1

ديانا” و”ياسمين” طالبتان جامعيتان طوَّعتا إعاقتيهما وصنعتا المعجزات

بهمة وعزيمة عالية، استطاعت الطالبة العشرينية ديانا صالح التغلب على فطرتها الصامتة، وأن تخطو بخطوات واثقة نحو التميز والإبداع في تخصصها الجامعي “فن الخزف”، وتوظيف كل ما أسبغه الله عليها من نِعم الفراسة وسرعة البديهة، لتعوّض فقدان حاستي النطق والسمع لديها، وتصقل ما بجعبتها من مواهب فنية متنوعة.

إعاقة لم تقف أمام طموح الطالبة صالح، من قرية سرطة غرب سلفيت، بل طوعتها لتخوض غمار تحديات عديدة والانخراط مع أقرانها الطلبة في جامعة النجاح الوطنية، التي بدورها أنشأت وحدة رعاية الطلبة ذوي الإعاقة لتهيئ البيئة الملائمة، لإدماجهم بالمجتمع وتقدم لهم الخدمات اللازمة، فيما أمضت ديانا حياتها المدرسية مع زملائها من فئة الصم والبكم الذين اعتادت التواصل معهم بلغة الاشارة المشتركة بينهم.

وتتحدث صالح لـ”القدس” دوت كوم، بلغتها، وإلى جانبها شقيقتها الكبرى ولاء تترجم قائلة: “إنني طالبة الصم والبكم الوحيدة في هذه الجامعة، ومن خلال تجربتي الناجحة رغبت أن أكون المفتاح الذي يشّرع الأبواب أمام غيري من الطلبة من هذه الفئة والذين يرغبون بإكمال تعليمهم”.

وواصلت دراستها بتفوق باهر يزداد يوماً بعد يوم، رغم كل الصعوبات التي تواجهها منذ المرحلة الثانوية –وفق شقيقتها ولاء-، إلا أنها تمكنت من اكتساب خبرات عدة في مجال تخصصها، وعملت على تنميتها وتطويرها، وأصبحت تسوّق أعمالها الفنية في مختلف المعارض وبالاشتراك مع مؤسسات مختلفة، ومدربة لغيرها من الطلبة، كما تمثل الجامعة بالعديد من المؤتمرات التي تعقد داخل أو خارج الوطن.

وأضافت صالح: “إنني أريد تعلّم فن الرسم السينمائي عبر اليوتيوب أيضاً، وبالنسبة لي كل ما اكتسبته من مهارات غير كافٍ، لذا يجب أن أبحث وأستكشف أشياء جديدة كل يوم، فلا يوجد حدود للعلم في نظري”.

وأعربت صالح عن امتنانها للجامعة التي احتضنتها منذ التحاقها بها من اليوم الأول، وتلبي احتياجاتها من خلال وحدة رعاية الطلبة ذوي الاعاقة، مشيرة إلى تعاون مدرسيها وزملائها بالتخصص أيضاً، ولا تنسى فضل عائلتها التي تقف معها جنباً إلى جنب في كل خطوة تخطوها.

وتأمل بتحقيق أسمى أمنياتها بأن تعمل في هذه الجامعة التي لطالما أحبتها، كمساعد تدريس في كلية الفنون الجميلة، وتتطلع لتحقيق هذه الأمنية بكل شوق لتكون أول مدّرسة من فئة الصم والبكم في الجامعة، فيما ستسعى لاستقطاب طلاب وطالبات من هذه الفئة حتى لا تكون هي الطالبة الأخيرة فيها، معتبرة أن هذه الخطوة نقلة نوعية تضاف إلى إنجازات الجامعة.

مسؤولية مجتمعية

ويقول مدير وحدة رعاية الطلبة ذوي الاعاقة في الجامعة، سامر العقروق لـ”القدس” دوت كوم: “من منطلق مسؤوليتنا المجتمعية، انشأنا هذه الوحدة لرعاية أكثر من ثلاثمائة طالب وطالبة من ذوي الاعاقة، فيما أصبحت هذه الجامعة الوحيدة والرائدة في تقديم هذه الخدمة لطلبتها من ذوي الهمم، إيماناً منها بضرورة إدماج هذه الفئات مع غيرهم من أفراد المجتمع، وأن تكفل حقهم بالتعليم”.

