1

لكل “مقام” فتيانه الثائرون

 بشار دراغمة– لمقام يوسف في نابلس قصص وروايات، وللمدينة فتيتها وشبابها التي ترفض من أتاها غازيا أو معتديا، يتسابقون في رفض كل مظاهر الاحتلال، متسلحين بحق الأرض التي يحملون هويتها وحق الوطن الذين جبلوا على عشقه، وإعلان التمرد على مشهد اقتحام المدينة والذي جاء هذه المرة بحجج دينية تلمودية.

يعلن المستوطنون عبر وسائل إعلام عبرية عن موعد الاقتحام الجديد لمدينة نابلس بحجة أداء الطقوس الدينية في مقام يوسف، فيما يترقب الفتية الموعد ليعلنوا بدورهم عبر منصات التواصل الاجتماعي عن الحشد التالي لرفض المحتل ومستوطنيه الغزاة.

ما أن أرخى الليل خيوطه، حتى بدأت آليات الاحتلال والحافلات التي تقل المستوطنين باقتحام مدينة نابلس أمس الأول، بينما شباب المدينة وفتيتها المترقبون للمشهد، يتوزعون في عدد من الأحياء والشوارع وقد رهنوا نفسهم للدفاع عن مدينتهم ورفض الغزو التالي والمتكرر، ولا يملكون من وسائل الرفض سوى تلك الحجارة التي يرتد صداها عاليا من آليات الاحتلال العابرة عنوة لإفساد ليل المدينة، وربما ارتكاب جريمة جديدة يذهب ضحيتها فتى أيقن أن الموت قد يكون من نصيبه في ليلة الاقتحام، كما حدث مع الفتى غيث يامين الذي ارتقى في معركة” الصدور العارية” للدفاع عن نابلس ورفض اقتحام مقام يوسف وذلك في شهر أيار/ مايو الماضي.

في شارع القدس المؤدي إلى بلدة بلاطة البلد حيث يتواجد “مقام يوسف”، ينتظر عشرات الفتية وصول قوات الاحتلال، وقد أشعلوا الإطارات المطاطية وسط الطريق، وما أن تصل آليات الاحتلال وتتقدمها جرافة عسكرية لفتح الشارع المغلق بأدوات الرفض الفلسطينية البسيطة، حيث يشرع الفتية في القاء ما جمعوا من حجراتهم، بينما يتكرر ذات المشهد في شارع عمان، والشوارع المحيطة، وكأن الفتية يتوزعون بعفوية للقيام بأدوارهم.

الفتى أيمن الذي توشح بالكوفية، لا يعنيه كل الروايات حول مقام يوسف، وكل ما يريده هو إيصال رسالة الرفض لاقتحام مدينته التي يعتز بهويتها الفلسطينية قائلا: “نابلس فلسطينية، والاحتلال يصر على اقتحام المدينة بشكل دائم ونشر الدم والموت فيها، لكن أهالي نابلس دائما صوتهم عال في الدفاع عن المدينة ومقاماتها وكل ما فيها”.

وبينما كان أيمن يستعد لإلقاء ما جمع من حجارة باتجاه آليات الاحتلال راح يحدث صديقه، عن روايات المقام المتعددة، مؤكدا له أن الرواية الوحيدة التي يؤمن بها أن الأرض وما عليها فلسطينية خالصة.

الدكتور عادل الأسطة، وهو باحث في الأدب الفلسطيني، كان شاهدا على عملية الاقتحام أمس الأول، وكتب على صفحته على “فيسبوك”، مشاهد رصدها وعلق عليها قائلا: “غالبا ما لا اتأخر في المدينة ليلا، خلال الشهرين الأخيرين تأخرت مرتين شاهدت فيهما ما يحدث عندما يقرر جحا الإسرائيلي أو شمشون الإسرائيلي السماح لمستوطنيه بزيارة المقام/ القبر، أزمة مواصلات واستعداد شباب المدينة لاستقبال جحا وجماعته بالحجارة”. مضيفا “لا أعرف سر حب إخوة يوسف الجنوني له، علما بأنهم هم من ألقوه في البئر، ولكني أعلم أن المسلمين ينظرون إليه باعتباره نبيا فيحترمونه ويقدسونه الكتابة كثيرة والاجتهادات أكثر، وقد أسفر الاستقبال أمس (الأول) عن عشرين جريحا وأكثر”.

