1

مركز الفارعة ورمانة يصعدان للدوري السلوي الممتاز

صعد نادي رمانة مساء اليوم السبت، إلى مصاف دوري الدرجة الممتاز لكرة السلة بفوزه على عيبال النابلسي بنتيجة 74-63 في اللقاء الفاصل الذي جرى على صالة سلفيت.

ورافق نادي رمانة إلى الدرجة الممتازة لأول مرة في تاريخه وتاريخ محافظة جنين، مركز الفارعة الذي ضمن تأهله يوم أمس بعد فوزه على أكاديمية القدس بنتيجة 70-61.

وكان رمانة قدم أداء قويا في مباريات المجموعة الأولى الذي تصدرها بسهولة بفوزه في 3 مباريات، ليتأهل للدور الفاصل كبطل لمجموعته ويلاقي نادي عيبال القوي الذي جاء وصيفا في المجموعة الثانية خلف مركز الفارعة.

كما ضمن نادي بيت ايبا البقاء في دوري الدرجة الاولى، بعد فوزه الثمين يوم أمس الجمعة على قراوة بني حسان بنتيجة 40-36، فيما هبط قراوة إلى الدرجة الثانية رفقة نادي بيرزيت الذي لم يشارك في الدوري.




نجلاء قعدان.. متخصصة في إعادة تدوير وصناعة الإكسسوارات وتجهيزات الأعراس

– نجلاء قعدان فلسطينية الأصل متزوجة من مواطن مصري احترفت مهنة إعادة تدوير وصناعة الإكسسوارات والأدوات التراثية بشكل متقن، واستطاعت خلال فترة قياسية أن تفوز بمهرجان الإبداع على مستوى المحافظة الكرمية”.

وتقول قعدان إنها احترفت مهنة الأشغال اليدوية مثل المعلقات والمطرزات اليدوية منذ فترة طويلة وعملت على إنتاج تجهيزات الأعراس المتنوعة حسب الطلب مثل طاقية العروس والعريس، الفخارة، سخان القهوة، الثوب البدوي مع الفناجين والصنية المخصصه له، وإناء الحنة وسلات بأحجام مختلفة، كل ذلك يتم بإنتاج يدوي خالص.

وتشير قعدان إلى أنها تهوى صناعة الإكسسوارات منذ الصغر وبدأت بإنتاجها فعليا على الأرض منذ 3 سنوات وتميزت في إنتاج الإكسسوارات بكافة أشكالها، أحجار كريمة، خرز عادي، بجودة عالية، أنتيكات، فازات بأسعار معقولة بحيث تناسب القدرة الشرائية للمواطنين، لافتة إلى أن منتجاتها مميزة بالشكل والخامات، لكي تراعي كافة أذواق المستهلكين قدر الإمكان.

 وتقول إنها احترفت مهنة صناعة الإكسسوارات منذ فترة طويلة، أما فيما يتعلق بتجهيزات العرائس فهي حديثة العهد بالنسبة لها، لافتة إلى أنها كانت تمتلك متجرا في جمهورية مصر العربية قبل عودتها إلى الوطن مؤخرا واستقرارها به.

وأوضحت قعدان أن الطلب على منتجاتها كان أفضل بكثير قبل أزمة “كورونا” التي أثرت بشكل سلبي على كافة مناحي الحياة في كل العالم تقريبا، حيث اتجه الناس لشراء الحاجات الرئيسية من مأكل ومشرب وملبس، أما اليوم فالوضع تحسن نوعا ما، حيث نحرص على المشاركة بصورة دورية في المعارض التسويقية على امتداد محافظات الوطن لكي نسوق منتجاتنا على أفضل وجه حسب حد قولها.

وأطلقت قعدان على منتجاتها اسم “you me too” آملة من الجهات المسؤولة أن تواصل تنظيم المزيد من المعارض التسويقية على مستوى الوطن أو توفير منافذ تسويقية مناسبة لمنتجاتها.