وأشاد بالنجاح الذي حققته الطالبة ديانا صالح على مدار سنوات دراستها لتصل إلى مشارف التخرج، مبيناً الدور الذي تقوم به الوحدة لمساعدة الطلبة في اختيار تخصصاتهم وتسعى لخدمتهم بناءً على القدرات التي يمتلكونها، حيث قال: “نحن نستقبل جميع الحالات التي تريد الالتحاق بالجامعة، ووجدنا أن الطالبة ديانا لديها هواية الرسم وقدراتها تمكنها من التسجيل في برنامج فن الخزف في كلية الفنون الجميلة”.

التفاؤل والإصرار رغم الإعاقة

وفي هذا الصدد، تحدث العقروق كذلك عن تجربة الطالبة ياسمين جناجرة (19عاماً)، من قرية طلوزة شرق نابلس، التي تتحدى إعاقتها الحركية بقوة شخصيتها وتفاؤلها بالحياة وإصرارها الدائم على التعلم.

ويلفت إلى أن الجامعة تم تهيئتها بشكل كامل منذ أن تم انشاء هذه الوحدة، حيث عملت على إيجاد موائمات لتسهيل الوصول الآمن لذوي الإعاقة إلى الحرم الجامعي ومرافقه، ما ساعد كثيراً في تنقلهم تحديداً ذوي الاعاقة الحركية.

وتقول جناجرة لـ”القدس” دوت كوم: “إن الجامعة اقترحت عليّ برنامج التربية الخاصة، لأنه يتناسب مع حالتي، كما أنني رغبت بأن أتعلمه لأعرف معلومات أكثر عن وضعي بشكل خاص، وعن ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام”.

وأضافت: “إنني اجتزت كثيراً من التحديات، لذلك قررت أن أكون ملهمة لغيري من أصحاب الهمم، وأبين لهم من خلال تجربتي أنه لا يوجد فشل في الحياة مهما واجهنا من صعوبات، ولابد لنا أن نحاول بإرادة قوية حتى نصل إلى كل ما نطمح به”.

وأعربت الطالبة جناجرة عن حبها الشديد للجامعة لما تلقاه من اهتمام ودعم دائم من قبل زملائها الطلبة والهيئتين الإدارية والأكاديمية، ما يشعرها بأهمية الدور الفعّال الذي تقوم به داخل الجامعة، ويجعلها تقوم بدورها كطالبة مجتهدة على أكمل وجه، كما يدفعها دائماً لتقديم كل ما بوسعها لخدمة غيرها من الطلبة ذوي الإعاقة”.

واستطرد العقروق: “إن الإبداع ينفي الاعاقة ويلغيها، لذلك نحن نهتم بأن نجعلهم مبادرين ومنتجين في المجتمع لا عالة عليه، وأن عليهم واجبات كما لهم حقوق، لذلك نعمل على صقل شخصيتهم وتعزيز ثقتهم بذاتهم، ليتمكنوا من اكتشاف قدراتهم وابداعاتهم”.

مساهمة غير محدودة

وتساهم هذه الوحدة في إشراكهم بالعديد من الأنشطة الطلابية داخل الجامعة –بحسب العقروق- كالمعارض والأنشطة الرياضية، وبعضهم انضم للكورال التابع لعمادة شؤون الطلبة، ومنهم من تميزوا بمواهب العزف والغناء، كما يشارك كثير منهم بالدورات والمؤتمرات التي تعقد داخل الجامعة أو خارجها.

ويدعو العقروق إلى ضرورة إسناد الطلبة ذوي الإعاقة مادياً ومعنوياً، وإنشاء وحدات خاصة بهم في جميع مؤسسات التعليم العالي، بالإضافة إلى تعزيز إدماج هؤلاء الطلبة في الحياة الجامعية، وتنفيذ أنشطة ارشادية وتوعوية لهم والاهتمام بواقعهم في مختلف الجامعات الفلسطينية.

ويُذكر أن هذه الوحدة أنشأتها الجامعة عام 2008، وقد تمكنت من استقطاب العديد من الطلبة ذوي الإعاقة بعد جهود مشتركة مع الهيئات المحلية والمدراس في مختلف المناطق ومحافظات الوطن، والعمل على توعية الأهل وتعريف هذه الفئات بحقوقهم وتقديم المنح الدراسية لهم، بالإضافة إلى تهيئة البيئة المناسبة لهم داخل الجامعة وتلبية جميع احتياجاتهم.




