You are currently viewing هذا يحصل في فلسطين

هذا يحصل في فلسطين

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

بقلم:حمادة فراعنة

أنهت المستعمرة عملها وبرنامجها وهدفها المرحلي مع قطاع غزة والجهاد الإسلامي، في الأيام الثلاثة الماضية الجمعة والسبت والأحد 5 و6 و7 آب/ أغسطس 2022، لتبدأ صباح الثلاثاء في نابلس 9 آب، مع حركة فتح وجهازها الكفاحي كتائب شهداء الأقصى، مستهدفة الشهداء الثلاثة: إبراهيم النابلسي، اسلام صبيح، وحسين جمال طه، ليدلل بلا مواربة، بلا ذكاء للمعرفة، بلا جهد للاستدلال، بل يقدم دلائل حسية عملية مادية ملموسة أن مضمون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وجوهره لا يتوقف أمام خلافات أو اجتهادات أو حدود أو موازين، بل هو صراع على الوجود، على الاسم، على الهوية، على الخيار، باختصار هل خارطة الأرض الممتدة من غرب نهر الأردن حتى شاطئ البحر الأبيض، هل هي فلسطين أم هي المستعمرة الإسرائيلية؟؟.


هل هي لشعب فلسطين منذ كانت، أم لمن تم تهجيرهم وجلبهم واستعمارهم لفلسطين؟؟.


والدة إبراهيم النابلسي، تزغرد تزف ابنها بدلاً من أن تبكيه، تفرح له بدلاً من أن تحزن عليه، أفقدوها فلذة كبدها، فهتفت أمام الشباب : إذا قتلوا إبراهيم، لدي مائة إبراهيم، أنتم جميعاً أولادي مثل إبراهيم، وحملت نعش إبنها إلى مثواه الأخير.


استفردت المستعمرة بقطاع غزة، واستفردت بالجهاد الإسلامي لثلاثة أيام، وها هي تنتقل بعد 24 ساعة إلى الضفة الفلسطينية بعد التوصل إلى اتفاق وقف القصف من وإلى قطاع غزة، قتلت من قتلت بالقطاع، لتنتقل وتقتل من تريد في الضفة الفلسطينية، لا أحد مستثنى من الهدف، والقصف، والموت والاستهداف، طالما هو فلسطيني عربي مسلم مسيحي درزي، وأكثر وأقوى وأخطر وتحت مرمى النيران طالما هو رافض، مقاوم، يتمسك بخيار العمل من أجل: المساواة والاستقلال والعودة، وطالما هو ضد المستعمرة ومشروعها التوسعي الإحلالي الاحتلالي الإسرائيلي.


كما هي حركة حماس، أن قرار قيادتها التمسك باتفاق التهدئة مع المستعمرة، لن يُغير من خيارات قواعدها ومناضليها، ها هي حركة فتح تؤكد أن قرار قيادتها التمسك باتفاق التنسيق الأمني مع المستعمرة، لن يُغير خيارات مناضليها وانحيازهم لبرنامج الحرية والاستقلال، الجميع يدفع الثمن، في مواجهة الاحتلال وبرنامجه ومشروعه الاستعماري.
كأردنيين، لا خيار لنا ومعنا وأمامنا سوى أن نكون مع الفلسطينيين في خندق المواجهة لسببين جوهريين: أولاً من اجل حماية الأردن وأمنه واستقراره في مواجهته ورفضه لمشروع الاحتلال التوسعي، وعلينا أن نعمل ونشارك في استعادة اراضي الضفة والقدس، لأنها كانت جزء من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية حين تم احتلالها عام 1967, ونتحمل مسؤولية زوال الاحتلال عنها، ونيل الحرية لشعبها، وثانياً من اجل دعم الشعب الفلسطيني في البقاء والصمود على أرض وطنه، واسناد نضاله من أجل استعادة حقوقه في الحرية والاستقلال وعودة اللاجئين.
معادلة واضحة واقعية عادلة مفروضة ضرورية، نفهمها ونعمل في سياقها، ولا خيار لنا ومعنا غير ذلك.

اطبع هذا المقال