You are currently viewing حلا زاهي” قصة نجاح في التصنيع اليدوي لمستحضرات الجمال الطبيعية

حلا زاهي” قصة نجاح في التصنيع اليدوي لمستحضرات الجمال الطبيعية

  • Post author:
  • Post category:مرأة
العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

روان الأسعد

مع زمن الشباب تأتي الأفكار والمبادرات الجديدة الزاخرة بالإبداع والطاقة في المجالات كافة ليصنعوا مسارهم ونجاحهم المهني، والشابة حلا استثمرت مهاراتها وتطلعاتها لإثراء نفسها في ريادة الأعمال، حيث تمكنت من تطوير أفكارها وترجمتها على أرض الواقع لتنتقل من ثقافة انتظار الفرص إلى ثقافة الإنتاج والإبداع والريادة والإبتكار، لتحقق مشروعا بالعلم والعمل تجسد من خلاله قصة نجاحهاتحت عنوان التحدي والإصرار، لتؤكد أن الشباب رقما مهما ومؤثرا في أي عمل يقومون به لما يتمتعون به من قدرات وكفاءات ومهارات يسطروا من خلالها قصص نجاح ملهمة في مختلف التخصصات.

الشابة حلا تسرد تجربتها في عالم المشاريع الصغيرة والريادة والتي كانت بمثابة حلم لها لتقدم منتجات بمعايير عالمية وأساليب عصرية جذابة، لتثبت جدارتها وتحقق التميز وتصعد على سلم التطوّر المهني من خلال عملها في مجال تصنيع الكريمات الطبيعية الخالية من الكيماويات وتبدأ من الصفر وصولا لسلم النجاح.

الخطوة الأولى


تتحدث الشابه حلا زاهي (23) عاما من بلدة عقربا الواقعة جنوب شرق مدينة نابلس عن الصدفة التي جعلتها تنطلق في عملها لتصبح منتجة ومدربة في مجال صناعة الصابون والكريمات والمنظفات وتقول عن البداية: الفكرة صدفة بحته خطرت ببالي عام 2018 بعد قدوم ابن أخي الصغير فكرت أن أقوم بعمل الصابون له كتوزيعات في حفل قدومه وقرأت عن الموضوع وبحث وقمت بتجربتها ونجحت معي من المرة الأولى وهذه كانت الإشارة الاولى لي لأنطلق بهذا المجال وأبدع فيه فيما بعد وأتوسع وكان لجائحة كورونا فضلا كبيرا حيث استغليت فترة الحجر للحصول على العديد من الدورات وتطوير نفسي في العمل واستغلال كل دقيقة فيه للعمل والإبداع.

وتتابع: بدأت بتوزيعات الصابون ثم بدأ يكبر المشروع رويدا رويدا، فبعد نجاح الصابون بدأت أقرأ وأبحث وأتوسع في الموضوع ووجدت الحاجة الكبيره للعودة للطبيعه والمنتجات الطبيعية للعنايه والاهتمام بالبشره والجسم، ثم التحقت بالعديد من الدورات في الأردن ومصر سوريا وغيرها من الدول وحصلت على شهادة مزاوله المهنة من الأردن، ليتجاوز عدد الدورات التي التحقت بها التسعين دورة ، لصناعة الكريمات العلاجية والطبيعيه وكافة منتجات التجميل، وبدأت أعطي الدورات في هذا المجال وكلها مرخصة من وزارة العمل .

العمل الجاد والتطور


دائماما تكون البدايات بسيطة لكنها تشكل حافزا كبيرا لمن لدية الطموح بتطوير الفكرة والتحليق في عالم العمل والإبداع والإنطلاق في عالم الريادة وتمكين الذات من خلال المشاريع التي تبدأ صغيرة ثم تكبر مع مرور الوقت ويبقى المكون الأساسي في تركيبة النجاح هو الحب والشغف لكل ما هو جديد ومميز فالعمل المصنوع بكل حب يعكس ما بداخله من محتوى ويجعل وصوله للناس بشكل اسرع وأكبروحلا انطلت بكل حب من منتج واحد للعديد من المنتجات المنوعه والمختلفة.