فلسطين تشارك في أعمال المؤتمر 16 للأطراف في اتفاقية بازل والمؤتمر 11 لاتفاقيتي روتردام وستوكهولم في جنيف

 شاركت دولة فلسطين في أعمال مؤتمر الأطراف للاتفاقيات البيئية الدولية الثلاث بشأن النفايات والمواد الكيماوية الخطرة المنعقد في مدينة جنيف السويسرية (السادس عشر لاتفاقية بازل بشأن نقل النفايات الخطرة عبر الحدود والتخلص منها، والحادي عشر لاتفاقية روتردام المتعلقة بالموافقة المسبقة عن علم في التجارة الدولية لمواد كيماوية ومبيدات زراعية خطرة، والحادي عشر لاتفاقية ستوكهولم الخاصة بالملوثات العضوية الثابتة.

ومثل دولة فلسطين من سلطة جودة البيئة أ. ياسر أبو شنب، نقطة الاتصال الوطنية لاتفاقيتي بازل وروتردام وأ. دعاء عبد الله نقطة الاتصال الوطنية لاتفاقية ستوكهولم، والعقيد لطفي أبو ناصر مدير إدارة المكافحة والتفتيش في جهاز الضابطة الجمركية وبمشاركة 1500 من ممثلي الأطراف في الاتفاقيات.

وتتضمن أعمال المؤتمر مناقشات ومفاوضات مع الدول الأطراف في العديد من مسودات القرارات الخاصة بالمواضيع التقنية والتوجيهات الإرشادية للإدارة السليمة للنفايات والمواد الكيماوية الخطرة، وإدراج الملوثات العضوية الثابتة ومواد ومبيدات زراعية خطرة في المرافق الخاصة باتفاقيتي ستوكهولم وروتردام.

وتشمل المفاوضات مناقشة التعديلات المقترحة لتحسين الإجراءات المتعلقة بالموافقة عن علم في نقل النفايات الخطرة لاتفاقية بازل والتعديلات المقترحة على الإجراءات المتعلقة بإدراج المواد الكيماوية والمبيدات الزراعية الخطرة في مرافق اتفاقية روتردام.




بعد وصوله لعمان- مجلس النواب يرفع الحصانة عن النائب العدوان




النكبة




لا تكونوا ضحاياه.. التسول الإلكتروني.. تباكي لأجل الحصول على المال!

لم يعد التسول في الواقع فقط، بل إن المتسولين باتوا يجوبون منصات التواصل الاجتماعي، متباكين على أحوالهم المادية، من أجل الحصول على المال، مستخدمين في كثير من الأحوال حسابات على تلك المواقع قريبة للواقع.

التسول الإلكتروني.. أداة سلب المال

لا تختلف طريقة التسول الإلكتروني بالمعنى ولا المضمون تماماً عن طريقة التسول التقليدية المعروفة للمجتمعات، وهذه المرة تختلف من حيث الأدوات المستخدمة، وأولها شبكة الإنترنت، واستخدام تطبيق اجتماعي أكثر انتشاراَ بالمنطقة الجغرافية، والهدف منها سلب المال.

يقول صدقي أبو ضهير، وهو باحث ومستشار بالإعلام والتسويق الرقمي، لـ”القدس” دوت كوم : “أعتقد أن فكرة التسول الإلكتروني قديمة وما زالت، وهي (انتحال شخصية لصديق لك)، ثم يتم استهداف الضحية، ليقتنع أن صديقه باسمه وصورته، وطلب تحويل مال عبر تطبيقات رقمية أو تعبئة رصيد” .

ويتابع أبو ضهير، “بالتالي تطورت القصة والمهارة لدى المتسوولين الرقميين بشكل مختلف، وتحولت لطلب الحاجة، باستخدام العاطفة الرقمية، التي تؤثر على الضحية”.

أدوات الإيقاع بالضحايا إلكترونيًا!

يحاول المتسول الإلكتروني أن يضع تفاصيل مثل صورة، أو بعض المنشورات ذات الطابع الروحاني، وبعض المشاهد من خلال فيديوهات؛ لتوحي للضحية أنه فعلاً محتاج، ويحتاج المعونة كونه يلعب على العاطفة بالمحتوى، بحسب أبو ضهير.

