1

جائزة حمدان الدولية للتصوير و”دبي سفاري بارك” يؤطّران روائع دبي الطبيعية

نتائج متفوّقة للعدسة الآسيوية وحضور تنافسيّ من سوريا والأردن
جائزة حمدان الدولية للتصوير و”دبي سفاري بارك” يؤطّران روائع دبي الطبيعية
الشراكة مستمرة من خلال مسابقات البورتفوليو ومقاطع reels الإبداعية بجوائز تصل 45 ألف درهم

  *   علي خليفة بن ثالث : تنويع أساليب الفرص وفئات المسابقة أمام موهوبي الفنون البصرية كان تحدياً ممتعاً أنتج أعمالاً أسعدت الجمهور
  *   أحمد الزرعوني : نثمّن النتائج المميزة التي حققتها المسابقة والتي تؤكد على الشراكة الناجحة بين حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي و”دبي سفاري بارك” وحرصهما على دعم هواة تصوير الطبيعة والحياة البرية
20 سبتمبر 2320
أعلنت الأمانة العامة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي “هيبا”، و “دبي سفاري بارك” عن نتائج سلسلة مسابقات التصوير الفوتوغرافي المتنوّعة التي تعكس ثمار الشراكة بينهما سعياً لفتح آفاقٍ جديدةٍ أمام عشاق تصوير الطبيعة ومحاكاة بيئة الحياة البرية والاحتكاك المباشر مع مجموعةٍ متنوّعة من الحيوانات المفترسة والأليفة والنادرة. سلسلة المسابقات شَهِدَت تناول 3 فئات، مسابقة ملفات المصورين والتي تمّ استلام مشاركاتها على موقع الجائزة الرسمي www.hipa.e<http://www.hipa.e> ومسابقة منصة انستغرام للصور المنفردة، حيث اشتملت على 3 مواضيع هي “حيواني المفضّل، الطيور فقط، حركة الحيوان”. المسابقة الثالثة اختصّت بالمقاطع الإبداعية القصيرة لمنصة انستغرام reels، بقيمة جوائز تصل 45 ألف درهم، موزّعة بين جوائز نقدية وقسائم شرائية من مجموعة الفطيم. السلسلة حازت على إعجاب وتفاعل مجتمعات المصورين واستقبلت آلاف المشاركات، قائمة الفائزين عَكَسَت تفوّقاً آسيوياً مستحقاً بفوز 4 مصورين من الفلبين و2 من الهند ومصور واحد من باكستان. الحضور العربي تمثَّل في ثنائية سورية كانت بعدسة المصورة فاتن الصالح والمصور غيث بايزيد، بجانب المصور الأردني محمد نايف قاسم.
سعادة علي خليفة بن ثالث، الأمين العام للجائزة، قال في تصريحه: سعداء بالنتائج النوعية للشراكة الاستراتيجية مع “دبي سفاري بارك” والتي نجحت بتسليط الأضواء على روائع الطبيعة والحياة البرية والحيوانات المختلفة، ومتعة اصطياد الكاميرا لمشاهد تحبس الأنفاس وتُعزّز تشويق الجمهور لخوض التجربة.
وأضاف بن ثالث: تواصل الجائزة أداء دورها في نشر ثقافة التصوير وتعزيز دور الفنون في التواصل مع الطبيعة والحياة الفطرية، كما أن تنويع أساليب الفرص وفئات المسابقة أمام موهوبي الفنون البصرية كان تحدياً ممتعاً وأنتج أعمالاً أسعدت الجمهور ورفعت مستوى الاهتمام بهذه الكائنات والبيئة التي يعيشون فيها.

