بعد سنتين من التخرج من الجامعة، والبحث عن وظيفة دون جدوى، فكرت في مشروع فريد وريادي ليكون مصدر دخل لها إلى حين إيجاد وظيفة تناسب شهادتها الجامعية.منى ربايعة (24عاما) من بلدة ميثلون بمحافظة جنين، خريجة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جامعة القدس المفتوحة، سمعت عن مشروع نجاحها المنفذ من قبل الإغاثة الزراعية، وشاركت به، وبعد حصولها على عدة دورات في المشروع، فكرت في مشروع ريادي لتطبيقه في فلسطين لتجد أن توت العليق الأحمر والأسود لم يسبق له أن زرع في الضفة الغربية، لأهداف تجارية، لتأخذ على عاتقها المضي في تنفيذ الفكرة.واعتبرت أن هذا المشروع سوف يكون في المستقبل مصدر دخل لها، رغم أنها لا تعرف بالزراعة شيئا، لكنها ذهبت إليه هربا من البطالة.تمشي ربايعة بين شجيرات توت العليق في أرضها بميثلون، قائلة: “عندما بدأت بالبحث عن مشروع ريادي لمعت فكرة العليق الأحمر والأسود برأسي، وأحببت الفكرة جدا، وبحثت عنها في الإنترنت، كيف تزرع ومتى وأين وما هي بيئتها المناسبة، وفوائدها، وكيفية الاعتناء بها، وإنتاجها، وقدمت دراسة جدوى عنها للإغاثة الزراعية ضمن مشروع نجاحها، وكنت سعيدة جدا بقبولهم الفكرة.وبدأت ربايعة بزراعة دونم من العليق بشهر نيسان الماضي، مشيرة إلى أن فترة إنتاجه شجيرات العليق سريع، ونضج ثمار قصير، حيث يبدأ نضوج ثماره خلال شهر آب القادم، ولا تحتاج لمجهود كبير لرعايتها، وأمراضها قليلة. وتشير ربايعة إلى أن زراعة العليق مربحة بإذن الله، وستشكل لها مصدر دخل، لحين ايجاد وظيفة تناسب شهادتها الجامعية، كما أنها لا تحتاج إلى وقت كبير للعناية بها،وكل شجيرة من الممكن أن تنتج 20 كيلو من العليق في الموسم.وتنوه الشابة الى أن مشروعها ما زال ينقصه بعض الاستكمالات مثل وضع ريشت حول الأرض كي تحمي المحصول من دخول الحشرات إليه.وستستغل ربايعة الشجيرات التي زرعتها مستقبلا، فعندما تخرج من جوانبها فسائل جديدة ستفصلهم عن النبة الأم وتزرعهم بعيدا عنها ليصبحوا أيضا شجيرات منفصلة، من أجل زيادة الإنتاج.وعلقت ربايعة أغصان شجيرات توت العليق على معرشات قد وضعتهن من أجل تسلق الشجيرة عليهن، فزراعته تشبه إلى حد ما زراعة العنب.ولتوت العليق الأسود والاحمر فوائد طبية جمة أهمها احتوائه على مجموعة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، التي تعمل على تعزيز الذاكرة والتفكير، وتعزيز صحةالدماغ والأعصاب، والمساهمة في الوقاية من مرض الزهايمر، ويعزز صحة القلب، ويساهم في الوقاية من السرطان، وينظم سكر الدم، والجهاز الهضمي، ويعزز صحةالجلد والعينين، كما تمتل كثمرته وأوراقها خصائص صحية وطبية تستخدم في الطب البديل.وتوضح ربايعة ان شجيرة توت العليق تحتاج إلى أجواء باردة، لكنها لا تحتمل الصقيع والبرد الشديد.من جانبه، يقول مسؤول التمكين الاقتصادي في الإغاثة الزراعية المهندس فراس فحماوي، إن مشروع توت العليق الأسود والأحمر، مشروع لأول مرة يتم زراعته كمزرعة في فلسطين، وتم استيراد الاشتال من الخارج، وهو منتوج جديد سيدخل السوق الفلسطيني، ومشروع اقتصادي مربح، يوفر فرصة عمل.ويضيف أن الأشتال التي زرعت في مزرعة الشابة ربايعة هي عبارة عن أشتال كبيرة، سيظهر عليها الثمر خلال الأشهر القليلة القادمة.وتبلغ سعر كيلو توت العليق تقريبا عشرين شيقل، يتم استيراده من أراضي 48. ومن المتوقع أن كل شجيرة زرعتها ربايعة ان تنتج مايقارب الـ 10 كيلو في البداية وتصل الى 20 كيلو للشجيرة الواحدة، عندما تنضج جيدا ويكبر حجمها.يقول المهندس فحماوي.ومشروع زراعة توت العليق هو ضمن مشروع “نجاحها” الذي يتم تنفيذه من قبل مؤسسة انقاذ الطفل بالتعاون مع الاغاثة الزراعية والتعاون ووحدة العمل التنموي “معا” وهو مشروع انطلق بسنة 2018، لتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل وخاصة ان نسبة البطالة بفئة الشابات عالية جدا ضعف البطالة عند الذكور ضمن الفئة العمرية 19-29 سنة.فالمشروع استهدف خمس محافظات (جنين، طولكرم، نابلس، اريحا، طوباس والاغوار)، ضمن قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي والبيئي، ويتم استقبال افكار لمشاريع ريادية يتم خضعها لفرز، لاختيار مين من المتقدمين ممكن ينجحوا عنا، ويعملوا مشروع قابل للحياة ومجدي اقتصاديا، ويتم دعم المشروع اقتصاديا وماليا والمساعدة في الحصول على المعدات.وينصح فحماوي كل شخص لم يجد وظيفة بالتفكير في مشروع ريادي يشكل مصدر دخل له وعدم الانتظار لتاتي الوظيفة، وبلغ عدد المشاريع الريادية ضمن مشروع نجاحها أكثر من 119 مشروعا.
منى ربايعة تنتصر على البطالة بـ “العليق” الأحمر والأسود
شبكة فرح الاعلامية: