1

السماق شجيرات قطوفها زاهية تتكاثر لوحدها

 جهاد القواسمي – تحمل الحاجة نجيه صوالحة، النابلسية الأصل، من عصيرة الشمالية، معداتها فجرًا لتقطف ثمار السماق، الذي نمت شجيراته بين أشجار الزيتون ودوالي العنب، في منطقة عين فارس في مدينة دورا، جنوب الخليل، وبعد أن يغزوها العرق وتجرحها الأشواك، تحمل ما تقطفه ليختمر ويبقى محافظًا على لونه البلدي العتيق، ثم تنظفه، ثم تجففه، ثم تفرطه، ثم تطحنه، ثم يصير سماقًا لذيذًا، فاتحا شهية عشاقه.

قطوفها زاهية

وتعتني الحاجة صوالحة، التي امتهنت التمريض، كقابلة قانونية، وتقاعدت منها قبل ما يقارب من 15 عاًما، لتصبح مزارعة برفقة زوجها الأستاذ سيان العرب، مشيرةً إلى أن اشجار السماق برية، قطوفها التي تشبه عناقيد العنب، زاهية اللون، ذو طعم ورائحة مميزة، موضحةً أن شجيرات السماق لا تحتاج لكثير من العناية والاهتمام كباقي الاشجار، هي بحاجة فقط للتقليم حتى تتمكن الشمس من الدخول للثمار والاغصان، وتتكاثر لوحدها النعناع.

وأضافت، إن علامة نضوج السماق، التي تبدأ ثماره بالتشكل بعد ازهارها في نهاية شهر نيسان، وتتميز بزهورها الصفراء التي ما تلبث أن تتحول إلى عناقيد خضراء، تشبه إلى حد كبير قطوف الحصرم، حتى تنضج وتكتسب لونًا بنيا في نهاية شهر أيلول، حيث تظهر رؤوس سوداء في حباته، وهو على شكل قطف مع دبغه باللون الأحمر الخاص.

أنواع السماق

وأوضحت الحاجه صوالحة، أن اأواع السماق في فلسطين نوعان، دابوقي وجندلي، لافتةً أن الدابوقي، هو السمّاق الأحمر، أما الجندلي، فهو سماق يميل للبياض مع بعض الخضرة وكلاهما حامض ولكن الناس تفضل الدابوقي، مؤكدة أن السماق البلدي أفضل بكثير من السماق التركي أو السوري، لان المستورد لونه أحمر ولا يحتوي على نكهة أو حموضة، ويتم غشه.

وأشارت، أن موعد قطف السماق، بين نهاية آب وبداية تشرين أول، حيث يتقدم موسم القطف باشتداد الحرارة وينصح بقطفه إذا صار لونه أحمرًا، لأن الندى صيفًا يحوله للون الأسود، لاختلاط قطرات الندى بقشرة السماق الرطبة، فتتفاعل مع الماء لتتحول للون الأسود، لذلك ينصح بقطفة حين بلوغه فورًا.

آلية القطف

وبينت صوالحة، أن السماق يقطف بقفازات، وذلك لأنه يسبب سوادًا واحمرارًا في اليدين وآثار الصمغ أيضًا تلتصق بالجلد والبعض يعاني من حساسية خفيفة، موضحةً أن مقص التقليم يستخدم لسببين، وهو تقليم الشجرة لتحمل في الموسم القادم، ولسهولة القص وعدم لمس القطف باليد فتنفرط الحبات.

وتابعت، بعد قطفه يتم تنظيفه من الأغصان والأوراق ونقله في أكياس لمنطقة التحضير، موضحةً أن طريقة تحضيره يترك ليتخمر وينكمر ليومين أو ثلاثة في أكياس سود، ثم يتم تنظيف القطوف مرة أخرى من الورق والشوائب، ويفرد على قطعة قماش كبيرة ليجف لمدة أسبوع إلى 10 أيام، وبعد ذلك يتم فرط القطوف لحبات منفردة ثم يترك لمدة أسبوع آخر ليجف تماما، ويتم تغطيته في الليل خوفًا من الندى، إلى أن يجف تمامًا ويتم تعبئته في أكياس جديدة ويباع بعد ذلك حبًا أو مطحونًا.

طريقة خاصة

ولفتت، أن طحن حبة السماق، وهي عبارة عن بذرة سوداء صلبة محاطة بقشرة حمراء وهي السماق الحقيقي، مشيرةً إلى أنه يتم طحن السماق بطريقة خاصة وهي تقشيره وطحن القشرة الحمراء الخارجية وعزل البذور، ويتم بعد ذلك تنقية البذور، تخليص ما تبقى منها من سماق والتخلص منها لتحصل على سماق بلدي خالص، منوهةً أنه مطحنة عويضة وهي اقدم مطحنة في الخليل، وتتعامل معها من زمن الأجداد.