مدير إدارة الحدائق العامة والمرافق الترفيهية في بلدية دبي “أحمد الزرعوني، قال في تصريحه: نثمّن النتائج المميزة التي حققتها مسابقات التصوير الفوتوغرافي المتنوّعة، والتي تؤكد على الشراكة الناجحة بين حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي و”دبي سفاري بارك”، وحرص الطرفين على دعم هواة تصوير الطبيعة والحياة البرية، وتقديم الدعم الكامل لهم لتشجيعهم على مواصلة التميز والإبداع وتحقيق المزيد من النجاحات. كما يسعدنا نجاح المسابقات بتسليط الضوء على الطبيعة والبيئة والحياة البرية والفطرية في إمارة دبي بأسلوبٍ مباشر بعدسات المشاركين المبدعين، مما يبرز الوجهات السياحية الفريدة والجاذبة في الإمارة، ويفتح الفرص المستقبلية لمحبي التصوير للمشاركة في النسخ المقبلة من الجائزة.

الفائزون بمسابقة هيبا وسفاري دبي لملفات المصورين
الجائزة

@انستغرام

الدولة

الاسم

المركز

قسائم شرائية بقيمة   10000 درهم

abubkr.10

باكستان

أبوبكر قاسم عزيز

الأول

قسائم شرائية بقيمة
   5000 درهم

tawpee.comeso

الفلبين

كريستوفر كوميسو

الثاني

قسائم شرائية بقيمة
   2500 درهم

ymman_images

الفلبين

إيمانويل فاجوتاغ

الثالث

قسائم شرائية بقيمة
   2500 درهم

faten_h_alsaleh

سوريا

فاتن هيثم الصالح

الرابع

الفائزون بمسابقة هيبا وسفاري دبي لمنصة انستغرام
الجائزة

@انستغرام

الدولة

الاسم

الفئة

قسائم شرائية بقيمة
   3000 درهم

crisbernabe14

الفلبين

كريسينسيو برنابي

حيواني المفضّل

قسائم شرائية بقيمة
   3000 درهم

pixelhunter18

الفلبين

جيسون كواريسما بالابا

الطيور فقط

قسائم شرائية بقيمة
   3000 درهم

mtilfah

الأردن

محمد نايف قاسم

حركة الحيوان

الفائزون بمسابقة هيبا وسفاري دبي reels
رابط الأعمال الفائزة :  https://www.instagram.com/p/CtHV_KBAPnt

الجائزة

@انستغرام

الدولة

الاسم

المركز

قسائم شرائية بقيمة
   8000 درهم

menonrmenon

الهند

راجيش مينون

الأول

قسائم شرائية بقيمة
   5000 درهم

captured_by_aabi

الهند

عبيد بالاثبارامبيل عبد الله

الثاني

قسائم شرائية بقيمة
   3000 درهم

ghaythbayazid

سوريا

غيث بايزيد

الثالث




فوتوغرافيا : مصوراتٍ عربيات يروينَ قصصهنَّ مع الحياة (2 من 3)

4 مصوراتٍ عربيات يروينَ قصصهنَّ مع الحياة (2 من 3)

فوتوغرافيا

4 مصوراتٍ عربيات يروينَ قصصهنَّ مع الحياة (2 من 3)

نواصل حديثنا اليوم، عن ذلك التحقيق الصحفي المميّز، على موقع مجلة “سيدتي” الشهيرة، والذي يتناول قصص 4 مصوراتٍ عربياتٍ محترفات، مع التصوير والمجتمع والتطور التقني الكبير المرتبط بالعمل الفوتوغرافي.

الفوتوغرافية اللبنانية “فادية أحمد”، وهي أيضاً فنانةٌ تشكيلية ومخرجةٌ سينمائية، تعتبر نشر الصور الفوتوغرافية على منصات التواصل الاجتماعي، سبباً لضياع حقوق المصورين، وتؤكّد أن كل فنانٍ ومصورٍ مُعاصر، يعكسُ هويته وشخصيته وأسلوبه، من خلال أعماله، ما يُسهِّل على نقّاد الفن أو المتخصّصين في مجال الفن المعاصر معرفة أن الصورة تنتمي لمجموعة “فادية أحمد” الفنية مثلاً، بالإضافة إلى أن الموقع الإلكتروني الخاص بها يعرض مجموعةً وافرةً من أعمالها مع حقوق النشر، وكذلك صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف حمايتها كفنانة، كما حماية جامعي الصور.

