1

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. زخرفوا جدران المخيم بكلمات الوطن

هي الأيام الظلماء التي اجتازوا فيها حدود الوطن الى أقرب وجهة أتيحت لهم، ورغما عنهم، للنجاة بحياتهم من مجازر ومذابح العصابات الصهيونية، فباتت بضعة أمتار تفصل بينهم وبين فردوس وطنهم الذي أضحى محتلا لتكون حينها النكبة وتبدأ معها رحلة شتاتهم  المريرة.
في الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة 1948، تسترجع ذاكرة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تفاصيل الجريمة البغيضة التي ما زالوا يدفعون أثمانها تشريدا وحرمانا من وطنهم وضياعا لأبسط حقوقهم الانسانية والمدنية.        
فلسطين المتجذرة في ذاكرة الكبار الذين ولدوا فيها وعايشوا نكبتها ما زالوا يروون حكاياها بأمل رجوعهم الذي طال أمده.
الحاج ابو خليل كرزون ابن الأعوام التسعين الذي قذفته النكبة من بلدته لوبية في قضاء طبريا الى مخيم الجليل في البقاع، مآسي الشتات لم تتقدم في يوم على اعتزازه وفخره ان أهل بلدته قاتلوا الصهاينة حتى الرمق الأخير وقد سقط 52 شهيدا منهم على أرضها.
 كان أبو خليل صغيرا حين توفي والده وقد لجأ مع أمه الى بنت جبيل اللبنانية وبعدها الى مخيم الجليل.. “تعبت من هذا المنفى” يقول ابو خليل لـ “الحياة الجديدة” وهو الذي ما زال يحتفظ في أوراق الطابو التي تثبت ملكيته في عدد من دونمات الأرض في وطنه.
 يقول: إن عدت أو لم أعد، هذه الأرض ليست للبيع.. لا يتوانى الحاج أبو خليل أن يظهر غضبه الدائم والشديد من الاحتلال الاسرائيلي ومن المجتمع الدولي الذي لم يبدل ساكنا في قضية اللاجئين وهو يردد : “كل عام كنا نقول هذا العام، راح العمر ونحن ضحايا التآمر، شعبنا انظلم كتير ولكن لنا رب”.
 كل ما يحلم به أبو خليل أن يعود ويشيد بيتا له من القصب تحت شجرة زيتون في بلاده “ساعتئذ الحمد لله أكون قد مت في أرضي ووطني” هذا ما تمناه أبو خليل.
وكم ابو خليل قص الرواية الحقيقية على مسامع الأجيال الفلسطينية المتعاقبة في بلاد الشتات، ففهم الصغير منذ ان تفتحت عيناه على الحياة تماما لماذا هو يعيش في تلك المخيمات والتجمعات المصنفة “فلسطينية” في لبنان والتي يفتقر فيها الى أبسط حقوقه كانسان، عرف انه ضحية احتلال شرذم شعبه وشتته وهو يعيش على انقاض جريمة لم تحاسب قوانين الأرض عليها حتى اليوم، فتصرف على نحو يدحض تماما مقولة غولدا مئير ان الصغار يوما ينسون.  
 بعد خمسة وسبعين عاما ما زال المخيم يحمل الهوية الفلسطينية في تفاصيل تفاصيله ولو ان جنسيات اخرى سكنته في السنوات الأخيرة ، فان شيئا لم يتبدل أو يغير في معالمه اوحياة وعادات أهله المتمسكين بكل ما يرمز الى فلسطينيتهم.
هنا زخرفوا جدران المخيم بكلمات الوطن، ورسموه بألوان العودة، غنوا وعزفوا له، ازقتهم  وبيوتهم اعتلتها صور رموزهم وشهدائهم وأسراهم.. وكأنها الحكاية كلها أمام ناظريك لا تكلفك العناء في السؤال عن المكان وأهله.




الأسير محمد عارضة من عرابة يدخل عامه الـ22 في الأسر




تركيا المنقسمة تنتخب رئيسها

يدلي الناخبون في تركيا المنقسمة بشدة بأصواتهم الأحد لاختيار رئيس خلفا للرئيس الإسلامي المحافظ رجب طيب إردوغان الذي يتولى السلطة منذ عشرين عاما.

وبعد قرن على تأسيس الجمهورية، تجري الانتخابات في أجواء من الاستقطاب الشديد بين المرشحين الرئيسيين إردوغان (69 عامًا) وخصمه كمال كيليتشدار أوغلو (74 عامًا) الذي يقود حزبا ديموقراطيا اجتماعيا وعلمانيا.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة (05,00 ت غ) في اسطنبول وأنقرة، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس ووسائل الإعلام التركية.