وبينت، أن السماق يستخدم على الزعتر المطحون، الذي يؤكل مع زيت الزيتون وفي المحاشي والمشاوي، وعلى اللبنة وبعض المقالي، وعلى أكلة المسخن الفلسطينية المشهورة في الشمال، مؤكدةً أن بعض السماق وخاصة المستورد هو صبغات، وهنالك سماق يطحن مع بذوره لزيادة الوزن ويترك شوائب صلبة تؤذي الأسنان، وبعضهم يضيف البطم له وهو نبات بري أحمر ولكنه ليس بحموضة السماق، مشيرةً أن المساق يستخدم كنبته صحية علاجية، فهو يحتوي على نسبة كبيرة من حمض العفص، ويسهم في علاج العديد من الأمراض، كالإسهال والنزيف والسيلان الأبيض والنزلات الصدرية، والتهابات الحنجرة، ويستخدم على شكل لبخات للتخفيف من تهيج الجلد واحمراره، وهو غني بالفيتامي c، والكالسيوم، وتعمل هذه المركبات على الشفاء من الغثيان، والرطوية والإسهال، والحكة والجرب، ويعتبر فاتحا للشهية، ويقي من الروماتيزم ويمنع تقيح الأذن.‬




الاحتلال يعتقل 15 عاملاً قرب حاجز برطعة




أبو صبحي.. شاهد يحكي بعد أربعين سنة تفاصيل المجزرة

“لم يعودوا .. ما زالت صورهم أمامي”

يعود أيلول بعد السنوات الأربعين، فتجدد صبرا وشاتيلا مأتمها، وكأنها على موعد مع كل من يدخلها في هذا التوقيت كي تعيد له روايتها الدامية وما حل بأبنائها ذات أيام ثلاثة.. الأزقة ما زالت تعبق بدماء الأبرياء، هنا، حيث كان جزء من مسلسل سحق العدالة في عالمنا كل يوم ودون محاسبة، لم ترحم سواطير المجرمين طراوة أجساد الأطفال والرضع ولا حتى الأجنة في بطون أمهاتهم، فكانت الصور الأبشع للإرهاب الوحشي في عصرنا.. مجزرة اقترفها حلفاء اسرائيل آنذاك على مسمع الاسرائيليين وأمام أبصارهم، وهم أضاءوا السماء لهم بالقنابل الضوئية لمساعدتهم على قتل أهالي صبرا وشاتيلا من الفلسطينيين واللبنانيين وجنسيات اخرى.. ما يزيد عن آلاف الضحايا والمفقودين، الذين لا يعرف شيء عن مصيرهم حتى اليوم.

بابتسامة لا تمحي ألما تختزنه سنينا عيناه، يستقبلنا محمد عفيفي (أبو صبحي) أمام دكانه في مخيم شاتيلا لنستعيد معه حكايا عن المجزرة وهو شاهد عيان عليها، بسرعة البرق تظهر معالم وجهه الغاضبة دون أن يفقد الرجل هدوءا يتمتع به، يقول: بالحديث عن المجزرة تتحرك الذكريات وأعيد شريط الأحداث، فمن لم ير المجزرة لا يعرف معنى الاجرام الحقيقي، ما شاهدناه لا يوصف، هي جريمة مكملة لجريمة طردنا من وطننا في العام 1948، لاحقنا المحتل في لجوئنا، ليضيف على مأساتنا مأساة، صبرا وشاتيلا رمز وحكاية ألم سيخلدها التاريخ، بصمة عار تلاحق كل من شارك في أفظع فاجعة حلت في مخيمنا، ذبحنا في بيوتنا، ورمينا في العراء.

 ويستطرد: اعترضوا على كلمة الرئيس محمود عباس منذ فترة في ألمانيا لأنهم لا يريدون أن يعترفوا بالمجازر والمحارق التي ارتكبت وما زالت بحقنا نحن الشعب الفلسطيني وهم يواصلون الكيل بمكيالين.

سرعان ما تغرق عينا الرجل بدمع بسابق أسئلة لا يجد لها أجوبة منذ أربعين سنة على حدوث المجزرة: كيف أصف لك حاملا شقوا بطنها ولم نرها إلا وهي منتفخة؟ كيف أصف لك أحد الضحايا المقطوعة رجله فقام القتلة بقطع الثانية وعلقوها على صدره؟ هذا هو التلذذ بالموت.. يقول أبو صبحي.

ويتابع: بدأوا بحصار المخيم من كل الجهات، لم نكن نعرف ماذا يحصل، كنا جالسين هنا قرب منزلنا، فأتانا أحد الشبان الذي يسكن في أحد الأحياء التي وقعت فيها المجزرة، وهو يردد: “أريد سلاحا فهم يذبحون العالم، دخلوا بيتي واختبأت”.. يعلق ابو صبحي: ولكن أين السلاح؟ لم يكن هناك سلاح في المخيم، ليس بيدنا شيء لنفعله.