وعن واقع التصوير في المجال الأكاديميّ، توضّح فادية أنه “لا يوجد اختصاص جامعيّ يتعلّق بفن التصوير حصراً، بل يندرج ضمن الإخراج السينمائي أو التلفزيوني، والسبب يرجع إلى عدم الحاجة إلى دراسة التصوير لأربع سنوات، علماً أن تحت خانة فن التصوير، هناك فئات مثل: التصوير الصحفي والتصوير الفني. وكذلك يمكن لمن لن يتسنَّ له دراسة الإخراج في إطار جامعي، أن يلتحق بدورات خاصة لتعلم فن التصوير”. وتُشدّد على الفكرة المتعلقة بالرسائل التي يرسلها الفنان من خلال الصور والمشاعر التي يشاركها عبرها، من دون تمييز بين مصورٍ ومصورة، فالنوع الاجتماعي ليس عائقاً في المجال، لكن الأهم هو الجانب الإنساني للمصور الذي يبرزه من خلال العدسة. فمثلاً المصورين يفوقون المصورات عدداً في مجال التصوير الصحفي الذي يتطلب قدراتٍ جسديةٍ كبيرة، خصوصاً في ساحات الحروب بجانب حمل المعدات الثقيلة، بينما التصوير في مجال الفن المعاصر يستقبل المصورين والمصورات معاً.

فلاش

ينابيع المعرفة لا تعترف بالعناوين الثابتة .. لكل تجربةٍ إضافةٌ خاصة

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae




منتخبنا الأولمبي في مهمة صعبة أمام اليابان لبلوغ الدور الثاني من الأسياد

 سيكون منتخبنا الأولمبي لكرة القدم في مهمة صعبة عندما يواجه ظهر يوم غد، منتخب اليابان القوي في دورة الألعاب الآسيوية التي تستضيفها مدينة هانغجو في الصين.

وكان منتخبنا الأولمبي قد تعادل مع نظيره القطري دون أهداف، في اللقاء الذي جمعهما لحساب منافسات المجموعة الرابعة، في دورة الألعاب الآسيوية يوم الجمعة.

ويملك منتخبنا نقطة في رصيده وهو بالمركز الثاني في المجموعة خلف منتخب اليابان المتصدر الذي حقق فوزا كبيرا على منتخب قطر بثلاثة أهداف لهدف، لذلك يملك منتخبنا أكثر من فرصة لبلوغ الدور الثاني حيث إن التعادل أو الهزيمة بفارق هدف فقط كفيلان بتأهله.

ويتأهل إلى دور الـ16 من البطولة الأول والثاني من المجموعات الـ6، بجانب أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث.

ولعب المنتخب الأولمبي قبل أقل من شهر أمام منتخب اليابان في التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 وخسر بهدف وحيد.




ترند” وأخواتها تثير قلق المجامع اللغوية العربية

 أثار اعتماد مجمع اللغة العربية بالقاهرة كلمة “ترند”، وإدراجها في المعجم العربي، حالة من الغرابة والجدل في أوساط خبراء اللغويات ومجامع عربية أخرى، عن حدود ومعايير تلاقح اللغة العربية مع اللغات الأجنبية استجابة للتطورات العصرية، وهل ثمة “استسهال” أو “كسل معجمي” باعتماد ألفاظ أعجمية مستوردة، أم أن معايير الدلالة والوظيفية تفرض حاجاتها اللغوية؟

صحيفة “الشرق الأوسط” طرحت هذه التساؤلات على عدد من المختصين وخبراء في اللغة:

د. خالد فهمي (أستاذ اللغويات والخبير بمجمع اللغة العربية بالقاهرة): الدلالة الحضارية