يواصل الاحتلال انتشاره في أحياء المدينة المحيط بمقام يوسف، بينما لا يتوقف المحتل عن اطلاق رصاصه حتى ساعات الفجر لتختلط الأصوات مع ضجيج ترانيم المستوطنين القادمة من المقام، والهتافات المتواصلة من الفتية الذي يقرعون بحجارتهم جدران خزان الرفض لكل هذا الأذى لمدينتهم، ويتداخل مع كل تلك الأصوات صفارات سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى إلى المشافي.




ريهان تتحدى البطالة بالخروف الدمية

داخل أحد الغرف بمنزلها وعلى طاولة صغيرة تجلس ريهان شراب، تلتقط كتل الصوف ذات اللون الأبيض بيدها اليمنى، وباليسرى تمسك في إبرة الغزل، من أجل نسجها الخيط تلو الآخر بهدف تشكيلها إلى دمية خروف.

بعد تشكيله تقوم بقص الخيوط الزائدة بواسطة المقص، ومن ثم تقوم بوضوع العينين حتى تصبح الدمية بشكلها النهائي، تبلغ شراب من العمر ٢٨ عاما، وتعيش في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

تقول شراب: “منذ ثمانية أعوام أقوم بصناعة الملابس الخاصة بالأطفال من الصوف، ومع الخبرة أصبحت اتقن أن أصنع العديد من الأشكال، فأنا أستغل المناسبات، كشهر رمضان والأعياد وأصنع منتجات تواكب هذه المناسبات بهدف ترك بصمة لعملي في كل مناسبة”.

‏وتضيف: “الأمر الذي دفعني من أجل أن أقوم بصناعة المشغولات اليدوية والدمى هو من أجل خلق فرصة عمل لي، نتيحة الوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة، إضافة أني أقوم من خلال العائد المادي من بيع الدمى بمساعدة زوجي في شراء المستلزمات المنزلية الأساسية”، متمنية أن يكبر مشروعها ويصبح معروفا لدى الجميع.

وتضيف شراب وهي تقوم بترتيب ما صنعت من دمى فوق الطاولة: “بداية مراحل صناعة الخروف الدمية من خلال خيط صوف من القطن يتم تشكيله بالشكل المطلوب، من خلال الخيط بكون جسم الخروف من ثم حشوه بالقطن، وفي النهاية يتم وضع العيون، هناك العديد من أشكال وأنواع الخروف الدمية، فهناك الذي تتم صناعته من “الجبس “والشمع الذي يتم خلط عجينة السراميك لتزين الكاسات والفناجين الي والرسم على الترمس”.

‏وتتابع شراب: “يعتبر الخروف الدمية بهجة للصغار والكبار فمن خلاله يشعرون بعيد الاضحى المبارك، يقومون بوضع تلك الدمى في غرف الضيافة بهدف تزيينها أو يقومون بتقديمها للأطفال خلال العيد”، مشيرة إلى أن صناعة الدمى من خلال العمل اليدوي يعتبر أفضل من الذي يوجد داخل المحال التجارية الذي يتم استيراده من الخارج.

وعن الصعوبات التي واجهتها، تقول شراب: “أبرز الصعوبات هي عدم توفر المواد الخام في الأسواق، فهناك أشياء احتاجها غير متوفرة داخل قطاع غزة، إضافة إلى غلاء الأسعار في جميع المستلزمات في الفترة الحالية مقارنة بالسنوات الماضية”.

وتشير شراب إلى أنها تقوم بتصوير المنتجات بعد الانتهاء من صناعتها وتنشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف وصولها إلى أكبر عدد من الناس، ويقوم الناس بالتواصل معها وطلب ما تصنع منتجات يدوية خاصة الخروف الدمية الذي يكثر عليه الإقبال خلال هذه الأيام.

ووجهت شراب الشكر لكل الداعمين لمشروعها، زوجها وعائلتها ولكل شخص يساهم في إيصال فكرتها وعملها للجميع، متمنية أن تحقق حلمها بافتتاح متجر خاص بالمشغولات اليدوية التي تصنعها.




وزراء الخارجية العرب يؤكدون موقفهم الثابت من دعم القضية الفلسطينية ورفضهم للانتهاكات الإسرائيلية في القدس

أكد وزراء الخارجية العرب، في ختام اجتماعهم التشاوري الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت، أمس السبت، موقفهم الثابت من دعم القضية الفلسطينية، ورفضهم للانتهاكات الإسرائيلية في القدس، كما أكدوا تضامنهم ودعمهم لبنان.

وترأس الجلسة الافتتاحية للاجتماع، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، الدكتور عبد الله بوحبيب باعتبار أن لبنان ترأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب.

 وقال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني د.رياض المالكي للصحفيين: “وجودنا في بيروت في غاية الأهمية، لأننا نؤكد على اهمية الدولة اللبنانية ضمن البيت العربي، وقدوم وزراء الخارجية العرب إلى بيروت أيضا له مدلولات غاية في الأهمية”.

وأضاف: “الاجتماع رغم أنه تشاوري وليس اجتماعا رسميا بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكنه لقاء يجمع وزراء الخارجية العرب ويتيح لكل وزير أن يتحدث بحرية في أي موضوع يريده، وبالتأكيد انا بصفتي وزيرا لخارجية دولة فلسطين أحضر الى بيروت أولا للتأكيد على العلاقات المميزة التي تجمع لبنان بفلسطين، ولكي أنقل الهم الفلسطيني إلى هذا المكان، كذلك  لنتحدث بشكل حر حول الأوضاع والهموم الفلسطينية التي اصبحت مقلقة بشكل كبير، ويجب على الدول العربية ايضا أن تهتم وتأخذ بعين الاعتبار ما يحدث في فلسطين من انتهاكات لحقوق الفلسطينيين وجرائم ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبالتالي يجب على الدول العربية خصوصا بعض الدول التي تذهب بعيدا في سياسات التطبيع أن تأخذ بعين الاعتبار ما يحدث ايضا في فلسطين ضمن تلك السياسات”.

 وشارك في الجلسة التشاورية، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، ووفد مصري برئاسة السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية، والسفير محمد أبو الخير مساعد وزير الخارجية المندوب الدائم لمصر في جامعة الدول العربية، وسفير مصر لدى لبنان د. ياسر علوي.

كما حضر الاجتماع التشاوري وزراء خارجية: الكويت الشيخ أحمد ناصر الصباح، والأردن أيمن الصفدي، وتونس عثمان الجرندي والجزائر رمطان لعمامرة، وجزر القمر قاسم لطفي، والسودان علي الصادق، والصومال بلل محمد عثمان، وفلسطين رياض المالكي، واليمن أحمد عوض بن مبارك، وقطر الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني.

وشارك عدد من الدول بوفود برئاسة المندوبين الدائمين بجامعة الدول العربية وبينهم السعودية والامارات وجيبوتي والعراق وعمان وليبيا، كما حضر ممثلون لوزراء خارجية البحرين والمغرب وموريتانيا.

وقال الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي: “إن البحث تناول الإعداد للقمة العربية التي ستنعقد في الجزائر، والوضع الكارثي للمجاعة في الصومال في ظل الأوضاع المناخية الصعبة والأمن الغذائي العربي، وهناك خطة تعدها الامانة العامة وستقدمها في شهر ايلول المقبل، كما تم البحث في القضية الفلسطينية”، وأكد دعم وتضامن المجتمعين مع فلسطين ولبنان لكن لم تطرح قضايا فرعية أو جزئية.

بدوره، أعرب وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن أيمن الصفدي، عن أمله في أن يتمكن لبنان من تجاوز تحدياته السياسية خطوة باتجاه البدء في تجاوز تحدياته الاقتصادية قائلا:  “سنعمل ما في وسعنا لتقديم المساعدة للبنان لكي يستطيع مواجهة التحديات وبالنسبة لنا ولجلالة ملك الأردن لبنان هو أولوية والشعب اللبناني هو شعب شقيق”، كما اعلن الصفدي أن المجتمعين سيبحثون في القضية الفلسطينية التي يجب أن يتحرك العالم من أجلها وفرض السلام العادل والشامل.

ولاحقا عقد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبد الله بوحبيب، والامين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، مؤتمرا صحافيا مشتركا، تحدثا فيه عن المناقشات التي تمت خلال اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب.

واوضح أبو الغيط  أن الاجتماع لا يصدر عنه وثائق أو قرارات مكتوبة، ولكن هناك نقاش ونقاش أكثر انفتاحا وتعمقا من النقاشات المكتوبة على الورق، ويتم القاؤها أمام الكاميرا.