تقول: عملت في كل أنواع الكريمات وزيوت الشعر والسيرومات أصنعها وأوزعها وأعتمد على البيع بالجمله أكثر من الطلبات الفردية، رغم بساطة البداية التي كانت فقط في صابون التوزيعات، إلا أنني تطورت فيها لأنتقل للعمل بمجال الصابون العلاجي مثل لبان الذكر الكركم وغيرها، ولأنني شخص أناعاشق للروائح والعطور، سعيت لتكون منتجاتي برائحة مميزة اضافة للجودة العاليه ، وقد حصدت زبدة الجسم والمقشر ومزيل العرق على لقب أكثر ثلاث منتجات اقبالا ومبيعا وطلبا عاليا أكثر من غيرها كذلك زيوت الشعر وزيت الرموش وكلهم بالتأكيد من مكونات طبيعية دون مواد كيميائية باستثناء مزيل العرق فهو 96 بالمئة طبيعي لأن بداخله ماده حافظة ليدوم سنتين دون تلف.

وتابعت: بفترة الكورونا أخدت دورات متعددة وكانت فترة الحجر هي انطلاقتي الفعلية والقوية في هذا المجال، حيث بدأت العمل بتصنيع المنتجات الطبيعية للبشرة والجسم وكان العمل من المنزل فقد خصصت زاوية لي، لتكون حجر الأساس للانطلاق لعالم الريادة والأعمال وتجربة شيْ جديد ومختلف لأكون عنصرا فاعلا ومنتجا في المجتمع، ولأحقق ذاتي وأستقل بنفسي، وبالفعل كانت أولى التجارب على سيروم يعالج الحبوب، والحمد لله بفضل الله بعد جهد وتعب وصبر أصدرت سيروم الحبوب وتفتيح البشرة وقد حقق نجاحا ساحقا وكان سبب شهرتي ومعرفة الناس لي وأقل ما يمكنني وصف المنتج بأنه سفاح، بعت الكثير منه بالجملة وصار الناس يعرفونني وبدأت أجمع من أرباح بيعه لأعمل منتجا آخر وهكذا اعتمدت على نفسي وعلى مشروعي لأطوره من أرباحه وأنهض به دون أن ألجأ لمساعدة أهلي وأعتمد على نفسي وأصنع لي نجاحا من الألف إلى الياء، وبعد ذلك أصبحت أصدر منتجا تلو الاخر كل فترة حسب خطة مدروسة وضعتها لنفسي، فالمنتج عادة يحتاج ثلاثين يوما من العمل عليه وتجربته قبل طرحه ليباع للمستهلك ونتيجته مضمونه مئة بالمئة .

التسويق والبيع


يعتبر التسويق من المؤثرات الرئيسية المحددة لقدرات المشروع على الحياة والاستمرار، وهو العنصر الأهم في حياة المشروع كونه يعرف الناس على المنتج ويخلق فرصة حقيقية لزيادة الايرادات ونجاح المشروع ما يعني تطوره وتقدمه للامام فس سبيل تحقيق النجاح وعن هذه المرحلة المفلية في حياة المشروع، تحدثت حلا قائلة: لكل مشروع خطة تسويقية يجب السير عليها لنجاح المشروع فمهما كانت المنتجات عالية الجودة ومضمونه دون التسويق لها لن يعرفها الناس وغالبا ما تكون هذه المشكله الأساسية التي تواجه المشاريع الشابة التي لا تعرف كيف تروج عن نفسها وتنتظر الزبائن لذا فأنا لم أعتمد سياسة انتظار الزبون ليأتي إلي بل كنت أنا من يبحث عن الزبائن ويطرح عليهم فكرة شراء منتجاتي، واعتمدت سياسة البيع بالجمله للمحال حتى صار لي اسم وبات الناس يعرفونني لأتخطى هذه المرحلة وأنتقل لمرحلة أخرى هم من يطلبون منتجات ، ومع أن هذه المرحلة هي الأصعب في عمر المشروع وتطلبت وقتا وجهدا وعملا وتخطيط إلا أنها أثمرت بعد ذلك عن نتيجة مرضية لي ورائعة، لذا على كل منا أن يسعى ويجلب الزبون عندهدون الإنتظار فنحن الشباب لدينا طاقة وجلد للعمل والسعي المتواصل من أجل تحقيق النجاح وعلينا دوما المثابره وطرق كل الأبواب خاصة في البدايه حتى نصل لمسعانا ونركز بعدها على الإنتاجية والتطور في المشروع لنصل لأبعد من أحلامنا.