قبل توضيح ما ذهب إليه خبراء مجمع اللغة العربية فيما يخص مفردة “ترند”، تجدر الإشارة لثلاثة أبعاد جوهرية تحكم السياق العام لعملية تلقي أي مستجدات في المعجم العربي؛ البعد الأول هو البعد النفسي، فنحن أمة مأزومة، نعاني من إحباطات حقيقية ووجودية، بعد أن عشنا لحظة تاريخية ممتدة لنحو 8 قرون كانت فيها الأمة العربية هي منتجة العلوم وإبداع المعرفة، حيث اللغة العربية تتلقفها لغات الأرض، وكان هناك وجه آخر للعملة الحضارية وهو “التعجيم”، المقابل للتعريب، فمعاجم العالم مليئة بالكلمات ذات الأصول العربية، وهذا يأخذنا إلى البعد الثاني، وهو البعد الحضاري، فنحن أمة لا تنتج آلة ولا نظرية، وبالتالي غير منتجين للغة، وهذا ما يمكن وصفه بعافية الأمة الحضارية. أما البعد الثالث فهو فوضى الشارع العربي، فلا توجد ضوابط على أي مستوى، على رأسها الضوابط الأخلاقية والمهنية، وتلك التي تحكم التخصص والعلم.

ويوضح دكتور خالد، أن تلك الأبعاد هي أرضية خصبة لإثارة الأزمات، فطالما ارتبطت عملية التعريب تاريخيا بخطوات إجرائية محددة، بداية من محو أثر الكلمة الأجنبية، حيث يقوم المتخصصون بطرح مفردات خالصة العروبة، كما حدث مع لفظ “سيارة”، وهناك معيار آخر يتم به الاحتكام لوزن عربي للكلمة الأجنبية مثل وزن مفعال فعالة، كما وضع المعرب القديم لفظ “تلفاز” في تعريبه لكلمة “تلفزيون”، حيث قام بالحفاظ على الأصوات المركزية بها، وتحويلها على وزن “مفعال” فصارت “تلفاز”.

أما ما حدث مع كلمة “ترند” وما يدور من جدل حولها، كان بإمكاننا نظريا تفعيل بدائل عربية مثل “الصدارة” أو “رائج” أو “الأكثر انتشارا”، لكن المعرب المجمعي رأى أن الاحتفاظ بكلمة “ترند” بأصواتها وهيئتها الأجنبية أكثر دلالة على المعنى الحضاري الذي تعبر عنه في إطار الثقافة الإعلامية ووسائل التواصل. وفي عصور النهضة الإسلامية كانت كتب العلوم لابن سينا وابن رشد تحتوي على كلمات أعجمية “البويوتيكا” مرادفا للشعر، والعلوم مثل “الميكانيكا” و”الديناميكا”، ووجدوا أن تلك الكلمات أكثر دلالية، ولكن الفرق أن في ذلك الوقت لم تكن هناك أزمة حضارية، وكانوا يعلمون أن استعارة تلك الكلمات الأجنبية لن تضرهم.

هناك قانون راسخ في المجمع اللغوي يعرف باسم قانون “إجراءات التعريب”، والمجمع رأى أن استعمال “ترند” بصورتها اللفظية الأجنبية دالة دلالة علمية كاملة على السياق العلمي والحضاري الذي تستعمل به وهو سياق التواصل الاجتماعي.

اللغة تموت عند الاقتراب من النحو والجملة، وليس بالاقتراب من حدود المعجم، فجميع معاجم العالم تتسع وتتلاقح مع لغات أخرى، والمعاجم الأجنبية مليئة بالكلمات العربية الأصل، والمأزق الحضاري، أن العكس هو ما صار يحدث.

