You are currently viewing <a href="https://www.alquds.com/ar/posts/149959">تهجير الفلسطينيين.. جريمة حرب</a>

تهجير الفلسطينيين.. جريمة حرب

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

بينما تستمر عملية العودة المؤزرة لمواطني غزة إلى شمال القطاع من وسطه وجنوبه، وسط حشود كبيرة ومشاهد تثلج الصدور، ورغم تأكد عشرات الآلاف من عدم وجود مساكن أو مبانٍ صالحةٍ للعيش، إلا ان عشق الوطن وتراب غزة، يفوق كل شيء ويخلط مشاعر فرح العودة بالحزن والاسى مع بدء رحلة البحث عن جثامين الشهداء تحت الأنقاض، حيث إن فرصة الحصول على وقف لإطلاق النار ولجم العدوان الإسرائيلي، تعتبر بحد ذاتها مكسباً للساعين إلى إعادة البناء والتمسك بالارض والتشبث بها والصمود على ثراها مهما كان الثمن.

رغم كل ذلك ما زالت الأصوات والأبواق الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، تنساق خلف الرغبات الإسرائيلية بضرورة تهجير الفلسطينيين من القطاع وإسكانه في دولة غربية أو عربية، وبعد فشل المحاولة الأميركية مع الأردن ومصر، يطل خيار إندونيسيا كحل جديد وسط إصرار غريب ومشبوه من قبل الرئيس ترمب الذي يسعى  لترحيل  مليونين من أبناء الشعب الفلسطيني إلى الدولة الآسيوية بحجة عدم وجود أمان للعيش في غزة.

وحسناً فعلت إندونيسيا عندما نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية، توتوك روليانسيا سوميرت، تلقي بلاده أي عرض من أي جهة، بما في ذلك الولايات المتحدة، بشأن نقل لاجئين فلسطينيين من غزة إلى إندونيسيا، وأكد أن الحكومة الإندونيسية تدعم إعادة إعمار غزة بطرق مختلفة دون استقبال لاجئين فلسطينيين على أراضيها. 

وحسناً فعل وزير الخارجية عندما أعلن أن بلاده مستعدة لدعم إعادة إعمار غزة، وزيادة تدفق المساعدات، وإرسال قوات لحفظ السلام إذا طلبت الأمم المتحدة ذلك، وفي ذلك توجه حضاري يحترمه شعبنا، أما الدعوات المشبوهة للتهجير أياً كان مصدرها فهي مرفوضة ومدانة، وسيتصدى  لها الشعب الفلسطيني بكل قوة.

بودنا توجيه التحية أيضاً لدول المنطقة، بما في ذلك مصر والأردن، التي رفضت فكرة استقبال لاجئين فلسطينيين، وأكدت التزامها ببقاء الفلسطينيين على أرضهم كما جاء في تصريحات وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي قال إن “الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين”، بينما شددت مصر على رفضها لأي نقل قسري للفلسطينيين. 

في أحدث حلقات الاستهداف الاسرائيلية لهذا المخطط ما نشرته امس القناة السابعة عن  رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حول معبر رفح عندما قال: إن إسرائيل ستسمح لسكان غزة بالخروج من معبر رفح إلى مصر، ولكن باتجاه واحد فقط، وإنهم لن يتمكنوا من العودة إلى غزة، حيث تتوافق الرواية تماماً مع دعوات التهجير الطوعي التي ينادي بها الوزراء المتطرفون.

إن الإقدام على مثل هذه الخطوة المجنونة سيهدد استقرار دول المنطقة، ويثير غضبًا شعبيًا واسعًا، ومن المؤكد أنها ستواجه مقاومة شديدة من الدول العربية والفلسطينيين، الذين سيحاربونها لأنها محاولة لتغيير ديموغرافي وتطهير عرقي.

تماماً كما فشلت كافة المحاولات السابقة، فإن هذه الخطوة ستنهار أمام طموح وإرادة شعبنا، وحتى المحاولات الأخيرة  في جنين  وطولكرم، من خلال هدم المنازل وطرد الأهالي لن تثني شعبنا عن الوقوف في وجه هذه المؤامرات  ومحاربتها بقوة، لأن عمليات التهجير هي جرائم حرب لا تتوافق مع أي قانون دولي أو إنساني، وعلى الجميع التصدي لها وبحزم وبقوة وعدم السماح بتمريرها.

اطبع هذا المقال