وتوقف أبو الغيط عند القضية الفلسطينية متسائلا: “أين هي -القضية الفلسطينية- في هذا الخضم من التحركات الإسرائيلية والاميركية والتحولات التي تحدث؟ هل هناك مقاربة جديدة وهل نستطيع كدول عربية أن نقترب من القضية الفلسطينية بأسلوب جديد؟ وكيف نتفاعل مع كل هذه الاوضاع؟

وتابع: “قد يسألني أحدكم على ماذا اتفقتم إذا؟ لا أستطيع أن أقول على ماذا اتفقنا؛ لأن النقاشات غير معلنة وإلا أكون وكأني أقدم للطرف المعادي الحلول التي نسعى فيها ربما لانقاذ الوضع”.

وفي معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين حول إذا ما كان هناك قرار عربي ينصف القضية الفلسطينية ويعيد اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم قال أبو الغيط: “في الواقع هذا السؤال غير مطروح في هذه اللحظة، ولكن فلنتناول الأمر بقدر من الحكمة والهدوء، فمنطقة النهر والبحر فيها عنصران، عنصر يهودي إسرائيلي والعنصر الفلسطيني، واستطيع أن اؤكد في هذه اللحظة أن الفلسطينيين يزداد عددهم عن الإسرائيليين في هذه المنطقة وفي عام 2030 سوف يزدادون أكثر، وهكذا فإن العنصر الديموغرافي والزمن كفيلان بتحقيق الاماني الفلسطينية في الدولة، وليس لدي خشية على الفلسطينيين، وهناك دعم من الجامعة العربية وتأكيد دائما على صمود الشعب الفلسطيني وعلى مساعدته بكل ما هو متاح، وما يقلق الإنسان على سبيل المثال هي المشاكل التي تواجه وكالة غوث اللاجئين “أونروا”؛ لأنها تنفق الكثير من الأموال على مئات الآلاف من الأطفال والطلاب الفلسطينيين وعلى الشعب الفلسطيني في المستشفيات، وهؤلاء محتاجون لهذا الدعم وللأسف رئيس الوكالة يتحدث عن عجز دائم لا يقل عن 300 مليون دولار سنويا وهذه هي نقطة الخطورة، وهذه هي ايضا نقطة المناشدة لأن على المجتمع العربي والمجتمع الدولي أن يسرعا بتسديد الالتزامات أو التبرعات من أجل انقاذ الفلسطينيين”.

يشار إلى أنه من المقرر أن تحتضن الجزائر القمة العربية يومي الأول والثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بعد أن تأجلت في العامين ٢٠٢٠ و٢٠٢١ بسبب تدابير الحظر للحد من انتشار جائحة كورونا.




زكريا “التنين” يهزم الصياد بامتياز عالٍ

سعيد شلو- في رسالته الأخيرة قبل أن ينتزع حريته مع رفاقه أبطال نفق الحرية في السادس من أيلول 2021، طلب الأسير البطل زكريا الزبيدي من مشرفه على رسالة “الماجستير” د. عبد الرحيم الشيخ، حذف النقطة من آخر رسالته، في إشارة منه إلى أن رحلة “التنين” متواصلة في مواجهة الصياد، وأن الصراع معه سيبقى مفتوحاً حتى الحرية.

فوسط حضور غصت به جنبات مسرح نسيب عزيز شاهين في جامعة بيرزيت، نوقشت أمس السبت، رسالة الأسير البطل زكريا زبيدي، الطالب في برنامج الدراسات العربية المعاصرة، بعنوان: “الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية 1968-2018″، بحضور عائلة الأسير، وجمهور أكاديمي وطلابي وشعبي واسع، وبإشراف د. عبد الرحيم الشيخ، وعضوية كل من د. جمال ضاهر ود. وليد الشرفا، الذين قرروا في ختام المناقشة نجاح الأسير زكريا الزبيدي في رسالته بدرجة “امتياز عالٍ”.

يسرد زكريا في أحد مقاطع الفيديو التي عرضت خلال مناقشة رسالته، قصة التحاقه بجامعة بيرزيت، وهو الذي ارتبط اسمه بالمقاومة المسلحة، هو الذي لا يجيد كثيرا استخدام الحاسوب بقدر تماهي أصابعه مع اعوجاجات البندقية، فيقول: “الثقافة هي الوعاء الكبير، فيها المقاومة وفيها العلم وفيها كل شيئ، نحن هنا في فلسطين لدينا ثقافة مقاومة، بمعنى أن المقاومة هي جزء من الثقافة الأم التي ينطوي في جلبابها كل الأشياء الأخرى”.

