا زاوجوا فيه بين البندقية والسياسية، وفازوا بالدخول الدائم والمؤثر إلى المعادلات على نحو يستحيل اخراجهم منها.

حين كانت أمريكا في أوج قوتها ونفوذها، ذهبت إلى مسيرة سلمية، رُشحت مصر للعب دور البطولة فيها، ووفق معادلة السادات بأن تسعاً وتسعين بالمائة من أوراق الحل بيد أمريكا، حدث أهم وأعمق تحول في مجرى الصراع العربي الإسرائيلي، وهو إخراج الجيوش العربية التقليدية في دول الطوق، وما هو قريب منها من معادلة الحرب، لتواصل المسيرة الأصعب، وعنوانها كيف يحذو الإقليم كله حذو مصر، لترتسم في المخيلة صورة سلام شامل ودائم ثمنه أن تكون إسرائيل جزء لا يتجزأ من المنطقة، وأن ينعم الفلسطينيون بحكم ذاتي يتطور إلى دولة.

ومثلما أساءت إسرائيل “ديان” فهم انتصارها العسكري في حزيران.. أساءت التعامل مع ما رأته كنزاً وقع بين يديها وهو السلام مع الدولة العربية الأكبر، إذ تضخم في وعيها وهم القدرة على إلغاء الفلسطينيين وحقوقهم بعد أن هُيئ لها أن حرب أكتوبر 73 التي أنتجت اتفاقية السلام مع مصر ستكون آخر الحروب. وأول الخطوات الاستراتيجية ليس فقط نحو أن تكون جزءا من المنطقة بل ومتحكمة بها وبمصائر شعوبها.

إساءة قراءة فهم التطورات منذ حرب 67 مروراً بـ 73، فرض عليها حروباً من نوع جديد ومختلف.. ثورة فلسطينية مقاتلة في الضفة والقطاع والعمق، ومعارك لا تتوقف خارج النطاق الجغرافي للضفة وغزة المحتلتين، ذلك أظهر أن ما حصلت عليه من مصر لم يفض إلى ما فكرت فيه من سيطرة على المنطقة بأسرها، والمفارقة هي أن العقبة الأهم جسدتها مصر الدولة والشعب، التي عزلت الاتفاق السياسي عن التطبيع الشعبي وهذا ما فعله الأردن كذلك.

أجبر العالم الفلسطينيين على الإذعان لإجماعه الذي تجسد في زمن الحرب الباردة وما بعدها، والذي قوامه الحفاظ على دولة إسرائيل ضمن حدود آمنة ومعترف بها، ويتعين على الفلسطينيين أن يعترفوا بذلك، لقاء فتح الباب أمام حقهم في إقامة دولتهم، ذلك دون ضمانات كافية وفعالة يحصلون جرّاء اعترافهم الثمين.

تحايلت إسرائيل كثيراً.. وأنتج تحايلها حروباً لم تنجُ من دفع أثمانها. إن حروب الحالة الفلسطينية في داخلها ومن حولها وحروب الجوار اللبناني التي لم تتوقف بعد خروج القوة العسكرية الفلسطينية من الجنوب اللبناني، التي نقلت البندقية من كتف إلى كتف، ولتتطور الأمور على نحو أكثر خطورة من كل ما مضى.

كانت أمريكا وإسرائيل قد احتفلتا وهما تشيعان البواخر التي حملت المقاتلين الفلسطينيين الاشداء إلى منافٍ جديدة وبعيدة، وواصلت تضليل نفسها بأن كل شيء انتهى دون أن يخطر ببالها أن الأخطر والأصعب بدأ.

طوى الزمن أيامه وأحداثه بالشهور والسنين إلى أن وصلنا إلى أكتوبر 2023، الذي سمي فلسطينيا بطوفان الأقصى، وسمي الرد عليه بالسيوف الحديدية، وهنا يجدر تذكر الفرحة الأولى في الـ 48 والثانية في الـ 67، وسلسلة الأفراح جراء المعارك الصغيرة التي كانت تقع، وكانت إسرائيل تظن وبعد كل معركة أنها اقتلعت الشوكة واستراحت. فإذا بها وهي صانعة معركة حقل الأشواك، تقع في حقل ألغام لا قبل لها بتفكيك المتفجرات المزروعة فيه.

لو أحصت إسرائيل خسائرها منذ أول حرب حتى آخر حرب لوجدت التالي..

مئات مليارات الدولارات، وانهيارات اقتصادية.

