1

50 طبيبًا يوجهون رسالة مفتوحة للحكومة الإسرائيلية بشأن الأسير عواودة

 وقّع أكثر من 50 طبيبا فلسطينيًا ويهوديًا- إسرائيليًا، ناشطون في جمعية أطباء لحقوق الإنسان، على رسالة مفتوحة تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى الإفراج الفوري عن الأسير المضرب عن الطعام خليل عواودة، ووقف استخدام سياسة الاعتقالات الإدارية. 

وفي رسالتهم، يعبر الأطباء عن قلقهم العميق على سلامة عواودة، واستخدام إسرائيل المتكرر للاعتقالات الإدارية، وهي وسيلة تدفع الناس إلى الإضراب عن الطعام لفترات طويلة كملاذ أخير في مواجهة هذه الأداة المتغوّلة.

فيما أصدرت 16 منظمة حقوقية إسرائيلية دعوة مشتركة لإسرائيل للإفراج الفوري عن عواودة، ووقف استخدامها المكثف للاعتقالات الإدارية. 

وورد في الرسالة الصادرة عن الجمعيات بأن عواودة هو واحد من 671 فلسطينيًا تحتجزهم إسرائيل إداريًا، بلا محاكمة، وفي انتهاك للقانون الدولي، مضيفةً: إن حياة عواودة في خطر محدّق وفوري، واستمرار اعتقاله الإداري لأسباب سياسية يشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان. 

وقد أعلنت الجمعيات بأن الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياة عواودة تتمثل في الإفراج الفوري عنه من الاعتقال الإداري.

وفي السياق، رفضت محكمة الاستئناف العسكرية مؤخرًا الاستئناف الذي تقدم به العواودة ضد اعتقاله الإداري، وصادقت على استمرار اعتقاله إداريًا، وذلك رغم رأي الأطباء المختصين الذين صرحوا بأن حياة العواودة في خطر داهم.

 ومن المتوقع في الأيام المقبلة أن يستأنف عواودة على القرار من خلال محاميته أحلام حداد، أمام المحكمة العليا.

يذكر أن خليل عواودة قد أدخل منذ نهاية الأسبوع الماضي إلى مستشفى أساف هروفيه، وقامت د. لينا قاسم حسان، طبيبة العائلة المتطوعة في جمعية أطباء لحقوق الإنسان، والتي تشغل منصب مديرة هيئتها الإدارية، بزيارة عواودة، وكتبت في تقييمها بأن حالته خطيرة وأنّ حياته في خطر محقق، وبلغ وزن العواودة 42 كيلوغرامًا، وهو يعاني من رأرأة هائلة (ارتعاش حدقتي العيون)، ويواجه مشاكل في النظر والحديث، ويبدو أنه يواجه مصاعب في إدراك الوقت والمكان، وقد أصيب إصابة في قدرته الإدراكية، وليس من المعروف ما مداها، وإن كان بالإمكان الشفاء منها.

ورغم أن تقييم حسان قد تم تحويله إلى محكمة الاستئناف العسكرية للنظر فيه، إلا أن القاضي قد تجاهل التقييم ووافق على استمرار الاعتقال الإداري.

من جهتها، صرحت عنات ليطفين، مديرة قسم المسجونين في جمعية أطباء لحقوق الإنسان، معلقة على رفض استئناف عواودة: “يواصل القاضي الإصرار بعدم وجود خطر محقق على حياة عواودة، في الوقت الذي يتجاهل فيه لآراء ثلاثة أطباء خبراء من طرف جمعية أطباء لحقوق الإنسان، و55 طبيبًا مختصًا إضافيًا وقّعوا على رسالة تدعو لإطلاق سراحه بسبب حالته الصحية، كما تجاهل وجهة نظر المرفق الصحي التابع لمصلحة السجون، وهو طبيب وموظف دولة بصورة لا تقل عن القاضي. إن كلا من النيابة العسكرية والقاضي ليسا مهتمان بتلقي تقييمات محدثة من المستشفى الذي يرقد فيه خليل عواودة، وهما، بذا، يتجاهلان حقّه في الحياة”. 




إصابات خلال مواجهات.. الاحتلال يداهم مقرات مؤسسات حقوقية وأهلية ويغلقها

 داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، مقرات مؤسسات حقوقية وأهلية فلسطينية في مناطق متفرقة من مدينة رام الله.

وبحسب مصادر محلية، فإن تلك القوات اقتحمت مقرات مؤسسة الحق، مؤسسة الضمير، مركز بيسان، مكتب اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، اتحاد لجان العمل الزراعي، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال/ فرع فلسطين.

وأشارت المصادر، إلى أن قوات الاحتلال صادرت مقتنيات تلك المقرات، ووضعت قرارًا عسكريًا يمنع فتح تلك المقرات بحجة أنها “منظمات إرهابية” وفق القانون الإسرائيلي.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن كان قرر وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس الليلة الماضية، بشكل نهائي، تصنيف تلك المؤسسات بأنها “إرهابية”.