زكريا البطل، الذي جسد في أيلول من العام الماضي رسالته على أرض الواقع، حينما انتزع ورفاقه الخمسة حريتهم من أنياب سجانيهم في معتقل جلبوع، وصالوا بأقدامهم ثرى بيسان وصولا إلى جنين ومخيمها، “حقق بهذا الفعل الإدراكي ما يتطابق مع الإطار النظري لرسالته، لقد حول جمالية معركة جنين البطولية من جمالية التنظير إلى جمالية الإدراك”، يقول د. وليد الشرفا.

وفي متن المناقشة، عرضت ثلاث رسائل مسجلة لكل من الأسير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي من معتقل هداريم، وأخرى للأسير وليد دقة من سجن عسقلان، وثالثة من بيروت للروائي إلياس خوري، كمناقشات من خارج الجامعة لرسالة الزبيدي.

شقيق الأسير زكريا، يحيى الزبيدي أكد لـ”الحياة الجديدة”، إن رسالة زكريا الزبيدي واضحة وصريحة، من خلال رسالته الأخيرة بأن يتم حذف النقطة في ختام رسالته، التي تعني أنه طالما تواجد الاحتلال، فإن التنين مطارد وقادم”.

وأضاف: “بثقافتنا وعلمنا وإيماننا بحتمية نصر شعبنا وكفاحه، سنحقق الانتصار، رغم كل الالم وجميع الظروف الصعبة التي يعاني منها كل الأسرى داخل سجون الاحتلال”.

ساعة ونصف الساعة من النقاش وقفت في ختامه لجنة الإشراف ومعها جميع الحاضرين في المسرح، ليخاطب د. عبد الرحين الشيخ الأسير البطل زكريا الزبيدي، فيقول: “هذه كلها تفاصيل يا زكريا، أما قرار اللجنة فهو قرارك الذي كتبته بقدمك في المطاردة، مطارَدا، ومطارِدا، وقرارك، الذي نتشرف بالنطق فيه كلجنة إشراف على رسالتك الماجستير: “الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية 1968-2018″، هو نجاحك في الماجستير بامتياز عالٍ في الممارسة، ونجاح منقطع النظير في النظرية، وهذا نجاح لفلسطين، للبندقية الكلمة المقاتلة. فسلام عليك يوم ولدت، ويوم قاتلت، ويوم طوردت، ويوم أُسرت، ويوم خرجتَ من نفق الحرية في بيسان، ويوم تبعث حُرا”.

رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع وفي حديث لـ”الحياة الجديدة” على هامش مناقشة الرسالة، أكد أن تخرج الأسير زكريا الزبيدي من جامعة بيرزيت برسالة الماجستير، هي رسالة حرية بحد ذاتها وهي المقاومة التي جسدها زكريا منذ طفولته، والاحتلال يحتجز زكريا جسدا، لكنه كان حاضرا كبيرا بيننا”.

وأكد قراقع أن العديد من الأسرى حولوا قلاع الأسر إلى جامعات وأكاديميات، وكسروا الفراغ وسياسات القمع من خلال شهاداتهم ومقاعدهم داخل الجامعات الفلسطينية انتزعوا الحرية من سجانيهم رغم أنهم داخل السجون، وهو ما يعكس تعطشهم للحياة والحرية”.

وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس: “هذا شيء مثير بأن يقوم أسير ومطارد وشقيق شهيدين وابن شهيدة، ورغم كل الألم الذي مر به، ورغم كل التحديات والصعاب، إلا أنه يوجه رسالة من خلال مناقشته لرسالته اليوم بأنه لا يوجد شيء مستحيل، وأن نيل الحرية يستحق مواصلة دروب تحدي الاحتلال وسياساته بكل السبل، وأحد هذه الطرق هي المعرفة”.

وأضاف فارس: “من يمتلك الإرادة يستطيع أن يحقق المعجزات، وزكريا امتلك الأمل والإرادة، وما زال يقول: إنني ما زلت أملك هذا الأمل وهذه الإرادة، وإنني سأكون حرًا”.




إحياء الذكرى الثامنة لاستشهاد الطفل محمد أبو خضير