بدوره أشاد منسق المعارض الحرفية د. عبد الرحمن خضر بالناشطة النسوية نجلاء قعدان ومهارتها في إعادة تدوير وصناعة الإكسسوارات وتجهيزات الأعراس بصورة يدوية، مؤكدا انه يعمل على تنظيم المعارض التسويقية بانتظام في منطقة الشعراوية بغرض تسويق عمل سيدات البيوت اللواتي يعملن في المنازل ويسعين إلى كسب الرزق ومساعدة عائلاتهن في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها المواطنون، وتشجيع الإقبال على المنتجات الوطنية بشكل عام.




مختصون: الاحتلال حول الضفة الغربية لمكب نفايات خطرة

 أكد مختصون، أن الاحتلال الإسرائيلي حول الضفة الغربية لمكب نفيات خطرة خاصة في منطقة الخليل.

جاء ذلك خلال مؤتمر عقدته مؤسسة تنمية وإعلام المرأة ” تام” حول الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق البيئية وأثرها على النساء في مدينة رام الله.

وعرض المؤتمر الممارسات الملوثة للبيئة التي يمارسها الاحتلال وتأثيرها على النساء، إضافة إلى عرض المبادرات التي قادتها النساء والاستشهاد بحالات تأثرت صحيًا واقتصاديًا من هذه الانتهاكات.

وشارك في هذا المؤتمر كل من مؤسسة هينرش بول وشبكة المنظمات البيئية الفلسطينية، ومركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي، وسلطة جودة البيئة، وتنمية وإعلام المرأة “تام”، إضافة للقائمات على المبادرات وعدد من أفراد المؤسسات الأهلية.

وافتتح المؤتمر بكلمة مؤسسة هينرش بل ممثلة بالسيد نضال عطاالله منسق برنامج البيئة والعدالة أكد فيها على ضرورة تسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال للحقوق البيئية والصحية في فلسطين، مشيرًا إلى أن الاحتلال حول الضفة لمكب لنفاياته الخطرة خاصة في منطقة الخليل.

وقل عطاالله، على الرغم من صعوبة ردع الاحتلال إلا أنه يقع على عاتق الفلسطينيين\ات معالجة بعض المشاكل على المستوى المحلي خاصة بوقف حرق النفايات الإلكترونية،مشيدًا بدور النساء في هذه محاربة هذه الظاهرة.

وبدورها أكدت الدكتورة سناء السرغلي رئيسة مجلس إدارة تام في كلمتها على أن مؤسسة تام تنظر إلى هذا المشروع كاستراتيجية لها سيستمر العمل عليه وتطويره، حيث يجب التركيز على مثل هذه المواضيع البيئية والصحية وربطها في النساء، وعبرت السرغلي عن فخرها بالنساء اللواتي شاركن في المؤتمر وأصبحن قادرات على التعبير عن أنفسهن بأصواتهن لا من خلال ممثل عنهن.

وتم تقديم أربعة أوراق عمل في المؤتمر وزعت على مرحلتين، حيث استعرضت المرحلة الأولى ورقة شبكة المنظمات البيئية الفلسطينية التي قدمتها السيدة عبير البطمة وقدمت من خلالها ملخص عن الانتهاكات الإسرائيلية ضد البيئة في فلسطين وركزت على المخلفات الصلبة والمياه العادمة والتلوث الهوائي.

كما قدم مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي ممثلا بالسيدة هيا اللبدي ورقة عن مساهمة المركز في توثيق الانتهاكات البيئية التي يقوم بها الاحتلال وتأثير هذه الانتهاكات على النساء من خلال عرض أمثلة واقعية، وقامت بإدارة الجلسة والنقاش الذي تبعها الأستاذة المساعدة في الجامعة العربية الأمريكية رولا جاد الله والتي أكدت بدورها على ضرورة القيام بدراسات توثق هذه الانتهاكات بالأرقام والحقائق ونشرها للعالم، أما المرحلة الثانية تناولت ورقتي عمل قدمت الأولى السيدة هديل اخميس ممثلة سلطة جودة البيئة تحدثت فيها عن فلسطين واتفاقيات تغير المناخ وخطة التكييف إضافة إلى اثار الاحتلال على تغيير المناخ، وعلاقة النوع الاجتماعي بتغير المناخ، أما الورقة الثانية فقد قدمتها المديرة العامة لجمعية تام السيدة سهير فراج وتناولت الورقة اثر حرق المخلفات الإلكترونية على النساء في بلدة إذنا، ودور المرأة في عملية صنع القرار في المجال البيئي، وعبرت فراج عن فخرها بالنساء القياديات اللواتي قمن بعمل المبادرات في مناطق سكنهن.

