You are currently viewing ولاء ترسم مستقبلها بالخرز وبيد واحدة

ولاء ترسم مستقبلها بالخرز وبيد واحدة

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

على طاولة صغيرة داخل غرفة منزلها، تجلس الشابة ولاء نتيل، تقوم بالتقاط طرف الخيط بواسطة فمها ومن ثم وضع حبات الخرز الواحدة تلو الأخرى داخله، وفور انتهائها تعمل على قص الخيط ومن ثم ربطه بالشكل المناسب الذي يريده الزبون.كان قدر الله أن تولد الفتاة ولاء، وهي بيد واحدة، أكملت تعليمها المدرسي وصولا إلى الثانوية العامة التي اجتازتها بنجاح، لكن ظروف عائلتها الصعبة ومرض والدها حال دون أن التحاقها بالجامعة.بعد الثانوية العامة جلست ولاء داخل البيت، وفي أحد الأيام كانت تتصفح الإنترنت فشاهدت مقطع فيديو لصناعة الإكسسوارات، فقالت في ذهنها لماذا لا أقوم بذلك وأن انطلق بمشروع صغير يتعلق بالميداليات، استطيع من خلاله أن أكسب المال.أول الأعمال التي قامت ولاء بصناعتها كانت لأحد أقاربها طلب أن يهدي هدية لزوجته بمناسبة عيد ميلادها، عملت ولاء على صناعة الهدية التي نالت اعجاب أفراد العائلة، في تلك اللحظة كانت السعادة التي غمرت قلب ولاء كبيرة كون أن أول المنتجات نالت اعجاب الجميع هذا الأمر اعطاها دافعا من أجل الاستمرار وعدم اليأس.تبلغ ولاء من العمر 19 عاما، وتسكن في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، لم تقف اعاقتها التي لا تراها ولاء اعاقة أو نقصا، حائلا دون إيجاد فرصة عمل لتكون مصدر رزق لها.ولاء والتي ولدت بيد واحدة، تعمل على انتاج المشغولات اليدوية مثل الاكسسوارات والميداليات التي يتم تقديمها خلال المناسبات المختلفة خاصة التي تعبر عن دولة فلسطين والقدس.تقول ولاء وهي تلتقط طرف الخيط بيدها والطرق الآخر بفمها: “في بداية العمل كان هناك صعوبة، لكن مع الممارسة وصناعة ميداليات الخرز تغلبت على تلك الصعوبات،لا أريد أن أكون عالة على المجتمع، لهذا السبب قررت أن أفتتح مشروعا خاصا بي أتمكن من خلاله من توفير احتياجاتي ومصاريفي اليومية.وتضيف لـ “الحياة الجديدة”: عندما عرضت الفكرة على بعض الناس من حولي تعرضت إلى بعض الكلمات التي كادت تحبطني، لكني لم أكترث لها، بعض الأشخاص قالوا إن هذا العمل يحتاج إلى يدين ومن الصعب العمل به بيد واحدة، كونه يحتاج إلى تركيز ودقة، وهذا المشروع سوف يكون فاشلا، لكني لم أكترث لهم. وتتابع: “في بداية الأمر وجدت صعوبة في عملية صناعة المشغولات اليدوية، خاصة أثناء عملية ربط الميدالية، أقوم بالتسويق للأعمال التي أقوم بصناعتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، عندما يشاهد الناس أعمالي يشجعونني على المواصلة من أجل انتاج المزيد من الأعمال وبيعها، فالكل يترقب المنتجات التي اصنعها، العائد المادي الناتج عن المشروع تقوم بجمعه حتى تتمكن من التسجيل داخل الجامعة، أيضا من أجل توفير احتياجات عائلتها.في النهاية تحلم ولاء بالدراسة الجامعية خاصة أنها أنهت مرحلة الثانوية العامة قبل عام، لكن ظروف عائلتها حالت دون أن تسجل بالجامعة، تحلم أيضا ولاء بتركيب طرف صناعي يمكنها من أن تصبح إنسانة متكاملة داخل المجتمع، هل يمكن لحبات الخرز أن ترسم مستقبل ولاء وتحقق أحلامها؟!

اطبع هذا المقال