التميز والتنوع هما سبب النجاح


حلا التي فضلت اثبات جدارتها وكفاتها للعمل في مشروعها الخاص رغم ما يتسم فيه العمل الريادي من التنافسية وتنشط فيه روح التحدي والعزيمة في كل يوم، بعيدا عن التعود على نمط خدمي محدد او وظيفة روتينية لا ابداع ولا تجديد فيها، لأن طبيعة السعي لتحقيق الأهداف يدفعنا للعمل بشكل أكثر إبداعا واحترافية.

تتحدث قائلة: في ظل وجود الكثير من المشاريع الشبابية والتي قد تتشابه فيما بينها أحيانا لابد لمن يريد النجاح والوصول الى القمة أن يتميز عن غيرة وهذا التميز يبقى سر التفوق وأداة لقياس نجاح المشروع من فشله وله عوامل متعددة كل منها يكمل الآخر ويتم العمل عليها جميعا وما يميز منتجاتي بالدرجة الأولى هو الفعالية إضافة للروائح وكلها منتجات طبيعيه تعالج المشكلات المختلفة التي تعاني منها البشرة والجسم والشعر على اختلافها، فمثلا مزيل العرق يختلف عن المنتجات التجارية الموجودة بالسوق فهو لا يغلق المسام ويعمل على تفتيح البشرة ومن مكوناته زيت جوز الهند والفيتامينات مثل فيتامين E وغيرها من المكونات الطبيعيه، وكريمات البشره منوعه ومختلفة فمنها ما هو للتفتيح وآخر للتطريب ولمعالجة كل مشاكل البشره من الحبوب والتصبغات وغيرها، إضافة لسيروم الهيالورونيك أسيد حيث يمتص حمض الهيالورونيك نسبة كبيرة من السوائل التي تدخل للجسم، لذلك يعمل على ترطيب عميق لطبقات الجلد ويجعلها أكثر مرونة ونضارة ويحتاج للماء ليعطي التفتيح والترطيب، إضافة لزيوت الشعر المتعددة الوظائف والإستخدامات ومجموعة الشامبووالبلسم وحمام الزيت الخالي من الاملاح لينشط نمو الشعر، ويعزز نموه الصحي، ويجعله قويًا وغيرها من المنتجات التي يطول الشرح عنها.


آليات العمل


تتحدث الشابة العشرينية عن منتجاتها المنوعة وعن آليات العمل وتجربة المنتجات الجديدة وتحضيرها، تتحدث بفرح قائلة: أقوم بعمل المستحضرات والكريمات بتصنيع يدوي، بعد أن تعلمت هذه الحرفةودرست وتعمقت فيها، وأتخذت قرار أني لن أشتري منتجات العناية بالبشرة من السوق، فتعلمت وبحثت ودرست وأحببت العمل اليدوي، خاصة بعد أن رأيت الفرق الواضح على بشرتي وشعري بعد استخدام المنتج الطبيعي والبعد عن المستحضرات الكيميائية، وأنا في الأصل درست دبلوم طب بديل، وحصلت على كورسات متعددة في المجال فدراستي تكمل ما تعلمته، وتعلمت على يد أشهر الأخصائيين، وتفرغت تماما لمشروعي حتى أصبح هو مصدر دخلي الأساسي ومشروعي الريادي إضافة لأنني أعطي دورات كما ذكرت في التصنيع بشهادة مرخصة من وزارة العمل إلى جانب دورات خاصة في الايبوكسي والريزن والشموع .