ويتابع أبو ضهير، “البعض يستخدم اسم وهمي، وصورة مستعارة، وحسابات مزيفة، وتفاصيل غير حقيقية كمعلومات عن الحساب الذي يقوم بعملية التسول الإلكتروني“.

أنواع التسول الإلكتروني

حول الأكثر استخدامًا، من أنواع التسول الإلكتروني، يوضح أبو ضهير أنها من خلال منصات التواصل الاجتماعي لقربه إلى الواقعية، واستخدام مناطق منكوبة، وباستخدام اسم لعائلات منكوبة أيضاً حتى تقع الضحية بالفعل .

نوع آخر يسميه أبو ضهير الـ”صياد”، حيث إن كل ما يقوم به هو نشر “بوست” نقدي قاسٍ حول مطعم أو “كافي شوب” أو متجر ملابس، حتى يقوم المتسخدمين الرقميين بالتفاعل حول المنشور ما بين مؤيد ومعارض.

يقول أبو ضهير: “ترجح فكرة المؤيد هنا كون منصة فيسبوك الأكثر استخدامًا في المجتمع الرقمي الفلسطيني، وبذلك يحصل على جائزة مجانية ليكف أذاه عن المحل المستهدف”.

وهناك نوع آخر ومنتشر بشكل ملاحظ، وهو طلب أسماء عقاقير أدوية، فيقوم المتسول بطلبها وكتابة اسمها من الضحية، ويقوم الضحية من باب التأكد بإرسال المتسول إلى صيدلية ثقة لتطمن أنه حصل على الدواء، وبالفعل يقدم نفسه واسمه ويحصل على العقار، ولكن يقوم المتسول الإلكتروني ببيع تلك الأدوية في صيدلية أخرى، بحجة أنه ليس بحاجة لها أو أنها لا تناسب المريض أو أي حجة أخرى.

تحويل رصيد للمتسول!

بالنسبة لمحمد ابو الزين (اسم مستعار) يؤكد لـ”القدس”، أن شخصًا باسم امرأة كانت تضع على حسابها في فيسبوك صورة للمسجد الأقصى وفي غلاف الحساب صورة عبارة عن تصميم “بوستر دعوي”، بعث له بإضافة، بعدها بيومين أو ثلاثة بدأ الشخص يعلق على منشورات محمد، ثم بعث له سلاماً صباحيًا.

ويتابع محمد، بعد نحو شهر تفاجأت بتلك السيدة التي تسمي نفسها “أم أيهم” وأنها من سكان إحدى المدنبالضفة الغربية، تطلب منه مساعدة مالية، لأن زوجها مصاب بالسرطان واطفالها أكبرهم 10 سنوات، وهم يحتاجون المال.

وطلبت منه أن يحول مبلغ مائة شيقل ولا تريد إحراج نفسها في البنوك أو لبعد المسافة عنها، الفعل وافق محمد، وطلبت منه أن يحول الرصيد على رقمها، وهذا ما تم، بعد أسبوع عادت الأمر وطلبت ذات الطلب، وحينما رفض، قامت تلك السيدة بتفعيل خاصية الحظر! ليتفاجأ من صديق له أن بيانات السيدة غير صحيحة.

حتى لا نقع ضحايا “التسول الإلكتروني

حتى لا نقع ضحايا التسول الإلكتروني، فإنه وفقًا لـ”أبو ضهير”، لابد من السؤال عن الشخص المتسول مثل مكان سكنه، ورقم هاتفه، واسمه كاملاً، ورقم الهوية، والتواصل مع جهات ذات اختصاص للبحث عن هوية الشخص المحتاج .

يقول أبو ضهير: “إنني انصح بشدة عدم التعاطي مع أي محاولة تسول إلكترونية، كون المحتاج لن يتوجه إلى منصات التواصل الاجتماعي، لسد حاجته بهذه الطريقة”.

ويضيف أبو ضهير، “من يمارس التسول الإلكتروني وجد الطريقة الأسهل للحصول على المال بدون تعب وكد وجهد، ويتم تحويل المبالغ المالية مباشرة عبرتطبيق رقمي على الأغلب”.