شاهد: موائد إفطار شهر رمضان في مناطق مختلفة من العالم









1
يعد طبق “الديزي” من أشهر المأكولات الإيرانية الشعبية التي يعود زمن إعدادها إلى مئات السنين من تاريخ المطبخ الإيراني، وفي شهر رمضان المبارك يزداد الإقبال كثيرا على هذا الطبق.
العالم – ايران
ويتم طهي هذا الطبق بأنماط مختلفة في المدن الإيرانية وأشهر طريقة لإعداده هو طبخه في الأطباق الحجرية التي تسمى “ديزي سنكي”.
وأهم المكونات لإعداد طبق “الديزي” هي الحمص والفاصولياء والبصل ولحم الغنم وقطعة من الدهن وقليل من البطاطا والطماطم بالأضافة الى معجون الطماطم والمنكهات ثم توضع كل هذه المواد في وعاء حجري قبل وضعها داخل فرن بدرجة حرارة عالية ولمدة 6 ساعات على اقل تقدير.
في نيسان وقبل 20 عاما، اخوة وأصدقاء مروا في شوارع المخيم، ألقوا تحية الوقت على اقرانهم، تبادلوا أطراف الحديث، تواعدوا على اللقاء في المساء، رسموا جدارية حب وأمل لمستقبل قريب، ودفنوا تحت الركام قبل أن يأتي المساء، وقبل ان تكتمل الجدارية، وفي نيسان طوقت التناقضات عنق المخيم، قسوة المحتل وكرم المقاوم، أنانية القوة وسخاء التضحية، وحشية القتل ولطف الموت يخفف الم الضحايا، أفراح لم تكتمل، وحياة ماتت قبل أن تولد، تحت ركام المخيم دم يتحشرج كلما توغل القتل في الضحية، وخراب يكسر وحشته حينما تتزين جدران المخيم بملصقات الشهداء من ابنائه بوجوههم الباسمة ونظراتهم المفعمة بالحياة والتحدي.
20 عاما هي العمر الذي سيمتد على مدار التاريخ، لمعركة بين جيشين، جيش لا يملك إلا الإيمان بحقه في الأرض، وآخر لا يملك إلا قوة السلاح، فانهارت أساطير السلاح، لينتفض مخيم جنين في كل مرة يلقن “الجيش الذي لا يقهر” درسا بأن النصر لا يأتي من فوهات البنادق إنما يصنعه الرجال بعزيمتهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم.
فقد شهد مخيم جنين ملحمة بطولية قدم فيها المقاومون من مختلف الفصائل الفلسطينية أروع صور المقاومة والوحدة، ففي الفترة من 3 إلى 18 نيسان/ابريل 2002، أقدم الجيش الصهيوني على اقتحام المخيم بقوات معززة بالمشاة وأكثر من 60 دبابة، تدخلت الطائرات وبدأت بقصف عنيف أغرق المخيم في ظلام دامس وقطع المياه ووسائل الاتصال، ومنع الاحتلال طواقم الاسعاف من دخول المخيم، وأغلق الطرق أمام الصحفيين ووسائل الإعلام التي لم تجد طريقا للمدينة والمخيم، لكن المقاومة لم تتوقف رغم توالي سقوط الشهداء، واعتمد المقاومون سياسة الكمائن المفخخة داخل البيوت والأزقة وكانوا يستدرجون جنود الاحتلال لها ليغجروهم ويمطروهم بوابل من الرصاص ومن أقوى الكمائن الكمين الذي قتل فيه 13 جنديا اسرائيليا، وأصيب 15 آخرين وذلك في التاسع من نيسان.
المحرر يحيى الزبيدي الذي اعتقل خلال المعركة التي هدم فيها بيتهم واستشهدت فيها والدته وشقيقه طه، شاهد حي على المجزرة، يقول لـ “الحياة الجديدة”: ارتكب الاحتلال جرائم بشعة بحق أهل المخيم واستخدم المدنيين دروعا بشرية ومارس عمليات اعتقال وتعذيب تعسفية، استشهدت والدتي سميرة “أم العبد” قبل عرس شقيقي طه بأسبوع واحد، وبعد أسبوعين استشهد طه بعد ان استهدفه الاحتلال بقصفه بقذائف انيرجا، ما أدى إلى احتراق جسده، لكن العصبة التي ارتداها على جبهته بقيت كما هي ولم تحترق، استشهد طه ولم تكتمل فرحته ودفنت أحلامه وأحلام خطيبته تحت ركام المخيم.
