حديث القدس
العالم من حولنا في تغير مستمر، وفي مقدمة ذلك منطقة الشرق الاوسط بعربها ومسلميها وحتى على مستوى دولة الكيان الاسرائيلي العنصرية واليمينية المتطرفة. فبعد ان كان الشرق الاوسط مسرحا للولايات المتحدة الاميركية واسرائيل اشعلتا فيه النيران في العديد من الدول العربية، وعملتا على تقسيم المقسم، كما حدث في السودان وسوريا وليبيا والعراق، الامر الذي استغلته دولة الاحتلال في اطار محاولاتها حسم الصراع لصالحها ، خاصة في مرحلة الرئيس الاميركي السابق ترامب وحاليا مع قدوم حكومة نتنياهو الاكثر يمينية وتطرفا وعنصرية ومعاداة لشعبنا، الا ان الامور في المرحلة الراهنة غيرها في السابق.
فهناك اعادة العلاقات بين ايران والسعودية، وانعكاس ذلك على الاوضاع او لنقل الحرب في اليمن التي غذتها الولايات المتحدة ، واجراءات عودة سوريا لجامعة الدول العربية على اساس وحدة اراضيها، واللقاءات بين سوريا وعدد من دول الخليج، وكذلك احتمالات المصالحة السعودية التركية، وكلها باتجاه شرق اوسط جديد لا تهيمن عليه اميركا وغيرها من الدول الاوروبية.
كما ان النفوذ الاميركي في العالم وخاصة في الشرق الاوسط آخذ في الانحسار، وانها في الطريق الى عدم بقائها القطب الواحد الذي يتحكم في العالم، فهناك الصين وروسيا والبرازيل وربما الهند، حيث تعمل جميعها مع غيرها الى جعل العالم متعدد الاقطاب وقائم على السلام والوئام والمصالح المشتركة وليس على الحروب والدمار واستغلال ثروات العالم الثالث وفي المقدمة وطننا العربي حيث الثروة البترولية التي لها دور كبير في تسيير الاقتصاد الغربي.
وجميع هذه التغيرات هي في الحقيقة لصالح القضية الفلسطينية خاصة وشعوب المنطقة عامة، فالمصالحات والخروج من الوصاية الاميركية بكل تأكيد يعيد للقضية الفلسطينية مركزيتها في العالم العربي والاسلامي بعد ان اسقطت في رأس سلم الاولويات.ولكن الشيء المهم ان الاستفادة الفلسطينية من هذه التطورات والتغيرات منوط بالقيادة الفلسطينية وفي الفصائل كافة بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الاسلامي العمل بجد على استعادة الوحدة الوطنية، والاتفاق على برنامج عمل موحد لمواجهة التحديات وحتى يكون للقيادة الفلسطينية الموحدة موقعا في هذه التطورات التي ستنعكس ايجابا على الكل الفلسطيني.
واذا كان الشرق الاوسط جميعه في سياق تغير نحو الافضل والانفكاك عن اميركا ، فلماذا هذا التغير لا يشمل القيادة الفلسطينية ممثلة بالسلطة والفصائل ؟ فمرحلة التغيير يجب ان تشمل الجميع وخاصة الساحة الفلسطينية.
وحتى دولة الاحتلال هناك تغيرات داخلية بين الغربيين والشرقيين يعبر عن نفسه حاليا بالمظاهرات ضد التغييرات في القضاء ولكن ، الصراع الداخلي هو اعمق من ذلك، فهو الى جانب انه صراع بين اتجاهين فهذا ايضا طبقي ، وهذا الامر سيتعمق ان آجلا ام عاجلا.
فهل ستلتحق القيادة الفلسطينية بمسيرة التغيير والتطور ام ستبقى في صراعات داخلية تؤثر على القضية الفلسطينية ؟!
اننا نأمل بأن يتم اعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني بأسرع ما يمكن ، خاصة وان ذلك اصبح ضروريا لنلحق بركب التطورات.