وفي ختام المؤتمر تم عرض نتائج المبادرات التي قامت بها النساء في كل من مدينة الخليل وجنين ورام الله وأريحا والأغوار، وتخلل هذا العرض شهادات حية لمواطنين تأثروا صحيا واقتصاديا من انتهاكات الاحتلال حيث أصيب بعضهم بمرض السرطان جراء قربهم من اشعاعات مفاعل ديمونا الننووي، أو فقدوا أطرافهم بسبب انفجار مخلفات الاحتلال العسكرية بهم.




مو” مسلسل عن اللجوء الفلسطيني يحقق مشاهدات عالية في الولايات المتحدة

 حقق الجزء الأول من مسلسل “مو” الذي تبثه شركة “نيتفليكس” مشاهدات عالية لفتت اهتمام غالبية وسائل الإعلام الأميركية، ومنها “سي ان ان” التي بثت ونشرت تقريرا مرئيا ومكتوبا عنه.

ويروي المسلسل قصة عائلة فلسطينية من مدينة هيوستن بولاية تكساس أُجبرت على ترك مدينة حيفا عام 1948 لتنتقل للعيش في قرية بورين بالضفة الغربية ثم تنتقل إلى دولة الكويت، وبعدها للعيش في مدينة هيوستن كلاجئين دون أوراق إقامة، حيث حصلت العائلة على صفة اللجوء بعد 9 أعوام من انتقالها للولايات المتحدة.

والمسلسل من بطولة الفلسطيني الأميركي محمد عامر النجار والممثلة فرح بسيسو ومن إخراج رامي يوسف، وتطرق في أجزاء منه لرواية اللجوء الفلسطيني عام 1948، والذين هجروا مجددا عام 1967 وذهبوا إلى الكويت، وفي ذلك الوقت كان “مو” يبلغ من العمر 9 سنوات فقط. ولم يصبح مواطنًا أميركيًا في الواقع حتى عام 2009، عندما كان في الثامنة والعشرين من عمره.

ويروي المسلسل قصصا بعضها من واقع حياة “مو” حين اضطر للعمل من دون أوراق قانونية وتشمل إشارات إلى واقع نظام الرعاية الصحية في أميركا الذي يترك الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الصحية أو الحصول عليها.

 ويتطرق المسلسل أيضا إلى ما يعانيه اللاجئون الذين لا يحملون أوراقا قانونية من عنف واستغلال.




الذكرى 29 لرحيل الشاعر والأديب والمفكر الفلسطيني عبد اللطيف عقل

د. أحمد حرب

صادف أمس الجمعة 26 آب 2022، الذكرى التاسعة والعشرون لرحيل الكاتب والشاعر الكبير عبداللطيف عقل. التقينا في أكثر من محفل وفي أكثر من مناسبة وعملنا معًا لفترة وجيزة (أثناء انعقاد مؤتمر مدريد والمفاوضات الذي تلته) في جريدة “القدس”، تبادلنا كتابة افتتاحية الجريدة (مرة أو مرتيين في الأسبوع) بالإضافة إلى “المقال السياسي الرئيسي” على صفحة الافتتاحية. عرفته كذلك من خلال “برنامج الكتاب العالمي” (IWP)، برنامج مرموق للكتابة الإبداعية الذي ترعاه جامعة أيوا الأمريكية. التحق عبد اللطيف بالبرنامج في العام 1977، ونالت مشاركته إعجاب الكتاب المشاركين من مختلف أنحاء العالم، وظل الشاعر الأمريكي المؤسس Paul Angle (توفي 1991) يعود إليها ويشيد “بحيوية” عبد اللطيف و”شخصيته الآسرة”. التحقت بالبرنامج في العام 1981(ومن ثم الجامعة) وأول ما التقيت Paul Angle في حفل الافتتاح، ذكر المشاركين ب(ابن بلدي) واصفًا إياه ب(الشاعر المسرحي)، تستمع إليه وهو يقرأ الشعر وتحس كأنك أمام مشهد مسرحي.