ويستذكر الزبيدي نداءات جيش الاحتلال عبر مكبرات الصوت، التي تطالب المقاومين بتسليم أسلحتهم والاستسلام، إلا أنهم قرروا الصمود وخوض المعركة بشرف رغم قلة الإمكانات، وما ميز تلك المعركة، ما تحلى به المقاومون من روح الشجاعة والمحبة والتعاون والتآلف والاستعداد للتضحية والمواجهة والشهادة ورفض الاستسلام، وتحت راية فلسطين وشعار الوحدة الوطنية.
وعن الدور العظيم التي قامت به النساء في مخيم جنين إبان “اجتياح نيسان الأسود” يتابع الزبيدي: النساء كن يخبزن ويطهين الطعام ويعددن الشاي والقهوة في كل حارة وحي وشارع وزقاق، يخرجن من كل باب وشباك، لإمداد المقاومين بالطعام، فالشهيدة مريم الوشاحي والدة الشهيد الشبل منير، كانت تزود المقاومين بالطعام والشراب والخبز على مدار الساعة، وتضع الطعام على لوح خشبي طويل لتوصله للمقاومين، قبل أن تستشهد بقذيفة.
أسبوعان من الحصار والمعارك الضارية دارت بين المقاومة والاحتلال قبل أن تضع المعركة أوزارها ليكشف تقرير الأمم المتحدة عن مجزرة بشعة ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي بإعدام ما يقارب 58 مواطنا فلسطينيا، وإصابة المئات بجروح متفاوتة، وسجل التقرير عددا من المفقودين، ومئات المعتقلين وهدم 1200 بيت بينها 450 هدمت بالكامل، أما الجانب الإسرائيلي فقد اعترف بمقتل 23 من جنوده رغم تأكيد المقاومين على أن الرقم أكبر من ذلك بكثير، حيث يقدر بـ 55 جنديا.
انتهت المعركة وبقيت تفاصيلها محفورة في ذاكرة التاريخ كملحمة بطولية سطرها مخيم جنين، فرغم الحصار حقق انتصارا كبيرا في الوحدة الميدانية بين فصائل المقاومة في بقعة صغيرة لا تتجاوز كيلو متر مربع.
أيهما أفضل التمرين قبل الإفطار أم بعده؟” وماذا نأكل في شهر رمضان لنحافظ على صحة جيدة، ونتجنّب السمنة والأمراض المتصلة بها؟ ستيفاني نصّار، اختصاصية التغذية في “يدُنا- مركز صحة قلب المرأة” تجيب في الموضوع الآتي:
أهمية وجبة السحور
يجب عدم إغفال وجبة السحور، حتى ولو اضطررنا إلى الاستيقاظ باكراً، وهو الأمر الذي لا يستسيغه عدد كبير من الأشخاص؛ لأن هذه الوجبة هي التي ستجعلنا نتحمل ساعات الصيام خلال النهار.
والهدف منها هو ليس تعبئة الجسم بالطاقة فقط، إنما لتجنّب العطش الذي يمكن أن نشعر به خلال ساعات النهار. من هنا يجب شرب كمية جيدة من الماء خلال السحور (على الأقل كوبان)؛ للوقاية من الجفاف والعطش.
ولهذه الغاية أيضاً، يجب أن لا تتضمن هذه الوجبة كميات كبيرة من الملح، الذي يرفع نسبة العطش، ويزيد خطر الإصابة بالجفاف.
مكونات وجبة السحور
يجب أن تتكوّن وجبة السحور من مزيج من النشويات والبروتينات وحصة فاكهة:
– يجب أن نختار النشويات من النوع الغني بالألياف (مثل خبز القمح الكامل، خبز الشوفان، خبز النخالة، حبوب الشوفان، التوست الأسمر…)؛ لأن هذه الألياف تحتاج لوقت أطول للهضم، مما يمنح الشعور بالشبع لوقت أطول، ويؤخر الإحساس بالجوع خلال فترة الصيام.
والألياف تساعد أيضاً على تخفيف امتصاص الجسم للسكر والدهون بالدم، وهذا يحمي القلب والشرايين.
– يجب أن نختار البروتينات الغنية بالألياف، (مثل الفول، الحمص، والعدس…)، وهي مصدر نباتي للبروتينات. كما يمكن أن نختار اللبنة، الجبنة البيضاء، الحليب، الحبش والبيض المسلوق كمصدر للبروتينات.