وبحسب الهلال الأحمر، فإن طواقمه تعاملت مع إصابة بالرصاص المطاطي، فيما أصب 33 مواطنًا بالاختناق بفعل إلقاء الاحتلال لقنابل الغاز بشكل مكثف خلال عملياته في رام الله.




إصابات خلال مواجهات.. الاحتلال يداهم مقرات مؤسسات حقوقية وأهلية ويغلقها




شهيد ونحو 40 إصابة برصاص الاحتلال في نابلس




أم خالد.. كان يخشاها “الشاباك”

 أسامة العيسة- ودع أهالي مخيم الدهيشة، قرب مدينة بيت لحم، نظمية عبد الفتاح مزهر (أم خالد)، زوجة مبعد، ووالدة أسرى، وجدة شهيدين.

تعتبر أم خالد، التي رحلت عن 86 عاما، واحدة من الوجوه المناضلة في تاريخ المخيم، منذ لجأت من قريتها خلدة، غرب القدس، إلى المخيم.

اعتقلت سلطات الاحتلال، زوجها حلمي مزهر (أبو خالد) في عام 1969م، وأبعدته إلى الأردن، لتبدأ رحلة معاناة جديدة في ظل الاحتلال الجديد.

يقول الناشط المجتمعي والأسير السابق يوسف أبو لبن: “كانت أم خالد أحد الدروع الحامية لشباب المقاومة الشعبية في مخيم الدهيشة، وكان بيتها حاضنة وطنية حقيقية، اعتقل الاحتلال أبناءها تباعا في سجون الاحتلال عبر كل مراحل المقاومة الشعبية في المخيم”.

منع الاحتلال، أم خالد، من السفر إلى الأردن منذ بداية الانتفاضة الأولى وحتى عام 1993 كإجراء عقابي.

يستذكر أبو لبن الراحلة قائلا: “كانت الأكثر جرأة في الدفاع عن أطفال وشباب الانتفاضة عند تعرضهم للاعتداء والاعتقال من جنود الاحتلال، وتعرضت مرات عديدة للضرب المبرح والاعتقالات، والاستجواب من جنود الاحتلال، ومخابراته”.

كان على أم خالد، بعد مسيرة معاناة طويلة، أن تفجع أيضا، قبل سنوات قليلة باستشهاد حفيديها، أركان ثائر مزهر، وساجد عبد الحكيم مزهر. رحلت وابنها ثائر، والد الشهيد الطفل أركان في المعتقل، يقضي فترة اعتقال إداري.

قال ثائر، في اتصال هاتفي من السجن مع “الحياة الجديدة”: “رحم الله الوالدة التي جرت علينا في السجون، في غياب والدنا المبعد، وجدة الشهيدين، سنظل أوفياء للمبادئ التي ربتنا عليها”.

ونعى مدير مؤسسة إبداع الدهيشة خالد الصيفي، أم خالد: “وأنت تغادريننا، أيتها المناضلة العنيدة إلى حيث هم، أخبري ساجد بأن عقارب ساعتنا ما زالت تدور، وأن يومنا النضالي لم تنقص ساعاته بعد، وأن العشرات من الفتية قد التحقوا بالمدرسة على الطريقة الساجدية، وأخبري أركان، بأننا ما زلنا نحفظ عن ظهر قلب، طريقة العد التصاعدي النضالي، وأن الليمون الرمضاني الذي كان يعده، ما زالت بسطاته على جوانب الشارع الرئيس أمام المخيم”.

وعبر الحقوقي شوقي العيسة، عن حزنه لرحيل أم خالد: “هل تموت القلاع الشامخة؟ زوج مبعد، أبناء أسرى، أحفاد شهداء، رحلت أم خالد، لكن رحيلها ليس كرحيل سائر البشر،  ستبقى روحها مغروزة في قلوب وعقول أهالي مخيم الدهيشة، مثالا في الصبر والإرادة والشموخ”.

يتذكر جارها، الصحفي حمدي فراج، جزءا من مفارقات رحلتها النضالية الطويلة: “كانت تذهب لزيارة زوجها المبعد، كل سنة تقريبا، وتعود حاملا، على الجسر يسألها المحقق عن حملها، وينعتها بكلمة قبيحة، اعتقل كل أبنائها الستة، يكفيها فخرا أن ضابط الشاباك المكنى “كريم” كان يجاهر أنه لا يخشى من الدهيشة عند اقتحامها إلا من ثلاث نساء، إحداهن نظمية”.

يضيف فراج: “سنظل نذكر أم خالد، لقد رحلت دون أن تكحل عينيها، بعودتها إلى مسقط رأسها قرية خلدة، رحلت دون أن تكحل عيونها بشيء مما يتكحل به المتكحلون والمتكحلات. رحلة طويلة من العذاب والألم والتضحية والفداء”.

“لقد سقطت عكازة أم خالد، ورحلت أيقونة المخيم”.. يقول يوسف أبو لبن.