وقالت مليحة (40 عاما) التي كانت تنتظر أمام مركز للاقتراع في حي موال للمعارضة في أنقرة “أردت أن أكون أول من يصوت لكني أرى أنني متأخرة”.

وسجل 64 مليون ناخب سيختارون أعضاء برلمانهم أيضا في جميع أنحاء هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة ويشهد تقليديا إقبالا على التصويت يتمثل بنسب مشاركة تزيد على ثمانين بالمئة.

وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى منافسة حادة بين المتنافسَين مع تقدم طفيف لزعيم المعارضة التي تتمثل بجبهة موحدة للمرة الأولى.

وحقق مرشح ثالث هو سنان أوغان بعض التقدم.

ويقود كيليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة ائتلافًا من ستة أحزاب متنوعة من اليمين القومي إلى يسار الوسط الليبرالي.

كما حصل على دعم حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد ويعتبر القوة السياسية الثالثة في البلاد.

وخلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في 2018، فاز إردوغان من الدورة الأولى بعد حصوله على أكثر من 52,5 بالمئة من الأصوات. لذلك، سيشكل احتمال تنظيم دورة ثانية في 28 أيار/مايو في اقتراع انتكاسة له.

ووعد إردوغان باحترام حكم صناديق الاقتراع الذي يراقبه مئات الآلاف من مؤيدي الجانبين.

يجري الاقتراع هذه المرة في بلد انهكته أزمة اقتصادية مع انخفاض قيمة عملته بمقدار النصف تقريبا خلال عامين وتجاوز نسبة التضخم 85 بالمئة في الخريف.

وأدت صدمة زلزال السادس من شباط/فبراير الذي أدى إلى انهيار عشرات الآلاف من المباني وتسبب بمقتل خمسين ألف شخص على الأقل وبتشريد أكثر من ثلاثة ملايين آخرين، إلى تشكيك في قوة الرئيس الذي يمتلك كل الصلاحيات.

وكان إردوغان اعتمد على قوة قطاع البناء خصوصا مشيرا إلى إنجازاته العظيمة التي أدت إلى تحديث تركيا، ليبرز نجاحه خلال العقد الأول من توليه السلطة، كرئيس للحكومة أولا. لكن الزلزال كشف فساد المقاولين والسلطات التي أصدرت تصاريح البناء في تحد لقواعد الوقاية من الزلازل.

وفي مواجهتها، استخدم كيليتشدار أوغلو ورقة التهدئة واعدا بإقامة دولة القانون واحترام المؤسسات، التي تضررت خلال السنوات العشر الماضية بميول إردوغان الاستبدادية.

وكشفت استطلاعات الرأي أن خطاباته القصيرة والهادئة خلافا لما يعبر عنه إردوغان من غضب وشتائم، أقنع غالبية 5,2 ملايين شاب تركي سيصوتون للمرة الأولى.

وقال كيليتشدار أوغلو مساء السبت في رسالة أخيرة بالفيديو إن “مشروعي الأكثر جنونًا هو إعادة الديموقراطية إلى هذا البلد وهذه العودة ستثير حماس العالم بأسره”، بينما كان الرئيس يختتم حملته بالصلاة في آيا صوفيا الكنيسة السابقة التي تحولت مسجدا في اسطنبول.

قال الخبير السياسي أحمد إنسل الذي يقيم في الخارج في باريس إن “هزيمة إردوغان ستظهر أنه يمكننا الخروج من نظام استبدادي راسخ عبر صناديق الاقتراع”.

من جهته قال بيرم بالسي الباحث في “مركز الدراسات الدولية-علوم سياسية” في باريس والمدير السابق للمعهد الفرنسي لدراسات الأناضول إن “فوز كيليتشدار أوغلو سيُظهر أنه يمكننا تحقيق انتقال سلس في بلد مسلم”.

وتجري الانتخابات وسط متابعة دقيقة من الخارج لما قد يشكل “ربيعا تركيا“، إذ إن هذا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) يتمتع بموقع فريد بين أوروبا والشرق الأوسط ولاعب دبلوماسي رئيسي.

وسيصوت أردوغان وكيليتشدار أوغلو ظهر السبت، الأول في اسطنبول والثاني في أنقرة. وسينتظران إعلان النتيجة في العاصمة.

وستغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 17,00 (14,00 ت غ).

ومن المتوقع صدور التقديرات الرسمية الأولى بعد أربع ساعات.




حراك المعلمين” يجمد الإضراب بعد إعلان المالية إعادة “الحسومات




بلدية الاحتلال تهدم شقتين في جبل المكبر