You are currently viewing ليبيا تسعى إلى أن يكون الكسكسي مسجلأً باسمها في اليونسكو
Libyan chef Monira Zwait, prepares a coucous in the kitchen of her restaurant in Tripoli, on March 8, 2023. In 2020 Algeria, Mauritania, Morocco and Tunisia, jointly inscribed the dish on UNESCO's list of intangible cultural heritage. Conflict-scarred Libya missed out as it remains mired in political crisis, its couscous tradition still unrecognised by UNESCO as the country is yet to ratify the UN's cultural heritage convention, an omission that some seek to remedy. (Photo by Mahmud Turkia / AFP)

ليبيا تسعى إلى أن يكون الكسكسي مسجلأً باسمها في اليونسكو

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

تسعى ليبيا إلى أن تثبت أن طبق الكُسكُس الذي يشتهر به المغرب العربي والمعروف محلياً بـ”الكسكسي”، يعنيها بقدر ما يعني جيرانها المغرب والجزائر وتونس، إذ يطمح الليبيون إلى تقدير دولي لتراثهم المطبخيّ والثقافيّ الغنيّ بعدما مزقت الفوضى بلدهم منذ أكثر من عقد.


في موقع المسرح الروماني القديم في صبراتة،على بعد حوالي 70 كيلومترًا غرب العاصمة طرابلس، ينشغل عشرات الطهاة في التحضير: في غضون ساعات قليلة، سيقدمون طبق الكسكس العملاق للجمهور.


وقال أحد المشاركين في عملية الطهو التي أقيمت في الهواء الطلق لوكالة فرانس برس فيما كان يرتاح لبضعة دقائق على كرسي حديقة وقد بدت عليه ملامح التعب “لم أنم طوال الليل”.


في قدور ضخمة مصنوعة من الفولاذ المقاوم، يواصل البعض الآخر تقليب السميد الذي حوّلت صلصة الطماطم لونه إلى أحمر، فيما وُضعَت المكونات الأخرى التي سبق تجهيزها في أطباق كبيرة مغطاة بورق الألمنيوم.


ثم يصبّ الطهاة والمساعدون في طبق يبلغ قطره أربعة أمتار نحو 2400 كيلوغرام من السميد،ولحم الضأن، واليقطين، والأهم شيء، اللمسة الليبية النموذجية: “البصل”المحمص في الزبدة.


تتجمع العائلات بسعادة حول الطبق العملاق، تحت حراسة الشرطة، بينما يصور الشباب المشهد بهواتفهم، في مشهد يبعث بمظاهر الاطمئنان المفقود منذ سنوات، ولو كان نسبياً.


بمعطفها الأسود وحجابها الأحمر، تُعرب أحلام فخري الآتية من طرابلس غن سعادتها برؤية الليبيين يجتمعون، في سياق التوترات السياسية وبعد العنف المسلح الذي أعقب سقوط وموت الدكتاتور معمر القذافي عام 2011.


تقول هذه الطبيبة التي سافرت كثيرًا: “أتيت من قرية تشتهر بالكسكس الذي يمكنك شمه من مسافة أميال حوله”.


وتذكّر أحلام باعتزاز بأن “المنطقة المغاربية كلها مشهورة بالكسكس الذي يميزنا عن الشرق العربي”. وتضيف: “إنه جزء من هويتنا وثقافتنا وتراثنا ونحن فخورون ونعتز به”.


ومع ذلك ، فإن ليبيا هي الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا غير المسجلة على أنها معنية بتقاليد الكسكس المدرجة منذ عام 2020 ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
ويعود ذلك إلى عدم انضمام ليبيا إلى هذه المعاهدة الدولية، وبالتالي عدم خضوعها لشروطها، وإلا لكان توسّعَ التنافس بين الدول المغاربية على ملكية هذا الطبق وأصله.


على الأرض، تتحرك منظمات المجتمع المدني من خلال مبادرات مختلفة “لدفع الملف عن طريق الضغط” على السلطات الغارقة في أزمة سياسية في ظل انقسام بين المعسكرين المتنافسين.


مع جمعيته التي تهدف إلى دعم السياحة والحفاظ على التراث، ينظم علي مسعود الفطيمي، طبق كسكس عملاقاً كل عام في موقع تاريخي، لإرسال “رسالة إلى البرلمان”.

ويشدد الناشط البالغ 54 عامًا على أن انضمام ليبيا إلى هذا الاتفاق “لن يتيح الحفاظ على الكسكس وحده، إذ أن ليبيا غنية بالثقافة والتراث وهذا التراث غير محمي أساساً”.


ويقول علي إن الكسكسي العملاق، مثله مثل اليوم الوطني للملابس التقليدية وغيرها من المبادرات، هو ثمرة “دفعة شعبية”، معربا عن أمله في أن يصادق أعضاء البرلمان على الاتفاقية الدولية “في المستقبل القريب”. لتنضم ليبيا إلى جيرانها في قائمة “التراث غير المادي”.


في حال المصادقة على الاتفاقية، يمكن لليبيا أن تنضم إلى موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس في ملف الكسكس “لأن التسجيل لا يعني ملكية نهائية أو حصرية” من قبل بلد واحد، على ما تؤكد اليونسكو.


وتؤكد منيرة زويت (43 عاما)أنها تتمنى ذلك من كل قلبها. وافتتحت هذه الطاهية مطعمًا خاصًا بها في العاصمة، ونشرت على الفيسبوك واليوتيوب صور الحلويات التي تبتكرها وتستوحيها من الاتجاهات العالمية.


لكنّ الكسكس يبقى بالنسبة إليها “خطاً أحمر”، إذ تحرص غلى طهوه بالطريقة التقليدية.


وبزيّ الشيف الأبيض الذي يحمل تطريزات ذهبية ليبية، تحضر طبقها المفضل عن طريق سكب قليل من الملح ومسحوق الفلفل الحار وقليل من القرفة مما يترك طعمًا حلوًا.


وتقول زويت التي تعلمت إعداد الكسكس من أمها في صغرها إنه “ليس مجرد طبق نأكله،بل مرآة حضارة، ومهارة تتناقلها الأجيال”.


وتعمل زويت المتمسكة جدأً بالتراث للحفاظ عليه “بأبسط” طريقة، على ما تقول، أي من خلال الاستمرار في طهو الأطبق التقليدية. وتقول إن تقاسم الطعام يشير إلى “علاقة حميمة لا مثيل لها” بين الجميع.

اطبع هذا المقال