واستكملت حديثها قائلة: أما العمل على التركيبة الواحدة يتطلب مني وقتا وجهدا وتركيزا عاليا لأني اقوم بعمل اكثر من تركيبه للمنتج وبعد تجربتها جميعا أعتمد المناسبة ثم اوزع عينات مجانية على الزبائن ليقوم بتجربتها وأعرف النتيجة منهم وماهي ملاحظاتهم وبناء على التغذية الراجعه منهم قد أحتاج للتعديل على التركيبة أو اعتمادها كما هي، والمتعة لدي هي أن أعمل، فالعمل في صناعة المنتجات يخرجني من العالم الواقعي والجدران الى التحليق بعالم التركيبات، ولا شيء يعطيني حريتي مثل هذا العمل خاصة وانني أطمح ان تحل منتجات الاهتمام بالبشرة الطبيعية مكان المستحضرات الكيميائية وذلك لحماية بشرة النساء من تراكمات المواد الكيميائية، خاصة أن المواد التي أقوم بإنتاجها مكونة من الزيوت الطبيعية، ولا تشكل تراكمات لمواد يصعب على الجسم التخلص منها .

الطموح رغم العقبات


لكل منا رغبة في الحصول على منصب رفيع ودرجة أعلى، وتحقيق نجاح مرئي في أي عمل يقوم به لامتلاك الحافز والقدرة على تحقيق ما يريد وهذا هو الطموح الذي يعد أصل كل النجاحات في الحياة والسبب لسحق كل العراقيل وبناء سلما منها للصعود عليه والوصول .

وعن طموحها تتحدث زاهي: أطمح إلى أن يتحول مشروعي من ورشة صغيرة لمصنع وأطلق عليه اسم حلا بيوتي الاسم الخاص بمنتجاتي وهذه هي الخطوة التي سأقوم بها في الفترة القريبة القادمة ولكنني أنتظر الوقت المناسب فقط خاصة وأن لدي مندوبات في كل الضفة وفي الداخل المحتل وهذا ما سهل علي العمل كثيرا وساعدني في التوسع والإنتشار ووصول منتجاتي لعدد أكبر من الناس رغم المجهود المضني الذي بذلته للوصول لهذه المرحله الا أن التيجة التي وصلت لها تجعلني أنسى التعب وأفخر بنفسي وأكون سعيدة .

وتتطرق للصعوبات في حديثها قائلة: الاعتماد على نفسك في عمل مشروع خاص أمر صعب، لكن إن نظرت إلى هدفك وعملت بجد وأحببت عملك ستصل، والصعوبات لا بد لنا من تخطيها مهما كانت وأنا من النوع الذي لا يحبط ولا يتسلل اليأس لقلبه كنت أبحث دوما عن الحلول وأتجاوز كل العراقيل، رغم عدم وجود بيع واعتكادي على نفسي بالبدايه الا أنني كنت أعمل وأبيع وأوزع وأبحث وأتطور يوما بعد يوم خاصة وأن لكل عثرة درس مهم تعلمنا اياه المهم أن لا نتوقف ونستمر، ومعظم الصعوبات كانت هي البحث عن الخامات ذات الجودة العالية خاصة وأن هنالك مواد يمنع دخولها من قبل الإحتلال، وعدم توفر مواد التغليف واستغلال بعض التجار بالاسعار وغيرها، وكان علي الابتكارفي التصنيع والتغليف مستخدمة العلم والفن، وشعاري دوما هو حاول ولا تستسلم حتى تصل إلى مبتغاك.

وفيما يتعلق بالصفات التي يجب التحلى بها للنجاح في المشروعات الخاصة،فأن أهم تلك الصفات أنه يجب على الشخص التحلى بالصبر؛ لمواجهة صعوبات التصنيع، وعدم الإحباط أبدا، وعليه ألا ينظر إلى الربح، لكن يضع أمام عينه نجاح منتجه، ويجب تجربته على نفسه أولا وكل من حوله من أصحاب وأقارب قبل طرحه في السوق.

اطبع هذا المقال