د. داليا سعودي (أكاديمية متخصصة في علم دراسات الترجمة واللغويات): الضرورة والترف

علماء اللغة يفرقون بين نوعين من الاقتراض: اقتراض الضرورة واقتراض الترف. اقتراض الضرورة هو ما يصعب التعبير عن الحقيقة التي يصفها بعينها في اللغة المستقبلة. أما اقتراض الترف فهو ما يمكن إيجاد بدائل له في اللغة المستقبلة. ويدل الإقدام عليه والإفراط فيه على كسل معجمي وركود في الخيال وعجز في استغلال القدرة الاشتقاقية للغة الأم. وهو ككل اقتراض زائد عن الحد لا يؤدي إلى ثراء بل إلى استلاب. وهو بعد غير مرحب به اليوم في ظل ما تعاني منه اللغة العربية من معضلات بين أبنائها قبل أن تعاني منها على صعيد عالمي. لذلك، فإنني أرى أن “ترند” وأخواتها خطر على اللغة العربية في زمن العولمة، التي يدافع فيها كل قوم عن لغتهم. لقد كانت اللغة العبرية على سبيل المثال لغة ميتة. لكن ديفيد بن جوريون أصر على إحيائها.

المسألة أعمق من مجرد تعريب كلمة.. كان المفكر أنطونيو غرامشي يقول: “في كل مرة تستدعى المسألة اللغوية إلى مقدمة المشهد، فذلك يعني، بصورة ما، أن سلسلة من المشكلات الأخرى ستطفو حتما على السطح”.

مسألة “ترند” تستدعي مسألة الهوية. البعض علق بالإنجليزية! أن هذه ظاهرة لغوية طبيعية. والبعض هزأ من حالة القلق التي سادت عند سماع قرار المجمع وامتدت لمجامع عربية أخرى. المسألة هي ببساطة: هل نحن في مصر ما زلنا نعد أنفسنا عربا؟ ما هي مكانة العروبة اليوم في مكونات هويتنا المركبة؟

ثم هل اللغات الأخرى، بالتحديد الإنجليزية، باتت تهدد العربية في بيوتنا ومدارسنا؟ وكذلك اعتماد اللهجات العامية المحلية؟ هل ستموت الفصحى على يد العامية؟ هل الترجمات العامية تختلف أثرا عن “ترند” وأخواتها في مضمار زعزعة الهوية وتشويش لغة الكتابة؟

لا أنفي فكرة التفاعل بين اللغات، فقنوات التلاقح اللغوي عديدة عبر التاريخ؛ التلاقح اللغوي في مصر كان جليا في بدايات القرن العشرين في وجود الجاليات الأجنبية. هل أثر ذلك على اللغة العربية الفصحى آنذاك؟ كلا لأن الحدود كانت واضحة بين اللغة المكتوبة ولغة التخاطب. ولأن الحرب بين اللغات لم تكن بهذه الضراوة. أما أن يأتي مجمع اللغة العربية في القاهرة اليوم ليضيف إلى المعجم – أي إلى اللغة المكتوبة بالفصحى – كلمات أعجمية يتم تعريبها في عجالة من قبيل “ترند” و”ترندات”، بدعوى التيسير، ففي ذلك خلخلة لأسس اللغة وهدم لثقة أبنائها في قدراتها واعتناق مؤسسي للذهنية التي لم تفلت من إسار الاستلاب الثقافي.

باختصار، هذا النوع من التعريب الذي لا يتبع قواعد التعريب لا يوسع معين اللغة، ولا يهبها انفتاحا على اللغات الأخرى بقدر ما يطمس معالمها التي تصنع خصوصيتها، ويقض أوزانها المتعارف عليها.

د. سيد إسماعيل ضيف الله (أستاذ مساعد النقد الأدبي بأكاديمية الفنون في مصر): تعريب أم تسليم بالواقع؟

