رغم تهديدات الاحتلال ومضايقاته المستمرة والتي كان آخرها إخطاره بإخلاء أرضه القريبة من سياج الفصل العنصري داخل حدود قرية الجلمة شمال جنين، وإزالة البيوت البلاستيكية والمحاصيل الزراعية، يرفض المزارع أبو محمد أبو فرحة، الخضوع والتخلي عن مصدر عيشه وأسرته، ويطالب كافة الوزارات والجهات المعنية بالوقوف لجانب مزارعي الجلمة، لإفشال ومواجهة سياسات الاحتلال الهادفة كما يقول ” لنهب الأرض والتفريغ القسري وتدمير القطاع الزراعي في المنطقة التي تعتبر زراعية من الدرجة الأولى”.
” التهجير الناعم” الوصف الذي أطلقه المزارع أبو فرحة على القرار الاسرائيلي الجديد الذي طال العشرات من أصحاب الأراضي والمزارعين في منطقة الجلمة، بعدما وزع الاحتلال إخطارات عليهم، لإزالة البيوت البلاستيكية ونقلها من المنطقة لمسافة عشرات الأمتار، وقال “هذه الأرض ورثها أباً عن جد، ونعمل فيها طوال عمرنا ولا يوجد بديلاً عنها، لنعيش حياة كريمة ونوفر المستقبل لأسرنا، فكيف سانقلها وإلى أين ولا يوجد أرض أخرى لي ولغيري من المزارعين، إنه قرار بالتدمير والتطهير والطرد لنا بطريقة غير مباشرة”.
بشكل دائم، يمضي أبو فرحة وشقيقه يومهما بالعمل في أرضهما ورعاية بيوتهما البلاستيكية والمحاصيل الزراعية الأخرى، لكن الاحتلال قطع عليهما الطريق، وأصبحا مهددان بخسارة مصدر دخلهما الرئيسي والوحيد، في حال قيام الاحتلال بتنفيذ قرار إزالة البيوت البلاستيكية، ويقول ” ما يجري اليوم، استمرار لحرب الاحتلال ضد القطاع الزراعي في قرية الجلمة التي تعتبر ضمن سلة الغذاء الرئيسية في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل، بالإضافة لهدفهم الأخطر بإفراغ الأرض من السكان”، مضيفاً ” إن تنفيذ عملية هدم وإزالة البركسات، يهدف إلى إرغام المزارعين على إهمال الأرض وعدم الاهتمام بها، بسبب خوفهم وقلقهم من الاعتداءات والعقوبات الإسرائيلية، لكني مهما مارسوا لن أترك أرضي “.
ويوضح أبو فرحة، أن القطاع الزراعي في الجلمة، عانى ولايزال الكثير في ظل ممارسات الاحتلال التي لم تتوقف خلال السنوات الماضية، من اقتحام المنطقة وإغلاق الطرق وإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز وعدم السماح لهم للعمل في أراضيهم، سواء في ساعات الصباح الباكر أو ساعات المساء، وأحياناً يكون هناك إطلاق للرصاص بشكل متعمد ومتكرر لترويع المزارعين وطردهم من الارض ، موضحاً أن هذه الممارسات دفعت بعض المزارعين لبيع أراضيهم، وأضاف ” للأسف هناك إهمال وتهميش للمزارع الفلسطيني رغم صموده وما يتعرض له من انتهاكات وممارسات لمصادرة أرضه وتدمير مزروعاته، ما يدفع البعض لترك الارض والزراعة والعمل في مجالات أخرى “.
ويؤكد أبو فرحة خطورة الإخطارات الجديدة التي تطالب المزارعين بتدمير محاصيلهم وبيوتهم البلاستيكية، ويقول ” ما يجري، تهجير ناعم بطريقتهم الخاصة، هدفه أن نخرج من الأرض بانفسنا وليس جبرا منهم ، في ظل منعنا من حفر الآبار الزراعية وإغلاق الموجود منها وتدميرها، ومصادرة الحفارات والجرارات الزراعية “، مضيفاً ” نطالب بتحرك عملي وفوري من المؤسسات المعنية والحكومية والدولية من اجل الضغط على إسرائيل للتراجع عن قرارها التجويعي التعسفي والظالم”.