في مرحلة الطفولة، تحدث طفرات في النمو ينتقل بها الطفل الصغير من الزحف إلى المشي إلى التحدث، لكن ارتداء الملابس بنفسه أمر ضروري، بشكل خاص، لأنه يستخدم فيها العديد من المهارات المختلفة التي تنمو في كل مرة وتتطور معها شخصيته.
متى يبدأ؟
من عمر مبكر يحاول الأطفال محاكاة آبائهم في ارتداء الملابس بأنفسهم. ومع ذلك، يبدأ معظم الأطفال الصغار بنزع الملابس والأحذية، قبل أن يتعلموا كيفية ارتدائها مرة أخرى.
ومن خلال الممارسة التي تبدأ في عمر مبكر، يستطيع الطفل ارتداء ملابسه بنفسه، تماما، عندما يصل إلى عمر الـ3 سنوات. ويمكن للأم أن تبدأ في تعليم الطفل الصغير أساسيات ارتداء الملابس بحسب عمره، وفقا لمؤسسة “بريجنانسي بيرث بيبي” (Pregnancybirthbaby).
في عمر 12 شهرا
يمكن للأطفال المساعدة في ارتداء الملابس من خلال رفع أذرعهم وإدخالها في أكمام القمصان. ويمكنهم أيضا، خلع أحذيتهم الخفيفة وجواربهم وقبعات الشتاء.
في عمر العامين
يمكن تدريب الأطفال في ذلك العمر على خلع السترة أو المعطف وارتداء البناطيل والقمصان والتعامل مع السحابات المرنة.
ويفضل أن تقوم الأم بتشجيع الطفل على الجلوس على الأرض أو السرير أثناء تعلمه ارتداء الملابس، لأن ذلك سيساعد في التوازن.
في عمر الـ3 سنوات
يمكن للطفل ارتداء الجوارب والأحذية وارتداء السترات والقمصان دون مساعدة، كما يمكنه غلق وفتح السحاب وكذلك الأزرار المضغوطة.
لماذا من المهم؟
يسهم تعلم ارتداء الملابس، في عمر مبكر، في تطور الطفل بشكل ملحوظ، حيث ينمي الثقة في النفس والاستقلالية والاعتماد على الذات والعديد من المهارات المفيدة الأخرى، منها:
المهارات الحركية
تتطلب القدرة على ارتداء الملابس العديد من المهارات الحركية الإجمالية والتوازن والتنسيق، حيث يتحرك الطفل على طول مراحل النمو ويتعلم تدريجيا المهارات الحركية اللازمة لخلع ملابسه وارتدائها.
وبحسب موقع “الخدمة الصحية الوطنية” في إنجلترا، فإن تدريب الطفل على ارتداء ملابسه في عمر الـ12 شهرا قد يساعد على تقوية العضلات والمفاصل وينمي قدرته على الزحف والمشي والركض بسبب تقوية العضلات الكبيرة في جسمه.
وخلال مراحل نموه تتطور قدرته على الحفاظ على مهارات التوازن بالتدريب على الوقوف على ساق واحدة عند ارتداء الطفل البنطال. ويساعد غلق السحاب أو فكه وكذلك الأزرار على تنمية حركات العضلات الصغيرة في أصابع اليد.
المهارات المعرفية
تتعلق هذه المهارة بالعملية الذهنية لتمييز الأشياء، ووفقا لـ”واي تو غود لايف” (Way2goodlife) تتضمن هذه المهارة التفكير والتذكر والتعلم والوعي. ويطور الطفل هذه المهارة عندما يتذكر الملابس التي يجب أن يرتديها أولا، كأن يرتدي ملابسه الداخلية أولا ثم الملابس الخارجية وبعد ذلك الجورب ثم الحذاء.
المهارة المعرفية تتعلق، أيضا، بالوعي بالزمان والمكان، وتتطور لدى الأطفال من خلال ارتداء الملابس أيضا، فيتعلم ارتداء الملابس للمناسبات المختلفة ووفقا لظروف الطقس ويدرك أن ملابس النوم تكون وقت الليل.
المهارات اللغوية
لتعلم ارتداء الملابس في عمر مبكر تأثير، أيضا، على تطور المهارات اللغوية للطفل. ووفقا لـ”رايزينغ تشيلدرن” (Raisingchildren)، يتعلم الطفل مسميات القطع التي يرتديها أو التي يفضل ارتداءها. كما أن حاجته لارتداء لون بعينه تجعله يتعلم الألوان ويميزها.
كيف تساعدينه؟
السماح للطفل باختيار ملابسه بنفسه يعزز قدرته على الاستقلال، من خلال إتاحة الفرصة له لتحديد ما يريد ارتداءه كل يوم، فيتعلم تكوين الآراء والتعبير عنها واتخاذ القرارات التي ستساعده طوال الحياة.
ومع ذلك، تجد الأم صعوبة مع اختيارات طفلها غير العقلانية، أحيانا، لكن عليها أن تلتزم الهدوء وتتبع بعض الخطوات لمساعدة طفلها في الاعتماد على نفسه واختيار المناسب دون إجباره.
خزانة الملابس في مستوى مناسب للطفل
وجود أشياء يمكن للطفل الوصول إليها دون مساعدة الكبار أهم شيء يمكن للأم تقديمه لمساعدة طفلها حتى ينمو ويتطور. ومن الجيد وضع ملابس الطفل في الأدراج السفلية من الخزانة وخفض الرف المعلق في الخزانة لجعل كل شيء في متناول يده.
وفي الشتاء تحديدا، يحتاج الطفل إلى مكان واضح ومناسب تعلق عليه السترات ويستطيع الوصول إليها بسهولة.
مساعدته على الاختيار
قد يرفض الطفل رفضا قاطعا أي مساعدة في اختيار ملابسه. ويمكن للأم التأكد من أن لدى طفلها ملابس ملائمة من ناحية الطقس أو مناسبة ما عن طريق ملء الأدراج أو الخزانة بالملابس التي توافق على ارتدائها وتجعلها في متناول يده وتقوم بوضع الملابس غير المناسبة في مكان آخر بعيدا عنه.
حدود التدخل
إذا كان الطقس شديد البرودة، يمكن للأم هنا أن تتدخل حتى لا يمرض الطفل، من خلال جعله يرتدي طبقات من الملابس المحببة لديه وجوارب طويلة وجاكيتا ثقيلا، وفي حال رفضه يمكن للأم أن تحمل معها الجاكيت وسيشعر الطفل بالبرودة ويطلب أن يرتديه، وفي المرة المقبلة على الأم تذكيره ببرودة الطقس وضرورة ارتداء الجاكيت قبل الخروج، وسيفعل ذلك.