عادة ما نثمن جهود مجامع اللغة العربية حين يظهر خبراؤها وعلماؤها قدرتهم في إيجاد مقابل عربي لكلمات أو مصطلحات صارت على الألسنة ليل نهار ولا يجد الناس بديلا عن استخدامها، لا سيما إذا قابل الناس المقابل العربي باستحسان وحل محل الأجنبي تدريجيا. ومن هذه الأمثلة التي يجب أن نتذكرها لاجتهادات المجامع الناجحة: السيارة- الهاتف- البريد الإلكتروني- شبكات التواصل الاجتماعي- المنصات الرقمية.. إلخ. وفي الوقت نفسه نثمن عادة قبول المجمعيين الألفاظ الأجنبية والإقرار بأنها صارت من اللغة العربية ولم تعد ألفاظا دخيلة مطرودة من ساحة الفصحى، ومن ذلك قبول كلمات مثل الكمبيوتر، التليفون.. إلخ. مقصدي من الكلام أن إيجاد بديل عربي جهد مشكور لأنه تعريب عن طريق الترجمة، وإقرار استخدام اللفظ الأجنبي تعريب أيضا لأنه إدخال للغة العربية بشروطها لا إقرارا بعجزها ولا استسلاما لهيمنة اللغة الإنجليزية على كل لغات العالم. الإقرار فعل المجمعيين وهم غير مضطرين له مثلما أن الناس غير مضطرين للتخلي عن اللفظ الأجنبي ما دام يؤدي وظيفة حياتية لهم لا يمكنهم أن يجدوا في لفظ آخر القدرة على تأديتها.

مهم أن نتذكر أن اللغويين في التراث العربي منذ الخليل بن أحمد وسيبويه كانوا يحاصرون الألفاظ الأجنبية ويعزلونها عن الألفاظ العربية ويسمونها الدخيل، وأن هذا العزل لم يكن يعني عدم استخدامها، وإنما يعني الإقرار بوجودها مع التذكير بأصلها غير العربي، والتذكير باشتراط أن تكتسب زيا عربيا كي تصبح معربة لا يتهم باللحن من ينطق بها، ومن أهم الشروط تكيفها مع الأوزان العربية وإجراء تغييرات في البنية الصوتية للألفاظ الدخيلة لكي تتواءم مع شروط اللغة العربية لقبول ألفاظ معربة بها. ومن هنا كان وما زال التعريب دليل قوة ووسيلة تقوية في الوقت نفسه، أي دليل على قوة اللغة العربية حين تسيطر على اللفظ الأجنبي وتلبسه لباسها، ووسيلة تقوية للغة العربية في الوقت نفسه لأن إدخال ألفاظ حياتية وعلمية حديثة عبر بوابة التعريب بمثابة ضخ دماء جديدة في شرايين اللغة، فيشعر الناس بأن لغتهم حية تستجيب لحاجاتهم اللغوية وليست لغة ميتة كغيرها من اللغات التي تحنطت في النصوص ولم تنزل إلى الشارع وتصارع اللغات الأخرى على ألسنة أبنائها.

وأعتقد أن إقرار كلمة “ترند” مجمعيا هو نوع من الاقتراض الكاشف عن ضعف وتكاسل واستسلام للأمر الواقع. وفي ظني أن التصويت بالأغلبية لقبول اللفظ ببنيته الصوتية ودلالته الشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي هو تصويت مغلوط، لأن الزعم بعدم وجود بديل عربي للكلمة مستند لعدم وجود لفظ فصيح يصلح بديلا لكلمة “Trends”، بينما المستخدمون للكلمة لا يزعمون أنهم فصحاء ولا أنهم يتكلمون الفصحى، وهم إلى عامية المتنورين أقرب منهم إلى فصحى التراث. وبالتالي تصبح الترجمة المناسبة للكلمة في سياق فصحى التراث هي “اتجاهات” مثلا، بينما في سياق عامية المتنورين، التي يعاديها المجمعيون ولا يلجأون لها لمواجهة فيضان الألفاظ الأجنبية، نجد الناس يتحدثون إذا أرادوا الدلالة الإيجابية أو المحايدة عن حديث الساعة أو قضايا الساعة، أما إذا أرادوا الدلالة السلبية فيعرفون “الترندات” بأنها “هري”، فنسمع من يقول “الهري على إيه النهاردا؟”، وهو يعني “الترند”. أعرف طبعا أن اقتراض “الترند” أحب إلى قلوب الكثير من المجمعيين من “هري” الكثير من الناس!




الأشغال العامة تباشر بإزالة آثار عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس