You are currently viewing في الدوحة.. سقط قناع التطبيع

في الدوحة.. سقط قناع التطبيع

العربية فارسی كوردی‎ עִבְרִית Türkçe Français Deutsch Italiano Español English
شبكة فرح الاعلامية:

هلا سلامة- لم تكن فلسطين بحاجة إلى استفتاء حول هويتها ومكانتها ولكن إن ارتضى الاحتلال ذلك مستغلا مونديال قطر 2022 لقلب الحقائق التاريخية وجر الجمهور العربي إلى بؤرة التطبيع فإنه سجل فشلا مريبا حتى على شاشات إعلامه التي لم تحظ بفرصة انتزاع تصريح واحد من الجماهير لا سيما العربية منها التي أظهرت كل الحرص على حقوق الشعب الفلسطيني والوفاء له. 

على أرض الملعب سقط قناع التطبيع والاتفاقيات التي أبرمت مع الاحتلال تحت أي ظرف كان، ناقضته الشعوب بآرائها ومواقفها المشرفة التي لم تخذل فلسطين ومواجع أهلها التي يتسببها الاحتلال منذ عقد من الزمن. 

حمل مونديال قطر اسم فلسطين، ورفعت الجماهير علمها وكوفيتها وهتفت لها في أبهى صورة تكرس الهوية العربية ووحدتها، وكانت الفرصة كي يقال بصدق وعفوية للإسرائيلي أن لا مكان لك بيننا، “يللا يللا يللا إسرائيلي برة” أحد هتافات جمهور كأس العالم هذا الموسم، وبموازاة وسم “كأس العالم قطر 2022 ” انتشر وسم “فلسطين في مونديال قطر” ووسومات أخرى متضامنة معه. 

ارتبك مراسلو إسرائيل وبدت السخافة على وجوههم وهم يستجدون متحدثا عربيا يطل على شاشات القنوات التي يعملون فيها.. قطر المستضيفة لهذه اللعبة الرياضية الدولية أظهر جمهورها روح تضامنه مع فلسطين عبر مواقف عديدة شاهدناها عبر شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد لاقى مقطع فيديو لأحد شبانها تفاعلا كبيرا وهو يوزع شارة فلسطين على جماهير كأس العالم. 

وتزامنا مع التغريدات التي دعت لمقاطعة أي لقاء مع الإعلام الصهيوني فقد رفض أحد مواطني قطر ويدعى “محسن” إجراء مقابلة مع إحدى القنوات بعد معرفته حقيقة أنها صهيونية، وقد حيّا “شباب قطر ضد التطبيع” عبر تدوينة على حسابهم الشاب محسن على حسه الوطني العروبي والإسلامي في رفضه إجراء المقابلة مع صحافة الاحتلال، طالبين من بقية الجماهير انتهاج فعله والامتناع عن توفير أي فرص أمام الاحتلال لتغطية جرائمه وتقويض حقوق الشعب الفلسطيني وعدم التفاعل مع القنوات الإسرائيلية والالتزام بالموقف الشعبي الداعم للقضية الفلسطينية.

مشجعون لبنانيون في مونديال قطر رفضوا الحديث مع مراسل (القناة 12) العبرية، انسحبوا من أمام الكاميرا بعد معرفتهما أنه إسرائيلي، مؤكدون عدم الاعتراف بإسرائيل ولا بوجود شيء اسمه إسرائيل.. أحدهما قال للصحفي الإسرائيلي : اسمها فلسطين وليس إسرائيل، إسرائيل غير موجودة. 

ونقل مراسل القناة العبرية في قطر أن الشبان اللبنانيين غضبوا عندما عرفوا أن من يتكلم معهم هو الإعلام الإسرائيلي. وأضاف: نحن موجودون في المونديال، أود القول إنه خلف الكواليس تقريبا كل من نلتقي معهم ونعرف عن أنفسنا أمام مشجعين عرب فإنهم بشكل عام يرفضون، لكن هناك مجموعة شبان لبنانيين في اللحظة التي قلنا لهم إننا من إسرائيل تغير تعاطيهم 180 درجة. 

واستشعرت إسرائيل نبذ الحضور الإسرائيلي في الدوحة مسبقا، ودعت وزارة خارجيتها الإسرائيليين الذين يسافرون إلى قطر لإخفاء الأعلام الإسرائيلية والمواد التي تشمل نجمة داوود خلال زيارتهم، كما أطلقت موقعا إلكترونيا يهدف إلى تثقيف المشجعين وتوعيتهم بالقضايا الحساسة التي يواجهونها. 

بدورها الصحف الإسرائيلية استبقت انطلاق المونديال بالتحريض على قطر والتهجم على استضافتها كأس العالم، حتى أن بعض صحفييها وصف قطر بـ “الدولة العدوة” والمونديال بـ “مونديال العار”، فيما دعت (القناة 13) الإسرائيلية إلى الامتناع عن السفر إلى المونديال عبر تقرير عنونته بـ “أربعة أسباب لعدم السفر إلى مونديال قطر”. 

مونديال قطر، وقبل انطلاق صافرة بدايته شكل فرصة حقيقية لاستعادة الزخم العربي باتجاه دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، نجح الشارع العربي في لملمة خيباته ورفض الإملاءات عليه وقد عكس بكل أشكال مقاطعته للحضور الإسرائيلي في قطر توازيا مع مناصرته لفلسطين، كل فلسطين، بأهلها وأطفالها ونسائها وشهدائها وأسراها ومقدساتها، موقفه الصلب الذي لا تبدله الملاعب على أشكالها بعدم القفز فوق الحقيقة الدامغة أن فلسطين هي قضيتنا الأولى وبوصلة أمتنا وليست إسرائيل بكل جبروتها وغطرستها إلا الدخيل عليها.. فشكرا قطر. 

اطبع هذا المقال