وتوطدت علاقاتنا في الوطن من خلال مجموعة من الأدباء والشعراء  وأساتذة اللغة والأدب في الجامعات الفلسطينية حيث كان ل “اتحاد الكتاب” دور نشط في ترتيب الفعاليات واللقاءات. تشاركنا في الهموم جميعها: الهم الأكاديمي والهم الوطني وسؤال الكتابة والحرية والابداع والمسرح ودور المثقف “في المرحلة القادمة التي قد تشهد ‘اتفاقيات سلام’ بين م.ت.ف. واسرائيل”، وما إلى ذلك.

التقينا قبل يوم أو يومين من رحيله المفاجىء وقد تكلم بفرح طفولي عن فكرته الرائدة بتحويل “سينما الجميل” إلى مسرح “السراج” وكيف أنه قطع شوطًا كبيرًا لتحقيق حلمه هذا لجعل “السراج” واقعًا يضيء عتمة الاحتلال وعتمة “الروح” وينير لنا طريق الحرية. كانت فكرة “السراج” فكرة طموحة للغاية استحوذت على  فكره وعقله في أواخر أيامه. ما يثير الحزن أن “السراج” لم يشهد إلا حفل تأبينه بعد أربعين يومًا على وفاته بدعوة مشتركة من اتحاد الكتاب الفلسطينيين وجامعة النجاح الوطنية في السابع من تشرين أول 1993 الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الخميس، وذيلت الدعوة بمقتطف مأثور من شعره:

هنا بالتمام.

قبل هذا الخراب، وتحت الركام.

كنت ألهو واحضن لعبتي المزدهاة.

واغفو إذا ما تنام.

وأحسب كيف على جثتي.

   وعلى ما تدمر من لعبتي

سيجيء السلام !!

شاركنا في جنازته في اليوم التالي لوفاته، أذكر أنه كان يوم جمعة، حيث ذهبنا، أنا ومجموعة من الأصدقاء، إلى بلدة دير استيا. انتظرنا وصول الجنازة من مسجد القرية، في بيت قديم، غرفة واحدة طابق أرضي، خال من الأثاث ما عدا كرسيين بلاستيكيين يعتليهما الغبار. ذكر لنا أحد الأصدقاء بأن “هذا بيت طفولة عبد اللطيف عقل”• كنت في غاية الحزن لدرجة لم أتمالك نفسي من البكاء. بكيت بحرقة  عندما وصل “النعش” محمولًا على الأكتاف ووراءه عدد قليل من المشيعين، يسيرون وكأنهم على عجلة من أمرهم نحو المقبرة المجاورة للبيت وامرأة عجوز “تحبو” تحاول إيقاف المشيعين قبل أن يدلّى الجثمان في القبر.  لم تكن تلك “المرأة العجوز” سوى أمه التي كانت دائمًا محور حديثه، وهي بالنسبة له أول الكلام وأول الحب والشعر  والألم المستدام.

يا إلهي كم كانت حالة المقبرة بائسة ! منحدر مغطى بالأتربة والأشواك والأعشاب الجافة وأكياس بلاستيكية فارغة عالقة وأخرى ملقاة ملأى بالقمامة وأشياء أخرى. طلب مني صديقي الشاعر المتوكل طه والدمع في عينيه بأن ألقي كلمة تأبين باسم اتحاد الكتاب. اعتذرت، كنت غارقًا في حزني أمني نفسي بأن يرحم الله “أبو الطيب” ويعفو عنه ويغفر له ويعطف عليه ويجعل من قبره هذا بين الأشواك “سراجًا” منيرًا للأجيال.