آلاف مؤلفة من القتلى والجرحى.
والأهم من ذلك كله وهذا ما جسدته الحرب الراهنة التي تصر إسرائيل على أن لا تكون الأخيرة، خسارتها الفادحة في أمر اندماجها في المنطقة كعضو مسيطر، بعد أن اقنعتها حاملات الطائرات الأميركية، أنها بحاجة لمن يحميها من نفسها أولاً ومن الذين تواصل احتلالها لهم دائماً.

بميزان الربح والخسارة تبدو النتيجة أكثر من واضحة، يراها العالم كله إلا قادة إسرائيل، صناع قرارات الحروب فيها.

ما نتج عن كل الحروب والحرب الراهنة بالذات، هو حقيقة واحدة تقول …

دون أن يحصل الفلسطيني على حقوقه، فلا نفع لإسرائيل من كل ما بين يديها من وسائل قوة وتحالفات..

لقد جرّت الحروب السابقة، والحرب الراهنة العالم كله إلى رؤية الحقيقة التي تم تجاهلها أكثر من قرن، وهي أن فلسطين وأهلها وقومها، هم كلمة السر في السلم والحرب، وأن تجاهل إسرائيل لكلمة السر هذه، ستنقلها من فشل إلى فشل أكبر وأفدح.




رسالة مساندة من وزارة الصحة إلى مهنيي الصحة النفسية في قطاع غزة

د. سماح جبر، استشارية الطب النفسي، مديرة وحدة الصحة النفسية، وزارة الصحة الفلسطينية

نراقب ما تحدثه آلة الحرب في القطاع ونحاول تصوّر الأثر النفسي البالغ والناتج عن الدمار الهائل والفقدان الصادم. من الطبيعي، بل ومن المقصود، أن يشعرنا هذا الرعب الذي نراه، بالعجز واللا جدوى من أدواتنا وجهودنا كمهنيين في مجال الصحة النفسية، فكيف نفرّ من القصف بتمارين الاسترخاء؟ وكيف نفسح المجال للإسعاف النفسي الأولي في غياب المكان الآمن والماء والطعام؟ وكيف نفعّل شبكات الدعم المجتمعي في ظل انقطاع الاتصالات؟

لكننا   نعلم أن وحشية العدوان صمّمت بشكل متعمّد لتخلق مشاعر العجز والذنب في نفوسنا وتكسر إرادة المجتمع الفلسطيني، ونعلم أيضا أن دور المهنيين في مجال الصحة النفسية يمكن أن يكون حجر الزاوية في بناء الأمل والتعافي في المجتمع بمختلف شرائحه، كما أنه مداد روح النضال لدى المتضامنين في كل أنحاء العالم، لكنّ صمودكم أنتم خاصة هو عماد صمودنا نحن –مهنيي الصحة النفسية- سواء في الوطن أو في كل بقعة تتوق إلى الحرية مثلنا فأنتم بوصلة التائهين ومنارة في ليل الاستبداد.

أستمع الى ردود فعل المصابين والفاقدين في غزة وتذهلني المضامين الوطنية والإيمانية التي يستحضرونها ليحافظوا على تماسكهم وصمودهم في الشدائد.

زملائي الأعزاء: ابنوا دعمكم النفسي  على هذه المفاهيم كلما وجدت، واستخدموا  استراتيجيات العلاج النفسي الجمعي والتحرري  لتعزيز الصمود و إعادة بناء الهوية للمساهمة في التعافي النفسي المجتمعي. فعلى الرغم من حجم الدمار، لا نزال نمتلك القدرة على تقديم التقدير والاهتمام والاستماع المتعاطف لبعضنا البعض.

أعزائي في غزة، يتصل بي زملاء لنا من القدس  والضفة والداخل المحتل ومن خارج فلسطين، عربا وأجانب، بشكل يومي متسائلين كيف نساعد أهل غزه، مدفوعين بالتضامن معكم والتأثر من مصابكم والأمل بنجاتكم وانتصاركم، وما يمنعنا عنكم الآن إلا آلة الحرب التي تقف بيننا، نترقب بفارغ الصبر وقف العدوان لنعاود العمل مع مؤسسات المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية، ولنوفر الدعم والموارد الضرورية لتعزيز الصحة النفسية.

وأخيرا أود أن أذكّركم أعزائي أنكم لستم وحدكم، فكل العيون ترى وجوهكم، وكل الآذان تصغي إلى كلماتكم، وكل القلوب تعيش الآن على نبض غزة، أنتم شهداء وشهود على هذه المرحلة الهامة في التاريخ الفلسطيني والإنساني، فاحفظوا قصص الناس وأحلامهم ووثقوها ما استطعتم، فإن في حفظ قصص الناس وتاريخهم الشخصي ما يحافظ على إنسانيتهم وكرامتهم أمام الامتهان، وما يحفظ التاريخ والحق الفلسطيني أمام الطغيان.