ويضيف: بدأنا بتهريب الناس فراحوا يقنصون علينا ويطلبون منا تسليم أنفسنا، توجه ثمانية من وجهاء المخيم ليقابلوا قوات الاحتلال الاسرائيلي، “لم يعودوا”.. يكررها أبو صبحي بانفعال وحرقة: “لم يعودوا.. لم يعودوا .. ما زالت صورهم أمامي”.

ويواصل أبو صبحي ذكريات مجزرة ما زال يعيش تفاصيل أحداثها المؤلمة: “والله على ما أقوله شهيد، اننا سمعنا أصوات ميليشيات لبنانية وكان يرافقهم الاسرائيليون، لقد رأيتهم بأم عيني، ولو نكر هؤلاء (الاسرائيليون) دخولهم المخيم، فمن كان يؤمن للمسلحين الذين نفذوا المجزرة داخل المخيم الغطاء؟ من كان يقنصنا ويحرم العالم أن تعود للحياة؟ من مولهم بشتى وأسوأ آلات القتل، البلطات والسواطير وغيرها؟”.

هل تعرفين؟ يردف أبو صبحي: ان شوارع المخيم كانت ممتلئة بإبر المخدرات، كان القتلة يستلذون بقتلنا هنا!

يقارن أبو صبحي بين اليوم والأمس الذي حدثت فيه المجزرة معلقا: لو ان المجزرة وقعت في أيامنا هذه لكانت ظهرت منذ اللحظات الاولى ولم نبق ثلاثة أيام ليعرف العالم بنا، حتى ان الصحافة الأجنبية علمت بها بعد حصولها وقد تم نقل الاشلاء، بينما الحقيقة أن كل ما سمعه العالم عن المجزرة لا يمثل 1% منها، حتى أنا الآن عاجز عن وصف كل ما حدث لكم.

لاحقت قوات الاحتلال الاسرائيلي أبو صبحي الناجي من مجزرة صبرا وشاتيلا فاعتقلته في العام 1985. عن ذلك يقول: أرادوا أن يحاكموني على هجومهم! وأنا الذي من المفترض أن اقاتلهم، سألوني خلال التحقيق: أنت ابن مخيم شاتيلا أين كنت خلال المجزرة؟.. يعلق أبو صبحي: هل هناك أحقر من ذلك؟ والعالم أعمى والعالم أعمى!

عن فترة أسره يضيف أبو صبحي: قضيت عامين في سجون الاحتلال “الرملة والجلمة والدامون”، هناك تنسمت عبير أرضي وبلادي، كان حلما بالنسبة لي، وفي سجن الجلمة اشتميت رائحة قريتي “الياجور” التي هجرنا منها فالسجن يقع عند أطرافها.  

لمخيم شاتيلا مكانته بالنسبة لأبو صبحي “هذا مخيم الأبطال والمقاومين، من هنا خرجت دلال المغربي وغيرها من الأبطال من أجل أن يسمع العالم صوتنا بأننا شعب من حقنا أن نعيش في وطن حر ومستقل، ونحن مهما حل بنا لن نتخلى عن عودتنا إليه، ولن ننسى، ودماء شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا لا تزيدنا إلا صلابة وتمسكا بكافة حقوقنا المشروعة”.. يختم محمد عفيفي (أبو صبحي) كلامه لـ “الحياة  الجديدة” في الذكرى الاربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا.




المجتمع




90 ألف معمر في اليابان تجاوزت أعمارهم 100 عام

لأول مرة، تجاوز عدد اليابانيين الذين تزيد أعمارهم عن 100 عام 90 ألف شخص وغالبيتهم من النساء.

ونشرت مثل هذه الإحصاءات وزارة الصحة والعمل والرفاهية في اليابان عشية يوم احترام الشيخوخة، الذي يتم الاحتفال به يوم الاثنين.

وهناك 90526 مواطنا يابانيا تجاوز عمرهم 100 عام، ما يزيد بأكثر من أربعة آلاف عما هو عليه العام الماضي. وأصبح هذا المؤشر رقما قياسيا، مع العلم أن اليابان تحطم الأرقام القياسية في هذا المجال كل عام على مدار 52 عاما، لكن مؤشر 90 ألف شخص معمّر قد تجاوزته البلاد للمرة الأولى.

وفي عام 1970، كان هناك 310 أشخاص معمرين فقط. وبلغ عددهم الآن 90 ألفا، وتشكل النساء منهم  88٪، أي ما يزيد عن 80 ألفا، أما عدد الرجال المعمرين فهناك ما يزيد قليلا عن 10000 رجل معمّر.

تعد المواطنة اليابانية، فوسا تاتسومي، البالغة من العمر 115 عاما من أكبر المعمّرات سنا، وهي من محافظة أوساكا اليابانية، أما أكبر رجل معمر سنا فهو، شيجيو ناكامورا، من محافظة هيروشيما