يحضرني في مناسبة الذكرى هذه ما كتبه كل من الدكتور المرحوم عيسى أبو شمسية، أستاذ الأدب العربي الحديث في جامعة بيرزيت، والدكتور عادل سمارة، الكاتب والباحث الأكاديمي في حقلي الفلسفة والاقتصاد،  ونشر في جريدة “القدس”، الصفحة الأدبية، الأحد 29/8/1993.

في مقال بعنوان ” لنكرم الشاعر الراحل عبد اللطيف عقل”، كتب الدكتور أبوشمسية:

“الشعر هو ضمير الأمة، والشعراء هم ترجمان وجدانها. وتقاس عظمة الأمم بعدد الشعراء النابغين فيها. وبقدر ما يكون فرحها بهم حين يعزفون ألحان خلودها بقدر ما يكون حزنها عليهم حين يرحلون. ويكون حزنها عاصفًا حين يكون رحيلهم مفاجئًا على غير توقع، وحين تكون في أشد حالاتها ضيقًا وعنتا، وحين تكون في حاجة إلى صوتهم الصادق ووعيهم الأصيل. ولا يخفف من مصاب الأمة الجلل سوى يقينها بأن شعر هؤلاء الراحلين هو الزيت الذي تضيء منه ‘سراجها’• والشاعر الفقيد “أبو الطيب” فارس من فرسان الكلمة التي نبتت جذورها في شعر جده “أبي الطيب” المتنبي وبرعمت أغصانها في بستان ابن وطنه البار  “أبي الطيب” عبد الرحيم محمود، وأتت أكلها في شعر فقيدنا الراحل “أبي الطيب”، عبد اللطيف عقل، ضمير شعبه… وأرجو ألا يقتصر تكريمنا للراحل على أن نذرف دموع الحزن عليه، أو أن نكتب فيه قصائد الرثاء وانما يجب أن يتجاوز ذلك كله، مع أننا لم نوار جثمانه التراب إلا بالأمس فقط، إلى تخليد ذكراه بتخليد تراثه.”…

وكتب الدكتور عادل سمارة: “وداعًا عبد اللطيف … فالمجد يبنى من عظام النسور”.

“لست أدري هل هي الصدفة أم حضور الضرورة في هذا التاريخ 29 آب 1987  رحل عنا ناجي العلي، وها أنت تجيد التوقيت فترحل. لا يسقط في هذا اليوم سوى الفرسان، فارس الشعر سقط، لا بد أن يسقط فارس الشعر فزمان الفرسان في طريق النفاد. يحزنني حزني هذا المحبب، ومتى كان الحزن محببا “كفى بك داء أن ترى الموت شافيًا”، أن أرثيك ولا تسمعني يا عبد اللطيف، فأنا لا أدغدغ الأحياء ولكن قد أرثي الأحياء…. عرفتك من خلال شاعر القدس وصعلوكها  فوزي البكري. قلت أنت فلان قلت نعم، قلت أنت شاعر متخف في ثياب الاقتصاد اللئيم، فقلت لك أنت كاتب (قصيدة جديدة عن رحيل قديم) أخذتك الدهشة الطفولية في الشعراء، وزادت دهشتك أنك وجدتني أحفظ معظم القصيدة، وأنبأتك لحظتها بأنني كنت قد غادرت ما غادرت أنت. عرفتك حينها بالشعر وبالريف، عرفتك بقولك “من أين تأتي كل هذه الاحزان”، عرفتك بقولك “مضى عام مضى عامان، أنت تنام خلف السور خلف الباب خلف بلاهة الأشياء”، عرفتك في “سلمى يحرث حبك قلبي بالسكة والفدان” وها هو قلبك يحرث مفتوحا لشتاء العصر القادم كي ينبت مرثاة أخرى للوطن لسلمى الصغيرة، وعرفتك في “ومن يعرم التبن يا ابن زريق حين ظهور العجول تنخ من الجوع”، وعرفتك “من مطلع الجوع حتى مغيب الشبع”،…