– ولمدّ الجسم بالطاقة خلال النهار يمكن تناول حبّة فاكهة كاملة، (تجنّب العصير)، فهي تحتوي على الفركتوز (سكر الفاكهة)، وغنية بالألياف.
مكونات وجبة الإفطار
التمر ضروري لتزويد الجسم بالطاقة السريعة
لا بد أن يُستهل الإفطار بكوبين من الماء؛ لتعويض الجسم ما خسره خلال اليوم، ثمَّ تناول 3 حبات من التمر لمدّ الجسم بالطاقة السريعة، وتعديل مستوى السكر في الدم، وتحضير المعدة لاستقبال الطعام.
يأتي بعد ذلك دور طبق الشوربة الغني بالفيتامينات والمعادن، خصوصاً شوربة الخضروات والعدس، شرط أن تكون قليلة الملح، وهي تعمل على تعويض الجسم عن السوائل التي فقدها خلال النهار.
ومن ثم الانتقال إلى طبق الفتوش أو السلطة أو التبولة، وهي أطباق غنية جداً بالفيتامينات والألياف، ومفيدة جداً للصحة شرط عدم الإكثار من الملح والزيت.
أما الطبق الرئيسي فيجب أن يتضمن البروتينات، (مثل لحوم العجل غير المدهنة، صدور الدجاج من دون جلد، والأسماك)، مع ضرورة تجنّب القلي واعتماد الشيّ والسلق)؛ والنشويات مثل الأرز، البطاطا، المعكرونة والبرغل، مع التشديد على الاعتدال في الكميات المتناولة.
يُفضل جعل استراحة قليلة بين كل طبق وآخر، لصحة الجهاز الهضمي، والحؤول دون الإفراط في تناول الطعام الذي يؤدي إلى زيادة الوزن في نهاية شهر رمضان.
تجنّب الحلويات
وأوضح الدكتور محمد عبد الحليم، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، أن تاريخ أحد أشهر المشروبات الرمضانية المصرية التي يعتمد عليها المصريون في وجبة الإفطار وهي “التمر الهندي” يعود إلى مئات السنوات، والمشروب موطنه الأصلي الهند وشرق إفريقيا.
وأصل المشروب هو التمر من دولة الهند وشرق إفريقيا الاستوائية، ويزرع في جنوب شرق آسيا، وذلك وفقاً لكتاب الدكتور حمزة الجبالي “أسرار العلاج بالنباتات الطبية والمكسرات والتوابل”، وقام العرب باستيراد التمر إلى بلادهم وأطلقوا عليه اسم “التمر الهندي”.
وفي عصر المماليك، ارتبط هذا المشروب برمضان لقدرته على التخفيف من حدة العطش، وظل التمر الهندي أحد المشروبات الأساسية الرمضانية في مصر حتى الآن.
السوبيا: وهى إحدى المشروبات المعروفة عربياً بين مصر والسعودية مع اختلاف طريقة تصنيعها وأصولها، وتعرف السوبيا المصرية بمكوناتها من الماء واللبن وجوز الهند والفانيلا.
وارتبط مشروب السوبيا بمصر منذ العصر المملوكي، حيث واجهت البلاد فترات من الفقر الشديد التي كان يتم توزيع فيها حصة لكل فرد في البلاد مكونة من دقيق وسمن وسكر وأرز وجوز هند وبعض أنواع التوابل، وهذه المكونات استخدمها الناس لصنع هذا المشروب الغني بالعديد من العناصر، وأصبح مشروبا عاما في البلاد.
قمر الدين: وهو أحد أبرز المشروبات التي تزين مائدة الإفطار في مصر وهناك العديد من الروايات حول سبب تسميته بهذا الاسم، حيث نسبت بعض الروايات إلى أنه يعود لعام 1400، حيث يروي أن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك كان يأمر بتوزيع مشروب المشمش فور ثبوت رؤية هلال رمضان، لذلك أطلق عليه اسم قمر الدين، فيما هناك روايات أخرى تُرجع تسميته إلى أشهر صناعه وكان اسمه قمر الدين، وتعد دولة سوريا هي الأبرز في إنتاجه. ويظل هذا المشروب من أكثر المشروبات الرمضانية المحببة عربياً لقدرته على تخفيف حدة العطش.
ويصنع قمر الدين من شرائح فاكهة المشمش عن طريق تجفيف عصير تلك الثمار، ثم سكبه في صحون كبيرة ويترك ليجف في الشمس ثم يقطع إلى قطع مستطيلة أو مربعة.