سنراكم قريبا وسنعمل معا كي نبني خدمات صحة نفسية أفضل ونساعد الناس على النهوض من جديد، مؤمنين بأن عملنا كمهنيي صحة نفسية هو مكوّن أساسي في مشروع التحرير الوطني بشقّيه؛تحرير الأرض والإنسان.

مع خالص التقدير، وعلى أمل بفرج قريب

د. سماح جبر، استشارية الطب النفسي، مديرة وحدة الصحة النفسية، وزارة الصحة الفلسطينية




106 أعوام على إعلان بلفور المشؤوم

يصادف اليوم الخميس، الثاني من تشرين الثاني، الذكرى الـ106 لصدور اعلان بلفور المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

“اعلان بلفور” كان بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين؛ استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين.

وجاء الإعلان على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثر جيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من تشرين الثاني عام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة.

وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص اعلان بلفور على الرئيس الأميركي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918، ثم تبعها الرئيس الأميركي ولسون رسميا وعلنيا سنة 1919، وكذلك اليابان، وفي 25 نيسان سنة 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 تموز عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 أيلول 1923، وبذلك يمكننا القول إن اعلان بلفور كان وعدا غربيا وليس بريطانيا فحسب.

في المقابل اختلفت ردود أفعال العرب تجاه الاعلان بين الدهشة، والاستنكار، والغضب، وبهدف امتصاص حالة السخط والغضب التي قابل العرب بها إعلان بلفور، أرسلت بريطانيا رسالة إلى الشريف حسين، بواسطة الكولونيل باست، تؤكد فيها الحكومة البريطانية أنها لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، ولكنها في الوقت نفسه أصدرت أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة في فلسطين، أن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التي وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت برئاسة حاييم وايزمن خليفة هرتزل، وكذلك عملت على تحويل قوافل المهاجرين اليهود القادمين من روسيا وأوروبا الشرقية إلى فلسطين، ووفرت الحماية والمساعدة اللازمتين لهم.

أما الشعب الفلسطيني فلم يستسلم للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية التي بدأت تفرض على الأرض من قبل الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة، بل خاض ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929، ثم تلتها ثورة 1936.

من جهتها، اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد مستندا قانونيا لتدعم به مطالبها المتمثلة، في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وتحقيق حلم اليهود بالحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي لهم، يجمع شتاتهم بما ينسجم وتوجهات الحركة الصهيونية، بعد انتقالها من مرحلة التنظير لأفكارها إلى حيز التنفيذ في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول، الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897، والذي أقرّ البرنامج الصهيوني، وأكد أن الصهيونية تكافح من أجل إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.

وتبدو الإشارة إلى إعلان بلفور في نص وثيقة الاستقلال المعلنة مع قيام دولة إسرائيل، دليلا فصيحا على أهمية هذا الوعد بالنسبة لليهود، حيث نقرأ في هذه الوثيقة: “الانبعاث القومي في بلد اعترف به وعد بلفور…”.

وتمكن اليهود من استغلال تلك القصاصة الصادرة عن آرثر بلفور المعروف بقربه من الحركة الصهيونية، ومن ثم صك الانتداب، وقرار الجمعية العامة عام 1947، القاضي بتقسيم فلسطين ليحققوا حلمهم بإقامة إسرائيل في الخامس عشر من أيار عام 1948، وليحظى هذا الكيان بعضوية الأمم المتحدة بضغط الدول الكبرى، ولتصبح إسرائيل أول دولة في تاريخ النظام السياسي العالمي التي تنشأ على أرض الغير، وتلقى مساندة دولية جعلتها تغطرس في المنطقة، وتتوسع وتبتلع المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية، وتبطش بمن تبقى من الشعب الفلسطيني على أرضه دون رحمة.

واعلان بلفور أعطى وطنا لليهود وهم ليسوا سكان فلسطين، حيث لم يكن في فلسطين من اليهود عند صدور التصريح سوى خمسين ألفا من أصل عدد اليهود في العالم حينذاك، والذي كان يقدر بحوالي 12 مليونا، في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفا من المواطنين الذين كانوا، ومنذ آلاف السنين يطورون حياتهم في بادية وريف ومدن هذه الأرض، ولكن الوعد المشؤوم تجاهلهم ولم يعترف لهم إلا ببعض الحقوق المدنية والدينية، متجاهلا حقوقهم السياسية والاقتصادية والإدارية.

فيما يلي نص اعلان بلفور:

وزارة الخارجية البريطانية

2 نوفمبر 1917م

عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

 “إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.

 وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح.